أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - الولايات المتحدة الامريكية..














المزيد.....

الولايات المتحدة الامريكية..


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 8355 - 2025 / 5 / 27 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(الولايات المتحدة الامريكية.. تغيرات استراتيجية في سياستها)
في اخر تصريحين، للرئيس الامريكي ترامب، قال فيهما بالمعنى؛ ان الجهل السياسي، للقادة السياسيين من الحزبين ورطوا الولايات المتحدة الامريكية في حروب ليس، لأمريكا مصلحة فيها، واتم تصريحه هذا ايضا؛ ان امريكا لسوف لن تقوم بعد الان في نشر الديمقراطية بقوة السلاح في اي مكان في العالم، وان امريكا سوف تبني علاقات وشراكات حتى مع الدول التي تختلف معنا. ان السياسة الامريكية هي وفي كل الاحوال والظروف وتبدلاتهما حاليا وفي المقبل من الزمن؛ هي سياسية امبريالية ديدنها واهدافها في الاول والاخير؛ جني المغانم ومن ثم، او قبل هذا وذاك هو احكام سيطرتها على الدول في العالم وبالذات الدول متوسطة القوة والدول الضعيفة من دول العالم الثالث؛ عبر تنويع سياستها هذه حسب تطورات الظروف السياسية وتغيرات البيئة السياسية في العالم، وبروز قوى دولية كبرى منافسة لها في الساحة الدولية، لا يمكن الاستهانة بها وبقوتها سواء العسكرية او الاقتصادية او السياسية، او شراكاتها وتحالفاتها في اركان المعمورة كلها. فقد تغيرت السياسة الامريكية، ولو بدرجة غير مرئية بصورة واضحة او هي اي امريكا ارادت لها ان تكون غامضة ورمادية وغير واضحة تماما؛ حتى لا يظهر تراجعها عن موقعها الاول في العالم او النظام العالمي القائم الى الآن على القواعد والمعايير الامريكية؛ في تناقض صارخ للواقع على الارض الذي شهد مؤخرا، قبل سنوات ولايزال في تطور مستمر وفي ديناميكية متصاعدة؛ السعي الحثيث والمنتج لإقامة عالم متعدد الاقطاب. ان من يتصور ان ترامب لا يملك رؤية سياسية؛ هو على وهم كبير لجهتين اولا، ان الرئيس الامريكي صحيح هو في الاول والاخير رجل صفقات تجارية وما إليها، الا انه من الجانب الثاني يملك رؤية سياسية واقتصادية معا؛ بالاعتماد على عدد من المستشارين المحيطيين به، مع انه ايضا شعوبي بامتياز، كما انه قومي بامتياز اكثر قوة وتصميم, وثانيا، ان السياسة الامريكية للجهة الاستراتيجية لا يرسمها الرئيس، بل يتم التخطيط لها ورسمها من قبل مؤسسات استراتيجية في البيت الابيض وفي وزارة الدفاع وفي الخارجية الامريكية وفي مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية التي تتبع في اغلبها او كلها للشركات الامريكية، وهذه الأخيرة منها يكون اعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ، ورئيس وفريق عمله، وان كانوا اعضاء في الحزبين الديمقراطي والجمهوري. عليه، فأن السياسة الامريكية هي واحدة استراتيجيا لكنها قد تختلف حسب مرجعية الرئيس تكتيكيا التي تكون او تبني سلالم لتحقيق الاستراتيجيات. من الامثلة على ان السياسة الامريكية لا تتغير بتغير الرئيس؛ السياسة التي اتبعها ترامب في ولايته الاولى ضد الصين، لم يقم خليفته بتغيرها جذريا ابدا، ظلت هي تماما كما رسمها ترامب. نعود الى تصريحات الرئيس الامريكي في الذي سبق من هذه السطور المتواضعة؛ عندما يقول ترامب ان قادة الحزبين كانوا قد اخطأوا في شن الحروب على الدول المستقلة وذات السيادة؛ يريد ان يبيض وجه امريكا، وان تلك الحروب؛ هي ليست حروب امريكا اهدافا وغايات، بل حروب خاطئة شنها قادة الحزبين؛ ليقدم امريكا للعالم وكأنها دولة سلام وليست دولة امبريالية تسعى للنهب واخضاع دول العالم عبر السياسة والتجارة والاقتصاد والحروب. بينما الواقع يقول لنا ان هذه الحروب وهي حرب غزو واحتلال العراق بالدرجة الاولى وبالثانية افغانستان؛ انها خطأ من الرئيس بوش الابن؛ ان حرب غزو واحتلال العراق، هي حرب بأهداف استراتيجية، هي جزء مهم وخطير جدا من استراتيجية كونية امريكية شاملة؛ ومنها، بل في اولها واساسها هو اعادة هيكلة الدول العربية في القارة العربية؛ وهذا هو ما يحصل ومنذ سنوات وحتى الآن. ومنها ايضا؛ ما يحدث من مذابح، ومنذ اكثر من عشرين شهرا في غزة وحتى في الضفة الغربية والأخيرة بدرجة اقل كثيرا، لكنها تقع في عين الطريق. ان امريكا سواء بقادتها وبمؤسستها البحثية كلها؛ ادركت ومنذ عدة سنوات ان عالم الامس، عالم قبل عقدين، لم يعد هو العالم الذي تحكمت به وفق قواعدها ومعاييرها؛ وهناك عالم يتكون بديناميكية صاعدة بهدوء وبسلاسة الى عالم جديد كليا، وهو في طور السيرورة ولا توجد قوة دولية قادرة على ايقافها ابدا. من هنا بدأت امريكا ترامب؛ انفاذا للاستراتيجيات الامريكية؛ اتخاذ سياسة قائمة على تسويات الفوضى التي خلفتها سياستها، وايجاد الحلول لها، ومن الطبيعي ان تكون هذه التسويات طبقا لمصالحها، ومصالح قاعدتها الامبريالية، الكيان الاسرائيلي، ولو بالقدر المقبول امريكيا، وبالتعاون مع القوى الدولية وبالذات مع روسيا ومع القوى الاقليمية في جوار القارة العربية، تركيا؛ في سوريا على سبيل المثال لا الحصر. لكن ومن الجانب الثاني، هناك سؤال لابد منه؛ هو هل هذه السياسة الامريكية الجديدة لها حظ من النجاح وهي، وفي اساسها تتخدام مع المصالح الامريكية الاسرائيلية؛ من المحتمل او الاكثر احتملا ان لم اقل يقنيا؛ انها لا تحقق النجاح المرجو امريكيا واسرائيليا منها. ان هذه السياسة الامريكية الجديدة تعكس وبصورة واضحة كل الوضوح؛ القراءة الاستباقية لكل التحولات والمتغيرات في العالم في المقبل من الزمن المنظور او في الزمن القريب والقريب جدا. منها، على سبيل المثال؛ هو تنظيم العلاقة مع روسيا بدرجة اساسية، ومع الصين بدرجة ضعيفة جدا؛ لتنجب الاحتكاك العسكري ومنزلقاته الكارثية في مقايضات سواء وبالدرجة الملحة حاضرا؛ في ايجاد سبيل لأنهاء الحرب في اوكرانيا، وعلى حساب اوكرانيا ارضا.. وفي مناطق اخرى من العالم، ومنها دول القارة العربية، وجوارها.. ومنها ايضا التفاهم على صياغة عالم جديد قائم على تعدد الاقطاب، ولو في الظلام، بعيدا عن اضواء الاعلام والتصريحات..



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حور عبد الله التميمي..
- الواقعية السياسية..
- الشعوب الكردية..
- هل تقود المفاوضات..
- مدافع ديمقراطية
- هل من الممكن..
- النووي الايراني: الاتفاق المرجو على الابواب
- وحوش معاصرة
- المفاوضات الامريكية الايراية: البحث عن منطقة مشتركة للاتفاق ...
- قصص قصيرة
- موقفان متوافقان ومختلفين لجهتين متعارضتين
- موقفان متوافقان لجهتين متعارضتين
- امريكا ترامب كما امريكا بايدن.. مشاركة في جرائم الكيان الاسر ...
- قراءة في رواية صوفي..علاقة جدلية بين حس العدالة وتطور العقل ...
- الخطة العربية لأعمار غزة.. الشيطان في التفاصيل
- القوة والقدرة تحميان..
- امريكا وايران.. الانتقال من حافة الهاوية الى منصة التفاهم وا ...
- امريكا ترمب، واسرائيل نتنياهو: اشهار الحقيقة الاجرامية والنع ...
- الاحتلال لايؤسس اعمدة لدولة قوية، بل يؤسس ركائز لدولة ضعيفة
- العراق بين سندان الحياد المعلن ومطرقة العقوبات الامريكية


المزيد.....




- شاهد كيف يحدد ترامب الجدول الزمني لكل شيء تقريبًا بـ-خلال أس ...
- ماذا نعلم عنه؟.. مقتل ضابط روسي بارز بانفجار داخل روسيا
- مسؤول إسرائيلي يكشف لـCNN الموافقة على اقتراح أميركي لوقف إط ...
- كيف يساعد الغرب روسيا في تمويل حربها على أوكرانيا؟
- في تحد للسلطة.. نساء إيران تحملن -نعش الحجاب- إلى مثواه الأخ ...
- الخارجية الروسية: نأمل أن تحذو كييف حذو موسكو في جدية التفاو ...
- موسكو: فريق ترامب يتعامل مع روسيا بعقلانية وبراغماتية أكثر
- العليمي يروي لـRT قصة أربع طائرات دمرتها إسرائيل في مطار صنع ...
- -مبعوث الرب-.. منشور غامض من الرئيس الأمريكي يثير الجدل
- -الاعتراف بدولة فلسطين مطلب سياسي-.. ماكرون يدعو لتشديد المو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - الولايات المتحدة الامريكية..