أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - الواقعية السياسية..















المزيد.....

الواقعية السياسية..


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 8345 - 2025 / 5 / 17 - 19:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(الواقعية السياسية بين ثوابت السيادة، والتنازل عنها)
كثر الحديث مؤخرا؛ عن الواقعية السياسية، وهي كلمة حق يراد بها باطل، تماما في الذي يخص هذا الاتجاه في التحليل السياسي. نطرح السؤال هنا، ماهي الواقعية السياسية؟ اقول؛ هي ليست التنازل عن الحقوق السيادية، فالتنازل عن هذه الحقوق ومنها الحقوق الوطنية والقومية؛ هو الرضوخ والانبطاح والقبول بتمييع هذه الحقوق، مع تقادم الزمن على صعيد المستقبل، بل هي البرغماتية، اي اللعب على التناقضات الدولية والاقليمية، وتقاطع وتضارب مراكز التوازنات الدولية؛ من دون التنازل عن اي حق من تلك الحقوق التي يكفلها القانون الدولي وحقوق الانسان وحق مقاومة الاحتلال، التي نصت عليها قوانين الامم المتحدة. في الواقعية السياسية التي كثر الحديث عنها، وبالذات في السنوات الأخيرة، والتي اشتد وتوسع الحديث عن هذه الواقعية السياسية، مؤخرا، في هذه الايام؛ والتي احالتها الى ان يكون، من واجب عرب السلطة في القارة العربية؛ ان يتبنوا هذه الواقعية نصا وروحا وعملا، وان يقوموا في سياستهم مسايرة الولايات المتحدة الامريكية؛ كي يحظوا بالتطور والتنمية والسلام والاستقرار والامن، كما هو حاصل في دول الخليج العربي، السعودية، قطر، الامارات، والبقية. الفلسطينيون واقصد هنا في التحديد الحصري؛ السلطة الفلسطينية، وليس الشعب العربي الفلسطيني الذي قاوم ولايزال يقاوم الاحتلال الاسرائيلي على نهر من دم وخراب وتدمير وتشريد داخلي حتى الآن؛ مارسوا الواقعية السياسية، خلال اكثر من ثلاث عقود، عبر اتفاقات اوسلو سيئة الاساس والهدف والمآل. لكنهم وبالنتيجة لم يحصلوا ما كان قد تم تثبيته في تلك الاتفاقات، بل انها صارت نسيا منسيا تماما. الكيان الاسرائيلي خلال كل تاريخ اتفاقات اوسلوا استفاد هذا الكيان منها، في بناء المستوطنات الى الآن. الاهم والاخطر ان هذا الكيان يقوم منذ اكثر عشرين شهرا؛ بإبادة اجرامية ليس لها مثيلا في كل تاريخ البشرية، والاسرائيليون يصرحون على مرأى ومسمع كل العالم؛ من انهم لا يعترفون باي دولة فلسطينية، ويقومون في الضفة بقضم اراضي الضفة يوميا، حتى ابتلعوا اكثر من 60% من اراضي الضفة الغربية. ترامب ونتنياهو يسعيان على الرغم من الخلاف بينهما، وهو لجهة الواقع والحقيقة ليس خلاف ابدا، بل هو تمادي نتنياهو بأخذ دورا اكثر مما هو مرسوم له امريكيا، أي ان القرارات يجب ان تصدر من واشنطن وليس من تل ابيب. ترامب نفى مؤخرا، قبل ساعات من انه ليس محبطا من نتنياهو. أما الدعم والمشاركة الامريكية لكل جرائم الكيان الاسرائيلي فهي ثابته سواء كان ترامب او غير ترامب. الاسرائيليون والامريكيون يتحدثون او حسب كل التسريبات الصحفية من هنا ومن هناك؛ ان في الخفاء خطط لتهجير الفلسطينيون ليس في غزة فقط، بل من الضفة الغربية. من بينها حسب اخر تسريب صحفي من البي سي جي نيوز الامريكية؛ ان امريكا واسرائيل تسعيان الى نقل او تهجير مليون فلسطيني الى ليبيا. اذا، ماذا قدمت الواقعية السياسية؟ غير التنازل عن الحقوق ولو بشكل خفي ومن تحت الطاولة وفي الغرف مغلقة الابواب حتى هذه اللحظة؛ بانتظار تهيئة الظروف السياسية المناسبة، والتي يجري العمل عليها على قدم وساق في الساعة واليوم والشهر والسنة. في هذا السياق عاد مرة اخرى، في هذه الايام، تحديدا في زيارة ترامب لدول الخليج العربي، السعودية، الامارات، قطر، والتي جرف فيها من دول الخليج العربي انفة الذكر؛ مئات المليارات الدولارية، كاستثمارات في امريكا، وصفقات تسليح، وصفقات لشراء المعدات الامريكية. هذه الزيارات وصفتها الصحف الامريكية؛ بانها زيارات تاريخية. ترامب وصف السعودية بانها قادة اوقلب الشرق الاوسط الجديد. هذا القول الترامبي تلقفه الاعلام ليبني عليه؛ جبال رملية من احلام التطور والامن والسلام الذي ينتظر كل شعوب القارة العربية، وجوار القارة العربية؛ من ازدهار ورخاء وامن وسلام وتطور. صحيح ان ترامب يسعى الى تسويات لفوضى وحروب القارة العربية وحتى جوارها واقصد هنا ايران تحديدا؛ لكن هذا السعي هو وفقا لما تريده امريكا ترامب، وليس حلول عادلة ومنصفة ابدا، بل ان عكسها هو الصحيح بالكامل. ان ترامب في سعيه هذا يريد ان يكون رجل سلام على الطريقة الامريكية، أي لجعل مصالح امريكا والكيان الاسرائيلي، واقعا على الارض، وليس السعي للحلول حسب ما يفرضه الحق وجوبا، حق الشعوب في التحرر من الهيمنة الامريكية، التي هي في اساسها وفي اهدافها هو النهب والاستغلال ومصادرة القرار السياسي والاقتصادي لصالح مصالح امريكا والكيان الاسرائيلي. كيف يتم حلحلة هذه القضايا؟ هل هو مثلما قامت اسرائيل ولاتزال تقوم به، من مذابح في فلسطين، غزة والضفة الغربية؟ أم كما قامت به ولاتزال تقوم به في لبنان؟ وفي اليمن؟ عليه فأن سياسة ترامب هذه؛ ليس هو البحث عن حلول عادلة ابدا، بل هو السعي والعمل على اخضاع الشعوب العربية في القارة العربية؛ للإرادة الامريكية وبالتالي للإرادة الاسرائيلية. لذلك فان نجاح هذه السياسة الإخضاعية مصيرها الفشل والفشل الذريع حتما وبلا ادنى شك؛ لأن وبكل تأكيد؛ هناك شعوب العرب، ولو انها حاليا تتعرض الى عمليات تخدير اعلامي، واصدار دوريات من كتب الرأي؛ احسب انها مدفوعة ومؤدلجة لتشويه واقع الواقع على طريق ومسارات صناعة الرأي المجتمعي، هدفها يتمحور حول، او ضرورة اتباع الواقعية السياسية؛ حتى تنعم الشعوب بالسلام والامن والاستقرار والتطور. إنما في المقابل؛ ان شعوب العرب واعية تماما لكل هذه الالاعيب السياسية المؤدلجة؛ بقواها الحية واحزابها النشطة والمستقلة، والمتحررة من تأثيرات القوى الدولية والاقليمية. هناك مثالان على الكيفية والطريقة والوسيلة في استخدام الواقعية السياسية في فن إدارة الصراع من دون التنازل عن السيادة والقرار السياسي المستقل ونقيضه. هذان المثالان تعامل عرب السلطة في الواقعية السياسية، وتعامل جوار القارة العربية بواقعية سياسية مع المتغير الاقليمي والدولي. اولا، في سوريا، قام الكيان الاسرائيلي بعد يومين فقط من انهيار النظام السوري، ورحيل رأس النظام؛ بتدمير تقريبا كل القدرات العسكرية السورية، الجوية والبحرية والبرية. وايضا قام باحتلال اجزاء واسعة جدا من الاراضي السورية، حتى اصبحت قواته على مقربة من العاصمة دمشق. من الطبيعي ان تكون هذه التوغلات او الاحتلال بدعم واسناد من امريكا ترامب، بحجة حماية امن اسرائيل. ان هذه العمليات هي في اولها واخرها؛ هو الضغط على النظام السوري الجديد؛ للحصول على تنازلات، ليس اولها الاعتراف بالكيان الاسرائيلي وليس اخرها؛ الاعتراف القانوني بضم الجولان الى الكيان الاسرائيلي. جون بولتن مستشار الامن القومي الامريكي الاسبق، قال مؤخرا في تعليقه على رفع ترامب العقوبات الامريكية عن سوريا؛ بان الرئيس قد استعجل في رفعها. وبَينَ ان ليس المطلوب من النظام السوري الجديد؛ فقط التطبيع مع اسرائيل، وفتح السوق السوري امام امريكا، بل المطلوب السماح الى امريكا بالقيام بتفتيش الارضي السورية بحثا عن الاسلحة الكيمياوية والبيولوجية، والتعهد بعدم ولولوج هذا المجال مستقبلا. التسريبات الصحفية تؤكد ان وفدا من النظام السوري قد اجتمع مع وفد من الموساد وبحضور وفد تركي. الرئيس السوري الجديد، احمد الشرع اكد لترامب في الرياض حين اجتمع معه وبحضور ولي العهد السعودي؛ ان سوريا مفتوحه للاستثمارات الامريكية في النفط والغاز وما إليهما. السؤال هنا هل هذه مناورة سياسية بحسب ما تفرضه الواقعية السياسية؟ كلا انها ليست مناورة سياسية، بل هي تنازل عن السيادة والقرار المستقل؛ تجعل من سوريا بلدا تابعا الى تركيا، وذيلا للسياسة الامريكية. ان هذه التنازلات اذا ما صارت واقعا على الارض، سوف تكون تنازلات قانونية من الصعوبة التنصل عنها او رفضها مستقبلا، حتى حين تتغير الظروف ويتبدل النظام السوري باخر غيره في القادم من السنوات. ثانيا، العلاقة بين امريكا والكيان الاسرائيلي من جانب ومن الجانب الثاني ايران، وهي علاقة صراع امتد لفترة او لزمن طويل. لكن قبل اشهر تغير مشهد الصراع، فقد تحول الى مفاوضات حصريا بالملف النووي، إنما له علاقة بكل الملفات في القارة العربية وفي الدور الايراني فيها، والكيان الاسرائيلي من ضمنها. باختصار شديد؛ ان ايران حتى هذه اللحظة لم تعط أي تنازل استراتيجي، بل انها تناور، مناورة سياسية ذكية في إدارة مفاوضتها مع الجانب الامريكي. في ذات الوقت قام الوفد المفاوض او تصريحات المسؤولون الايرانيون بتقديم اغراءات الى الجانب الامريكي من قبيل فتح الاسواق امام الاستثمارات الامريكية وحتى الاوربية، وبالتأكيد اذا ما تم ذلك سيكون بوسائل قانونية، ضابطة لها بما تؤدي الى استفادة ايران منها مع استفادة الشركات الامريكية. إما في الذي يخص برنامجها النووي اصرت ولاتزال تصر على ان دورة الوقود النووي، وهو العتبة المهمة جدا لبرنامجها النووي، ومن دونها يصبح النووي الايراني لا معنى له ولا تأثير لجهة التقدم العملي وامتلاك ناصية التطور في هذا المجال؛ على عدم النازل عنها، عن دورة الوقود النووي؛ تحت مختلف الظروف. في النهاية اعتقد بدرجة كبيرة جدا تصل الى درجة اليقين بان الاتفاق الامريكي الايراني هو على الابواب مع احتفاظ ايران بدورة الوقود النووي. الخلاصة؛ هذه هي البرغماتية، التي تمارسها ايران كواقعية سياسية؛ فرضتها على ايران؛ اوضاعها الاقتصادية الداخلية، والمتغيرات والمتحولات الدولية والاقليمية، من غير اعطاء تنازلات ذات ابعاد استراتيجية. ان هذين المثالان، لهما ما يوازيهما في القارة العربية وفي جوار القارة العربية، في القارة العربية، لبنان، ليبيا، وغيرهما، في الجوار، تركيا وغيرها. في النهاية اقول ان عرب السلطة لا يمارسون الواقعية السياسية، بل يمارسون سياسة انبطاحيه انبطاحا تماما مع كل ما يطلبه او ما يريده الغول الامبريالي الامريكي سواء ترامب او غيره..



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعوب الكردية..
- هل تقود المفاوضات..
- مدافع ديمقراطية
- هل من الممكن..
- النووي الايراني: الاتفاق المرجو على الابواب
- وحوش معاصرة
- المفاوضات الامريكية الايراية: البحث عن منطقة مشتركة للاتفاق ...
- قصص قصيرة
- موقفان متوافقان ومختلفين لجهتين متعارضتين
- موقفان متوافقان لجهتين متعارضتين
- امريكا ترامب كما امريكا بايدن.. مشاركة في جرائم الكيان الاسر ...
- قراءة في رواية صوفي..علاقة جدلية بين حس العدالة وتطور العقل ...
- الخطة العربية لأعمار غزة.. الشيطان في التفاصيل
- القوة والقدرة تحميان..
- امريكا وايران.. الانتقال من حافة الهاوية الى منصة التفاهم وا ...
- امريكا ترمب، واسرائيل نتنياهو: اشهار الحقيقة الاجرامية والنع ...
- الاحتلال لايؤسس اعمدة لدولة قوية، بل يؤسس ركائز لدولة ضعيفة
- العراق بين سندان الحياد المعلن ومطرقة العقوبات الامريكية
- سوريا الجديدة..
- خطوات الى المجهول


المزيد.....




- الدعوات من القادة العرب أو قادة دول غربية لوقف الحرب
- طائرات شحن أمريكية تنقل معدات عسكرية من أكبر قواعدها في سوري ...
- ترامب يؤكد أنه سيتصل ببوتين الإثين لـ-وقف حمام الدم- في أوكر ...
- -مقابر جماعية في أبو سليم- جنوب طرابلس.. هذه حقيقة الصور الم ...
- موسكو تحتفل بـ90 عاما لمترو الأنفاق
- إسرائيل تعلن عن عملية عسكرية جديدة في غزة وسط غارات جوية مكث ...
- قمة بغداد تدعو لوقف الحرب في غزة وتؤكد على دعم سوريا
- وزير الدفاع السوري يمهل 10 أيام لالتحاق ما تبقى من مجموعات ع ...
- الجزائر.. حزب -جبهة التحرير الوطني- يفتح النقاش حول -تجريم ا ...
- ليبيا.. بلدية طرابلس ترفض العنف وتدعو السلطات للاستجابة لصوت ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - الواقعية السياسية..