مزهر جبر الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 8247 - 2025 / 2 / 8 - 19:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(امريكا ترمب: اشهار الحقيقة العنصرية الصهيونية التوسعية للكيان الصهيوني)
تصريحات الرئيس الامريكي، ترمب، مؤخرا، قبل اسابيع، قال فيها؛ ان على مصر والاردن استقبال اكثر من مليون ونصف المليون من فلسطيني غزة، اكمل حين قال مرة اخرى، بعد يومين؛ ان من المهم، ان يتم بناء مساكن لهم، يقصد الفلسطينيين؛ في تلك الدول او في غيرهما. تاليا بعد عدة ايام، بعد لقاءه مع نتنياهو؛ أكد ما صرح به، قائلا؛ من الضروري تهجير الفلسطينيين الى الاردن ومصر، ودول اخرى؛ لبناء مساكن لهم يعيشون فيها بسلام، وان امريكا سوف تقوم بكل هذا. ثم لاحقا قال ايضا؛ ان الاردن ومصر تقبل بمقترحاته هذه، على الرغم من نفيهما لهذه الموافقة. طاقم حكومة نتنياهو العنصرية والمجرمة، أو للدقة البعض منهم؛ اشادوا بترمب، قائلين؛ ان ما قام به ترمب فاق كل التوقعات. هذه التصريحات جوبهت برد فعل قوي من الاردن ومصر والسلطة الفلسطينية. كما انها ايضا جوبهت برد فعل دولي واقليمي وعربي قوي، كلها وبقوة؛ قد نددت بتلك التصريحات، واكدت على ان لا سلام في المنطقة إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة. أما المقاومة فقد رد الشعب الفلسطيني في غزة، على امريكا ترمب، قبل اسابيع، عندما بدأ في وقتها تطبيق وقف اطلاق النار في غزة؛ بعد ساعات من سريانه؛ زحفت جموع فلسطيني غزة، كما المدد على شارع الرشيد الساحلي وعلى شارع اخر؛ من الجنوب الى الشمال وهي؛ تعلم علم اليقين، من انها ذاهبة الى منازل حولها الكيان الصهيوني الى اثر بعد عين، بالألة الحربية الفتاكة والمدمرة جدا، والمصنوعة في المجمع الصناعي الامريكي. ان هذا الشعب لايمكن لأحد، او لأي دولة مهما بلغ، او بلغت من القوة والجبروت قادرا، او قادرة، على اقتلاعه من ارضه ابدا. صحيفة هآرتس، في افتتاحية لها مؤخرا، قبل عدة ايام، كتب محررها؛ كل الفلسطينيون متمسكون بالأرض اكثر كثيرا جدا؛ من تمسكهم بالحياة، بل ان حياتهم كلها وهبوها طوعا وحبا ووعيا، لأرضهم؛ كثمن لها لابد لهم من دفعه؛ لتحرير ارضهم من الاحتلال الاسرائيلي. لقد علمتهم التجربة بان من يغادر الارض لن يسمح له بالعودة لها مرة اخرى، كما حدث في عام 1948، فهذه التجربة المريرة لاتزال راسخة في وجدان وضمير الشعب الفلسطيني العربي؛ تتناقلها الاجيال جيلا تلو جيل. عليه، فان هذه التصريحات ماهي الا هراء في هراء ولا قيمة لها وجودا وتنفيذا؛ لجهة اصرار الشعب الفلسطيني وثباته وصلابته رغم كل ما هو قد تعرض له من ابادة وظلم وقسوة، التي ليس لها مثيلا في كل عصور البشرية. هذه التصريحات؛ اعتداء صارخ على حق الانسان في الحياة والحرية، على ارضه التي ولد وعاش فيها، والتي تمثل في ضمير ووجدان وروحية الشعب العربي الفلسطيني. كل السفر التاريخي العربي خلال آلاف السنين؛ متمركزا في اللحظة الآنية في عقل ونفسية العربي الفلسطيني الحر والمجاهد.. لذا، من المستحيل لأمريكا او اسرائيل او غيرهما؛ على تهجير الشعب الفلسطيني الغزاوي. ان تصريحات ترمب، هي ايضا، اعتداء على القانون الدولي، وهي بالضرورة الحاكمة؛ ألغاء لكل القرارات الاممية ذات الصلة في الذي يخص اراضي فلسطين المحتلة. في تزامن مع هذه التصريحات؛ بدأت قبل اسابيع، الحملة الصهيونية في جنين وطول كرم، ومناطق اخرى غيرهما، في الضفة الغربية. الاعمال الاجرامية الصهيونية، في هذه الحملة الاسرائيلية الجديدة؛ قادت او دفعت السكان في هاتين المنطقتين، وغيرهما؛ الى النزوح الى مناطق اخرى من ارض فلسطين او من اراضي الضفة الغربية. مستشار الامن القومي الامريكي، قال في ايضاح لتصريح رئيسه؛ ان خطة ترمب هذه، سوف تدفع دول المنطقة العربية في البحث عن حلول للقضية الفلسطينية. ان امريكا في الاول والاخير هي دولة او امبراطورية امبريالية؛ لا تحترم أي قانون دولي، ولا تأخذ في كل حساباتها مصالح الدول، بما في ذلك الدول الصديقة لها وحتى الدول الحليفة لها، فهي تأخذ في كل حساباتها مصالحها فقط بصرف النظر عن مصالح بقية الدول، لكنها تقوم بتغطية كل ذلك بغطاء مهلهل؛ من حرصها على حماية حقوق الدول والانسان ونشر الديمقراطية، وما الى ذلك من اكاذيب وخداع ما انزل العقل الامبريالي الاستغلالي بها من سلطان. من المفارقات التي تحمل كل ما هو غير انساني، وغير قانوني، ولايحترم القانون الدولي؛ ان يصف ترمب الكيان الاسرائيلي المسخ والدخيل على المنطقة العربية؛ بانها صغيرة المساحة؛ واشار الى قلم كان بيده والى المنضدة التي يجلس وراءها؛ ان هذه المنضدة هي الشرق الاوسط وان رأس هذا القلم هي اسرائيل.على الرغم من كل الردود القوية عربيا واقليميا ودوليا، إلا انها لم تكن في مستوى هذا الخرق الصارخ للقانون الدولي ولكل قرارات الامم المتحدة ذات الصلة. كما ان الرد العربي، على الرغم من الشجب والرفض والاستنكار والدعم لحل الدولتين، إلا انها هي الأخرى لم تكن في مستوى ما يريد الشعب العربي كله وبالذات الشعب العربي الفلسطيني، من الانظمة العربية من مواقف جدية وحاسمة ومنتجة لجهة أجبار امريكا ترمب على التراجع عن هذه التصريحات الترمبية؛ باستخدام أوارق الضغط العربية وما اكثرها ان اراد الحكام العرب استخدامها من اجل قضيتهم العربية، قضية فلسطين. ان ترمب جاد جدا في طرحه لهذه الافكار الجنونية، إلا انه ومن الجانب الثاني هو ايضا يعرف كرجل تجارة واعمال ومال واستثمارات، قبل ان يعرف غيره؛ من ان هذه الطروحات غير قابلة للتطبيق ابدا، لكنه بأفكاره هذه التي يعلم باستحالة تطبيقها؛ يريد الحصول على ما هو اقل منها بكثير، إنما هي، أي هذا القليل من التنازلات لصالح الكيان الصهيوني، يكون ان حصل؛ هو ما تسعى دولة الاحتلال الاسرائيلي للحصول عليه؛ ليس على طريق اعمار غزة، بل ان ما تريده امريكا ترمب والكيان الصهيوني؛ هو عرقلة الاعمار، اعمار غزة، مع استمرار التهدئة في غزة الى النهاية. أما من الجهة الثانية؛ فهو الطروحات الترمبية ماهي ألا لعبة اشغال الرأي العام الاقليمي والدولي والعربي عن ما يجري ولسوف يستمر يجري في الضفة الغربية، من حملة صهيونية على مدن الضفة الغربية في شمال الضفة الغربية؛ جنين أطول كرم ومدن اخرى كثيرة. ينزح السكان من هذه المدن الى مدن اخرى في الضفة الغربية؛ تمهيدا، لاحقا؛ لضمها الى دولة الاحتلال الاسرائيلي. في تزامن مع كل هذا الذي يجري في الضفة الغربية؛ تستمر معاناة الشعب الفلسطيني في غزة. أذ، يعيشون في مخيمات في العراء، وسط خراب ليس له مثيلا ابدا، مع احاطة جيش الاحتلال الاسرائيلي بكل هذه المخيمات في القطاع. خلال كل هذا الزمن المقبل، يبدأ، مسؤولو الكيان الاسرائيلي بواسطة مختلف الطرق والتفنن الذين هم الاقدر على لعبها؛ بالترويج او بإغواء الفلسطينيين في غزة على الهجرة الطوعية. في هذا الاتجاه؛ صرح مسؤولو اسرائيل؛ ان الهجرة الطوعية هي حق لكل انسان ومعمول بها في كل مكان على المعمورة. انها لعبة، اقذر لعبة؛ بدأت تلعبها، كل من امريكا ترمب واسرائيل نتنياهو على مرأى ومسمع كل دول العالم وكل الدول الاقليمية والعربية؛ لم يتصدَ لها، لا النظام الرسمي العربي ولا الدول الاسلامية ولا القوى الدولية العظمى والكبرى، وبالذات الدول الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي. أذ، من مهامهم اقصد الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي، وعلى وجه الخصوص، روسيا والصين؛ هو ايقاف هذه اللعبة الامريكية الاسرائيلية الاجرامية بحق فلسطين الشعب والارض معا؛ كونها عملية تطهير عرقي، وجريمة حرب.
#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟