الجيش العراقي، مئة وأربعة أعوام من المجد والتضحيات في سبيل الوطن

حسين علي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8215 - 2025 / 1 / 7 - 02:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الرابعة بعد المئة، قرن ونيِّف من الاباء والكرامة والشجاعة
تشكيل تأريخي ويحاكي عمقه ببسالة وإيثار وقوة ،ومنذ تأسيس أول فوج ضمن تشكيلات الجيش العراقي وهو فوج الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) والذي انطلق في السادس من كانون الثاني عام 1921 إلى يومنا هذا، مروراً بمعارك التحرير والكرامة وحتى اللانهاية سيبقى هذا العتيد شوكة في خاصرة العدو رغم تقلبات السياسة والتأريخ
هذه الذكرى العطرة تجسد رمزاً خالداً للتضحية والإخلاص، وتجدد فينا الفخر بتاريخ جيشنا العظيم، الذي كان وما زال سداً منيعاً أمام كل التحديات، وركيزة أساسية في بناء عراق العزة والسيادة.
نبارك لجنودنا وقادتهم الشجعان هذا اليوم الأغر، ونقف إجلالاً وإكباراً لدماء الشهداء الأبرار الذين خطّوا بدمائهم الزكية ملاحم الانتصار، وللرجال الذين ما زالوا يرابطون على ثغور الوطن، عيوناً لا تنام، وقلوباً لا تعرف إلا الإيمان بالعراق وشعبه العظيم.
حفظ الله جيشنا الباسل درعاً للوطن، وأدام على عراقنا الحبيب نعمة الأمن والسلام والازدهار.

ان تاريخ الجيش العراقي منذ التأسيس ودوره العسكري والتاريخي حافل بالاحداث والبطولات حيث يمثل الجيش العراقي تاريخاً طويلاً من التحولات السياسية والعسكرية. ورغم التحديات التي واجهها منذ تأسيسه، لا يزال الجيش رمزاً للوحدة الوطنية وركيزة أساسية لاستقرار العراق وأمنه الإقليمي.

▪︎ التأسيس (1921-1932) :
تأسس الجيش العراقي في 6 يناير 1921، بعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة تحت الانتداب البريطاني.
بدأ الجيش بتشكيل فوج أطلق عليه اسم "فوج موسى الكاظم"، ليكون النواة الأولى للقوات المسلحة العراقية.
خلال هذه الفترة، اقتصر دور الجيش على حماية الأمن الداخلي ومواجهة التحديات المحلية، مثل حركات التمرد الداخلية.

▪︎ الفترة الملكية (1932-1958) :
- الاستقلال : مع حصول العراق على استقلاله عام 1932، أصبح الجيش أحد أعمدة الدولة الحديثة.
- الدور السياسي : تدخل الجيش في السياسة من خلال عدة انقلابات، مثل انقلاب بكر صدقي عام 1936، والذي كان أول انقلاب عسكري في العالم العربي.
- الحرب العالمية الثانية : شارك الجيش في "ثورة رشيد عالي الكيلاني" عام 1941، حيث واجه القوات البريطانية في محاولة للتخلص من النفوذ الاستعماري.

▪︎ الجمهورية الأولى (1958-1968) :

بعد الانقلاب على النظام الملكي في ثورة 14 يوليو 1958 بقيادة عبد الكريم قاسم، توسع الجيش ليصبح أداة رئيسية في الحكم.
- الصراعات الداخلية: قمع الجيش عدة حركات تمرد، لا سيما في الشمال ضد الأكراد.
- حرب 1967: شارك الجيش العراقي في حرب 1967 ضد إسرائيل، لكنه لم يكن جاهزًا بشكل كامل، ما أثر على أدائه.

▪︎ الجمهورية الثانية (1968-2003) :
- النهضة العسكرية : شهد الجيش تطوراً كبيراً من حيث الحجم والتسليح تحت حكم حزب البعث، خاصة خلال حكم الرئيس السابق صدام حسين.

▪︎ الحرب العراقية - الإيرانية (1980-1988) :
كانت الحرب العراقية - الإيرانية واحدة من أكبر الصراعات في الشرق الأوسط التي انتصر بها الجيش العراقي، حيث لعب الجيش العراقي دوراً محورياً كبيراً، وتطور الجيش بشكل كبير خلال هذه الفترة من حيث العدد والقدرات القتالية.

▪︎ حرب الخليج الأولى (1990-1991) :
بعد اجتياح العراق للكويت، واجه الجيش العراقي تحالفاً دولياً بقيادة الولايات المتحدة، حيث عانى من خسائر فادحة وأضرار كبيرة في بنيته التحتية.
- الحصار والضعف: بعد حرب الخليج، تعرض الجيش لتراجع كبير بسبب العقوبات الاقتصادية وانعدام التحديث.

▪︎ ما بعد 2003 وانهيار النظام :
بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، تم حل الجيش العراقي بقرار من الحاكم الأمريكي بول بريمر، أدى ذلك إلى فراغ أمني وتفكيك البنية العسكرية العراقية.

▪︎ إعادة التشكيل (2004) :
تم إعادة بناء الجيش من الصفر بتمويل وإشراف أمريكي، مع التركيز على مكافحة الإرهاب وضمان الأمن الداخلي.
- الحرب على الإرهاب :
لعب الجيش العراقي دوراً كبيراً في مواجهة الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش وغيرهم، خاصة بعد سقوط الموصل بيد داعش عام 2014، تمكن الجيش بمساعدة التحالف الدولي من تحرير المدن العراقية بحلول 2017.

▪︎ الدور الإقليمي والعالمي :
- إقليمياً : على مدار تاريخه، كان للجيش العراقي دور محوري في التوازنات الإقليمية، حيث اعتُبر أحد أقوى الجيوش العربية في فترة السبعينيات والثمانينيات، كما شارك في الصراعات العربية - الإسرائيلية وفي دعم القضايا العربية.
- بعد 2003 : تراجع الدور الإقليمي للجيش العراقي بشكل ملحوظ بسبب الحروب الداخلية مع الجماعات الإرهابية التي اطاح بها وبقياداتها بخسائر فادحة وما تزال القوات الامنية العراقية بكل تشكيلاتها وصنوفها مستمرة في لعب دور رئيسي في تأمين الحدود ومنع عودة التنظيمات الإرهابية.

في عيد الجيش العراقي الذي هو تاريخ جميل ومشرف، ورغم هذا التاريخ الحافل، يعاني العراق من ضعف واضح في توثيق بطولات جيشه وتخليدها. ومن أبرز النقاط التي تثير التساؤلات :
- ماذا نعرف عن تاريخ جيشنا؟؟
- ماذا نعرف عن معارك هذا الجيش؟؟
- ماذا نعرف عن رجالات هذا الجيش؟؟
- هل هناك متحف عسكري عراقي مثل كل متاحف الجيوش التي نزورها في دول العالم؟؟
- هل هناك ميدان او متنزه مخصص للإحتفاء بالجيش في كل مدينة، ويحتوي على معدات الجيش العسكرية وتماثيل او جداريات لقادته وجنوده وملاحمهم؟؟
- هل انتج الاعلام العراقي فلماً وثائقيا او أكشن عن الجيش حتى يتسنى لابنائنا التعرف على جيش بلده العريق؟؟
يجب ان توثق هذه البطولات والشواهد التاريخية لكي تأخذ حقها في ذاكرة الاجيال الجديدة.
▪︎ معظم دول العالم تمتلك متاحف عسكرية توثق تاريخها العسكري، بينما يفتقر العراق إلى متحف عسكري شامل يعرض المعدات العسكرية القديمة، والوثائق التاريخية، وصور الأبطال، من الضروري إنشاء مثل هذا المتحف سيمنح الأجيال الجديدة فرصة للتعرف على تاريخ جيشهم.
▪︎ عدم وجود ميادين أو منتزهات مخصصة لتكريم الجيش في معظم المحافظات العراقية.
يمكن لهذه الساحات أن تكون مواقع للاحتفالات الوطنية، ومكانا لعرض المعدات العسكرية القديمة والتماثيل والجداريات التي تخلد القادة والجنود ليتمكن المواطنين من الاطلاع عليها وتوثيقها.
▪︎ لم ينتج الإعلام العراقي سوى القليل من الأفلام الوثائقية أو السينمائية التي تسلط الضوء على تاريخ الجيش العراقي وبطولاته، في الوقت الذي تنتج فيه دول العالم أفلاما وأعمالا درامية تبرز بطولات جيوشها،

الخلاصة : في عيد الجيش، يجب أن نتوقف قليلاً لنفكر في أهمية توثيق هذا التاريخ المجيد.
على الحكومة العراقية والإعلام الوطني، بالتعاون مع المؤسسات الثقافية والتربوية، أن تأخذ على عاتقها مسؤولية حفظ هذا الإرث العظيم.
ان تضحيات الجيش العراقي تستحق أن تُخلد في قلوب العراقيين وعقولهم، ليبقى الجيش رمزاً للوحدة والسيادة والقوة.

#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل