حسين علي محمود
الحوار المتمدن-العدد: 8371 - 2025 / 6 / 12 - 03:45
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تاريخ الأطباء اليهود في العراق هو جزء مهم من التاريخ الاجتماعي والثقافي والطبي للعراق، ويمتد إلى قرون طويلة، حيث لعب اليهود دورًا بارزًا في الحياة العلمية والطبية، خصوصًا في بغداد والبصرة، خلال العصر العباسي وما بعده، وصولاً إلى القرن العشرين.
كان الطب واحدًا من المهن التي سمحت لليهود العراقيين بالاندماج في المجتمع، رغم الفروقات الدينية.
حتى الأربعينيات، كان عدد كبير من الأطباء في العراق من اليهود.
كثير منهم كانوا يتحدثون العربية بطلاقة، ويؤلفون أحيانًا بالعربية أو العبرية أو الإنجليزية.
قبل الهجرة الجماعية اليهودية بعد 1948، كان اليهود يشكلون %40 من الكوادر الطبية في بغداد، خاصة بعد تأسيس الكلية الملكية عام 1927 حين كان سبعة من أصل 21 طالب الطب من اليهود.
بلغ عدد الأطباء العراقيين اليهود(213) حتى السنوات الأخيرة من تاريخ العراق وحظي هؤلاء الأطباء بثقة المرضى، وتجدر الإشارة الى ان الطبيب كان ملزماً بأداء الخدمة العسكرية، حيث كان يخدم في الجيش فترة قصيرة برتبة ضابط حتى الخمسينات.
■ العصر العباسي
بغداد العباسية، التي كانت مركزًا عالميًا للعلوم، شهدت نشاطًا علميًا لافتًا شارك فيه عدد كبير من الأطباء اليهود، إلى جانب المسلمين والمسيحيين.
كثير من الأطباء اليهود عملوا في بيت الحكمة كمترجمين وعلماء وأطباء، فكانوا ينقلون المعارف من اللغات اليونانية والسريانية والفارسية إلى العربية.
من أبرز هؤلاء :
- ماسورجية بن إسحاق : طبيب يهودي في القرن التاسع، كان من أوائل من ترجموا الكتب الطبية من اليونانية إلى العربية.
- منسى بن إسحاق الهذلي : طبيب يهودي عراقي في بغداد
عمل طبيبًا لدى الخليفة المتوكل العباسي (منتصف القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي).
من أوائل الأطباء اليهود المعروفين بالاسم في التاريخ العباسي، وذُكر في "عيون الأنباء في طبقات الأطباء" لابن أبي أصيبعة.
■ العصر العثماني والقرن التاسع عشر
في هذه الفترة، وخصوصًا في القرن التاسع عشر، برز عدد من الأطباء اليهود في العراق ضمن الطواقم الطبية الحكومية والخاصة.
تأثرت النخبة الطبية اليهودية بالتعليم الغربي بعد تأسيس مدارس الإرسالية الأوروبية .
كثير من أطباء اليهود تلقوا تعليمهم الطبي في إسطنبول أو أوروبا، ثم عادوا للعمل في العراق.
■ القرن العشرون (قبل 1948)
كان لليهود في العراق دور كبير في تحديث النظام الصحي. سيطر بعضهم على المستشفيات الحكومية والخاصة.
لكن بعد احداث 1948 وتصاعد التوترات، بدأ يهود العراق بالهجرة بشكل جماعي، مما أدى إلى فقدان العراق لعدد كبير من كفاءاته الطبية.
- الدكتور مناحيم دانيال (1846-1940)
من الشخصيات السياسية والطبية المعروفة.
عضو في مجلس الأعيان العراقي.
من الداعمين لإنشاء المستشفيات والمدارس الطبية.
- الدكتور حسقيل شاؤول
كان من أبرز الأطباء في بغداد، مارس الطب في الربع الأول من القرن العشرين.
- الدكتور ساسون حسقيل
رغم أنه كان وزيرًا للمالية، إلا أنه من عائلة يهودية عرفت بمزاولة الطب والقانون.
- الدكتور شموئيل (صموئيل) فرج
كان طبيبًا معروفًا في بغداد في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين.
- الدكتور ظافر فؤاد إلياهو(1960-2021)
أحد أشهر أطباء العظام في العراق أخصائي طب وجراحة العظام في مستشفى الواسطي ببغداد، ولقّب بـ"طبيب الفقراء"، دفن في مقبرة خاصة باليهود في مدينة الصدر(الثورة سابقا)
قالت شقيقة إلياهو "أنا صليت عليه عند دفنه"
كذلك "أصدقاؤه شاركوا بمراسم الدفن وصلوا كل حسب دينه".
تخرّج إلياهو من كلية الطب في بغداد عام(1984)، وعمل منذ تخرجه في مستشفى الواسطي الذي نعاه على صفحته في فيسبوك، وهو المستشفى ذاته الذي أدارته والدته الراحلة(فيوليت شاؤول) قبل تقاعدها.
لُقّب بطبيب الفقراء، بسبب إنسانيته في التعامل مع المرضى، ومعالجته الفقراء والمتعففين مجاناً، فضلاً عن حسن تعامله مع زملائه.
- الدكتور داود كباي(1915-2013)
من أشهر أطباء مدينة العمارة خدم عامة الناس في العمارة وبغداد وكان والده طبيبا ايضا ولد كبّاي في بغداد عام (1915) لعائلة عراقية من الديانة اليهودية، التي كان لها الدور الكبير في رفع المستوى التعليمي والثقافي في المدينة، لبنائها أول مدرسة ابتدائية باسم مدرسة(الإليانس) عام(1910) لتعليم أبناء المدينة من كل الطوائف والقوميات،
تخرج داوود كبّاي من الكلية الطبية العراقية عام(1936)- الدورة الخامسة - وقد عمل في مجال الطب العام وطب الأطفال، كما نجح في المجال الاجتماعي بعلاقته الواسعة في مجتمع العمارة، حيث تعززت مكانتهِ بسبب مهنتهُ وعلاجهُ لجميع المرضى من كبار السن والأطفال والنساء عند الولادة، عمل في مستشفى صح العمارة، فتح عيادته الخاصة في محلة التوراة، كان يكشف على مرضاه الفقراء والمعدمين مجاناَ ويصرف لهم الدواء مدفوعاً من جيبه، ازدحمت عيادتهِ بالمراجعين من أطراف المدينة، حيث كانوا يزوروه حتى في الليل.
- الدكتور البير عزرا حكيم
من مواليد(1911-1989) العراق
دورة(1932) الكلية الملكية العراقية
كان ضابط الصحة في العاصمة بغداد لبعض الوقت.
- الدكتور جاك عبود شابي(1908-1981)
مؤسس اول مشفى للأمراض العقلية حيث يعتبر من مؤسسي الطب النفسي في العراق اعتاد أن يكرس(3) ايام لمعاينة الفقراء مجانا.
ولد جاك عبود شابي في البصرة عام (1908) واكمل دراستة الابتدائية فيها ثم انتقلت عائلته إلى بغداد وفيها أنهى دراسته الثانوية.. وعندما افتتحت الكلية الطبية العراقية في جامعة اهل البيت عام (1927)
كان(د.جاك) من ضمن طلبتها حيث تخرج بتفوق من الكلية الطبية في دورتها الأولى عام (1932)، ولكونه من المتفوقين الاوائل فقد تم ارساله إلى لندن على نفقة الحكومة العراقية حيث حصل على التخصص في الامراض النفسية والعصبية من المملكة المتحدة وبعد عودته الى بغداد تم تعيينه في المستشفى الملكي، ثم أستاذا مساعدا في الكلية الطبية العراقية وعمل مع الطبيب الألماني د. “هانز هوف” والمتخصص في الأمراض العقلية والعصبية وهو احد تلاميذ(سيجموند فرويد)، وتعلم منه الكثير وكانت للدكتور(جاك) تجربة معالجة بعض الامراض العقلية بوسائل غير مالوفة وقتها. تميز(د.جاك) بعلميته واكتشافه طرق وأساليب جديدة في العلاج حيث كان اول من ادخل العلاج بالصدمات الكهربائية وبلغت شهرته الافاق وكان الناس كانوا يسمونه(عبود) ويعد من أوائل الأطباء في العراق ممن افتتحوا مستشفيات خاصة بهم، حيث أسس مستشفى(مستشفى الدكتور “جاك عبودي” للأمراض العقلية والعصبية) في منطقة كمب سارة على الطريق المؤدي إلى معسكر الرشيد.
- الدكتور منير سلمان(1924-2016)
احد رموز الطب في العراق ولقب بطبيب الفقراء
قام بأداء الخدمة العسكرية وفقا للقانون العراقي بعد تخرجة من كلية الطب، غادر العراق مبعداً عام(1972)
الدكتور إلياهو بصراوي
طبيب أسنان وجراح عسكري وُلد في البصرة عام�، تخدم خلال حرب إيران–العراق (1980�) وحرب الكويت (1990�).
كان يعمل كمسؤول أول في مستشفى البصرة العام، وعالج إصابات وجهيّة خطيرة في ظروف خطيرة وموارد شحيحة.
خلال احداث 1990، اقترب من الموت بعد تعرضه انفجاراً وسُجّل كمفقود ثم نجا.
غادر العراق بعد عام 1991 الى بريطانيا.
- الدكتور ديفيد جابي (David Gabbay)
من مدينة العمارة من مواليد 1915، حصل على شهرة واسعة لالتزامه تجاه المرضى .
رغم محبوبية كبيرة وكونه طبيبًا مشهورًا، تعرض للسجن في عام 1969 قبل أن يهرب إلى لندن.
#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟