أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق فتحي - حول المدونة الجعفرية الرجعية.... القسم الثالث














المزيد.....

حول المدونة الجعفرية الرجعية.... القسم الثالث


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8454 - 2025 / 9 / 3 - 16:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الميراث وحصة رجل الدين

في البدء يجب توضيح بعض النقاط قبل اكمال هذه السلسلة:

لم يجري التصويت او اخذ رأي الناس حول هذه المدونة، بالتالي فهي مدونة سلطة دينية لا أكثر.

لا يستهدف النقد أي مذهب او أي طائفة معينة مثلما يتصور البعض، فالمدونة هذه يوافق عليها اغلب رجال الدين ومن مختلف المذاهب. لا فرق كبير بين تعاليم داعش او طالبان أو الاخوان عن هذه المدونة.

لنعود الى ما نريد قوله:

الميراث هو الباب الرابع من هذه المدونة، وهو أكبر الأبواب، كون الميراث يعزز من بقاء النظام الطبقي، والدين يعيش ويقوى ويتأبد بالنظام الطبقي، وأيضا، وهو شيء جوهري، ان هذا الباب يعزز من ثروة رجال الدين أكثر، فهو يبقي حصة لهم من المواريث عند عموم المجتمع، ورجال الدين حريصون كل الحرص على بقاء حصصهم من المال العام، بل، إذا اقتبسنا عبارة ماركس في مقدمة الجزء الأول من رأس المال من ان "الكنيسة الإنكليزية العليا تصفح عن التعدي على 38 من 39 بنداً من بنود رمز ايمانها ولا تصفح عن التعدي على 39 على واحد من دخلها النقدي". فهذه القضية جد حساسة بالنسبة لهم، لهذا كان باب الميراث الأكبر في هذه المدونة.

لنقرأ المواد التي تذهب بالأموال لرجال الدين، الذين بذكائهم حولوا هذه المواريث لما يسمى ب "حصة الامام":

المواد: 245، 246، 252، 308، 323، 324.

هذه المواد صريحة وواضحة في نقل المواريث لرجال الدين، ففي كل مادة تذيل "ويصرف بأذن المرجع الديني في تأمين الحوائج الضرورية للمؤمنين"، وهذا تصريح بأن المال والثروة تذهب لرجل الدين. بل ان المادة 324 فيها إصرار على ان الشخص الذي لا وارث له ليس من حقه ان يوصي بتصريف أمواله بعد مماته، تقول هذه المادة:

(إذا أوصى من لا وارث له الا الامام "ع" بجميع ماله للفقراء والمساكين وأبناء السبيل لم تنفذ وصيته الا بمقدار الثلث كما لو أوصى به في غير ذلك).

بمعنى ان انسانا ما لديه ثروة كبيرة، وليس لديه عائلة أو من يرثه، وقد أوصى ان تتوزع أمواله للفقراء والمساكين، فلا يمكن تنفيذ وصيته، الا بمقدار
بسيط، والباقي تذهب لرجال الدين.

هنا تكبر طبقة رجال الدين وتثرى أكثر فأكثر، ويصبحوا قوة كبيرة داخل المجتمع، يستطيعون بتلك الأموال فعل الكثير، بل انهم يستطيعون فرض سيطرتهم وهيمنتهم بالكامل على المجتمع.

المشكلة ان الباب الخامس والأخير وفي مادته 336 بت بشكل قاطع بعدم جواز العمل بغير هذه المدونة، تقول المادة (لا يعمل بأي نص يتعارض واحكام هذه المدونة)، والمشكلة الأكبر ان مشرعي هذه المدونة يقولون انه تم إصدارها بالتنسيق مع مجلس القضاء الأعلى، فأي مجلس تافه هذا الذي يوافق على سلب حقوقه وصلاحياته تماما.

ان هذه المدونة الرجعية ستلغي بقايا أي مدنية للدولة، فعندما تذكر المدونة ان الأموال يجب ان تذهب لرجل الدين فهذا يعني ان الدولة هو رجل الدين، ويبدو ان مشرعي هذه المدونة المتخلفة رفعوا شعار "نحن الدولة، والدولة نحن"، لهذا عندما تم التصويت عليها قالوا "لقد انتصرنا".



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول المدونة الجعفرية الرجعية... القسم الثاني
- حول المدونة الجعفرية الرجعية... سلب موقع القاضي
- لم الضجة على استبعاد مرشح ما؟
- حول احداث مدينة السليمانية
- اجتماعية المسرح ... بحث في الاشباح الجماعية
- صورة الانحطاط الأخلاقي لأعضاء مجلس النواب العراقي
- (هناك محرقة في غزة)
- تصريحات عراقجي ... تلويح ام لملمة؟
- في ذكرى مأساة هيروشيما
- من اين أتت صورة رجل الدين؟
- الجفاف يضرب بقوة
- الفلسفة في برلمان الإسلاميين
- ويرحل زياد الرحباني... 1956-2025
- الإسلاميون ومفهوم (الوطن)
- غزة... الموت جوعا
- ما العمل؟
- هل يحق لجاسم الحلفي نقد علاء الركابي؟
- حول تصريحات المشهداني
- الانتحار في الموصل
- الاستخدام السياسي لقضية المهدي المنتظر


المزيد.....




- شيخ الأزهر يرفض تجويع غزة ويدعو إلى تضامن عربي وإسلامي
- -الرئاسية لشؤون الكنائس- تدعو لنصرة أهل فلسطين وحماية أرضها ...
- من دعا من؟ خلاف يسبق لقاء البابا ورئيس إسرائيل في الفاتيكان ...
- مصر.. ساويرس ورده على -دليل إلغاء الإخوان للديمقراطية- يشعل ...
- قاليباف: على الحكومات الإسلامية اتخاذ خطوات عملية لوقف آلة ا ...
- من الحركيين إلى التقليديين: إعادة إنتاج الأفيون باسم الإسلام ...
- الكنيست يصوت على تعديل مصطلح -الضفة الغربية- إلى -يهودا والس ...
- حرب غزة وتداعياتها.. هل أثرت على الأقلية اليهودية في تونس؟
- الاضطرابات تجتاح أكبر دولة إسلامية في العالم.. فما الذي يجب ...
- الموصل تستعيد رموزها التاريخية: افتتاح الجامع النوري والحدبا ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق فتحي - حول المدونة الجعفرية الرجعية.... القسم الثالث