أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزهر جبر الساعدي - قراءة في رواية سالقاك هناك للروائية المصرية رشا سمير















المزيد.....

قراءة في رواية سالقاك هناك للروائية المصرية رشا سمير


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 8369 - 2025 / 6 / 10 - 00:33
المحور: الادب والفن
    


ان الرواية حين تتمثل التاريخ كما هو اشهارا؛ تكون رواية تاريخية، ولا تكون رواية تاريخية صرفه؛ حين تتمثل التاريخ تمثيلا تفاعليا؛ اشهارا للمعادل الموضوعي لهذا التاريخ، او ذلك التاريخ . تكون رواية تاريخية عندما تعكس حرفيا التاريخ او بدرجة كبيرة تقترب من وقائع التاريخ، لكن حين تتمثل التاريخ تمثيلا خلاقا ومبدعا حينها تكون قد قامت او انتجت حفريات عميقة في عوامل وعناصر مكونات هذا التاريخ؛ لتستظهره على حقيقته، وعلى غير ما كان موجود منه في بطون كتب التاريخ. احيانا في بعض الروايات، وهي روايات نادرة في حدود علمي واطلاعي ومعرفتي؛ تلك التي تعزز كل هذه الروايات بروايات اخرى موازية للرواية المتمثلة تفاعليا وابداعيا وخلاقا؛ لوقائع التاريخ؛ برواية واحدة في روايتين، اي التي لاتعكسه حرفيا، بل انها تقول حقيقته كما كان وصار واقعا على الارض تتناقله الاجيال جيل تلو جيل من خلال كتب التاريخ. هذه الرواية الموازية وهي تتصدى للواقع ليس كما هو كائن في لحظته او في زمانه، إنما اساس كينونة هذا الواقع وسيرورته بكل مولداته المسكوت عنها. رواية سألقاكِ هناك للرواية المصرية رشا سمير؛ هي رواية في روايتين؛ واحدة رواية تعالج الحاضر او هي تتصدى روائيا لهذه الحاضر. واخرى رواية تاريخية موازية تعزز محتوى وافكار الرواية التي تعالج الحاضر؛ في عملية استنهاض الغاطس من عوامل وعناصر الاحداث في الماضي البعيد عن اللحظة الحاضرة، بعدة قرون؛ في قراءة الحاضر فكريا ودلاليا. الروايتان في رواية واحدة؛ فيهما شحنة افكار ودلالات واشارات واضحة على ان الواقع الذي تتصدى له رواية الحاضر ما هو الا الوليد الشرعي للرواية التاريخية الموازية لرواية الحاضر. في عملية جريئة جدا، كما انها اي الروائية قد ابتدعت او اجترحت روائيا طريقة ازعم انها جديدة وغير مطروقة روائيا في حدود اطلاعي ومعرفتي في معالجة التاريخ الايراني من بداية القرن الحادي عشر الميلادي حتى اللحظة التاريخية الايرانية الاسلامية الحاضرة مع الفارق الكبير، أو الاختلاف الكامل تماما؛ في مبنيات الايديولوجية الدينية بين اللحظتين."..وآلموت ليست اسطورة..انها حقيقة واقعة.. انها قلعة قديمة جدا بناها ملك من ملوك الديلم القديم عام 840م وجددها احد الحكام العلويين.." تبدأ الرواية التاريخية زمنيا في عام 1112وهو العام الذي حدث فيه تمرد او تغير في الدولة الفاطمية في مصر. لينشق من الدولة الفاطمية حسن الصباح والذي كان وكما قالت لنا او كما سرد لنا الراوي هنا وهو احد ضحايا حسن الصباح، أو السيد العظيم، في قلعة آلموت الواقعة في منطقة جبلية وعرة جدا، كما انها تتمتع بطبيعة خلابة." ..لأن ابن الصباح كان من الذين يرون ان الأمامة يجب ان تنتقل بعد هلاك المستنصر بالله الى ابنه الاكبر نزار،وكان الأفضل الجمالي قد نصب الابن الاصغر وأطلق عليه لقب المستعلي، ولذلك انقسم الإسماعيلية الى مستعلية ونزارية،.. وبسبب هذا الخلاف مع الافضل الجمالي سجنه ثم طرده من مصر على متن مركب للإفرنج الى شمال افريقيا، لكن المركب غرق ونجا مولانا فنقلوه الى سوريا،بقي فيها فترة وجيزة ثم تركها ورحل الى بغداد،ومنها عاد الى اصفهان، يحمل روح نشر الدعوة الجديدة، وهي الدعوة الإسماعلية النزارية.." ان الراوي يحيى هنا هو الشخصية المحورية فيها. في الفصل الاول من الرواية التاريخية؛ يروي يحيى؛ كيف ان ابيه، وضعهما هو واخيه في القافلة الذاهبة الى قلعة آلموت. ينتهي هذا الفصل باستقرار يحيى هو واخيه في هذه القلعة ليكون احد الفدائيين او احد جنود السيد العظيم. في الفصل الذي يليه؛ تظهر لنا رواية الحاضر المعيش، شخصية نيلوفر؛ وهي الشخصية المحورية في رواية الحاضر، وهي من تتولى السرد، او هي الراوي للأحداث. الملفت هنا ان الشخصيتين اللتان يفترض بهما ان تتوليا السرد من دون تدخل الكاتبة؛ الا ان الكاتبة كانت تظهر تدخلها الضمني بصورة واضحة في السرد في الذي يخص الروي المحمل بالأفكار والاشارات والدلالات؛ مما ادى الى ان تظهر الشخصيتان غير حيويتين، تعوزهما القدرة والقوة على مواجهة الواقع وفهم هذا الواقع فهما ذاتيا. ان تدخل الكاتبة ولو بصورة ما او بدرجة ما غير مباشرة في مكان وفي مكان اخر يكاد يكون تدخلها مباشر مع انه غير مباشر؛ هذا التدخل الضمني جعل من الشخصيتين، شخصيتين غير مستقلتين عن رؤى الكاتبة في تصديهما لواقعهما؛ بل ان هذه الرؤى وهذه الافكار والعلامات تبرز للقاريء بوضوح انها افكار وعلامات الكاتبة. يحيى الذي يذهب الى قلعة آلموت حتى يعثر على حبيبته فرح ناز هناك، لكنه وقد وصل الى هناك قد اصيب بخيبة آمل، فلم يعثر عليها في السنوات الاولى له في القلعة. يكتشف ان القلعة عبارة عملية غش وخداع ليس له مثيلا في كل مار مر عليه في حياته. اخيرا، وبعد غسيل الدماغ الذي قام به اعوان السيد العظيم، حسن الصباح، وبفعل وتأثيرا بالقراءات الذي اخذ يقوم بقراءتها؛ صار اخيرا مقتنع بما جاء به المولى العظيم، الصباح. في التوازي، في رواية الحاضر؛ تعاني نيلوفر من ظلم الاب، ليس هي وحدها، بل معها امها. في هذا الوقت تتفجر الثورة الايرانية، ويفر الشاه او يهرب. ليقام نظام الجمهورية الاسلامية في ايران. تطرح الرواية الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية في ايران ابان التغيير الثوري في ايران، وكيفية يتحكم المال في كل العلاقات الاجتماعية في ايران سواء الحاضر الثوري الاسلامي، او الماضي البهلوي. كما انها تسلط الضوء على شبكة اقتصادية( البازار)، مشتبكة مصلحيا مع رجال الدين في تخادم نفعي تبادلي؛ يغير مصائر الافراد وكل حياتهم. نيلو فر الشخصية الرئيسية في الرواية هي من تتلوى السرد، اي هي الراوية لكل حياتها وحياة مجاوريها من الاب والام والزوج، والسيدة ايران التي تلعب دور المنقذ لها. تروي نيلوفر كيف انها وهي صبية كانت معجبة بعروس شيراز. فقد كانت تتمنى ان تكون هي العروس، وهي احلام صبية يافعة لم تبلغ الرشد بعد، او انها بلغته توا. تفجأ ذات ليلة بعرض ابوها لها بالزواج من احد التجار، تجار البازار. توافق على الفور وهي تظن انها لسوف تكون عروس شيراز التي حلمت ان تكونها، على الرغم من معارضة الام لهذا الزواج لكنها في النهاية وتحت ضغط زوجها، اب نيلوفر؛ توافق بعد ان تعرضت للضرب المبرح ولأيام عدة وليالي متوالية. تكتشف الام ان هذا الزواج ما هو الا عبارة عن مقايضة بين الاب، وزوج نيلو فر اي الذي اصبح زوجها لاحقا. يتزوج الاب من قريبة زوج نيلو فر؛ مقابل فتح باب التجارة له، اي للاب؛ من قبل والد الزوجة الجديدة للاب، والذي هو قريب لزوج نيلوفر. هذه المقايضة تعكس تشابك العلاقة بين السياسة والاقتصاد والاجتماع في المجتمع الايراني؛ كما سوف نرى لاحقا في هذه القراءة لهذه الرواية. نيلوفر تصاب بالصدمة في اول ليلة لها مع زوجها وهي لم تغادر بعد ملاعب الصبا او الاصح ملاعب الطفولة بعد؛ فقد عاملها زوجها بكل خشونة وهي يمتطيها، ولم يقل لها حتى ولو كلمة واحدة تفتح لها؛ باب حياتها بنعومة. فقد بكت في تلك الليلة بكاءا مرا. لتكتشف لاحقا بعد سنوات من انه لا يعتبرها انسانه لها حقوقها عليه، بل كان يعتبرها مجرد جسد يلبي كل رغباته، اضافة الى انها يجب ان تمنحه ولدا ذكرا يورثه ماله، والا فأنه لسوف يطلقها ويتزوج بأخرى غيرها تعطي له، ما هي عجزت عنه. تستمر هذه التراجيديا المؤلمة والموجعة جدا، الى حد؛ ان نيلوفر تضيق بها الحياة كل الحياة على ما فيها من سعة ورحابة. لكنها في نهاية تنجب طفلا اسمته هي وليس زوجها؛ يحيى. تتعلق به حد العشق. إنما الاحداث تترى عليها تباعا، وهي احداث كلها مؤلمة لها، وتسلب منها كل انسانيتها حتى انها في لحظات تمنت ان تموت وتتخلص من حياتها هذه. لكنها، او ان وجود يحيى في حياتها على الرغم مما في حياتها من وجع وحرمان وقسوة من الزوج لا يمكن لها ان تطيقها او تتحملها، لكنها تتحملها، بقوة وصلابة ساعدها في كل هذا؛ هو وجود يحيى في حياتها. في الفصول التالية او في الفصلين التاليين؛ تبدأ الكاتبة في سرد الرواية التاريخية، ويكون السارد هنا، أو من يتولى الروي الشخصية الرئيسية فيها، وهو يحيى. لكن الكاتبة كما في رواية الحاضر؛ لا تترك كليا الروي لشخصية الراوي المشارك في الاحداث التي هو اساسها ومحورها، بل انها تتدخل في اكثر من مكان او حدث او محطة من السرد، مع ان الروي يظل للراوي، الشخصية المركزية لكن الشرح للمعاناة والمأساة، وابعادهما الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتداعيتهما؛على ما في هذا من اشارات وعلامات وثيمات؛ هي من الكاتبة الروائية؛ لوجود الفراغ الواسع بين الحدث وعقلية الشخصية المركزية، الغارقة عضويا، في اتون هذا الحدث او هذه الاحداث.. يكلف يحيى بعمل فدائي هو الاول له منذ وجوده في القلعة. يفرح وينتشي، لأنه اخيرا؛ حظي بثقة السيد العظيم، حسن الصباح. عندما يقتل والي الدولة العباسية في شيراز في باحة المسجد الكبير، بعد ان انتهى الوالي من خطبته الدينية. لكن عيون القتيل وهو ينظر إليه حين سقط على سجاد المسجد مضرجا بدمائه؛ تطارده في الليل والنهار. إنما الهبة التي وعد بها من اعوان المولى؛ جعلت هذه النظرة تتراجع وتختفي، ليس الى الابد، إنما لأيام. يُنقل بطريقة مخادعة لامثيل لها الى جنة السيد العظيم؛ حيث هناك يلتقي بحوريات جنة المولى، حسن الصباح. عندما يُعودوا به، بعملية خداع اخرى الى الحياة، بعد ان زار جنة الزعيم الذي خوله الله جل جلالة؛ بفتح باب الجنة لمريديه الخلص؛ يصبح مقتنعا تماما بزعامة الزعيم، وبجميع اقوال الزعيم."..هل أترك آلموت؟ هذا المكان الذي كان بعيدا عني رغم سكني فيه.. وبعد ان رايت جنة الله فيه فاصبح جزءا من نفسي..كيف أرحل وأترك الفردوس؟" في الفصول التالية؛ يستمر الروي على لسان الراوي، يحي مركز الرواية التاريخية. يكلف يحي مرة أخرى من السيد العظيم، الذي كان قد ألتقى به، عندما نجح في تنفيذ العملية الفدائية الاولى، بواسطة اعوان الزعيم وبالتحديد الساعد الايمن للمولى؛ وهو قاجري؛ بعملية فدائية جديدة. هذه المرة في عاصمة الدنيا كلها، ومحجة مريدي المعرفة والعلم من كل ارجاء الدولة العباسية. ينجح فيها ويعود الى آلموت وفي داخله يحلم بانه لسوف يعثر على حبيبته التي جاء الى القلعة من اجلها او من اجل العثور عليها. لكنه حين ذهبوا به الى جنة الصباح كما ذهبوا به في المرة الأولى؛ يبصرها هي مع احد الفدائيين؛ يقفز فرحا إليها. هنا يتم كشف كل عمليات الخداع التي قاموا بها ولازالوا يقومون بها ازلام المولى العظيم؛ عن طريق ما افضت به إليه حبيبته فرح ناز. فرح ناز لم تأت طوعا لقد تم اختطافها هي وأخريات تم اختطفاهن قبلها. لاستخدامهن كحوريات في جنة الصباح. قلعة آلموت من يدخل إليها ليس في امكانه الخروج منها الا ميتا. فهي محاطة بعدد هائل من الذئاب المدربة على أكل البشر. انهم، ازلام الصباح يقدمون الى الفدائيين الذين حظوا بثقة القائد شرابا مخدرا، من ثم يتم نقلهم الى هنا. يصاب يحي بالصدمة. يتذكرعزم اخاه على مغادرة القلعة ليلا. لم ينم تلك الليل. ظل صاحيا. رأى بعينيه؛ الطريقة التي يتم فيها نقلهم الى المكان الذي جاءوا منه، في القلعة؛ حين اوهمهم بانه كان قد شرب الشراب المخدر. كان حين وصل، فريسة للقلق والخوف والاضطراب والألم الذي اخذ يوجعه قلبه خوفا على مصير اخيه.".. بعد ضغط وإلحاح مني، أقر أميد انه تعرف على شاب اصبح صديقا له، فتفهم صديقه الجديد اسباب ضيقه وقرر ان يساعده في الهروب من آلموت، مقابل شرط واحد، هو ألا يسأله عن الطريق الذي سيسلكانه، ألايفصح لإحد عن أسمه." لم يستمر على هذا الوضع المؤلم سوى نهار واحد. في الليل وضعوا بين يديه قميص اخيه المضرج بالدم. في الليالي والنهاريات التاليات؛ استمر يتفكر في الطريقة التي بها يخرج من هذا الموت. في تزامن الروي في رواية الروايتين في الزمن الروائي لهما، على الرغم من الفاصلة الزمنية بينهما؛ لعدة قرون، لكن أنساقها تتوالد من رحم التاريخ البعيد؛ لتهيمن على الواقع المعيش في رواية الحاضر. نيلوفر مع ابنتها فاطمة الرضيعة؛ تهيم على وجهها في ظلام ليل ايران والمطر الذي تساقط مدرارا في تلك الليلة التي طردها من بيته زوجها، وحيدة تماما، أو وحيدتان هي وابنتها فاطمة. يحيى ابنها مات قبل اشهر بسبب قسوة زوجها." اخرجا من هنا..هيا..اغربي عن وجهي.. خذي ابنة الحرام التي تدعين انها ابنتي.. الى حيث لا اراك مرة اخرى.." تتآمل قصاصة الورقة التي وضعتها مدبرة منزل زوجها في كف يدها مع رزمة من التومانات. في بيت قريبة المدبرة الذي وصلت إليه في اليوم التالي. في هذا البيت، في اصفهان؛ تتعرض الى ذل الحاجة والجوع وقسوة الحياة. في الأخير تجبرها ظروفها، والبيئة الاجتماعية الى وجدت نفسها فيها على الرغم منها؛على ممارسة الدعارة." لقد اخذني حديثهن الى عام اخر، عالم لم اتوقع وجوده ولا اتوقع ان اكون جزءا منه...... واخذني الفضول للمزيد من الاستفسار: إذن ما الفرق بين السيغيه والدعارة؟.....اسمعي يا نيلوفر.. الفارق ان الابناء المولودين من هذه الزيجة يتمتعون نظريا بنفس المكانة والحقوق التي يتمتع بها إخوتهم من الزيجات الدائمة..وهنا تكمن فرادة هذا الزواج عن الدعارة كما تقولين." في النهاية يجيء لها الحل؛ تحمله رسالة السيدة ايران، التي رعتها هي وامها حين كانت امها تخدم في بيت السيدة ايران، زوجها من اكبر تجار البازار في ايران. رسالة السيدة ايران؛ هي توريث او الاشراف على مزرعة لقريبة السيدة ايران، بعد موت الأولى. في هذا التزامن الروائي في رواية الروايتين؛ يحيى لم يطل به الانتظار في ايجاد مخرج له من هذا الموت. يرسله مع احد اعوان السيد العظيم، في فتح قلعة اخرى في اصفهان؛ لنشر دعوة القائد في اصفهان لزيادة عدد الذين يؤمنون بهذه الدعوة. يأتيه الفرج من القدر وإرادة الله؛ فقد ابلغوهما هو ورفيقه المسؤول عنه، وعن القلعة الجديدة؛ بموت القائد. في ذات الوقت يتم تدمير قلعة آلموت من قبل السلاجقة. تنتقل نيلوفر للعيش في المزرعة او البستان الواسع والمترامي الاطراف حسب وصية قريبة السيدة ايران. تعثر نيلوفر على باب تحيط به الاشجار ولا احد يقترب منه. كانت تروم كشف كنه هذا الباب، الا ان ابنة البستاني حذرته من الاقتراب منه. هذه الابنة ربطتها علاقة متينة وقوية مع نيلوفر. تقول لها في كل الذي تقوله لها؛ ان المرأة الايرانية يجب ان تتحرر. تطرح لها ذات مرة؛ ان هناك مظاهرة لسوف تنطلق غدا في ميدان المدينة؛ لمطالبة السلطات؛ بالاعتراف بحقوق المرأة. يتم فض التظاهرة بالقوة. تنجو نيلوفر بأعجوبة من ألقاء القبض عليها، بمساعدة احد الرجال من الذي شاركوا في التظاهرة دعما لحقوق المرأة. في الايام التالية؛ ظل الباب شغلها الشاغل. تستعين بالعاملين في المزرعة او البستان مع البستاني؛ في فتح هذا الباب. في اعماق الارض؛ كان هناك تحت الارض؛ قلعة، او اشبه ما تكون بالقلعة الصغيرة، في زاوية منها هناك غرفة صغيرة. تعثر في الغرفة على دفتر مذكرات او يوميات كتبت باللغة الفارسية القديمة. تحل ألغازها او تقرأ ما كتب فيها بمساعدة احد العاملين في المزرعة والذي يتقن تماما اللغة الفارسية القديمة. يظهر اسم يحيى على جدران الغرفة الصغيرة، التي اعتزل العالم فيها الى ان مات فيها تاركا يومياته.. التي دون فيها ما اوردته الرواية التاريخية الموازية لرواية الحاضر.. في الصفحة الاولى من اليوميات، يكتب يحيى التالي"أنا يحيى ما زلت أبحث عن ذاتي وسط حطام معركة لم اختر ان اقتحمها..أنا يحيى.. رجل احب امرأة وسار في سرابها، فاخذته الى دخان احترق بناره..أنا يحيى.. رجل ما زال امامه العمر ليروي قصته..أنا يحيى. وهذه قصتي.. ربما تجدينها أنت ياعمري في يوم ما وتقرأينها بقلب لم يمهله القدر ليبقى معك للابد.. يقيني انني سألقاك هناك." .
الرواية من اصدارات الدار المصرية اللبنانية
تقع الراوية في 467من القطع المتوسط



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران، امريكا: تكتيكات متقابلة
- جرائم اسرائيل في غزة..
- الولايات المتحدة الامريكية..
- حور عبد الله التميمي..
- الواقعية السياسية..
- الشعوب الكردية..
- هل تقود المفاوضات..
- مدافع ديمقراطية
- هل من الممكن..
- النووي الايراني: الاتفاق المرجو على الابواب
- وحوش معاصرة
- المفاوضات الامريكية الايراية: البحث عن منطقة مشتركة للاتفاق ...
- قصص قصيرة
- موقفان متوافقان ومختلفين لجهتين متعارضتين
- موقفان متوافقان لجهتين متعارضتين
- امريكا ترامب كما امريكا بايدن.. مشاركة في جرائم الكيان الاسر ...
- قراءة في رواية صوفي..علاقة جدلية بين حس العدالة وتطور العقل ...
- الخطة العربية لأعمار غزة.. الشيطان في التفاصيل
- القوة والقدرة تحميان..
- امريكا وايران.. الانتقال من حافة الهاوية الى منصة التفاهم وا ...


المزيد.....




- تدمر السورية.. ندبات على جبين التاريخ
- تردد قناة ميكي 2025 على النايل سات.. قناة الأطفال المفضلة ال ...
- رحيل أيقونة -سلاي آند ذا فاميلي ستون-.. صوت غيّر وجه الموسيق ...
- لجنة أممية: هجمات إسرائيل على المدارس والمواقع الثقافية في غ ...
- السينما تكشف الوجهين المتناقضين للطبيعة بين الصداقة والعداء ...
- من الأندلس إلى الشرق الأوسط.. المستعرب الإسباني إغناطيوس غوت ...
- بعد نجاح فيلم جمعهما.. قاضٍ أميركي يرد دعوى جاستن بالدوني ضد ...
- الهندية بانو مشتاق الحائزة بوكر: على الكاتب وصف -الوردة- و-أ ...
- موكب احتفالي في شوارع قازان بمناسبة افتتاح مهرجان -نوروز- ال ...
- علي الدليمي.. أول بحريني يفوز بجائزة التوني للإنتاج المسرحي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزهر جبر الساعدي - قراءة في رواية سالقاك هناك للروائية المصرية رشا سمير