أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -جرذان الذهب.. وشيب العراق المنسيّ-














المزيد.....

-جرذان الذهب.. وشيب العراق المنسيّ-


حامد الضبياني

الحوار المتمدن-العدد: 8425 - 2025 / 8 / 5 - 07:33
المحور: قضايا ثقافية
    


أيها السادة الذين ما زالوا ينامون على وسائد من حرير، هل تصلكم أصوات الشيب وهي ترتجف جوعًا خلف أبواب الإيجار؟ هل تعلمون كيف يختنق المتقاعد العراقي كل شهر وهو ينتظر معاشه كأنّه انتظار من خرج ولم يعد؟ أم أنّ صمتكم لا يُخترق إلا بأصوات الفخامة حين تُزاد مخصصاتهم، وتُقلّص أرغفة الفقراء؟نعم، هذا ما يحدث في بلاد الأنهر القديمة، بلاد الحرف الأول والدمعة الأخيرة.. في عراقٍ تسير فيه العجائز إلى الصيدليات بلا مال، وتغادرها بلا دواء. في وطنٍ يُعامل فيه المتقاعد وكأنّه عبء على خزينة نُهبت ألف مرة، لا كأنّه من بنى أعمدتها وعرق سنواته بُنْيَانُها.أيها "الكرام" في قصور الحكم، ألا تعلمون أن بين كل تأخير لراتب متقاعد، هنالك طفلًا لا يذهب إلى المدرسة، ومريضًا لا يُكمِل علاجه، وربما قبرًا يُفتح لشيخٍ لم يحتمل وجع الانتظار؟ هل بلَغَ بكم الاستهتار حدّ سرقة رواتب من صار شعرهم أبيض كالملح، وظهورهم محنية من ثقل الحياة؟ أم أنكم لا ترون إلا الرفاه والربح؟لا تقولوا "خزينة الدولة فارغة"، فقد صارت هذه الجملة سمفونية قديمة مملّة، خاصة حين تُقرن بتقارير غربية تكشف كيف أُخرجت الأموال إلى مشاريع وهمية وصفقات مجهولة، ومرّرتها تلك التي كانت تصرخ على المنصات رفضًا لحقوق المتقاعد، وتُوقّع بالمقابل بالموافقة على رفع مخصصات الحيتان.. عجبًا لمن تبكي على فقاعة وتضحك حين تُسرق بحيرة!ومن المفارقات المضحكة المبكية، أن الجرذ الذي التهم خزائن الدولة ـ كما زعموا ـ ربما كان أرحم من أولئك الجرذان البشرية التي التهمت خزائن الوطن باسم المناصب، ثم اتهمت الجرذ الحيوان ككبش فداء للفساد!يا رئيس الوزراء، أما وعدتَ؟ أما قلتَ إنك ستنصف الشيوخ وأصحاب الرصيد الوطني؟ أما أقسمت أن لا راتب يُمسّ، ولا جهد يُهان؟ أين ذهبت تلك الخطب؟ هل أكلتها النار؟ أم ضاعت في مهب رياح المكاسب والمنافع والترضيات السياسية؟يا من تجلسون على الكراسي الفارهة، أتعلمون أن آلاف العوائل تنتظر راتبًا واحدًا كي تدفع إيجار بيتٍ من صفيح؟ أتعلمون أن بين كل تأخير، ثمة كرامة تُطعن، وثقة تُغتال، ومواطن ينهار وهو يقول: "بلدي خانني!"؟لا تجعلوا الشعب يلعن الساعة التي صدّق فيها أحلامكم. وإن لم تخافوا من الناس، فاخشوا يوماً توعد به القرآن، حين تُحشرون حفاة عراة، وكل الأموال التي نهبتموها ستكون شاهدة، وكل دمعة شيخ ستتحول نارًا في صحائفكم.أتعرفون ماذا يقول أهل النار بعدما ضاعت فرصهم؟يطلبون الخروج، فيُقال لهم: (اخسؤوا فيها ولا تكلمون).يطلبون الموت ليرتاحوا، فيُقال لهم: (إنكم ماكثون).يرجون يومًا بلا عذاب، فيقال: (ادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال).ثم يرجون شربة ماء من أهل الجنة، فيُقال لهم: (إن الله حرمهما على الكافرين الذين اتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا وغرتهم الحياة الدنيا).
هكذا قالها الله، وهكذا سيكون الحساب.فاتقوا الله في هذا الشعب الجريح. فلا جرذ سرق وحده، بل كانت هناك أيدٍ بشرية تحفر معه الأنفاق، وتسحب معه الذهب. المتقاعد ليس فائضًا في حسابات الدولة، بل هو أصلها. ارفعوا أيديكم عن أرزاق الناس، ولا تجعلوا شيبهم لعنة عليكم في الدنيا والآخرة.فمن خان الوطن، لا يهرب من النار بورقة منصب.ومن سرق قوت المساكين، لا يشفع له دفتر حزب.ومن قطع عن الشيخ دواءه، لا يغفر له التاريخ ولا الله.
فإن نسي الناس، فالله لا ينسى.



#حامد_الضبياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موطئ القدم الناعم: خطر العمالة الأجنبية حين تستحيل أقليةً مط ...
- العراق والكويت: ملحمة السقوط العربي في حضرة التحالف الغادر
- ياسين غالب.. طائر الحرية الذي حطّ في هلسنكي
- الشرق الأوسط الجديد... حين يتهاوى ظلُّ طهران ويُولد الضوء من ...
- الجرذ الذي أكل 62 ترليوناً ولم يتجشأ
- صرخة في وجه التفاهة الإعلامية: حين يصبح الانحدار خبزًا يوميً ...
- -على موائد الإمبراطوريات: حين تُباع الأرواح بثمن الدولار-
- -دولة الوجهين ونصف عمامة-
- -قوّادو الكلمة وباعة الوهم: حين يصبح الإبداع طعنة في خاصرة ص ...
- -شهرة على مقاس العُري… ومثقفٌ خلف الستار-
- استري نفسكِ… قبل أن يفضحكِ هاتفكِ!
- فيروز تودّع نغمة قلبها.. حين بكى الصباح في حضن الوطن
- شمشونا... رماد ملكةٍ لم تولد، وسؤالٌ يمشي في شوارع بابل
- من باع الخور والنفط والأرض
- -المرشح الراقص والناخب الطيّب: من جوبي البرلمان إلى حفلة الد ...
- -الفن العراقي... بين ضوء الماضي وظل الحاضر-
- قفي أيتها الملكة.. فالساقطون لا يرون الهامات المرتفعة
- من أندلسِ تطوان إلى نبضِ بغداد: شهرزاد الركينة… نشيدُ الفنّ ...
- -أنا الحرف الذي لا يركع… هذا بعض ما كنته يا سائلين عن حامد ا ...
- -اخوتنا درع العراق… حين يكون العراقي ظلاً لأخيه-


المزيد.....




- من أنقاض زلزال.. بحرينية تستكشف سحر -الغابة الغارقة- في كازا ...
- -جزيرة الآلهة-.. ما سرّ انتقال هذه الأمريكية إلى بالي بإندون ...
- تحول لافت داخل الحزب الديمقراطي في أميركا: تزايد الانتقادات ...
- إصابة 4 فلسطينيين باقتحام الاحتلال مدينة نابلس
- قانون -هاتش- تشريع لمحاربة الولاء الحزبي في الإدارة الأميركي ...
- اليد الميتة.. -آلة يوم القيامة- النووية الروسية
- معتقل راكيفت.. -صندوق- إسرائيلي تحت الأرض لإخفاء أسرى غزة
- النعمان قرية مقدسية تواجه شبح النكبة
- جنوب إفريقيا.. مالك مزرعة أبيض يُحاكم بتهمة -قتل امرأتين سود ...
- لماذا توترت علاقة بوتين وترامب؟ وهل يقتربان من -تصادم مباشر- ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -جرذان الذهب.. وشيب العراق المنسيّ-