‏هل تعمد اردوغان إفهام الجميع انه مرشد -طوفان الجولاني-؟!

حسين علي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 02:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أبو محمد الجولاني (احمد حسين الشرع) قائد تنظيم هيئة تحرير الشام، الذي يُعتبر الامتداد السوري لتنظيم جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة قبل انفصاله عنها.
يُعد الجولاني شخصية مثيرة للجدل في الساحة السورية، حيث يمزج بين صفات القيادي العسكري والسياسي، مما ساعده على الحفاظ على مكانته في مشهد معقد مليء بالصراعات.
‏‎عندما نتحدث عن هيئة تحرير الشام فنحن نتحدث عن المخابرات التركية وطريقتها في التجنيد والصناعة ورسم الاهداف الاستراتيجية كما في ليبيا بالضبط، لذالك مستقبل سوريا بيد تركيا والجولاني اداة فقط!!
مخابرات الدول هي من تدير شؤون العالم وصراعاته، هذه الحقيقة لم تدركها غالبية الأنظمة العربية، لأن أجهزة مخابراتها عادة ما تكون بخدمة أمن الرئيس أو الحاكم، أو أداة قمع وتهديد لحرية الأفراد والجماعات!
بعيدا عن دور المؤسسة التي تتبنى استراتيجية التخطيط والإشراف غير المرئي على التنفيذ النوعي للبرامج والشؤون السياسية، والاقتصادية، والأمنية والإعلامية في الدولة.
الجولاني قاد عمليات كبرى ضد الجيش السوري وفصائل المعارضة الأخرى، مما جعله لاعباً محورياً في السيطرة على مناطق واسعة في شمال غرب سوريا، خاصة محافظة إدلب.
كان الجولاني تحت إمرة الزرقاوي تنظيم القاعدة بالعراق واعتقلته القوات الأمريكية ثلاث مرات، بعد ذلك عمل مع البغدادي وأُرسل إلى سوريا لتأسيس جبهة النصرة، رفض طلب البغدادي للاندماج وقاتل داعش، وهو مصنف إرهابي وهناك مكافأة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
يتمتع الجولاني بقدرة واضحة على استقطاب المؤيدين وكسب الولاءات، سواء من داخل التنظيم أو من الجمهور المحلي، وتظهر هذه الكاريزما في خطاباته التي غالباً ما تكون موجهة بعناية لتلميع صورته كقائد يسعى لتحقيق أهداف "نبيلة"!!
أظهر الجولاني قدرة فريدة على التكيف مع المتغيرات الإقليمية والدولية، بدءً من علاقته بتنظيم القاعدة وصولاً إلى إعادة تشكيل جبهة النصرة تحت اسم هيئة تحرير الشام. هذا التغير في الهويات يعكس مهارة المرواغة في قراءة المشهد السياسي والميداني، ومحاولة الحفاظ على بقاء التنظيم.
يتبنى الجولاني نهجاً عملياً يتجاوز الالتزام الأيديولوجي الجامد، حيث أبدى استعداداً للتحالفات المؤقتة، وتقديم تنازلات تكتيكية للبقاء في موقع القوة، على سبيل المثال، ترويجه لفكرة "تحرير الشام" ككيان محلي مع تركيز أقل على الأجندة الجهادية العالمية، لكن لا ننسى انه مزيج من الفكر الاخواني والسلفي، لذا هو هجين براغماتي متحرر من العقد النفسية التي يتسم بها السلفية وله رؤية معمقة ويحتذي حاليا بتجربة طالبان!!
يحرص على إظهار صورة الزعيم المتواضع المتفاني في خدمة قضيته، مما يساعد في بناء الثقة مع أتباعه، خصوصاً في البيئات التي تتطلب قيادة صارمة في ظل الحرب.

■ ماهو الدور السياسي الذي انتهجه الجولاني؟؟
مع تصاعد الضغوط الدولية على الجماعات المتطرفة، حاول الجولاني تقديم نفسه كزعيم محلي يسعى لتحرير سوريا، متجنباً وصف تنظيمه بالإرهابي، واستخدم وسائل إعلامية لتهدئة المخاوف الغربية والإقليمية، مؤكداً أن "هيئة تحرير الشام" لا تهدد مصالح الدول الأخرى.
كما انه حافظ في علاقاته الدولية على توازن دقيق مع قوى إقليمية مثل تركيا، إذ اعتمد على تسهيلات تركية في إدلب، ولكنه في الوقت ذاته يسعى لتجنب الظهور كوكيل تركي، حرصاً على صورته أمام قاعدته الشعبية.
فهو شخصية براغماتية يفهم ان المجتمع الدولي لا يقبل اقامة حكم اسلامي متشدد في سوريا لذلك تغيرت مواقفه حسب المعطيات ورغبات الدول الفاعلة، كما ان ليس له اجندات خارج حدود سوريا ومن الممكن انه قد يدخل في مواجهة مع داعش تفضي الى إنهاء وجودها في سوريا بعد تثبيت دعائم الحكم في دمشق .
ومن براغماتيته قام بتعيين المطران المسيحي في حلب محافظ لمدينة حلب ولا استبعد تقوم أمريكا برفع تحرير الشام عن لوائح الارهاب ومنح الجولاني نوبل للسلام!!

■ ما هي التحديات التي يواجهها؟؟
▪︎ الضغوط الدولية والإقليمية كونه على رأس قائمة المطلوبين دولياً يضعه في مرمى الضغوط السياسية والعسكرية.
▪︎ يعاني التنظيم الذي يقوده من انشقاقات داخلية نتيجة اختلاف الرؤى حول منهجية العمل والعلاقة مع القوى الأخرى.
▪︎ يحاول الجولاني تلميع صورة التنظيم، إلا أن تاريخ العنف المتطرف والجذور المرتبطة بتنظيم القاعدة تظل عبئاً يحد من قدرته على كسب الشرعية الدولية.

الخلاصة :
أبو محمد الجولاني شخصية معقدة تجمع بين الذكاء العسكري والدهاء السياسي، مما مكنه من البقاء على قيد الحياة في واحدة من أكثر الساحات اضطراباً في العالم. ورغم محاولاته لتقديم نفسه كقائد محلي يحارب الظلم، فإن تاريخه وعلاقاته مع الجماعات المتطرفة يجعلانه هدفاً للانتقادات والضغوط الدولية المستمرة.

#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل