أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - داود السلمان - المثقف المقولب: نهاية الابتكار أم بدايته؟(20)















المزيد.....

المثقف المقولب: نهاية الابتكار أم بدايته؟(20)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8430 - 2025 / 8 / 10 - 22:11
المحور: قضايا ثقافية
    


يمكن اعتبار المثقف المقولب هو الذي يعيش في منظومة فكرية مغلقة. لا يخرج منها، ولا يسمح للآخرين بالدخول إليها ما لم يلبسوا زيه ذاته. المعرفة لديه ليست انفتاحًا على الاحتمالات، بل تأكيدٌ مستمر لقناعاته. يقرأ ما يوافقه، ويقتبس ما يدعّم موقفه، وينتقد الآخر لا لاختلافه، بل لعدم تطابقه مع قوالبه المعلّبة مسبقًا. هو أشبه بمرآة لتيار أو جماعة أو أيديولوجيا. صوته ليس صوته الشخصي، بل صدى لخطاب أوسع، مُسبق الصنع. وبالتالي هذا النموذج يقتل الابتكار في جوهره، لأنه لا يطرح أسئلة حقيقية، بل يدور في حلقة مفرغة من التأكيدات. الخطر الحقيقي فيه أنه لا يبدو سطحيًا، بل يتزيّن بأدوات الثقافة من لغة ومرجعيات وتحليلات، لكن كل هذا يصبّ في اتجاه واحد: تبرير ما يعرفه، وتثبيت ما آمن به. وحين يغيب السؤال، ويموت التحدي، يصبح الفكر مجرد ديكور نخبوي، لا أداة تفكير حقيقي.
كذلك فإن المثقف المقولب يعيد إنتاج مركزيات قديمة باسم مفاهيم جديدة. يدّعي التجديد لكنه يخاف من الانحراف. ويخشى الخروج من الصف، من جلب النقد، من خسارة جماعته الفكرية أو الأيديولوجية. ولذلك نراه متمسكًا بثوابت لا يجرؤ على مراجعتها، يتصرف وكأن الحقيقة ملك شخصي أو وديعة أُوكل إليه حفظها. وفي هذا السلوك يكمن مأزقه الأخلاقي قبل الفكري. لكن، ورغم هذا، فإن ظهور المثقف المقولب ليس نهاية الفكر بقدر ما هو إشارة لازمة إلى الحاجة للتجديد. فكلما تشابهت الأصوات، وتصاعد صدى التكرار، نشأت فجوة، ومن رحم هذه الفجوة يولد المثقف الحقيقي. ذاك الذي يختلف، لا من أجل الرفض، بل من أجل البحث. المثقف الذي لا يخاف من إعادة النظر، ولا يهاب أن يكون خارج النسق، حتى وإن كلفه ذلك العزلة أو سوء الفهم. من هذا التكلس يولد التمرد، ومن صمت القوالب، يخرج الصدى المختلف.
والسؤال: إذا كان المثقف المقولب يمثّل شكلًا من أشكال الموت البطيء للمعرفة، فهو في ذات الوقت ضروري. لأنه يعكس بوضوح ما لا يجب أن يكون. هو المرآة التي نكتشف عبرها مدى ابتعاد بعض الأصوات عن جوهر الثقافة بوصفها تساؤلًا دائمًا، لا يقينًا مقيمًا. وجوده يكشف الحاجة لمثقف لا يتعامل مع المعرفة كخندق دفاع، بل كأفق مفتوح. لا يتقن فقط التكرار، بل يجرؤ على الشك، ويخوض المغامرة من غير ضمانات.
في المحصلة، لا يمكننا اعتبار المثقف المقولب نهاية مطلقة للابتكار، كما لا يمكننا تجاهل خطره على التجديد. لكنه لحظة من لحظات المسار الثقافي، قد تكون عتبة عبور نحو وعي أعمق، نحو مثقف يتكئ على الحيرة أكثر من الجواب، ويعيش قلق الفكر لا طمأنينة التكرار. المثقف الحقيقي لا يُشكّل في القوالب، بل يتشكّل خارجها، أو يُكسرها إن لزم الأمر.
ولعلّ المأزق الأعمق في المثقف المقولب لا يكمن فقط في موقفه من العالم، بل في موقفه من نفسه. فهو، في كثير من الأحيان، لا يدرك أنه مقولب. يحسب أنه حر، مستقل، ناقد، بينما هو يعيد إنتاج ذات الأنماط التي تربّى عليها أو تماهى معها. ودائما تجده يتحدث باسم العقل، لكنه لا يطيق مساءلة مسلّماته. يتشدق بالتحليل، لكنه يتجاهل أن التحليل الحق يبدأ من الداخل: من فحص الذات أولًا، لا فقط تشريح الآخر.
ومن هنا، فإن خطره مضاعف. لأنه يُمارس سلطته الرمزية تحت لافتة "التنوير"، بينما هو يُعيد إغلاق الأبواب التي فُتحت سابقًا بشق الأنفس. ولأنه لا يتحرك إلا داخل دائرة الأمان الثقافي، فإنه يحاصر الوعي العام، ويدفع بالجمهور نحو مزيد من الاستكانة، أو التبعية العاطفية لخطابٍ يبدو عقلانيًا، لكنه مشحون بحمولة إيديولوجية ناعمة ومموهة.
بالمقابل، يظهر المثقف الذي يزعج. الذي لا يُريح المتلقي، بل يقلقه. لا يقدم اليقين، بل يوسّع مساحة الشك. لا يبحث عن الاصطفاف، بل عن التفكير. هذا النوع من المثقفين غالبًا ما يكون منفيًا داخل وطنه، أو مُساء فهمه من محيطه. وربما هنا، بالضبط، يكمن جوهر المثقف الحقيقي: أن يكون في حالة خصام منتج مع المألوف، أن يظل في منطقة «ما بين» - بين الانتماء والاختلاف، بين المشاركة والعزلة، بين القول والسؤال.
وعطفا على ما تقدم، الابتكار في الفكر، كما في الفن والعلم، لا يأتي من الداخل الساكن، بل من التوتر. من الاحتكاك. من الجرأة على الخروج، وعلى العودة بشروط جديدة. والمثقف الذي يريد أن يكون منتجًا لا مكررًا، عليه أن يقبل أن يُساء فهمه، أن يُساء تأويله، أن يُحارب أحيانًا. لأنه لا يصنع صورة للناس، بل يُكسر الصور الموروثة، ويجعل من الفكر رحلة، لا محطة.
ولذلك، حين نطرح السؤال: هل المثقف المقولب هو نهاية الابتكار أم بدايته؟.
وبالتالي سنكتشف أن الجواب ليس ثنائياً. بل إن وجوده - بكل ما فيه من تكرار ورتابة - هو إعلان ضمني لحاجة الفكر إلى ثورة. لأن النمط حين يُستنسخ بلا وعي، يصبح مملاً، وعندها فقط تظهر الرغبة في كسره. فكل تقليدٍ طويل يولد في ظله تمرد ما، حتى وإن تأخر.
إن ما نحتاجه اليوم ليس فقط تفكيك صورة المثقف المقولب، بل تفكيك آليات القوالب نفسها: كيف تتكوّن؟ كيف تتسلّل؟ وكيف تُفرض حتى على من يظن نفسه حُرًّا؟. وهذا يتطلب من كل مفكر أن يبدأ بنفسه، أن يفتّش في دواخله عن تلك الأصوات القديمة التي تتحكم في أفكاره، عن المخاوف التي تجعله يكتب بهذه الطريقة، أو يصمت في تلك اللحظة.
وربما لا توجد وصفة جاهزة للمثقف الحر، لكن المؤكد أن المثقف المقولب لا يُجدد شيئًا. بل يستهلك الطاقة الفكرية في حراسة أطلال منهارة. وإذا أردنا فعلًا ثقافة حيّة، فعلينا أن نُفسح الطريق لا للمثقف المطيع، بل للمثقف المتسائل، المشكك، الذي لا يعبُر الكلام بسهولة، ولا يُلقي المفاهيم بلا وزن.
غير أن تحوّل المثقف إلى كائن مقولب لا يحدث فجأة، بل هو نتيجة تراكم طويل من الخضوع - ربما غير الواعي - لسلطات متعدّدة: سلطة المؤسسة، وسلطة الجماعة، وسلطة الجمهور، وسلطة التراث، وحتى سلطة السوق الثقافي. وفي كل مرة يُساير فيها هذه السلطات على حساب فكر حرّ ومستقل، يقترب أكثر من فقدان صوته، ويتحوّل تدريجيًا إلى "ناقل خطاب" لا "صانع معنى".
والمؤسف أن هذا التقولب لم يعُد مقتصرًا على المحتوى، بل أصبح يشمل أيضًا طريقة التعبير، نبرة الحديث، وحتى المفردات المكرورة التي تستعرض وعيًا مزيفًا لا يتجاوز سطح اللغة. فكثير من "المثقفين" اليوم باتوا أسرى لصورة مثقف أكثر من كونهم مشغولين بعمق المعرفة. يحرصون على الظهور بمظهر المفكّر، في حين أن مضمونهم لا يتعدّى إعادة تدوير أفكار مُستهلكة.
هنا تحديدًا، تتحوّل الثقافة إلى استعراض، والفكر إلى سلعة، والمثقف إلى علامة تجارية.
وفي هذه اللحظة، لا يعود الحديث عن "موت الابتكار" مبالغة، بل توصيفًا دقيقًا لواقع تُدار فيه المعرفة كأي منتج آخر: قابل للتسويق، للتصدير، للمجاراة، لكنه فاقد للدهشة.
لكنّ الأمر لا يخلو من الأمل. إذ في كل مرحلة تتأزم فيها الثقافة، يظهر على الهامش من لم يُساوم بعد، من ظلّ يكتب دون مراعاة لرضى السوق، من يظلّ يقاوم، لا بالصراخ بل بالتفكير. أولئك الذين لا تراهم كثيرًا في الندوات، ولا يتصدرون أغلفة الفضائيات، لكنهم يكتبون حيث يجب أن يُكتب، ويتساءلون حيث الجميع يصفّق.
هؤلاء لا يحملون قوالب، بل يحملون قلقًا وجوديًا حقيقيًا، ونزعةً مستمرة إلى زعزعة الثابت، لا بوصفه خطأ، بل بوصفه غير مكتمل. وهم لا يدّعون امتلاك الحقيقة، بل يفضّلون مرافقتها في رحلتها المفتوحة.
ومن هنا، فإن نهاية المثقف المقولب لا تكون بكشفه فقط، بل بتجاوزه. بخلق مساحة جديدة للمثقّف الحر، الذي لا يقدّم أجوبة مريحة، ولا يكتب لإرضاء أحد، بل يُعيدنا إلى المعنى الأصيل للثقافة: أن تكون قلقًا حيًا، لا نظامًا مغلقًا.
ربما لم يعد السؤال الأهم اليوم: "من هو المثقف؟".
بل: "من ما زال يحتمل عناء التفكير؟".
فالمثقف الحقيقي لا يحتاج لقبًا، بل يكفي أن يظلّ سائلًا، منقّبًا، ومشاغبًا في صمت.
ولعلّ هذا بالضبط هو ما يفتقر إليه المثقف المقولب: القدرة على الاعتراف بأن الفكر لا يكتمل داخل القالب، بل يبدأ لحظة الخروج منه.
وختامًا، فإن الجواب عن سؤال البداية: "هل المثقف المقولب نهاية الابتكار أم بدايته؟.
قد يكون ببساطة: هو علامة على أن شيئًا ما يجب أن يتغير.
وكلما ازداد صوته، كان ذلك مؤشرًا واضحًا على أن الحاجة لمن يخالفه… تقترب من الضرورة.
المراجع التي اعتمدنا عليها في هذا المقال:
1.صدام الحضارات – صموئيل هنتنغتون، ترجمة طلعت الشايب، دار سطور، 2019.
2. المراقبة والمعاقبة – ميشيل فوكو، ترجمة الزواوي بغورة، دار محمد علي للنشر، 2001.
3. الحداثة السائلة – زيغمونت باومان، ترجمة فواز طرابلسي، دار الساقي، 2015.
4. ما بعد الحداثة والتفكيك – أحمد يوسف، دار رؤية للنشر، 2007.
5. المدينة في تفكير الغرب – شحاتة صيام، دار قباء، 2011.
6. في نقد الحاجة إلى الإصلاح – حسن حنفي، دار الفكر المعاصر، 1999.
7. ثقافتنا في مواجهة العصر – جلال أمين، دار الشروق، 2002.
8. الذات والعنف – أمارتيا سن، ترجمة فؤاد شاهين، المركز القومي للترجمة، 2010.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة الاتجاهات: كيف توجه أفكار المثقفين(19)
- المثقف في مواجهة القالب الاجتماعي(18
- التفكير النمطي: خطر على أصالة المثقف(17)
- ذاكرة بلا قيود… مَن قتل الإيرانيين؟
- هل المثقف المقلوب ناقد ام منقذ؟(16)
- قولبة الثقافة: تأثير على حرية المثقف(15)
- المثقفون والامتثال: فقدان صوت المستقبل(14)
- الأفكار الملقنة هل تصنع الابداع؟(13)
- صراع المثقف مع القيود: بحثًا عن الهوية(12)
- كيف تُصنع القوالب فكرا موحدا؟(11)
- المثقف والتبعية الفكرية: خيانة الوعي وتمتثل الخطاب(10)
- تماثل الأفكار: هل يفقد المثقفون صمتهم؟(9)
- التفكير المقيّد: مأساة الفكر المقولب(8)
- زمن بلا باب - سياحة في (باب الدروازة) للروائي علي لفتة سعيد
- المثقف في دائرة الضغط: كيف تفرض الأفكار(7)
- الهوية الممزقة في (رياح خائنة) للروائية فوز حمزة
- قوالب الفكر: هل تختلف أصوات المثقفين(6)
- المثقف المقولب: ضحية العصر أم صانع قيوده؟(5)
- صناعة المثقف: عندما تتحدد الأفكار قبل أن تُقال(4)
- المثقف الأسير: بين القوالب الاجتماعية والفكر المستقل(3)


المزيد.....




- بها حانة ومهبط هليكوبتر وحصن.. جزيرة بريطانية خاصة تطرح للبي ...
- تاركة أمريكا في عزلة بين أقرب حلفائها.. أستراليا تُعلن عزمها ...
- مجلس الأمن يدين أعمال العنف ضد المدنيين في السويداء ويدعو جم ...
- ظنّ أن لقاح كوفيد دفعه للانتحار.. مسلّح يهاجم مركزًا صحيًا ف ...
- من هو الوريث لحركة -اجعل أميركا عظيمة مجددًا-؟ ترامب يُبقي خ ...
- مسيرة شعبية في أنقرة تطالب بدخول المساعدات إلى قطاع غزة
- تشييع جثماني مراسلي الجزيرة في غزة الشريف وقريقع
- إدانات واسعة لاغتيال إسرائيل مراسلي الجزيرة الشريف وقريقع
- -أوصيكم بفلسطين درة تاجِ المسلمين-.. وصية أنس الشريف تشعل ال ...
- أنس الشريف.. صوت غزة والشاهد على كل فصول إبادتها وتجويعها


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - داود السلمان - المثقف المقولب: نهاية الابتكار أم بدايته؟(20)