أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - فى بنجلاديش !!














المزيد.....

فى بنجلاديش !!


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8437 - 2025 / 8 / 17 - 09:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مصر، هناك اسطوانة مشروخة لا تهدأ، تتكرر صباح مساء، هدفها إيهام الرأي العام بأن النهضة والحرية والتعليم الجيد، واللحاق بركب الأمم المتقدمة، لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تخلينا عن المادة الثانية من الدستور المصري (التي تنص على أن الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع)، وحذفنا خانة الديانة من بطاقات الهوية، وسحقنا المظاهر الإسلامية كالحجاب والنقاب، بل وتجريم ارتدائها، لننتهي إلى دولة "لا دين لها" ولا هوية، علمانيتها المطلقة هي المرجعية الوحيدة للحكم والتشريع.

المدهش أن هناك نموذجًا حيًّا سبقنا إلى هذه "الوصفة السحرية": فى بنجلاديش. فمنذ عام 1972 فُرض على شعبها دستور علماني بالقوة والبطش، ورُوّج له باعتباره الطريق إلى التقدم والتحضر. غير أن النتيجة، بعد أكثر من نصف قرن، لم تكن سوى المزيد من الفقر والتخلف والانهيار والكوارث،
فالشيخة حسينة واجد، التي حكمت البلاد على فترتين (1996–2001 ثم 2009–2024)، رفعت لواء العلمانية المتطرفة فى بنجلاديش . فحاربت المظاهر الإسلامية، وضيّقت على الأحزاب ذات المرجعية الدينية، وأجرت محاكمات ومطاردات واعدامات لأنصارها، كما منعت الممارسات الإسلامية في السياسة والنقابات، وحاربت التعليم الديني، رغم أن أكثر من 91% من سكان بنجلاديش البالغ عددهم 167 مليونًا مسلمون، مقابل أقلية من الهندوس (7.5%) والبوذيين والمسيحيين.

ومع ذلك، فلم تحقق( الشيخة) حسينة أي إنجاز يذكر لشعبها. فلا علماء مبدعين خرجوا من تحت حكمها، ولا رياضيين أو فنانين أو مخترعين ملهمين. ولا صناعات متطورة، ولا اختراعات او اكتشافات مبتكرة، بل ظل الشعب أسير الفقر والكوارث، بينما كانت حكومتها تتغنى بخطابات "التنوير" الزائفة.

وفي سنوات حكمها الأخيرة، تفاقم الانهيار الاقتصادي، رغم الأرقام "المزيّفة" التي كانت بعض المؤسسات الدولية تروج لها تواطؤًا مع نظامها الخاضع للغرب. وحين حاولت المعارضة تنظيم احتجاجات سلمية والمطالبة بانتخابات نزيهة، ردّت حسينة بالمزيد من القمع، وألقت باللوم على جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا، وكأنها شماعة للتغطية على فشلها. بل حاولت استمالة الجيش والأجهزة الأمنية، حتى وصلت لاقتراح منح أقارب العسكريين 25% من الوظائف العامة، في محاولة مكشوفة لشراء الولاء.

إلا أن الشعب لم يحتمل المزيد، فانفجرت الاحتجاجات، وسقط مئات الشهداء منذ الأيام الأولى، ومع ذلك استمرت الثورة حتى سقط نظام حسينة، وفي النهاية، وجدت "الزعيمة التقدمية" نفسها تهرب خائفة، لتلجأ — ويا للمفارقة! — إلى أحضان نظام ديني هندوسي متطرف في الهند، بعدما قضت عمرها وهي ترفع راية "العلمانية" المزعومة التي لم تكن تحتمل الإسلام ولا هويته.



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزع السلاح !!
- عقدة صنع الله !!
- تقييم صفقة الغاز المصرية،،
- لا يسقط بالتقادم !
- أين جماعة أهل السنة فى لبنان!؟
- له خوار !!
- المعادلة الصعبة فى لبنان!؟
- نزع السلاح ،هو الحل
- ذكرى شهداء حفر قناة السويس!!
- شرف الخصومة !؟
- فليتعلم الفنانون العرب من فانيسا !!
- تكرار المهزلة، مهزلة !؟
- تل الزعتر
- خراب العالم !!
- معارك وهمية !!
- المعارك الآمنة للنخب المصرية!!
- الطريق الأوحد للخلاص؟
- جذور العروبة فى مصر،،
- الهوية المصرية !!
- الإبادة مشروع معلن على الملأ!!


المزيد.....




- فيديو.. إصابات في إطلاق نار في حي يهودي في نيويورك
- يسرائيل هيوم: أنباء عن 7 مصابين في حادث إطلاق نار بحي يهودي ...
- 3 قتلى في إطلاق نار بحي يهودي في نيويورك
- راهبة أمريكية: حماس حركة مقاومة تدافع عن شعبها.. والمسيحيون ...
- الاحتلال يغلق مدخل سلفيت الشمالي
- الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في -إسرائيل- يهاجم نتنياهو و ...
- كنائس بروتستانتية تدعو الحكومة الهولندية للاعتراف بدولة فلسط ...
- الرئيس السوري يؤكد دور الكنيسة في ترسيخ أواصر المواطنة والوح ...
- إيهود باراك: نتنياهو يكذب كما يتنفس.. وترامب لا يفهم شيئا في ...
- راهبة أميركية: حماس حركة مقاومة والمسيحيون يعانون بسبب الاحت ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - فى بنجلاديش !!