أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين علي محمود - هل الخرافة لعنة أم ملجأ، ومتى تكون الخرافة ضرورة، ومتى تتحول إلى عبء؟؟














المزيد.....

هل الخرافة لعنة أم ملجأ، ومتى تكون الخرافة ضرورة، ومتى تتحول إلى عبء؟؟


حسين علي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8367 - 2025 / 6 / 8 - 18:14
المحور: المجتمع المدني
    


ويل للعالم اذا انحرف المتعلمون وتبايضه المثقفون والمتعلم صعب ينحرف!!
ما بين حقيقة البيضة التي تتكسر مع مواجهة الواقع وبين حجر الخرافات الصلب الذي يتكئ عليه ضعيف المواجهة، ويبقى السؤال .. هل الخرافة لعنة تضيع الانسان ام مسكن يحميه من الم الحقيقة؟؟
الخرافة ليست مجرد كذبة بسيطة عند البعض، بل هي نظام رمزي قد يمنح الإنسان شعورا بالأمان، الانتماء، أو حتى السيطرة في عالم فوضوي. ولهذا، فهي ليست دوما لعنة مطلقة، لكنها كذلك ليست دواء شافياً، قد تكون مسكنا مؤقتا، لكنها لا تعالج الجرح، بل تخفيه فقط.


■ أنواع الخرافة : يمكن تصنيف الخرافات تقريباً على أنها -
- خرافات دينية
- خرافات ثقافية : الخرافات التي تنتمي إلى تقليد ثقافي في بعض الحالات لا يمكن فصلها عن الخرافات الدينية وهي هائلة في تنوعها، إذ يؤمن العديد من الأشخاص بمعتقدات غير عقلانية، فيما يتعلق بأساليب درء المرض أو جلب الخير، والتنبؤ بالمستقبل، والشفاء أو الوقاية من المرض أو الحوادث.
- خرافات اجتماعية : قد تتمثل الخرافات الشخصية بمعتقدات الأفراد حول الحظ، كأن يكتب تلميذ ورقة امتحان بقلم معين فيحصل على نتيجة جيدة، فيصبح هذا القلم محظوظًا، ولطالما كانت الخرافات الاجتماعية شديدة التأثير في التاريخ، بحسب منظور واعتقادات الناس الواهية التي كانت منتشرة قديماً والتي تتنوع حسب خيالهم وحسب الأحداث التي كانت تقع في زمنهم.

من أبرز مهام ووظائف الخرافة هو بث الخوف او التخدير الفكري في نفوس الناس وإنهاكهم بالخرافات والأساطير حتى يسهل السيطرة عليهم وتوجيههم وفق أجندة وأهداف ومآرب تتنوع من اتجاهات حزبية حركية إلى مجرد حب السيطرة والتحكم.
قد تحمي الخرافة الإنسان من "ألم الحقيقة"، لكنها في الوقت نفسه تحرمه من نضجه، من قدرته على التغيير، ومن أن يرى العالم كما هو لا كما يحب أن يراه.
لذا يمكن القول :
في بعض مواقف المنظور الاجتماعي، تعتبر الخرافة مسكن رحيم حين تكون الحقيقة قاسية أكثر من قدرة الإنسان على التحمل، فيلجأ لها حتى المتعلم المثقف ( البعض )، لكنها لعنة مدمرة حين تصبح قيداً يمنعه من النمو، من الفهم، ومن التحرر.
احيانا يكون وهم الخرافة أقوى من المنطق والمنهج العلمي عند البعض، فهو يلبي حاجات اجتماعية، ويعبر عن ثقافة متغلغلة، توفر البيئة الصالحة للإيمان بالخرافة، وتصدقها حتى ولو عارضت الواقع والحقائق والأدلة الدامغة، كما ان الوهم قد يكون له دور علاجي مع بعض الناس، إذ يوفر لهم إطمئنان مكذوب، قد يساهم في الشفاء، أو يسكن الآلام، ويدفع لاطلاق الهرمونات التي تضفي الراحة على الجسد الذي أنهكه المرض او الم الحقيقة.
يشير البروفيسور “جيروم جروبمان ” Jerome Groopman في جامعة “هارفارد” العريقة  في كتابه ” تشريح الأمل“ أن “التغير في طريقة التفكير لديه القدرة على تغيير الكيمياء العصبية، ويمكن للإيمان والتوقع – العناصر الأساسية للأمل – منع الألم عن طريق إطلاق الإندورفين والإنكيفالين في الدماغ، ومحاكاة تأثيرات المورفين”، وقد يكون هذا الأمل زائفا، لكنه يلعب دور إيحابيا في شفاء بعض الناس، لكن هناك من يعتبر الأمل الزائف وميض خاطف سريع الزوال والذبول، وقد لا يحقق معجزة الشفاء، فهو كما يقول المثل ” كالثلج على وجه الصحراء المغبر”.

الدافع الأساسي للأشخاص ليؤمنوا بالخرافة متمثل بخوفهم من المجهول وصدمة الواقع كذلك، والذي يجعلهم يدخلون في دوامة من التفكير السلبي الذي قد يقودهم إلى القلق، وحتى يتفادوا ذلك فإنهم بحاجة إلى الإيمان بقوة خارقة، قادرة على حمايتهم وتجنيبهم تلك المصاعب التي قد تواجههم في المستقبل، الخرافة هي ذلكم الملاذ الآمن الذي قد يلجأ إليه البعض كلما هز وجدانهم وكيانهم، أمام الصدمات والأزمات، أو كلما أرهق ذهنهم التفكير في معضلة ما، فبدل البحث والتفكير والتنقيب عن حل للمشكلة، تُطبع بطابع أسطوري أو تغلف بقوة خارقة، حتى لا يتحملون مسؤولية ما يقع لهم، فأساس الإيمان بالخرافة هو الخوف من المجهول، كما أن التفكير اللامنطقي وغير النقدي قد يدفع الناس في الكثير من الأحيان إلى التصديق بالخرافات مهما كان مستواهم التعليمي أو الثقافي، وذلك بسبب غياب التفكير المنطقي أو النقدي لديهم، كما أن الكوارث والأزمات قد تعد أهم دافع للإيمان ببعض الخرافات، فإذا كان شخص ما قد حلت به مصيبة، فإن ذلك يجعله مستعداً للتصديق بأي خرافة، بغية الخلاص من المصيبة التي حلت به.

مازال البعض من فلول الخرافيين وأتباعهم يسعون بشتى الوسائل للحفاظ على جهل الناس بل والعمل على تجهيلهم، وبث الخوف وزعزعة ثقتهم بأنفسهم وتشكيكهم بالعالم، كي لا يفقدوا السيطرة عليهم، والعمل على تمرير خرافاتهم وأجنداتهم، وما هم إلاّ أدوات لزعزعة المجتمع، لكن تيار الوعي أكبر منهم والناس أصبحت تحسن استخدام العقل والتفكير قبل استقبال أي معلومة بل وتحليلها ومحاكمتها.
يقول الشاعر والروائي الألماني تيودور فونتاني : "كم من ديك صدَّق أن الشمس تشرق بصياحه".

فمهما كان حجر الخرافة صلبا تبقى الحقيقة هي البيضة الهشة التي تتكسر بسهولة حين تصطدم بجدار الواقع، لكنها حين تُحتضن وتُفهم، تُخرج منها الحياة، والنمو، والتحول.
منذ القدم، البعض مع البيضة والحجر والبعض ليس معهما والبعض الآخر ضائعين في تيه اعمى!!



#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فجر جديد في الصراع الروسي - الأوكراني
- طريق التنمية العراقي .. رؤية استراتيجية بين الطموح والتحديات
- الدبلوماسية الطهوية
- تبادل الزوجات، قنبلة أخلاقية تهدد قيم المجتمع
- قيامة القطيع
- التوتر الأمريكي - الإيراني والتحشيدات العسكرية الامريكية في ...
- وشوم وزير الدفاع الأمريكي، رموز صليبية أم رسالة سياسية؟!
- أدلجة الشعوب فكريا ورياضيا
- الإمام علي قدوة خالدة بين الذكرى والتطبيق!!
- هل انتصر احمد الشرع على الجولاني؟!
- يوم المرأة العالمي نور الحياة وقوة لا تقهر
- ديمقراطية عرجاء أم دكتاتورية مشوهة !!
- ميزان الوعي بين تقديس الماضي وتحديات الحاضر
- مستقبل العراق بين ضغوط واشنطن وتدخلات طهران
- الإرث الحقيقي
- مزاد التكبيس
- متى يحلق الجولاني لحيته؟!
- الجيش العراقي، مئة وأربعة أعوام من المجد والتضحيات في سبيل ا ...
- القطاع السياحي بين تحديات الواقع وآفاق التطوير
- رسالة من إنسان إلى العالم في بداية السنة الجديدة


المزيد.....




- اللاجئون بأوروبا وزيف ادعاءات الغرب
- مركز حقوقي يدعو للحفاظ على -اللهجات المحلية-: هناك 500 لهجة ...
- -الأونروا-: جياع غزة يزحفون تحت وابل القصف الإسرائيلي للبحث ...
- صحف عالمية: حماية الأطفال من الموت جوعا أحد أكبر تحديات العا ...
- الأمم المتحدة: الملايين في الساحل الأفريقي بحاجة لمساعدات عا ...
- مصير الأسرى الإسرائيليين في غزة منذ 7 أكتوبر
- مصدر روسي: ملتزمون باتفاق تسليم جثث الجنود الأوكرانيين والأس ...
- سوريا: وثائق سرية تكشف اعتقال وفصل مئات الأطفال عن عائلاتهم ...
- من ضحك على من يا ابن سلمان
- مدير الإغاثة الطبية بغزة يطالب بإدخال الأدوية والمستلزمات ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين علي محمود - هل الخرافة لعنة أم ملجأ، ومتى تكون الخرافة ضرورة، ومتى تتحول إلى عبء؟؟