أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - د. عادل جودة - تحليل أدبي لـ -هايبونات المحبّة- للشاعرة رانية مرجية














المزيد.....

د. عادل جودة - تحليل أدبي لـ -هايبونات المحبّة- للشاعرة رانية مرجية


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8454 - 2025 / 9 / 3 - 16:50
المحور: الادب والفن
    


هايبونات المحبّة هي مجموعة من التأملات الشعرية العميقة (هايكو) التي تنسج خيوطًا رفيعة بين مختلف تجليات المحبة في الوجود الإنساني. تستخدم الكاتبة لغة مجازية غنية وصورًا حسية ملموسة لتعريف المفاهيم المجردة.

١ - البناء الفني والانزياح اللغوي:

√ التكرار البنائي:
اعتماد تكرار نمط "المحبّة هي..." يخلق إيقاعًا داخليًا يوحد القصائد الست.
√ انزياح الدال والمدلول:
تفكيك الكاتبة للمفاهيم التقليدية للمحبة وإعادة بنائها عبر صور غير متوقعة:
• محبة الأم "هواء نتنفسه ولا نراه"
• المحبة للوطن "أن نحمله في أصواتنا وملابسنا"
• محبة الله "العبادة الوحيدة التي لا تحتاج ترجمانًا"

٢ - الصور الشعرية والرمزية:

= الرموز الحسية:
تستحضر الكاتبة عالمًا من الرموز الملموسة التي تحمل دلالات وجودية:
= الخبز/الرغيف:
رمز العطاء والحياة والأمومة
= شجرة الزيتون:
رمز الجذور والاستمرارية والسلام
= القمر:
رمز الهدوء والروحانية والصفاء
= الحمامة:
رمز السلام والأمل والمستقبل
= المفارقات الشعرية:
استخدام مفارقات عميقة تخلق دهشة فكرية:
- "حب صامت" (في حديثها عن محبة الله)
- "وطن حي" (رغم احتمالية محيه من الخرائط)
- "صوت غد" (في صورة الحمامة الصامتة)

٣ - البعد الفلسفي والوجودي:
تناقش القصيدة محاور وجودية أساسية:

∆ الهوية والانتماء:
عبر علاقة الإنسان بأمه وطنه ونفسه.
∆ العلاقة مع الآخر:
من خلال قبوله كما هو بضعفه ونقاط هشاشته.
∆ العلاقة مع المطلق:
عبر إعادة تعريف العبادة كحب ملموس للخلق.

٤ - الخصائص الأسلوبية:

٠٠٠ الاقتصاد اللغوي:
استخدام لغة مكثفة تحمل أكبر قدر من الدلالات بأقل عدد من الكلمات.
٠٠٠ الانزياح عن المألوف:
كسر التوقعات في تعريف المحبة (ليست كلمات، ليست طول سجود...).
٠٠٠ الحوار مع الذات:
عبر الانتقال من ضمير الغائب إلى ضمير المخاطب ("أحبّني") مما يخلق تأثيرًا حميميًا.

٥ - الوحدة العضوية: رغم تنوع موضوعات المحبة الستة،إلا أن خيطًا ناظمًا يجمعها:
تحويل المجرد إلى ملموس وتحويل العاطفة إلى فعل وتحويل المفهوم إلى تجربة حية.

هذا العمل يستحق القراءة والتأمل أكثر من مرة لأنه يقدم طبقات متعددة من المعنى ويلامس أوتارًا عميقة في النفس الإنسانية دون افتعال أو إنشائية مفرطة.

شكرًا لك على هذا النص الجميل.


1756881557400.png


هايبونات المحبّة

✍️ بقلم: رانية مرجية

١. محبّة الأم

كانت أمي تنام قرب رأسي، تضع كفّها على جبيني كأنها تحرسني من أحلامٍ ضالّة. لم تقل يومًا “أحبّك” كثيرًا، لكنها قالتها في خبزها الساخن، في دمعتها المكتومة، وفي دعائها الذي لا ينتهي.

أدركتُ أن محبّة الأم ليست كلمات، بل هواء نتنفّسه ولا نراه.

دفءُ التنور،
رغيفٌ يضيء الليل—
قلبُ الأم.

٢. محبّة الوطن

المحبّة ليست فقط للإنسان؛ هي أيضًا للأرض. حين نزرع الزيتون نُدرك أنّ جذورنا أطول من أعمارنا. المحبّة للوطن أن نحمله في أصواتنا وملابسنا وصلواتنا. أن نردّد اسمه حتى لو مُحي من الخرائط.

ظلُّ الزيتونة،
يمتدّ في دمي—
وطنٌ حيّ.

٣. محبّة الإنسان

كم هو صعب أن نحبّ إنسانًا آخر كما هو، لا كما نريده أن يكون. لكن المحبّة الحقيقية هي أن نرى ضعف الآخر ونظلّ نمدّ له اليد. أن نقول له: “أنت كافٍ، حتى حين تنهار.”

عينان دامعتان،
لكن اليد تمسك بي—
نبضُ حياة.

٤. محبّة الله

المحبّة لله لا تُقاس بطول السجود ولا بعدد الكلمات، بل بقدرتنا أن نحبّ خَلقه. حين نرى الله في وجه فقيرٍ أو في ابتسامة طفل، نكتشف أن المحبّة هي العبادة الوحيدة التي لا تحتاج ترجمانًا.

قمرُ الفجر،
يضيء فوق السجادة—
حبٌّ صامت.

٥. محبّة النفس

نسينا أن نحبّ أنفسنا. نطارد الكمال حتى نصير غرباء عن وجوهنا. لكن المحبّة تبدأ حين نقول: “أنا كافٍ كما أنا.” حين نصالح ظلّنا ونبتسم لندوبنا.

مرآةٌ صامتة،
تردّد في عينيّ—
أحبّني.

٦. محبّة السلام

السلام ليس غياب الحرب فقط، بل حضور المحبّة. أن نتعلّم أن نضع الحجر أرضًا بدلًا من أن نرفعه على أحد. أن نجعل من الكلمة جسرًا لا خندقًا، ومن اليد ميثاقًا لا قبضة.

حمامةٌ بيضاء،
تحطّ فوق السياج—
صوتُ غدٍ.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القتل فخرًا
- رهبان ولكن حين تتحوّل القداسة إلى لعنة
- سماء حديدية
- انفصام – قصة رمزية فلسفية
- الدروز بين “حلف الدم” و”حلف الحياة”: قراءة في نص سعيد نفاع
- خوة وأكثر إلى إخوتنا الدروز في فلسطين والجولان… أنتم الهوية ...
- الأديبة السورية بسمة الصباح يا جبل ما يهزك ريح
- فقدتُ طلقة واحدة
- ما يدور في السماء: اعترافات الكائن الأزلي
- سيكولوجيا الأحلام: حين يتكلّم اللاوعي بلغة الرموز
- رام الله ، … مدينة القلب والذاكرة
- الشيطان يضحك
- هلوسة الجنة
- هلوسة النار
- المتجددين
- حين يعلو الصوت وتخفت الروح
- الصلاة الغامضة
- عامر عودة وتجديد أفق القصة الفلسطينية: قراءة نقدية في «بداية ...
- دراسة تحليلية أكاديمية في كتاب -إبليس في التحليل النفسي- لسي ...
- أمي، هل تخبرينا عن الحياة في السماء؟


المزيد.....




- ثقافة -419- في نيجيريا.. فن يعكس أزمة اقتصادية واجتماعية
- بريق الدنيا ووعد الآخرة.. قراءة في مفهومي النجاح والفلاح
- يجسد مأساة سكان غزة... -صوت هند رجب- ينافس على -الأسد الذهبي ...
- شاهد..من عالم الأفلام إلى الواقع: نباتات تتوهج في الظلام!
- مقاومة الاحتلال بين الكفاح المسلح والحراك المدني في كتاب -سي ...
- دور الكلمة والشعر في تعزيز الهوية الوطنية والثقافية
- لا شِّعرَ دونَ حُبّ
- عبد الهادي سعدون: ما زلنا نراوح للخروج من شرنقة الآداب القلي ...
- النّاقد السّينمائي محمد عبيدو ل “الشعب”: الكتابات النّقدية م ...
- الرّباط تحتضن عرض مسرحيّة (البُعد الخامس) لعبد الإله بنهدار ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - د. عادل جودة - تحليل أدبي لـ -هايبونات المحبّة- للشاعرة رانية مرجية