أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي محمود - بين طهران وتل أبيب، ما بعد الإثني عشر يوماً














المزيد.....

بين طهران وتل أبيب، ما بعد الإثني عشر يوماً


حسين علي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 08:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد انتهاء حرب حرب الاثني عشر يوماً على المواجهة بين إسرائيل وإيران.
سنتكلم عن نتائج الحرب بقراءة موضوعية علمية وفق رؤية استراتيجية بعيدا عن العواطف والمذهبية.
لا يبرز المنتصر بمن رفع صوته أو كثّف شعاراته، بل بمن حقق أهدافه الاستراتيجية بأقل كلفة ،وهنا تتكشف موازين الحرب بعيداً عن الضجيج.

● هدف إسرائيل التي طالما وضعت تعطيل المشروع النووي الإيراني على رأس أولوياتها ونجحت بذلك وبدعم أمريكي مباشر في توجيه ضربات نوعية أعادت طهران سنوات إلى الوراء في برنامجها النووي، و في المقابل لم تجرؤ إيران على الاقتراب من مفاعل ديمونا أو أي هدف استراتيجي مكافئ.

● على الأرض وصلت إسرائيل إلى العمق الإيراني، مستهدفة منشآت عسكرية ومطارات وقواعد صواريخ ومصانع مسيّرات، وأسفرت الهجمات عن مقتل عشرات القيادات العسكرية بينها رفيعة المستوى وعلماء نوويين وخبراء تسليح.
- تدمير مقتربات ومنشآت مفاعلات فوردو، نطنز، أراك، وبوشهر
- ضرب منشآت إضافية في أصفهان، شيراز، قم، وعدة مجمعات عسكرية في طهران.
- تدمير نصف منصات إطلاق الصواريخ البعيدة والمتوسطة المدى
- استهداف مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني في طهران
- قصف مركز شرطة طهران
- استهداف مقر وزارة الدفاع الإيرانية
- تدمير مديرية الأمن السيبراني الإيراني بالكامل
الا ان رغم الصدمة اظهرت القيادة تماسك في منظومة القيادة والسيطرة والتحكم، لكن الثقة الشعبية بالأمن تآكلت تحت وقع الاختراقات.
وفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (هرانا)
ضحايا الحرب 974 شهيداً بينهم : (أكثر من 263 مدنيًا، وما يزيد عن 154 من أفراد الأمن) وما يزيد عن 3458 جريحًا

● على صعيد حرب الاستخبارات وهي لا تقل أهمية عن الحرب العسكرية، فقد سجلت إسرائيل اختراقات أمنية غير مسبوقة، إذ اخترقت الداخل الإيراني استخباراتياً بشكل يوازي أعظم العمليات في تاريخ التجسس حتى بلغ الأمر إنشاء مصانع طائرات مسيّرة وقاعدة تجسس عملياتية للموساد في قلب طهران دون علم الحرس الثوري، واستخدامها لاحقًا في الضربات الدقيقة، وهذه بحد ذاتها فضيحة مدوية في حروب التجسس وستدرس كأكبر كارثة تصيب دولة بهذا المستوى خصوصا أن الموساد لم يُلاحَق كقيادات وإنما ضبطت عناصر عادية دون التوصل لهرم العملاء.

● استطاعت إيران تجاوز القبة الحديدية وإيصال صواريخها إلى تل أبيب، وهو إنجاز تقني محسوب، وتل ابيب التي تعد مكان امن وفي حيفا عصبها الاقتصادي.
لكنه محدود مقارنة بحجم الضربات التي تلقتها ايران داخليًا، بينما أظهر المجتمع الإسرائيلي هشاشة نفسية وحركات نزوح داخليا لافتة أمام الخطر. وكانت خسائر إسرائيل اقتصادية وبشرية .. منها :-
- تدمير معهد وايزمان للعلوم في رحوفوت
- مقتل الدكتور مئير فوكنين (أستاذ الدراسات الفيزيائية في معهد وايزمان للعلوم)،
- تدمير منشآت بازان في حيفا
- أضرار جسيمة في مستشفى سوروكا وعدد من المباني السكنية في رامات غان وتل أبيب
- أضرار في مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في "الكرياه" بتل أبيب.
- إسقاط طائرتي استطلاع تابعتين لسلاح الجو الإسرائيلي بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية.
- إطلاق أكثر من 550 صاروخا باليستيا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
- إطلاق أكثر من 1000 طائرة مسيرة تجاه إسرائيل.
- عشرات المواقع المدمرة في العمق الإسرائيلي وأضرار جسيمة لحقت بمئات المنازل.
- مئات العائلات أصبحت بلا مأوى بعد إصابات مباشرة لمنازلهم بسبب الصواريخ الإيرانية.
- حسب مصادر إسرائيلية (29 قتيلاً اسرائيلياً بينهم جنديا واحدا و 2345 جريحًا)



● تحسب لإيران تمكنها من الحفاظ على برنامجها الصاروخي طوال 12 يومًا بمنأى عن التأثير رغم تدمير ما يقارب 1000 صاروخ قبل إطلاقها بواسطة سلاح الجو الإسرائيلي، ورغم امتلاك الطيران الاسرائيلي التفوق والقدرة على ضرب العمق الايراني.
فمعظم موجات الصواريخ الباليستية شنت أثناء تواجد الطائرات والصواريخ الإسرائيلية في الأجواء،

● دوليا، وقفت إيران وحيدة، حيث تراجع حلفاؤها إلى حدود التصريحات، بينما استعانت إسرائيل بحليفها الأمريكي سياسيًا وعسكريًا، وزادت طهران من عزلتها دوليا امام عدم تحرك اذرعها في المنطقة لمساندتها.

● رمزيًا، أصيبت السردية الإيرانية في مقتل، لم يُربط القتال بفلسطين، غاب “فيلق القدس”، وصمتت “جمعة القدس”، وكذلك تحطم سردية وحدة الساحات والأذرع كانت في موقف المتفرج، والأهم أن طهران تجنبت أي احتكاك جاد مع واشنطن، رغم تبنيها لخطاب المواجهة معها لعقود.

الخلاصة : أن إسرائيل خرجت وقد حققت أهدافًا استراتيجية، وأثبتت قدرتها على إصابة قلب خصمها وقتما شاءت، بينما إيران انهت هالة القبة الحديدية وإيصال صواريخها إلى العمق الإسرائيلي، لكن خرجت بخسائر استراتيجية ورمزية، اي تتجاوز الخسارة العسكرية وستحتاج الى سنوات طويلة لتبني ما دمرته طائرات الكيان الصهيوني، إضافة الى انكشاف أمني وعزلة إقليمية، وضياع رمزيتها كقوة مقاومة.
نعم، لم تكن الحرب متكافئة، لا في الأدوات ولا في الحلفاء، وإيران بعد هذه الجولة ستحتاج لسنوات عديدة لكي تُعيد ما بنته خلال 40 عام من القرن الماضي.

ويبقى السؤال .. مَن هو ‎المهزوم؟؟
في حين الجميع احتفل بالإنتصار.



#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مازاران، ظلّ السلطة ودهاء السياسة
- طهران ما بعد انهيار النووي وحرب استنزاف لا مهرب منها !!
- من يفوز جائزته الشرق الاوسط
- قصف وايزمان دِلالات إيرانية ورسائل استراتيجية
- ميكافيلية الحاكم من فلسفة السلطة الى تزييف الوعي
- ‏مضيق هرمز الكارت الستراتيجي الاخير لدى إيران
- عملية -الأسد الصاعد- ورسم شرق أوسط جديد
- أطباء يهود عراقيين
- نظرية هرمجدون (المعركة الأخيرة)
- هل الخرافة لعنة أم ملجأ، ومتى تكون الخرافة ضرورة، ومتى تتحول ...
- فجر جديد في الصراع الروسي - الأوكراني
- طريق التنمية العراقي .. رؤية استراتيجية بين الطموح والتحديات
- الدبلوماسية الطهوية
- تبادل الزوجات، قنبلة أخلاقية تهدد قيم المجتمع
- قيامة القطيع
- التوتر الأمريكي - الإيراني والتحشيدات العسكرية الامريكية في ...
- وشوم وزير الدفاع الأمريكي، رموز صليبية أم رسالة سياسية؟!
- أدلجة الشعوب فكريا ورياضيا
- الإمام علي قدوة خالدة بين الذكرى والتطبيق!!
- هل انتصر احمد الشرع على الجولاني؟!


المزيد.....




- فيديو لدخان يتصاعد من طائرة ركاب أمريكية بعد إقلاعها من لاس ...
- ترامب من قمة الناتو: قد نتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وبوتين ...
- بلغاريا: الفهد الأسود لا يزال طليقًا بعد ستة أيام من البحث ا ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فمن هو الخاسر إذن؟
- -يوم صعب وحزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة ...
- من الانقلاب إلى العقوبات.. محطات العداء بين طهران وواشنطن
- ماذا نعرف عن مصير اليورانيوم المخصب لدى إيران بعد الضربات ال ...
- مخزية ودنيئة.. إيران ترد على إشادة أمين عام الناتو بالضربات ...
- خسائر الاحتلال بغزة تزيد الضغوط على نتنياهو لوقف الحرب
- هل انتهت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران؟ وما مكاسب كل طرف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي محمود - بين طهران وتل أبيب، ما بعد الإثني عشر يوماً