حسين علي محمود
الحوار المتمدن-العدد: 8420 - 2025 / 7 / 31 - 07:52
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
هناك إصرار عجيب على لقب دكتور في مجتمع، اغلب الموظفين يركضون خلفها من أجل مخصصات الشهادة والمكاسب المادية، كذلك السياسيين لتعويض تاريخهم الفاشل بالدراسة، اصحاب الاموال وحديثي النعمة للتمتع برفاهية اللقب والبريستيج، لهذا اصبحت الشهادة العليا تضفي قيمة اجتماعية رنانة ولكن القيمة الفعلية والانتاجية لها تكاد تكون فقيرة لان اغلب حامليها غير مستحقين، بالمقابل هناك قلة قليلة مجتهدة هدفها طلب العلم والمعرفة.
اصبحت الكثير من المؤسسات غير انتاجية تطويرية بسبب اختراق وزج الكثير من العناصر غير الكفوءة لقطاع التعليم وغيره وبالتالي اختلط الحابل بالنابل في المجتمع والذي امسى كيان متخلف غير انتاجي مبدع.
والأسوأ من ذلك أن هذا التضخم الوهمي في الألقاب صنع طبقة من المتعالين على الناس، لا لشيء سِوى أنهم حصلوا على ورقة تؤهلهم للحديث في كل شيء، وإن لم يقدموا فكرة واحدة مبتكرة في حياتهم.
المؤسسات التي تُبنى على أساس العلاقات لا الكفاءات، والتعليم الذي يُمنح للموالين لا للمستحقين، سينتج بالضرورة مجتمعاً يحتقر الإبداع، ويكرم التكرار، ويمنح المراكز الحساسة لأشخاص يفتقرون إلى أدنى شروط النزاهة والمعرفة.
وهذا ما جعل البعض في المجتمع يلهث الى عبادة الألقاب الفارغة ويقيس القيمة الحقيقية بما يعلقه على الجدار وبما يرتديه من بدلات أنيقة للبهرجة لا العمل، وهنا يمكننا أن نجزم ان التعليم حولناه الى سلعة واللقب إلى غاية، بينما الأصل أن يكون وسيلة للمعرفة وخدمة الناس.
لو نلاحظ ان الملياردير إيلون ماسك لم يحصل على دكتوراة في العلوم الصناعية، لكنه قرأ 3 كتب فقط عن الصواريخ، وأسس شركة فضاء تُقدّر اليوم بـ350 مليار دولار!
هذا لا يعني أن الشهادات لا قيمة لها، لكنها لم تعد المعيار الوحيد للنجاح أو الإبداع، وقد ينسى الكثير أن جوهر المعرفة لا يُقاس بالورق المختوم، بل بالقدرة على الفعل والتغيير.
إيلون ماسك لم يركض خلف اللقب، بل ركض خلف الفكرة،
ولذلك صار اسمه هو اللقب، وأفعاله هي الشهادة التي لا تُمنح بل تُنتزع.
■ نقطة نظام : ليس فقط بلقب دكتور يمكن ان تكون مشهورا وغنياً، كما أن أمريكا لديها أكثر من 5000 رأس نووي ودولة الكونغو الديمقراطية!! لديها عشرات الالف من شهادات الدكتوراة الانشائية الغير منتجة.
#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟