أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد عطيه الذهبان - ( الشيخُ شِهابُ الدِعِس شيخُ عشيرةَ الحسون تاريخٌ وحِكاية )














المزيد.....

( الشيخُ شِهابُ الدِعِس شيخُ عشيرةَ الحسون تاريخٌ وحِكاية )


محمد عطيه الذهبان
كاتب في بعض الجرائد والمجلات

(Mohammed Atiyah Aldhahban)


الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 10:14
المحور: سيرة ذاتية
    


قسوَةُ الظروف التي كان يعيشُها سُكانُ الريف في العراق قبل عشراتِ السنين والظروفُ المعيشِيةُ الصعبة في ذلك الوقت كانَ الجوعُ هو المسَيطِرُ على أغلبِ سُكانُها لعدمِ توفر فُرصٌ للعملِ في تلكِ المناطق التي تفتقرُ لوجودِ المعامل أو الأسواقُ وغيرها ، هذهِ المعاناة جعلَت البعضُ من الشخصيات تبرُز لمواقفها المُتميَّزة سواءٌ كانَ في الشجاعةِ بصورةٍ عامة والكرَمُ بشكلٍ خاص ، ومازالَ الناسُ يتحدثونَ عن تلكَ المواقفُ حتى يومِنا هذا ، وأغلبُ من تميَّز في هذهِ المواقف هم شيوخُ بعضِ العشائر خلالُ تلكَ الحِقبةُ الزمنية . لذلك على المؤَّرخِين والكُتاب إنصافَهم والكتابةِ عنهم وعن أفعالِهم تلك لكي تكونُ عِبرةً ودروس لكلِّ جيل حتى يعرفوا إنَّ التاريخُ يُسجِلُ المواقِفَ بخِيرها وشَرها وإنَّه لايرحم . لذا إختَرتُ الكتابِةُ في هذا المقال عن شخصيةُ المرحوم الشيخ شهاب الدعس أحَدُ شيوخ قبيلةُ الجبور والشيخُ العام لعشيرةِ الحسون ونسبه بالكامل هو ( شهاب علي حسين الدعس محمد الحديد العلي محمد الحسون الشويخ الجاموس الهيچل العامر البشر جبارة الجبر ) الذي ولد في ١ / ٧ / ١٨٨٥ وتتوزَعُ عشيرتَهُ في مختلفِ مناطقُ محافظة نينوى وقريةُ عين مانع التابعةُ لناحية زمار والتي يطلَقُ عليها عاصمةُ الحسون لأنها منطقةُ سكَن شيخهم شهاب الدعس وسُكانها من نفسِ العشيرة ، أما البقيةُ يتوزعونَ في الكثيرِ من أحياءِ مركز المدينة ومختلفُ أقضيةِ ونواحي وقرى المحافظة .كانَ للشيخ شهاب ولدان هُما ( علي وعطيه ) شاءتُ الأقدارُ أن يتعرَّضُ إبنهُ الكبير علي عام ١٩٦٨ لحادِثَةُ دهسٍ من قبلِ أحَدُ أبناء القوميةِ الكردية من عشيرةِ الهسنيان وهنا تبرِزُ الرجالُ في المواقفُ الصعبة ، فإتَّخذَ الشيخ شهاب الدعس قرارًا بالعفو عن هذا السائق دونَ دفعُ الدِية مُتَّخذًا مبدأُ العفو عندُ المقْدِرة . وبعدَ مرورِ عدةُ سنوات وتحديدًا في عام ١٩٧٤ تعرَّضَ إبنهُ الثاني عطيه إلى حادثُ إصطدامِ سيارته مع سيارة سائقُ شاحنة سوري الجنسية من محافظة أدلب فعَفى عنهُ وأخرَجه من السجنِ لأنَّهُ من بلدٍ أخر ويعتبرُ ضيفاً على العراق . هنا نقِفُ حائرينَ ونحنُ نقرأُ عن هكذا رجل الذي بالتأكيد يعتبرُ من طرازٍ خاص . فقدَ ولديه وهُما في عِزِ شبابهما وتركوا خلفَهم أطفالًا صِغارًا ومع كلِّ هذهِ المصائبُ التي إبتلاهُ الله بها لكنَّهُ تحمَّلَ مرارةُ الفِراق وكُبرُ المصيبةِ وإتَّخذ قرارات يتوَّجبُ عليه إتخاذُها لأنَّهُ قدوةُ عشيرته وعليهِ أن يكونَ مثلًا يُقتدى به ودرسًا يتعلَّمُ منهُ الكثيرون في زمانِه أو للأجيالِ التي بعدُه .كان هذا الشيخُ الجليل يدافعُ عن أبناءِ عشيرته بالحقِ والعدلِ ويُرعى شؤونهم وكانَ يعتَبِرُ نفسهُ بالنسبةِ لهم الأبُ والأخ والقاضي بنفسِ الوقت لمعالجَةِ كافةُ الأُمور المشروعة والتي تتطلَّبُ منهُ الدفاعُ عن حقوقهم . وبجهوده تم الحصولُ على العديد من الأراضي لأبناءِ عشيرته في منطقةِ البعاج وغيرها من المناطق الاخرى . ومن بينِ صفاتِه أيضًا كان يجلسُ في مضيفهِ منذُ الصباح إلى وقتٍ متأخرِ من الليل لايغادِرُ المضيف ووجباتُ الطعام كانت تأتيهِ إلى المضيف ، لأنَّ من عاداتِ الشيوخ الأُصلاء عدمُ تركِ المَضِيف ، حيثُ أنَّهُ قد يأتي ضيفٌ في أي لحظةٍ ويتوجبُ عليه إستقبالهُ والترحيبُ به . وبعد هذهِ المسيرةُ الطويلة من حياته التي شهِدَت الكثيرُ من المواقفِ والقِصص ، لكن إختصرُتها ببعضِ المواقف التي أشَرتُ إليها في بدايةِ المقال توفي في ٣ / ٧ / ١٩٨٩ بعد أن عاشَ أكثر من مئةِ عام .حينها كانَ لديهِ ثلاثَةُ أحفاد هم كل من ( كامل وأحمد من إبنه علي وفيصل من إبنه عطيه ) وكان الإبنُ الأكبر لولدهِ علي هو كامل الذي كان يبلغ من العمر حين وفاةُ جَدِه ٢٤ سنة ويتَّصفُ الشيخ كامل بالهدوءِ والتواضُع والشجاعةُ والكرم وأصبحَ الشيخُ العام لعشيرة الحسون حتى يومنا هذا ، حيثُ تولى قيادةُ العشيرة وهو في ريعانِ شبابِه ، لكن كانَ لتربيةِ جَدِّه إليهِ وملازمتهُ الدائمةُ لهُ في المضيف دورٌ الكبير في نشأتِه نشأةً صحيحة ، حيثُ كانَ يعرفُ كل التقاليدِ والأصولُ العربية التي يجبُ ان يتَّصفُ بها الشيخ . وحظِي بالإحترامِ والتقدير بين أبناِء عشيرتِه وبينَ شيوخُ وأبناءُ العشائر الأُخرى ، وفي بعضُ الحالات تمَّ إختيارهُ من قبلِ بعضُ العشائرُ الأُخرى للتحكيمِ في كثيرٍ من المشاكِل التي تحصل لأنَّهُ يمتلكُ بالدرجةِ الأولى الحظُ والبخت . ولمكانتهِ المرموقة على مختلفِ المستويات يحظى الشيخ كامل ابوإبراهيم بمقبوليةٍ كبيرة لدى كافةِ أُبناءُ عشيرته ، وحافظ على سمعَُة وتاريخُ جَدِّه . ونحنُ نعلمُ في وقتنا هذا الكثيرين يحاولونَ بشتى الطرق أن يُناديهُم الناس بكلمةِ شيخ وهم ليسوا بشيوخ . ولكنَ الشيخ كامل أَصبح شيخًا بالوراثة ولكن لايُحب أن تطلق عليه كلمَةُ شيخ بل يُردِدُ دائمًا كلمةُ أني خادمٌ لعشيرتي . هذا النوعُ من الرجال يعتبرُ مفخرةٌ وتاريخهم ناصعُ البياض ويمتلكِونَّ ثقةٌ عاليةٌ بالنفس لأنهم هم من يُشرفون المُسمَّيات والمُسمَّيات تتشرفُ بهم .



#محمد_عطيه_الذهبان (هاشتاغ)       Mohammed_Atiyah__Aldhahban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( التأثيرتُ السلبية للتَكَبُر على الشخصية )
- ( معاناتُ البحث عن موقفٍ للسيارة لتجَنبُ الغَرامة )
- ( المريضُ فريسةُ الطبيب )
-               ( التحَدِي والطُموحُ واليأس )
- ( ثقافةُ الإستئذانُ قبلُ الزيارة )
- ( اهالي ناحية القيارة أهلُ الشجاعةِ والكرمُ والشيمة )
-         ( بِرِّوا والدَيكم قَبْلَ فَواتِ الأوان )
-             ( مراحِلُ الصداقةِ وعواقِبُها  )
-      ( الخبيرُ النفطي جاسم الذهبان فخامَةٌ وعِنوان )
-   ( التحَدِي والطُموحُ واليأس )
-      ( أسواقُ مدينةُ الموصل )
-        ( حوادِثُ السيارات الأسبابُ والمعالجات )
-              ( الطُلابُ مابينَ الماضي والحاضِر  )
- ( الزعامةُ أساسُها المواقِف )
- ( الخِبرةُ في الحياة شَهادةٌ مُكْتَسبَه )
- ( مَحطاتُ قِطارُ العُمر )
- ( ضاعَ الوَقْتُ فَمَنْ يُعِيدُه )
- ( الصِدْقُ والنِفاق لايلتقِيان )
- ( المحتوى الهابط في الصدارة )
- عطيه الذهبان - سيرةٌ وحياة )


المزيد.....




- جثة في مشرحة سرّية في ليبيا قد تحل لغزاً عمره 47 عاماً.. ما ...
- جفاف نهر العاصي.. تحذيرات من انهيار نظام بيئي كامل
- موت يزاحم آخر في غزة.. قتل بالرصاص والقنابل والموت بحثا عن ا ...
- هل شرعت إسرائيل في دفن مشروع الدولة الفلسطينية؟
- خطط إسرائيلية لضم نحو 60 بالمئة من أراضي الضفة الغربية المحت ...
- فرنسا: بايرو يواصل محادثاته مع القوى السياسية لمنع إسقاط حكو ...
- لا للحرب في طرابلس.. ليبيون غاضبون وقلقون من التحشيدات العسك ...
- 70% من مستخدمي آيفون ينوون الترقية إلى آيفون 17 وفق الإحصاءا ...
- وزارة التربية والتعليم الفلسطينية تعلن تأجيل بدء العام الدرا ...
- انزلاق أرضي يدمر قرية في السودان ويودي بحياة الكثيرين


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد عطيه الذهبان - ( الشيخُ شِهابُ الدِعِس شيخُ عشيرةَ الحسون تاريخٌ وحِكاية )