أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حسن مدبولى - عقدة صنع الله !!














المزيد.....

عقدة صنع الله !!


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8434 - 2025 / 8 / 14 - 10:20
المحور: قضايا ثقافية
    


في عالم الثقافة، كثيرًا ما تسعى قوى محلية وخارجية إلى شراء ذمم المبدعين والمثقفين، تحت لافتات براقة مثل "الجوائز" أو عبر مناصب لامعة ذات نفوذ. وللأسف، يهرع الكثيرون لقبول هذه "الهبات" باعتبارها حقًا مستحقًا أو تقديرًا للإبداع، متناسين أن وراءها أثمانًا باهظة تُدفع على حساب الموقف والمبدأ.
لكن هناك دوما قلة نادرة تسبح عكس التيار، وترفض بيع الضمائر مهما كان الإغراء، مؤمنةً أن الكرامة الفكرية أثمن من أي منصب أو مزايا ،
فمثلا في عام 2003، منحت وزارة ثقافة فاروق حسني – صاحب تعبير "حظيرة المثقفين" – جائزة الرواية العربية للروائى صنع الله إبراهيم، مصحوبة بمائة ألف جنيه مصري، ووعود بالاحتفاء الإعلامي وربما تحويل رواياته إلى أعمال درامية.
غير أن صنع الله، وفي لحظة فارقة، صعد منصة التتويج وألقى بيانًا قصيرًا أعلن فيه رفض الجائزة، مؤكّدًا أنه لا يقبل تكريمًا من سلطة غارقة في الفساد والتبعية والتطبيع، وأنه يرفض أن يُشترى صمته أو يُقيّد قلمه. ويبدو فى تلك اللحظات أنه كان يدرك أن قبوله للجائزة يعني أن يصبح أسيرًا لمن منحها، وربما يُطلب منه لاحقًا دفع "المقابل". فاختار حينها أن يظل حرًا، مطاردًا للفساد، لا محاصرًا بجميل السلطة.
لكن المؤسف أن ذلك المشهد الرائع النادر لصنع الله ،تغيّر مع هبوب رياح الثورة عام 2011. فبعد أن خرج الشعب المصري يلعن الفساد الذي رفض صنع الله التكريم من صانعيه، عاد الكاتب نفسه إلى المربع الأول، متخذًا موقفًا سلبيًا من خيارات الشعب الانتخابية عقب انتصار الثورة. ودار بداخله صراع بين عشق الحرية واحترام إرادة الشعوب من جهة، والانحياز الأيديولوجي من جهة أخرى، إلا أنه – كغيره من المثقفين – سقط في فخ الانحياز الفكري الأحادى .
فلم ينتصر للحرية حين تعارضت مع قناعاته، وغلبته نزعاته الأيديولوجية فمنعته من مناصرة قيم العدالة المهدرة ، وأثمر كل ذلك عن عداء معلن لتوجهات الغالبية، ومساندة مبكرًة لبوادر الثورة المضادة، متجاهلًا تداعياتها، ومكتفيًا بتصريحات خجولة عن عدم رضاه عن بعض التوجهات الاقتصادية، أو قلقه من الاستعانة برموز عهد مبارك، بينما في الوقت نفسه أعلن تأييده للنظام السياسي واعتباره "ضرورة".

وهكذا، سقط مثقف كبير في مقام صنع الله إبراهيم في ما يمكن تسميته "عقدة المثقفين" التى تجسد الصراع بين الثوابت والمبادئ من جهة، والهوس الأيديولوجي العاطفي من جهة أخرى، ليجد نفسه – عن قصد أو غير قصد – في صف من كان يومًا يرفض جوائزهم.



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقييم صفقة الغاز المصرية،،
- لا يسقط بالتقادم !
- أين جماعة أهل السنة فى لبنان!؟
- له خوار !!
- المعادلة الصعبة فى لبنان!؟
- نزع السلاح ،هو الحل
- ذكرى شهداء حفر قناة السويس!!
- شرف الخصومة !؟
- فليتعلم الفنانون العرب من فانيسا !!
- تكرار المهزلة، مهزلة !؟
- تل الزعتر
- خراب العالم !!
- معارك وهمية !!
- المعارك الآمنة للنخب المصرية!!
- الطريق الأوحد للخلاص؟
- جذور العروبة فى مصر،،
- الهوية المصرية !!
- الإبادة مشروع معلن على الملأ!!
- الزاوية الأخرى !!
- ثورة 23 يوليو المصرية، بين التحرر والتقهقر !


المزيد.....




- -سبايس إكس- تعتزم إجراء رحلة جديدة لصاروخها العملاق -ستارشيب ...
- تدمير أحياء غزة يكشف مخطط نتنياهو لاحتلال المدينة
- قمة ترامب - شكلا ومضمونا، كل شيء مقابل لاشيء
- سوريا: فيديو متداول لـ-انشقاق قوات من قسد وانضمامها إلى العش ...
- -لا يمكن رشوة بوتين لإنهاء الحرب-- مقال رأي في التلغراف
- جدل متصاعد حول التمييز.. دعوات في فرنسا لمقاطعة المنتجعات ال ...
- رجال الإطفاء يصارعون النيران للسيطرة على حرائق الغابات المست ...
- مسؤولان سابقان في إدارة بايدن: الجيش الإسرائيلي لم يقدّم أدل ...
- جعجع يؤكد دعم المؤسسات ويعتبر تصريحات قاسم تهديدا للبنان
- الليثيوم.. المعدن الحيوي يشعل سباقا عالميا في عصر الطاقة الم ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حسن مدبولى - عقدة صنع الله !!