أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - داود السلمان - تأثير البيئة على قولبة أفكار المثقف(22)















المزيد.....

تأثير البيئة على قولبة أفكار المثقف(22)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 11:44
المحور: قضايا ثقافية
    


حين نتحدث عن المثقف، فإننا نتعامل مع كائن رمزي يُفترض فيه أن يكون صاحب وعي مستقل، يمتلك القدرة على التفكير النقدي، ومساءلة البنى المعرفية والاجتماعية السائدة. غير أن هذه الصورة المِثالية تصطدم بالواقع المركّب الذي يعيش فيه المثقف، واقع تشكّله البيئة من جميع زواياها: الجغرافية، الثقافية، السياسية، الدينية، والتعليمية. فالبيئة ليست مجرد خلفية حيادية تحيط بالفكر، بل هي أداة قولبة وتشويش وتوجيه، تُنتج قوالب معرفية جاهزة، تُفرض على الفرد منذ نشأته الأولى، وتحدّ من حريته في الانفلات منها. وعليه، المثقف لا يولد في فراغ، بل في سياق مليء بالرموز والسلطات والأعراف، التي تبدأ من الأسرة ولا تنتهي بالدولة. من المدرسة إلى الإعلام، من الجامع إلى الحزب، من اللغة إلى المخيال الشعبي، تتراكم عناصر البيئة بوصفها مصنعات للعقل، تمنحه أدوات التفكير، لكنها غالبًا ما تُحدد له مساحات ما يُفكر فيه، بل وتُرسّخ ما لا يجب التفكير فيه. وهذا ما يضع المثقف أمام معضلة مستمرة: أن يفكر خارج ما صُمّم له أن يفكر ضمنه.
والبيئة المحافظة – سواء كانت دينية أو تقليدية أو سلطوية – لا ترى في المثقف ناقدًا مشروعًا، بل غالبًا ما تنظر إليه كـ”خارج عن الإجماع”، أو كحالة شاذة تهدد النظام الرمزي القائم. ولذلك تسعى إلى تطويعه أو عزله أو تشويهه، فتدفع به إلى مسارات من التكيّف أو الصمت أو حتى التواطؤ. من هنا تبدأ مرحلة القولبة: حين يبدأ المثقف بمراعاة “الحدود الآمنة” في كلامه، يتجنب المصطلحات المقلقة، يختار معاركه بعناية، ويتعوّد على المواربة كوسيلة للبقاء. وهكذا تتكسر روحه النقدية شيئًا فشيئًا، دون أن يشعر، ويغدو خاضعًا، لا بالضرورة للسلطة المباشرة، بل لسلطة البيئة التي تشكّله وتراقبه وتعاقبه بصمت.
ولو عدما إلى المجتمعات العربية، حيث الرقابة الاجتماعية لا تقل ضراوة عن الرقابة السياسية، يضطر المثقف إلى التخفف من فكرِه لصالح الانخراط في خطاب “متوازن”، وهو توازن في الغالب كاذب، لأن المطلوب فيه أن لا يُغضب أحدًا، لا السلطة، ولا الشارع، ولا المؤسسة الدينية، ولا حتى جمهور القرّاء المأسورين بثنائية الحلال والحرام. في هذا السياق، يُعاد إنتاج المثقف ككائن قابل للتسويق، يُرضي السوق الثقافي أكثر مما يُزعزع الوعي، ويشارك أحيانًا في قولبة نفسه حين يبدأ بتبرير محدودية خطابه بحجة “الظروف”، أو “الواقع”، أو “حماية المنجز”.
بعدها تأتي البيئة السياسية فهي تلعب دورًا حاسمًا في هذه العملية. في الأنظمة التسلطية، يُطلب من المثقف أن يكون مدافعًا عن “ثوابت الأمة” أو “خط الدولة”، فيما يتم اختزال الثقافة إلى أداة دعائية أو ورقة تجميلية. وهكذا يجد المثقف نفسه محاصرًا بين خطاب رسمي لا يحتمل النقد، وخطاب شعبي مُشوّش يرفض النخبة، ويتعامل مع المثقف إما كخائن، أو كمترفٍ بعيد عن قضايا الناس. في هذه المعادلة المختلّة، يضطر المثقف إلى الانقسام: جزء منه يكتب ما يُطلب منه أو ما يُسمح له به، وجزء آخر يظل حبيس الصمت أو النفي أو الهامش.
لكن القولبة لا تحصل دائمًا بالإكراه، بل قد تأتي أحيانًا عبر الإغواء: حين يتم تقديم المثقف كممثل لطبقة ثقافية “مرموقة”، لها جوائزها ومنابرها وشهرتها وشبكاتها. في هذا السياق، يصبح التكيف مع الخطاب السائد شرطًا للقبول داخل نادي المثقفين، وحينها يُقايض المثقف حريته بالانتماء، ويبرر محدودية خطابه بما يسمى بـ"التكتيك"، وهو اسم جديد للخضوع.
رغم ذلك، لا يمكن اعتبار المثقف ضحية مطلقة. فثمة دومًا لحظة اختيار، لحظة مفصلية يُمكن أن يقرر فيها كسر القالب، حتى لو كلّفه ذلك العزلة أو النفي أو التشويه. المثقف الحق هو من يعي تمامًا أثر البيئة عليه، ولا يدّعي أنه منفصل عنها، بل يدرك حدوده ويُحاول اختراقها من داخلها. هو من يرى في القولبة خطرًا دائمًا، ويحاربها أولًا في نفسه قبل أن يُهاجمها في غيره. وقد يكون أكثر أشكال المقاومة الفكرية عمقًا هو ذلك التوتر الدائم بين الانتماء إلى البيئة ومقاومتها، بين الحاجة للاعتراف والخوف من الانصهار.
إن تأثير البيئة على المثقف هو صراع طويل، لا يُحسم لصالح أحد، بل هو صراع يتجدد كل يوم مع كل فكرة تُكتب أو تُحذف أو تُؤجل. والمثقف الذي يزعم أنه غير مُشكّل ببيئته هو أكثر من خضع لها دون وعي. وحده من يعترف بسلطة البيئة عليه، ويواجهها بلا وهم، يمتلك فرصة أن يكون حرًا ولو جزئيًا. فالفكر ليس ما يُقال فقط، بل ما يُصمَت عنه، وما يُقصى، وما يُمسَخ قبل أن يُولد. والمثقف الحقيقي هو من يناضل ضد هذه القوالب، لا كي يتحرر منها فقط، بل كي يُحرر الآخرين من وهم الحياد.
والطامة الكبرى هو ما تفعله البيئة حين تُشكّل المثقف هو أنها تُقنعه بأنه حر، بينما تُبقيه متكئًا على أنساق غير مرئية. فالمثقف المُقولب لا يبدو بالضرورة خاضعًا؛ قد يكون حاضرًا في كل الفضاءات، محترمًا في المؤسسات، مسموعًا في الإعلام، لكنه من الداخل قد يكون قد تخلّى عن جوهر الوظيفة النقدية التي تميز دوره. إن قولبة المثقف لا تتم فقط من خلال المنع والقمع المباشر، بل أيضًا من خلال الترهيب الثقافي، والتكييف الممنهج، وتمجيد "الواقعية" بوصفها بديلًا عن المجازفة، وعن شجاعة التفكير خارج الحدود.
من هنا، تتجلى صورة المثقف الذي يعيش بين خطابين: خطاب يعلنه للعموم، مُعدّلًا ومخففًا ليناسب السائد، وخطاب يحتفظ به لنفسه، يخشى عليه من الإقصاء أو التشويه. ومع مرور الوقت، يبدأ هذا الانقسام بالتآكل من الداخل، فينقلب الصمت إلى قناعة، والتحفظ إلى قيد داخلي، والنقد إلى ندمٍ مؤجل. وحين تُصبح آليات القولبة داخلية، لا خارجية، تتجذر المشكلة: فالمثقف لا يعود محتاجًا إلى رقيب، لأنه تماهى مع الرقابة، وبدأ يمارسها على نفسه.
في مقابل ذلك، يبرز دومًا – على الهامش – ذلك المثقف المتمرّد، الذي يُعاند بيئته رغم كل شيء. لا يكتفي برفض القولبة، بل يُمارس تفكيكها، حتى وإن عاش في عزلة أو عانى من التهميش أو تشويه السمعة. هذا المثقف لا يدّعي الطهرانية أو النقاء، بل يتحرك بوعيٍ كامل بصعوبة الموقع الذي اختاره، ويدفع ثمنه وحده، لأنه اختار ألا يُقايض التفكير الحر بالقبول العام. إنه المثقف الذي يدرك أن البيئة قد لا تتغير بسهولة، لكن الوعي بها شرط أساسي لمقاومتها، ولو عبر الكلمة وحدها.
وفي النهاية، تبقى العلاقة بين المثقف وبيئته علاقة متوترة ومعقدة لا يمكن اختزالها في ثنائية ضحية وجلاد. البيئة لا تُملي فقط، بل تُغري وتُشكل وتُكافئ وتعاقب. والمثقف لا يُطبع على قولبة واحدة، بل يخوض معركته مع القوالب كلها: الثقافية، الدينية، السياسية، والطبقية. وهو في كل مرة يكتب أو يعبّر أو يرفض، يُعيد فتح سؤال الحرية: هل أفكر كما أريد، أم كما صُمّم لي أن أفكر؟ هذا السؤال لا إجابة قاطعة له، لكنه يظل مفتاحًا لكل لحظة صدق بين المثقف ونفسه، بين النص وظله، بين العالم كما هو، والعالم كما يجب أن يكون.
وفي واقعنا العربي، يبدو من الصعب الحديث عن مثقف خارج القالب إلا على سبيل الاستثناء أو التهديد. ذلك أن المؤسسة الثقافية نفسها – كما الإعلام والتعليم والنشر – قد أصبحت جزءًا من آليات إعادة الإنتاج لا التغيير. بل في كثير من الأحيان، أصبحت البيئة تطلب من المثقف أن يكون مثقفًا بالشكل لا بالفعل؛ أن يمتلك أدوات اللغة، وبلاغة الخطاب، ومواكبة "الترند"، لكنه لا يُسمح له بتفكيك ما هو أعمق من سطح الواقع. فالمثقف الناقد لم يعد فقط مزعجًا، بل بات يُصوَّر على أنه غير واقعي، أو منقطع عن المجتمع، أو حتى متعالٍ على الناس. وهكذا تُصبح البيئة نفسها هي التي تُنتج مقاومةً ضد المثقف من داخل الطبقات التي يُفترض أن يخاطبها.
لكن وسط هذا الخنق الرمزي، يظل هناك أمل هشّ، يتجسد في المثقف الذي يعي موقعه داخل هذه المنظومة دون أن يستسلم لها. المثقف الذي يرى في كل فكرة لا تُقال، وفي كل تساؤل ممنوع، وفي كل منطقة صمت، دليلًا على أن ثمة ما يجب كشفه ومساءلته. هذا المثقف لا يدّعي امتلاك الحقيقة، بل يمتلك فقط شجاعة الشك، والقدرة على الاستمرار في التفكير رغم كل ما يدعوه إلى السكوت.
ولذلك، فالتأثير البيئي على أفكار المثقف لا يمكن إلغاؤه، لكن يمكن إدراكه ومقاومته. ليست المشكلة في أن البيئة تؤثر، بل في أن المثقف لا يعترف أحيانًا بأنه متأثر. الوعي بهذا التأثير هو بداية الخروج من القولبة. هو لحظة مراجعة حقيقية للسؤال: ما الذي أعتقده فعلاً؟ وما الذي أتبناه لأن البيئة فرضته كبداهة؟ وحين يُعاد طرح هذه الأسئلة بصدق، يُصبح المثقف أقرب إلى حقيقته، لا باعتباره صوتًا فوقيًّا أو واعظًا ثقافيًا، بل كذات تمارس التفكير في واقعها، وتبحث عن معنى الحرية وسط الضجيج.
المصادر التي اعتمدناها في المقال:
1. الأصول الاجتماعية للذات – جورج هربرت ميد، ترجمة حسن صبحي، دار الفارابي، 2010.
2. الدولة والمجتمع المدني – بيتر بيرغر، ترجمة محمد عطا، دار الساقي، 2012.
3. البنية الاجتماعية – كلود ليفي-ستروس، ترجمة خليل صويلح، المركز القومي للترجمة، 2008.
4. النظرية النقدية – تودوروف، ترجمة ريمون حنوش، دار النهضة، 2007.
5. تاريخ الفلسفة الإسلامية – هنري كوربان، ترجمة عبد الرحمن بدوي، دار الطليعة، 1988.
6. التغير الاجتماعي في العالم العربي – إدوارد سعيد، دار الساقي، 2009.
7. السياسة والهوية – تشارلز تايلور، ترجمة حسين مؤنس، المركز العربي للأبحاث، 2014.
8. علم الإنسان الثقافي – فرانز بواس، ترجمة مروة صالح، دار الفكر، 2006.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف والمسلّمات: حدود التفكير الحُر(21)
- المثقف المقولب: نهاية الابتكار أم بدايته؟(20)
- صناعة الاتجاهات: كيف توجه أفكار المثقفين(19)
- المثقف في مواجهة القالب الاجتماعي(18
- التفكير النمطي: خطر على أصالة المثقف(17)
- ذاكرة بلا قيود… مَن قتل الإيرانيين؟
- هل المثقف المقلوب ناقد ام منقذ؟(16)
- قولبة الثقافة: تأثير على حرية المثقف(15)
- المثقفون والامتثال: فقدان صوت المستقبل(14)
- الأفكار الملقنة هل تصنع الابداع؟(13)
- صراع المثقف مع القيود: بحثًا عن الهوية(12)
- كيف تُصنع القوالب فكرا موحدا؟(11)
- المثقف والتبعية الفكرية: خيانة الوعي وتمتثل الخطاب(10)
- تماثل الأفكار: هل يفقد المثقفون صمتهم؟(9)
- التفكير المقيّد: مأساة الفكر المقولب(8)
- زمن بلا باب - سياحة في (باب الدروازة) للروائي علي لفتة سعيد
- المثقف في دائرة الضغط: كيف تفرض الأفكار(7)
- الهوية الممزقة في (رياح خائنة) للروائية فوز حمزة
- قوالب الفكر: هل تختلف أصوات المثقفين(6)
- المثقف المقولب: ضحية العصر أم صانع قيوده؟(5)


المزيد.....




- زيلينسكي يوجه رسالة لقادة أوروبا قبيل الاجتماع المرتقب بين ت ...
- خريطة للدول التي اعترفت بدولة فلسطينية وتلك التي تعتزم القيا ...
- تقارير عن تحويل إسرائيل ملايين الدولارات من -أموال السلطة- ل ...
- صندوق الثروة السيادية النرويجي يصعد الانسحاب من الشركات الإس ...
- السودان: عودة القرود إلى أشجار جامعة الخرطوم
- مقال ببلومبيرغ: إسرائيل تتجه نحو عزلة دولية لا تستطيع تحمّله ...
- شاهد.. احتجاجات غاضبة بالمغرب على اغتيال صحفيي الجزيرة بغزة ...
- هل تدفع تغيرات المناخ تركيا إلى مرحلة الانهيار المائي؟
- وزير بحكومة جنوب أفريقيا يقترح مراجعة سياسات -التمكين الإيجا ...
- مجوعون منهكون.. أطباء بغزة يعيشون على محاليل لإنقاذ المصابين ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - داود السلمان - تأثير البيئة على قولبة أفكار المثقف(22)