أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -ريما حمزة... عندما تعزف القصيدة وتكتب الموسيقى-














المزيد.....

-ريما حمزة... عندما تعزف القصيدة وتكتب الموسيقى-


حامد الضبياني

الحوار المتمدن-العدد: 8436 - 2025 / 8 / 16 - 10:56
المحور: قضايا ثقافية
    


من بين ضلوع السويداء، حيث ينمو الزعتر بريًا وتتنفس الأرض عبير التين والعنب، وُلدت امرأة من طين الذاكرة ونار الحلم... امرأة لا تكتب القصيدة فحسب، بل تتقمصها، تُنشدها بصوت عودٍ دامع، وتُذيبها فوق أوتار الكمان كأنها صلاة خفية. إنها ريما حمزة، ابنة الثورة والطهر، سليلة الجبل الذي أنجب سلطانًا وصرخة، وشمسًا وقمرًا، وجمالًا فيه من الأرض جذر، ومن السماء ضوء.امتزج في تكوينها عبق الحضارة بنقاء الطفولة، وعطر الورد بصوت الناي... كأنّ الله، حين خلقها، أراد أن يجمع بين القصيدة والسمفونية في جسدٍ واحد، وروحٍ واحدة. من عاصمة الثورات العربية، من مهد النشيد الذي أنشده فريد الأطرش ذات وجع، ولدت ريما كأنها تكملة للحكاية، أو فاصلة موسيقية في زمن اختنق بالصمت.في وجهها تنام الشمس وينهض القمر، وفي عينيها وجعٌ لا يعرفه سواها، وجعٌ يمشي بين الناس بشهقة أغنية، أو تنهيدة كمان. إنها امرأةٌ ناعمة المظهر، صلبة الجوهر، يخطئ من يظنّها مجرد أنثى تمر على الطريق، فهي تحمل بداخلها تناقضات الزمان: الرقة والصلابة، الطهر والتمرد، العزف والكتابة، لتصبح رمزًا لإنسان لا ينكسر مهما حمل من ألم.صاحبة الصوت المختلف في الموسيقى، والفكر المختلف في الأدب، كتبت لصحفٍ عربية وعالمية، ونالت جوائز في مجالي الموسيقى والشعر، لكنّها لم تتوقف عند التصفيق، بل جعلت من الفن رسالة وواجبًا ومسار حياة. خريجة المعهد العالي للموسيقى، أبدعت في عزف العود والكمان، وتفوقت على أقرانها بلمستها التي تنبض بالحياة وتغزل من الأحزان مقطوعة ضوء.لم يكن جمالها حاجزًا بل بوابة، جسدًا يسكنه وجع شفاف، وروحٌ تأبى أن تختبئ خلف الألم، بل تحوّله إلى ابتسامة تهدى للناس على حساب سعادتها. لم تتردد يومًا في أن تكون هي "صانعة الفرح بوجه الدمع"، تحاول تطهير الحياة من شوائبها، لا بالكلام بل بالعطاء، لا بالشكوى بل بالإبداع.عاشقة لياني، ومفتونة بفريد، وتذوب طربًا في صوت فيروز وعبد الحليم، وريما لا تُقلّد أحدًا، بل تنسج عالمًا خاصًا بها، يشبه نسيم جبلها وشوقه إلى الضوء. في عالمها، تتعانق القصيدة مع الإيقاع، وتتحوّل الحروف إلى ألحان، والدموع إلى ابتسامات على شفاه المستمعين.ورغم ما حققته من حضور إبداعي لافت، تظل ريما حمزة تحمل في قلبها رسالة لم تكتمل فصولها بعد. فهي لا ترى الفن نهاية، بل بداية مستمرة لاكتشاف الذات والآخر. تسعى أن تكون الجسر الذي تعبر عليه الأجيال الجديدة نحو جمالٍ أصيل لا يخضع لمقاييس السوق، وأن تزرع في كل قلب نبضة موسيقى، وفي كل عقل بذرة فكرة. تحلم بمشروع فني ثقافي واسع، يدمج الكلمة بالصوت، والموسيقى بالشعر، في عمل يليق بروح الإنسان العربي وجذوره. لا تريد أن تكون مجرد صوت جميل أو قلم لامع، بل طيفًا يُلهم، وصوتًا يُغيّر، وامرأةً تُكتب عنها الحكايات... لا لأنّها مشت خلف الضوء، بل لأنها كانت النور ذاته.



#حامد_الضبياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يُحاصَر الفن في وطن المواهب
- بان زياد… حين يختنق الحق بين أضلاع البصرة
- ما بين قلبي وعيناكي
- من المعلقات إلى المكتبات: رحلة خالد اليوسف في سطور الوطن
- غزال الروح
- ماريا تيريزا ليوزو… سيدة الحرف المترف بين زيتون كالابريا وعب ...
- يا غيمةً
- -العراق.. وطنٌ يضيء بالوعود وينطفئ بالابتسامات-
- الذين يريدون أن يفاوضوا ملك الموت
- -لظى الشوق في غيابك-
- حين تنام القصيدة ويصحو الخراب… قراءة في نص «وطنٌ يبيع ملامحي ...
- تاريخ العقول الممنوعة — حين يصبح الفكر تهمة أكبر من الخيانة
- الكتب غير المقروءة… مقابر فاخرة للحبر
- حين تتقاتل الظلال على جدار التاريخ
- -لم يكن الوطن بيتًا مشتركًا، بل مائدة حصرية، جلس عليها من ظن ...
- -على هامش الحضيض... حين يتقوّأ السفهُ على القامات-
- كنت أحبها... وما زلت
- بغداد... حين كانت العرش والسيف والمحراب والقصيدة ...
- عبد السادة البصري... شاعرٌ نَزَفَ الجنوبُ بين حروفه .حين تصب ...
- -الدم الذي يقطر من سبحات الزيف-


المزيد.....




- -سبايس إكس- تعتزم إجراء رحلة جديدة لصاروخها العملاق -ستارشيب ...
- تدمير أحياء غزة يكشف مخطط نتنياهو لاحتلال المدينة
- قمة ترامب - شكلا ومضمونا، كل شيء مقابل لاشيء
- سوريا: فيديو متداول لـ-انشقاق قوات من قسد وانضمامها إلى العش ...
- -لا يمكن رشوة بوتين لإنهاء الحرب-- مقال رأي في التلغراف
- جدل متصاعد حول التمييز.. دعوات في فرنسا لمقاطعة المنتجعات ال ...
- رجال الإطفاء يصارعون النيران للسيطرة على حرائق الغابات المست ...
- مسؤولان سابقان في إدارة بايدن: الجيش الإسرائيلي لم يقدّم أدل ...
- جعجع يؤكد دعم المؤسسات ويعتبر تصريحات قاسم تهديدا للبنان
- الليثيوم.. المعدن الحيوي يشعل سباقا عالميا في عصر الطاقة الم ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - -ريما حمزة... عندما تعزف القصيدة وتكتب الموسيقى-