حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8433 - 2025 / 8 / 13 - 00:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كل من شارك في وأد أحلام الشعوب بالحرية، ودعم أو ساعد – بقصد أو بدون قصد – مسار الثورات المضادة، سيبقى في ذمته دين أخلاقي وتاريخي أمام شعبه، لا تمحوه السنين ولا تبرره الاعتذارات. فالنتائج المترتبة على أي ثورة مضادة لا تقتصر على الحاضر، بل انها تمتد لتشكل كوارث طويلة الأمد، يمكن عرض بعضها:
- وأد المسار الديمقراطي المدني، وحرمان البلاد من فرصة الانضمام إلى نادي الدول الحرة، وتبديد الأمل في التغيير السلمي وتداول السلطة العادل.
- التفريط في الثوابت الوطنية، والمساس بقدسية الحدود، وإضعاف السيادة، بما يفتح الباب أمام ضياع الأرض أو الثروات المائية والمعدنية، بل وحتى الدخول في تحالفات مريبة مع الأعداء التاريخيين .
- الانهيار الاقتصادي والمعيشي، من خلال تراجع قيمة العملة الوطنية، وتآكل الدخل، وارتفاع الأسعار، بما يذبح المواطن البسيط في لقمة عيشه. وعدم استقراره ،
- إهدار المال العام، ببيع الأصول والممتلكات العامة بأثمان بخسة، مع تضخم الديون الخارجية، ما يرهن مستقبل الأجيال القادمة.
- الإفلات من المساءلة، حيث ينجو كثير من الفاسدين والمتورطين في الجرائم السياسية أو الاقتصادية من المحاكمة أو العقاب.
- تصاعد العنف السياسي، وما قد يرافقه من استخدام مفرط للقوة ضد مواطنين عُزّل، وهي ظواهر غالبًا ما ترتبط بالاحتلال الأجنبي أو الصراعات العرقية أو الانقلابات الداخلية.
- تآكل الثقة الشعبية في المؤسسات، إذ تتحول مشاعر التقدير والاحترام لبعض الهيئات إلى نفور وسخط، وهو أمر يضرب الأمن القومي في الصميم، كما شهدت تجارب عدة في دول المنطقة.
إن هذه النتائج المدمرة ليست مجرد أحداث عابرة في سجلات التاريخ، بل هي دين ثقيل في عنق كل من ساهم في صنعها أو التغطية عليها، دينٌ لا يسقط بالتقادم.
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟