أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - ايران، امريكا: تكتيكات متقابلة














المزيد.....

ايران، امريكا: تكتيكات متقابلة


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 22:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(ايران، امريكا: تكتيكات متقابلة)
ايران دولة براغماتية بامتياز. وهي لها القدرة على ان تلعب اللعبة السياسية بجدارة وبذكاء. هذه القدرة ليست وليدة الساعة او هذه اللحظة التاريخية الحالية، بل انها تعكس العقلية الايرانية والروحية الايرانية اللتان توكنتا عبر آلاف السنين. حتى ايران الحالية، او ايران الاسلامية؛ لم تكن وليدة اللحظة التاريخية السابقة، في السبعينات من القرن العشرين، التي كانت مواتية لها، بل ان تلك اللحظة التاريخية كانت هي الوليدة الشرعية، وليدة الضرورة التاريخية؛ لكل تاريخ ايران وعلى وجه التحديد الحصري؛ تاريخ الفرس والذر( اتراك ايران) حتى تلك اللحظة التاريخية السابقة وليست الحالية، التي فجرتها شعوب ايران، او استثمرتها في عام 1978 لتكلل بالانتصار المدهش في الشهر الثاني من عام 1989؛ لتطرد شاه ايران وتسقط كامل النظام الايراني. هذا النظام الذي كان يوصف بانه شرطي الخليج العربي، او بالمعنى الدقيق لهذا التوصيف؛ انه المدافع عن مصالح امريكا في الخليج العربي، وعن مصالح الكيان الاسرائيلي بطريقة او بأخرى. حتى هذه الاكثر من سبعة قرون خلت؛ هي ايضا لم تكن وليدة هذه القرون، بل ان هذه القرون هي وليدة كل تاريخ ايران عبر آلاف السنين؛ تركز في تلك اللحظة التاريخية لينتج ثورة شعوب ايران على نظام الشاه. كاتب هذه السطور المتواضعة ليس بصدد البحث عن كل ما تقوم به ايران او ما قامت به ايران خلال اكثر من اربعة عقود. ايران الحالية لها ما لها وعليها ما عليها؛ لكنها تظل على الرغم مما عليها من مثالب، دولة اقليمية كبرى تحارب وحاربت السياسة الامريكية والاسرائيلية في القارة العربية وحتى في جوار قارة العرب. أما الحديث عن ان ايران تقول ما لا تفعل وتفعل ما لا تقول، وبالذات في المفاوضات الأخيرة بينها وبين امريكا. وهي مفاوضات كما تقول ايران عنها، غير مباشرة حول برنامجها النووي. ان هذا القول، قول لا يمت باي صلة الى الواقع الدولي والعربي والاقليمي في الوقت الحاضر؛ المنتج بالقليل على ارض الواقع، والمحمل بالكثير على صعيد المستقبل القريب، بالتحولات والتغيرات الدراماتيكية سواء المتفاعلة حاضرا، او التي هي في الانتظار، انتظار تلك التحولات والتغيرات وبالذات في النظام الدولي؛ وتغير قواعد الاشتباك سواء على الصعد العسكرية او على صعد الاقتصاد والتجارة وما إليهما. المسؤولون الايرانيون يدركون تماما؛ ان الاوضاع الداخلية في بلدهم صعبة للغاية، سواء على الصعيد السياسي او الاقتصادي؛ وبمعنى ادق؛ ان الوضع الايراني الداخلي هش للغاية وهم يعرفون هذا تماما؛ وان سبب الاسباب هو الوضع الاقتصادي، بسبب العقوبات الامريكية عليها. عليه فان همَ المسؤولون الايرانيون وبدون استثناء، سواء الادارة او المرشد الايراني؛ يعلمون علم اليقين؛ بان ايران لا يمكن لها ان تخرج من عنق الزجاجة، قبل انفجارها؛ الا برفع العقوبات الامريكية عنها، لكن ليس على حساب مصالح ايران الاستراتيجية، بالتضحية تكتيكيا بجزء منها على ان يكون في داخل بنية هذه التكتيكات، اسس المحافظة على عوامل وعناصر النهوض الاستراتيجي مستقبلا. هذا من الجانب الايراني، أما من الجانب الامريكي الاسرائيلي بصرف النظر عن كل ما تقول به اسرائيل او تهدد به؛ فهو في النهاية محض هراء. أن دولة الاحتلال الاسرائيلي او الكيان الاسرائيلي على انها؛ لسوف تضرب منشئات ايران النووية؛ هو ضغط وتهديد الغاية منه؛ هو تخويف ساسة ايران في عملية تخادم مبرمج بين الكيان الاسرائيلي وامريكا، حتى تتنازل بأكبر قدر ممكن من التنازلات في الذي يخص برنامجها النووي. عراقجي، وزير خارجية ايران، وعلى شمخاني التميمي، مستشار المرشد الايراني؛ والرئيس الايراني؛ اكدوا كلهم بان ايران لا تخضع للتهديد، وانها لن تتنازل عن دورة الوقود النووي، لكنهم من الجانب الثاني؛ اكدوا بان كل هذه الامور قابلة للتفاوض والحلحلة. ان الاتفاق الايراني الامريكي يلوح في الافق، وان ابرامه عملية وقت ليس ألا؛ في ايجاد منطقة وسط متفق عليها، او يتفق عليها الجانبان.. لماذا، ان الاتفاق النووي بين ايران وامريكا هو على الابواب؟ هناك موقفان، او قراءتان، امريكية وايرانية؛ امريكا تريد ان يكون الوضع في القارة العربية مستقر في الحدود الممكنة، اولا، وعلى وجه الحصر في القضية الفلسطينية وفي المناطق الأخرى الملتهبة في القارة العربية، لبنان، سوريا، اليمن، ليبيا، وغير هذه الدول؛ هذا لجهة القراءة الامريكية في نتائج ابرام اي اتفاق نووي مع ايران. ثانيا، هو التأكد، أو التحقق عمليا من عدم او ليس في قدرة ايران صناعة السلاح النووي في سنوات ما بعد الاتفاق. ثالثا، حسب القراءة الامريكية؛ هو ان الزمن كفيل بان يجعل جرف استقرار النظام الايراني يتأكل من الداخل. أما من جهة الجانب الايراني، اولا، تريد ايران من هذا الاتفاق؛ هو رفع العقوبات الاقتصادية الامريكية القاسية عليها؛ حتى تتمكن ايران من رص صفوفها في الداخل، والتفرغ للبناء الداخلي كليا في استراحة محارب لا يتخلى عن طموحاته. وثانيا، تريد ايران ان تنفتح على القارة العربية، ليس سياسيا فقط، بل على كل الصعد.. في النهاية اقول؛ ان ايران وفي كل تاريخها، حافظت عبر برغامتيتها على جغرافيتها خلال اكثر من سبعة عقود. ما اشبه حاضر تاريخ ايران بتاريخها البعيد



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم اسرائيل في غزة..
- الولايات المتحدة الامريكية..
- حور عبد الله التميمي..
- الواقعية السياسية..
- الشعوب الكردية..
- هل تقود المفاوضات..
- مدافع ديمقراطية
- هل من الممكن..
- النووي الايراني: الاتفاق المرجو على الابواب
- وحوش معاصرة
- المفاوضات الامريكية الايراية: البحث عن منطقة مشتركة للاتفاق ...
- قصص قصيرة
- موقفان متوافقان ومختلفين لجهتين متعارضتين
- موقفان متوافقان لجهتين متعارضتين
- امريكا ترامب كما امريكا بايدن.. مشاركة في جرائم الكيان الاسر ...
- قراءة في رواية صوفي..علاقة جدلية بين حس العدالة وتطور العقل ...
- الخطة العربية لأعمار غزة.. الشيطان في التفاصيل
- القوة والقدرة تحميان..
- امريكا وايران.. الانتقال من حافة الهاوية الى منصة التفاهم وا ...
- امريكا ترمب، واسرائيل نتنياهو: اشهار الحقيقة الاجرامية والنع ...


المزيد.....




- لغز يحيّر زوار اليابان.. ما سبب غياب حاويات القمامة؟
- الحجاج يبدؤون رمي الجمرات في أول أيام عيد الأضحى
- مسيّرات وصواريخ روسية تضرب مناطق عدة في أوكرانيا وتتسبب بإصا ...
- روسيا.. تطوير طلاء للطائرات يقلص كثرة الإصلاحات بنسبة 40%
- المركبة اليابانية Hakuto-R تفشل في الهبوط على سطح القمر
- مصر.. حادث مروع يودي بحياة 3 أشخاص من أسرة واحدة ليلة عيد ال ...
- 130 وسيلة إعلام ومنظمة تطالب إسرائيل بإتاحة دخول المراسلين ا ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي للرئيس اللبناني: بيروت لن تنعم بالهدو ...
- للمرة السابعة هذا العام.. إسرائيل ترفض تسليم الحرم الإبراهيم ...
- هدايا لا تقدر بثمن متبادلة بين -الردع- و-اللواء 444- في ليبي ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - ايران، امريكا: تكتيكات متقابلة