أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزهر جبر الساعدي - كنا حبيبيين














المزيد.....

كنا حبيبيين


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 8418 - 2025 / 7 / 29 - 00:35
المحور: الادب والفن
    


(كنا حبيبيين)
:- اعرفه، معرفة شخصية. قالت سماء. من ثم ساد الصمت المطبق.. تاليا، بعد عدة ثواني، أخذ يرن في اذنيَ؛ حوار، يدور حولي. عيناي تفتر في هذه الاثناء على الوجوه. تسمرت في النهاية على وجه سماء..
:- احبك.
قالتها بعد ان انتهينا معا من السباحة في اليم العميق من العشق، الممتلىء بالحركة والحيوية والثراء. الى الآن صورتها، صورة حقيقية مدفونة في دماغي، لكنها دوما راكضة في ممرات دماغي؛ ترفض ان لا تكون الا فيه مع انها كانت قد غابت من كل حياتي منذ عدة سنوات. تتحول في كل لحظة صفاء او لحظات اخلوا فيها مع نفسي في بيتي او في الشارع واحيانا في الدائرة التي اعمل فيها، في غرفة عملي، في أخر ساعة، قبل انتهاء الدوام الرسمي؛ عندما يعم ويسيطر الصمت والسكون على جميع غرف الدائرة وحتى ممراتها الى صورة حلمية، كأنها حقيقية. هكذا اجدني في يقظتي اشعر حلما، بوجودها حين تأتيني في هذه اللحظات. تسمعني كلمات كنت قد سمعتها منها مرارا وتكرارا، عندما اصبح الزمن غير الزمن الذي كنا فيه، قبل ان تتفرق بنا دروب الحياة.
:- أياد، صحيح انا وانت نختلف في الرأي والرؤية والموقف من الحياة، إنما الحب كفيل بتجسير الهوة او الفراغ بيننا.
:- طروحاتك، موقفك.. لم تدعني اكمل فقد قالت بحدة كما هي عادتها في كل مرة، نختلف فيها.
:- انت تريدني ان اتعايش مع ما لا يمكن التعايش معه. تريد مني ان اتحول الى دمية يتم اللعب بها حسب الطريقة التي يراد مني ان العبها وليس ما ارغب واريد من طريقة..
:- قولك هذا صحيح من جانب، وغير صحيح من الجانب الثاني. الإرادة الحرة، غير مقيده بإرادة الأخر مهما كان، والا لم تعد إرادة حرة ابدا، وفي كل الاحوال.
لم اقترن بها. خلال اكثر من اربع سنوات، من علاقة قوية ومتينة، استمرت بذات القوة والعمق والتجذر لسنتين اللتان اعقبتا تخرجنا من كلية الآداب، اللغة الانكليزية. حتى اني لم اتصور يوما باني من الممكن ان اعيش وامارس حياتي من دون ان تكون هي معي بها. كل ما كان يدور بيننا من حوارات واحاديث في المساء ليوم سابق، استعيده مستمتعا في صبيحة اليوم التالي. لم افكر ولو مجرد تفكير في البحث عن حب أخر اعوض به؛ عن افتقادها. فقد ذهبت هي في درب على الرغم منها، إنما بإرادتها التي هي من ارغمت نفسها بها عليه؛ غير الدرب الذي اخذتني إليه الحياة مجبرا. انقطعت عني اخبارها كليا. إنما لم تغب عني خلال عدة سنوات مضت. كانت امرأة الحلم، حلم جميع الاحلام، في كل يقظتي. كانت وبطريقة استعادتها هذه التي بها؛ اغنت حياتي واثرتها في كل صباح وفي كل مساء وفي الليل، كل الليل حتى تأخذني انفاسها، وكلماتها الرقيقة، واحلامها الى النوم، نوما عميقا في كل ليلة من تلك الليالي التي خلت. اقتربت من الساحة. لا تفصلني عنها سوى خطوات قليلة. ظهري أخذ يؤلمني. جسدي لم يعد يساعدني؛ في مواصلة المشي الى دائرتي القريبة من هذه الساحة. بعد عدة خطوات؛ جلست كي أخذ قسطا من الراحة؛ على المصطبة الكائنة تحت المظلة المطلة على الساحة. نظرت الى ساعتي. الساعة لم تتجاوز بعد، السابعة وعشرين دقيقة. حلقت كما الطير في الفضاء، فوق المظلة. انفجار هائل في الساحة. فتائل دخان ونار ارتفعت الى الاعلى. ألم في رأسي. تشخب الدماء من صدري ورأسي. بركة صغيرة، صغيرة جدا من دمائي، على وجه الرصيف قبالة المظلة. اصوات سيارة الاسعاف، صراخ، ثغيب، كلها تدوي دويا مفزعا في دماغي. أُوقف سيل الكلمات الذي تدفق من خزان ذاكرتي؛ الضابط الامريكي الذي شكل مع بقية جنود المارينز؛ ظلا ثقيلا حولي.
:- متأكدة تماما من انه ليس له علاقة بانفجار العبوة الناسفة، من ثم صحح؛ بل البرميل الممتلىء بالمتفجرات، على حافة الرصيف، حذاء مسار السيارات على الطريق، الذي انفجر في همر الجنرال أبـتستين.
:- نعم متأكدة.
كاتب وقاص



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيل: كيان مصطنع.. كيان دخيل على المنطقة العربية
- امريكا والعالم والتاريخ
- سوريا: صراع بين التمكين والوحدة والانقسام والفوضى
- المقاومة الفلسطينية..
- قصتان قصيرتان
- خور عبد الله التميمي..طريق التنمية العراقي: اشكالات وغموض
- مفاوضات ايقاف الابادة..
- المفاوضات الامريكية لاايرانية..
- ربما تدفع الضربات الامريكية الأخيرة على المنشئات النووية الا ...
- العدوان الاسرائيلي عيى ايران والنظام الدولي
- الحرب الايرانية الاسرائيلية..هل تستسلم ايران ام تقاومة وتصمد
- الحرب الاسرائيلية الايرانية..الى اين؟
- النووي الايراني..
- قراءة في رواية سالقاك هناك للروائية المصرية رشا سمير
- ايران، امريكا: تكتيكات متقابلة
- جرائم اسرائيل في غزة..
- الولايات المتحدة الامريكية..
- حور عبد الله التميمي..
- الواقعية السياسية..
- الشعوب الكردية..


المزيد.....




- مقتل ناشط فلسطيني شارك في فيلم حائز على جائزة الأوسكار بالضف ...
- إسرائيل.. الإفراج عن مستوطن قتل فلسطينيا شارك بإنتاج فيلم فا ...
- بيان المجلس الأعلى للثورة الثقافية استجابةً للرسالة الاسترات ...
- مستوطن يقتل فلسطينيا شارك بإنتاج فيلم فائز بأوسكار
- سواد القدور الخاوية يوثق في لوحات ظلام مجاعة غزة
- هل نجح الباحثون الأردنيون في توثيق هوية القدس وحمايتها معرفي ...
- كيف أثّر فن وفكر زياد الرحباني في أجيال متعاقبة؟
- الكتابة من تحت الأنقاض.. يوسف القدرة: في الشعر لغة -فرط صوتي ...
- تشييع الفنان اللبناني زياد الرحباني... وفيروز في وداعه
- (فيديو) في وداع الرحباني.. ماجدة الرومي تبكي عند أقدام فيروز ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزهر جبر الساعدي - كنا حبيبيين