أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عادل زكى - مأزق المشروعيَّة في ظل الجهل التَّشريعيّ














المزيد.....

مأزق المشروعيَّة في ظل الجهل التَّشريعيّ


محمد عادل زكى
(Muhammad Adel Zaky)


الحوار المتمدن-العدد: 8427 - 2025 / 8 / 7 - 07:23
المحور: المجتمع المدني
    


من البداية، يجب أن يكون الموقف واضحًا:
زيادة الإيجار؟ بكل تأكيد نعم.
امتداد للأحفاد؟ بالتأكيد لا.
طرد المستأجر الأصلي؟ هذا هو عين الجشع، والجهل التشريعي في زمن صار فيه الجهل قاعدة عامة!
إذا اتفقنا على تلك الأمور، كان لنا أن نستكمل طريقنا،
ففي لحظة لا تخلو من دلالة، صَدَّق رئيس الجمهورية على قانون الإيجارات الجديد، ليبدأ فصلٌ جديد من النزاع التَّاريخي بين "الحق في السكن" و"شهوة التملّك"، بين مَن يرى في البيت مجرد أصلٍ مالي، ومن يراه حياةً وأمانًا وذاكرة. من النّاحية القانونيَّة، يُمثّل هذا القانون قفزة في المجهول. إذ يكاد يكون من المؤكد، من حيث التَّحليل الفني المحض، أن بعض مواده ستُقضى بعدم دستوريتها، لا لضعفٍ في الصياغة، بل لانتهاكها الصريح لأحكام ومبادئ دستوريَّة مستقرة. فأول ما يصطدم به القانون هو مبدأ عدم رجعية القوانين. فالعلاقات الإيجاريَّة القديمة هي علاقات قانونية نشأت في ظل إطار تشريعيّ محدد، وأي تدخّل لاحق ينسف مضمونها بأثر رجعيّ، هو عدوان تشريعيّ على الحقوق المكتسبة، لا تشريع جديد كما يدّعي البعض. ثم تأتي المسألة التعاقديَّة: فالعقد، في أصل الفقه والقانون، شريعة للمتعاقدين. والمؤجر، حين دخل هذه العلاقة، لم يكن مضلَّلًا أو مغرَّرًا به، بل دخلها بإرادة حرة تنصرف إلى موافقته على أن هذا المسكن المؤجر سيكون لإقامة المستأجر وأسرته. فهل يملك المشرّع أن يعيد تعريف العلاقة بإرادة واحدة بعد عقود من الاستقرار؟ يُضاف إلى ذلك انتهاك مبدأ المساواة، حين يُفرّق القانون بين مستأجر وآخر، أو يُجبر فئات محددة من النَّاس على مواجهة مصير السكن القسري، دون منحهم فرصة حقيقية للانتقال أو التكيّف. (سوف نغض طرفنا تمامًا بكل تأكيد عن سبق ترسمل الريع العقاريّ للمؤجر من سنين)، أن الأخطر من النصوص هو السياق. فالمعركة هنا لا تُخاض على الورق، بل في ساحات المحاكم. والسُّؤال الأخلاقي والسّياسي الَّذي لا بد من طرحه هو: هل ستتجاوب المحاكم مع الدفوع الجادة بعدم الدستوريَّة؟ أم ستغلب "الروح المؤسَّسية المنضبطة" وتُغلق الباب أمام التصريح بإقامة الدعوى الدستورية والإحالة للمحكمة الدستوريَّة، بما يشبه التواطؤ الصَّامت؟ حين تصمت المحاكم، يعلو صوت السياسة. وحين يُختزل الدستور في هامش، يُعاد تعريف العدالة لصالح الأقوى. إن الدفاع عن بيت المواطن ليس قضية فئويَّة، بل اختبار لحقيقة الدولة: هل نحن في دولة تُقدّس النصوص وتحتكم للدستور؟ أم في نظام يراوغ بالحق، ويُحابي الرأسمال، ويمنح التشريع وظيفة العقاب بدل الحماية؟ هذا القانون، وإن بدا أنه نصرٌ سريع لأصحاب الأملاك (الذين سيتحملون الأعباء الضريبية الفادحة والَّتي ستجعلهم يلعنون يوم صدور القانون)، إلا أنه يزرع بذور أزمة اجتماعيَّة ممتدة، لأن "الطرد بقوة القانون" لا يصنع استقرارًا، بل يولِّد غضبًا صامتًا لا تُخطئه عين. وفي النهاية، لا تُقاس قوة الدولة بعدد القوانين الَّتي تصدر، بل بعدد المرات الَّتي انتصرت فيها لضعف مواطنها.



#محمد_عادل_زكي (هاشتاغ)       Muhammad_Adel_Zaky#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرير العقود، واستعباد البشر
- تَرْسْمُل الرِّيع العَقَارِي
- ضد أرجيري إيمانويل، وسمير أمين
- أيْن الخَلَل؟ قراءةٌ في تُرَّهات التَّبادُل غَيْر المُتَكافئ
- عن يسارٍ بلا مشروع، وقومية بلا مساءلة
- التَّبادُل غَير المُتَكافئ: كذْبةُ الشَّمال الَّتي صدَّقها ا ...
- المثقف اليساري: شبح بلا تاريخ
- ماركس: الوثن الَّذي صنعته الهيمنة
- إحياء قانون القيمة
- الإمبرياليَّة والنفط، وخرائط الدّم
- هل يمكن إنقاذ الاقتصاد السياسي؟
- من بابل إلى لانكشير: تاريخ مقنّن للسيطرة
- أزمة الماركسية في العالم العربي
- صدمة الحداثة
- الرأسمالية كحضارة نفي: حين يحكم الربح مسار الإنتاج
- الأزمة البيداجوجية للاقتصاد السياسي
- الإصلاح الاقتصادي: لحظة من لحظات الهيمنة
- مَن يربح حين نموت؟ الإمبرياليَّة تُجيب
- القانون: شرعنة القهر الرأسمالي الحديث
- قفاز حريري يُخفي مخالب من حديد


المزيد.....




- الأونروا: لا يمكن استمرار قتل الفلسطينيين أثناء محاولتهم جلب ...
- معاريف الإسرائيلية: الجيش يقدّر أن احتلال غزة سيؤدي لمقتل جم ...
- القناة الـ12 الإسرائيلية: إسرائيل أفشلت اتفاق الأسرى في اللح ...
- عشرات الشهداء في غارات صهيونية استهدفت خيام النازحين ومنازل ...
- تصعيد إسرائيلي واسع في الضفة: تفجير منزل وسقوط جرحى واعتقالا ...
- الأمم المتحدة: استمرار الاشتباكات في السويداء وعدد النازحين ...
- هيئة الأسرى ونادي الأسير: سيتم تشريح جثمان الشهيد المعتقل أح ...
- كيف أصبح العدس الدرع الأخيرة ضد المجاعة في تكايا دارفور؟
- الأونروا: لا يمكن استمرار قتل الفلسطينيين أثناء محاولتهم جلب ...
- رايتس ووتش: إسرائيل قصفت 500 مدرسة تؤوي نازحين في غزة


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عادل زكى - مأزق المشروعيَّة في ظل الجهل التَّشريعيّ