حسين علي محمود
الحوار المتمدن-العدد: 8389 - 2025 / 6 / 30 - 04:47
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
لا توجد قاعدة ثابتة حول الفرق في الرغبة الجنسية بين الرجل والمرأة، فقد تكون الشهوة الجنسية لدى بعض النساء مرتفعة ومنخفضة لدى البعض الآخر، وهو ما ينطبق على الرجال أيضًا، ولكن بشكل عام قد تكون سرعة التحفيز الجنسي لدى الرجال أعلى من النساء بسبب امتلاك الرجال لنسبة أعلى من هرمون التستوستيرون وهو أحد الهرمونات الرئيسية المسؤولة عن التحفيز الجنسي لدى الرجال والنساء على حد سواء.
كما أن المحفزات الجنسية تختلف بين الرجال والنساء، لذلك لا يمكن مقارنة سرعة الاستجابة للتحفيز الجنسي بين النساء والرجال، وحتى طرائق تفريغ الشهوة الجنسية تختلف بين الرجال والنساء.
ينصح دائمًا لتحقيق التوافق الجنسي بين الزوجين مراعاة الرغبات الجنسية لكل منهما والامتناع عن الممارسات الجنسية غير المرغوبة من الطرف الآخر، وأفضل طريقة لتحقيق ذلك تكون بالتحدث بأريحية بين الزوجين حول الرغبات والاختلافات فيما بينهما دون تردد.
تتأثر الرغبة الجنسية للرجال مباشرة بما يأتي:
- كمية إفراز هرمون التستوستيرون في أجسامهم.
- طول الفترة الزمنية منذ ممارسة الجنس أو الاستمناء الأخيرة.
- العمر، فمع البلوغ تقل الشهوة الجنسية.
بينما تتميز النساء عمومًا بالشهوة الجنسية التراكمية باستثناء الدافع الجنسي المتزايد الذي يشعر به بعضهن أثناء الإباضة، حيث تتأثر الرغبة الجنسية للنساء بمزيج بين مستوى هرمون الإستروجين ومستوى هرمون التستوستيرون، والجدير بالعلم أن الهرمون الذكري يتجسد فقط بنسبة 3% منه لدى النساء مقارنة بمستواه لدى الرجال، ولكن من دونه قد لا تشعر النساء بالدافع الجنسي.
ان الشهوة الجنسية لدى النساء معقدة أكثر بكثير من الرجال من ناحية مكونات عاطفية ومعرفية وكذلك فإنها تتأثر من المعلومات التي يتصورنها من الرجال عن مشاعرهم وتصرفاتهم اتجاههن، وأكثر عنصر يثير شهوة المرأة هو الوقوع في الحب، أما العنصر الآخر الذي يثير شهوة المرأة فهو الشعور بالحرية في تبني أساليب جديدة ضمن العلاقة الزوجية وأفكار قد تبدو غير مألوفة ومفاجئة لزوجها.
وكما ذكرت انفا ان الرغبة الجنسية للإناث هي أكثر عمقًا وتعقيدًا من الرجال وهذه الحقيقة يمكنها تفسير قدرة بعض الرجال على عمل العلاقة المؤقتة التي لا مستقبل لها، وهذا يتناقض مع معظم النساء فهن غير قادرات على التفكير بهذا الأسلوب أبدًا، والشهوة الجنسية شعور معقد يتآكل على مر السنين في العلاقة الزوجية الثابتة، والإثارة الجنسية تتآكل قبل الشهوة الجنسية وعندما تتآكل الإثارة الجنسية تختفي الرغبة الجنسية.
الرجال حسب الدراسات التي اجريت منذ حوالي 20 عاما، اذ كشفت ان الزواج بالنسبة لهم يعتبر بمكانة وعد بحياة اطول، وصحة نفسية افضل، ووضع مادي احسن.
واظهرت الدراسة الاميركية التي استغرقت 13 عاما وشملت 493 شخصا ان الزواج اصبح بالنسبة للنساء ايضا كضمان للتمتع بصحة جيدة، فالعلاقة الزوجية التي يسودها الوئام تؤثر ايجابا على الضغط الشرياني، ومعدل الكوليسترول، وزيادة الوزن، والقلق، والشدة النفسية بل والاكتئاب ايضا، وافترض الباحثون ان يكون السبب هو ما تحققه الحياة المشتركة من استقرار وانتظام في الوجبات الغذائية بالاضافة الى عوامل أخرى
تعتبر العلاقات أنظمة معقدة جدًا وهناك حالات في الحياة يمكن التمتع فيها بعلاقة مؤقتة وعابرة دون أي التزامات، وهناك حالات كلما كانت الاستعدادات متعددة ومعقدة فيها، فإن ممارسة الجنس تكون ممتعة وكافية أكثر، ومن ناحية أخرى يشعر معظمنا عندما نكبر بالسن عما إذا كانت هذه العلاقة ستتطور إلى تلك التي تشمل:
- الشهوة الجنسية.
- الحب والتعبير عن المشاعر.
- التقدير والاحترام المتبادل.
فبدون واحدة من هذه المكونات لن تدوم أية علاقة لفترة طويلة، وعادة ما يمكن أن يقال أن النساء ينجذبن إلى الرجال الذين يمنحهن الأمن الاقتصادي، الشخصي، والمستقبلي.
لذا فإن الرغبة الجنسية هي قوة فطرية تجمع بين الرجل والمرأة في إطار العلاقة الحميمة، لكنها تختلف من حيث الشكل والطبيعة بين الجنسين، وتتأثر بعوامل بيولوجية، نفسية، وعاطفية.
ولفهم هذه الفروقات بعمق، يجب أن نستعرض الأسس التي تحدد طبيعة الرغبة عند الرجل وعند المرأة!
■ العاطفة قبل الجنس أم الجنس قبل العاطفة؟؟
يبدأ الرجال غالباً بالجنس، حيث تكون استجابته الجسدية والغريزية أسرع.
يرتبط حماسه للممارسة الجنسية بالإثارة البصرية أو الجسدية، بالنسبة للرجل، العاطفة تظهر غالباً أثناء العلاقة الجنسية أو بعدها.
على العكس، تحتاج المرأة إلى العاطفة أولاً لتشعر بالأمان والراحة النفسية، يبدأ الإثارة عندها بالعاطفة والكلمات اللطيفة، مثل عبارات الحب والمدح، مما يجعلها مستعدة للدخول في العلاقة الحميمة.
■ هل الرغبة الجنسية استجابة سريعة أم تدريجية؟؟
الرغبة الجنسية عند الرجل هي أشبه بزر تشغيل يُشغّل عند الإحساس بالإثارة، خاصة إذا توافرت محفزات بصرية مباشرة. الجسم يستجيب بسرعة، مما يجعله جاهزاً للممارسة.
اما الرغبة الجنسية عند المرأة تكون تدريجية، تحتاج إلى وقت أطول لتتولد. يرتبط الأمر بشكل كبير بحالتها النفسية والعاطفية، بالإضافة إلى البيئة المحيطة ومدى شعورها بالحب والاحترام
■ الاحتياجات النفسية والعاطفية لكل جنس
يرى الرجل ان الجنس وسيلة للتعبير عن الحب والمودة، لكنه في بعض الأحيان لا يحتاج إلى التحفيز العاطفي الكبير ليشعر بالرغبة، التركيز على الممارسة نفسها يكون هو الأولوية.
تحتاج المرأة إلى بناء شعور قوي من الأمان العاطفي.
العلاقة الجنسية ليست مجرد فعل جسدي، بل هي انعكاس للحب والمودة، كلما زاد اهتمام الرجل بها قبل العلاقة من خلال العناق والمداعبة والكلام اللطيف، زادت رغبتها.
■ التوقيت والانتظام
غالباً ما يكون الرجل لديه استعداد دائم لممارسة الجنس، ويبحث عن العلاقة الحميمة بشكل منتظم، بغض النظر عن الحالة النفسية.
اما المرأة تعتمد الرغبة لديها على حالتها النفسية، الإجهاد، وارتباطها العاطفي بزوجها.
بعض النساء قد يقللن الرغبة الجنسية إذا شعرت بالتوتر أو الإهمال.
■ التواصل الجنسي
يتأثر الرجل بالإثارة البصرية بدرجة كبيرة، مثل الملابس أو الحركات التي توحي بالإغراء، الحواس تعمل سريعاً لتهيئه جسدياً.
تتأثر المرأة بالإثارة الحسية والعاطفية، مثل اللمسات الحانية، الأحاديث الرومانسية، والمشاعر المشتركة.
■ كيف يمكن إدامة الرغبة الجنسية بين الرجل والمرأة؟؟
- التواصل المفتوح: يجب على كل من الزوجين أن يكون واضحاً في التعبير عن احتياجاته وتوقعاته.
- الاهتمام بالعاطفة: على الرجل أن يدرك أن المرأة تحتاج إلى الإشباع العاطفي لتكون مستعدة للعلاقة الحميمة.
- الإبداع في العلاقة: تنويع أساليب التعبير عن الحب والرغبة يمكن أن يجدد العلاقة ويزيد من رغبة الطرفين.
- الصبر والتفهم: فهم أن كل شخص لديه استجابة مختلفة للرغبة يساعد على تحقيق انسجام أكبر.
■ كيف يكون فقدان الرغبة الجنسية؟؟
الغريب هو أنه ليس لفقدان الشهوة الجنسية علاقة بنوع الجنس، والجهة التي لم تكن بحاجة إلى الكفاح من أجل الفوز بالعلاقة الجنسية هي الجهة التي تفقد أولًا الجاذبية والشهوة الجنسية للجهة الحريصة أكثر، وقد تفقد في وقت لاحق الحب أيضًا، وتبقى الجهة الأكثر حرصًا: محبطة، وغاضبة، ومتطلبة، ومتسائلة، وتطالب بحقوقها وأحيانًا حتى تهدد وبذلك تفقد حتى القليل المتبقي من الرغبة الجنسية.
باختصار الانجذاب الجنسي، والشهوة الجنسية، والحب هي قضايا معقدة جدًا من الصعب إعادتها إلى الذين خسروها في علاقتهم ولكن ذلك ليس مستحيلًا، وفي بعض الأحيان قد يساعد الانفصال العاطفي أو اللامبالاة المخططة أمام الجانب غير المبال على إعادة تلك المشاعر، حيث سيشعر بالتهديد، وسيبدأ بفهم ما سيخسر وما قد يكسبه الطرف الآخر، وستتولد الغيرة، والمشاعر التي اختفت قد تستيقظ مرة أخرى.
الخلاصة :
- الرغبة الجنسية تختلف بين الرجال والنساء ليس فقط بسبب الفروقات البيولوجية، ولكن أيضاً بسبب التباين في الاحتياجات النفسية والعاطفية.
- عندما يفهم الزوجان هذه الاختلافات ويعملان معاً لتلبيتها، تصبح العلاقة الحميمة فرصة لتعزيز الحب والمودة بينهما.
- عندما يفهم الزوجان أن فتور الرغبة ليس بالضرورة ناتجاً عن خلل، بل قد يكون له جذور نفسية أو هرمونية، فإن ذلك يُخفف من الضغط النفسي، ويقود للبحث عن حلول ناضجة بدل الاتهام واللوم، وهذا ما يحتاجه أي مجتمع يسعى لصحة أسرية ونفسية متينة.
- تعزيز الوعي والتفاهم بين الأزواج
- كسر التابوهات ورفع الوعي الجنسي
- دعم الحقوق الجنسية والعاطفية المتبادلة في الحياة الزوجية.
- الحفاظ على أسرة قوية متماسكة وقادرة على مواجهة التحديات الاجتماعية.
#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟