مزهر جبر الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 8396 - 2025 / 7 / 7 - 11:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(مفاوضات ايقاف الابادة الاسرائيلية للشعب الفلسطيني في غزة.. داخلها؛ غايات سيئة ليس لها فرص في التحول الى واقع..)
نشر ترامب مؤخرا على منصته، في الثاني من تموز، يوليو؛ أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لإتمام وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، وسنعمل خلالها مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب. ولم توافق حماس بعد، لكن مسؤولين عربًا على اتصال بقادة الحركة أخبروني أنها قد توافق قريبًا. تاليا بعد ايام سلمت حركة المقاومة الفلسطينية، حماس، ردها على الخطة الامريكية. نتنياهو رفضها قائلا من ان فيها تعديلات غير مقبولة. ربما يتم الاتفاق بين اسرائيل نتنياهو والمقاومة الفلسطينية في المقبل من الايام على الخطة الامريكية القاضية بوقف الابادة الاسرائيلية للشعب الفلسطيني في غزة ولمدة 60ويتم خلالها تبادل الاسراء من الجانبين، والبحث خلالها عن ايقاف حرب الابادة الاسرائيلية، وايضا حلول او خطط اليوم التالي لوقف الحرب كما يصفها الاسرائيليون والامريكيون واعلام عرب السلطة في دفن اعلامي لحقيقة ما يجري في غزة من مجازر؛ و كأنها حرب بين جيشين متكافئين في القوة والقدرة، وليس حرب ابادة من الجيش الاسرائيلي العنصري المجرم. ان هذه الخطة الامريكية لوقف المذابح الاسرائيلية في الداخل منها أي من داخلها بمبنيات هذه الخطة؛ هو عملية تصفية للقضية الفلسطينية بطريقة او بأخرى غيرها، إنما كلها تصب او تلتقي بهدف واحد الا وهو تصفية القضية الفلسطينية. يشترك في كلها عرب السلطة والامريكيون والاسرائيليون وربما غيرهم. حسب بكل ما تنقله الصحافة الامريكية او الغربية او الاسرائيلية، وما يكتبه كتاب امريكيون واسرائيليون وغربيون؛ ان هناك خطط لليوم التالي للحرب الاسرائيلية او للمحارق الاسرائيلية في غزة؛ هو وضع حلول للقضية الفلسطينية وهي وبكل تأكيد وبصرف النظر عن ما يقوله المسؤولون سواء العرب او الامريكيون او الغربيون او المسؤولون في الاقليم المجاور لقارة العرب باستثناء ايران. من الاسس التي تطرحها او تتناقلها الصحافة في الدول المشار لها في اعلى هذه السطور المتواضعة، او من الركائز التي سوف يعتمد عليها في الحل او في الحلول، على سبيل المثال لا الحصر؛ الواشنطن بوست مؤخرا وبقلم الكاتب الامريكي، إيغناتيوس: اولا، تهجير الفلسطينيين الطوعي الى أي مكان يتم اختياره من قبلهم؛ حسب طروحات ترامب. ثانيا، خطة اعمار غزة تشترك فيها امريكا وقطر ومصر والامارات والاردن. على ان يتم ابعاد حركة حماس تماما او بصورة كاملة من الاشتراك في عملية الاعمار.. ثالثا، اشتراك السلطة الفلسطينية في حكم غزة بعد تصحيح مسارها او بعد اجراء اصلاحات فيها أي في السلطة الفلسطينية ويكون دور عربي في ذلك من قبل كل من مصر والاردن وقطر والامارات. رابعا تشكيل قوة امنية بعد ان يتم تدريبها من قبل الدول العربية في اعلاه. خامسا، ترحيل قادة حماسة الى الخارج او أي مكان يرغبون فيه. سادسا، ر بط كل هذه الخطوات بتسوية الاوضاع مع ايران والوضع في لبنان. ان هذه الطروحات او هذه الخطط تتغافل عن عمد واصرار، او بهدف التمييع والتجهيل واخفاء كل الحقائق المتحركة بحيوية ونشاط وثبات على ارض الواقع؛ والتي في اصلها وفي اسها هو ان هناك شعب فلسطيني يقاوم بل انه قاوم الاحتلال في كل تاريخ الاحتلال ولم يستكن او يهدأ يوما خلال ما يقارب القرن على احتلال الكيان الاسرائيلي لأرضه وتشريد شعبها او وضع ما ظل متمسكا بارضه تحت الظلم والقتل والتجويع والاغراء الممنهج والمبرمج. بل انه سوف يستمر في كل كفاحه ونضاله من اجل حقه المكتسب في العيش بحرية وكرامة تحت او في ظل دولة ذات سيادة كاملة مهما طال عليه زمن المقاومة والتمسك بالأرض والمرابطة عليها بكل ما فيه من قوة وصمود وتصدي. ان هذه المقاومة هي ايضا مدعومة ومسنودة من كل الشعوب العربية واكبر دليل على هذا؛ هو ان التطبيع المجاني مع عرب السلطة في الدول العربية المطبعة، لم يكن له موازي في التطبيع من الشعوب العربية، بل ان العكس هو الصحيح؛ واكبر مثال على هذه هو فصل او تعليق عضوية الاعلامي خير الدين اديب من نقابة الصحفيين المصريين؛ لأنه اجرى مقابلة مع احد مسؤولي الكيان الاسرائيلي؛ وهذا ينسحب على كل النقابات والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني في كل الدول العربية سواء المطبعة او التي هي في الطريق للتطبيع. بالعودة الى مفاوضات ايقاف محارق اسرائيل في غزة وفي غيرها، من اراضي فلسطين المحتلة؛ وفد اسرائيلي سوف يغادر اليوم الاثنين 7تموز، يوليو الى الدوحة لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع وفد المقاومة الفلسطينية؛ لمناقشة او وضع ترتيبات الهدنة بين اسرائيل وحركة حماس. في تزامن سوف يسافر نتنياهو الى واشنطن للاجتماع مع الرئيس الامريكي ترامب؛ لمناقشة التهدئة في غزة وايضا الملف النووي الايراني. تأتي جميع هذه التحركات والمنطقة تعيش في اضطراب وخوف وقلق من الذي ربما سوف يأتي او تأتي به الاحداث حين ربما يتجدد القتال بين ايران واسرائيل بدعم او ربما مشاركة امريكية، او ما سوف تفضي إليه المحاولات الامريكية الاسرائيلية بنزع سلاح المقاومة اللبنانية، سلاح حزب الله، والمحاولة الاسرائيلية البائسة في تحييد المقاومة الفلسطينية في غزة وايضا في الضفة الغربية. كل هذه الملفات هي ملفات متداخلة ومشتبكة مع بعضها، ولا يمكن فصل احدها عن الأخرى؛ لأن ارتباطها هو ارتباط عضوي؛ على الرغم مما يخيل او انهم يسوقون واقصد هنا امريكا واسرائيل من انهما قد انتصرا في لبنان وفي ايران، بينما الواقع هو على العكس من هذه الاوهام تماما. ايران هي من انتصرت في حرب ال 12يوما بوحدة والتفاف شعوبها حول حكومتهم دعما ومشاركة واسنادا، كما انها أي هذه الحرب قد كشفت كل المدفون تحت الارض من عملاء الكيان الاسرائيلي، كما حظيت ايران بالدعم الدولي والعربي والاقليمي. في المقابل خسرت اسرائيل؛ فقد تعرض داخلها الى خضه قوية جدا، اذ، جعلت اكثر من مليونين من المستوطنين في ارض فلسطين يفرون الى من حيث جاءوا، ربما بلا تفكير بالعودة. كما ان الخلافات داخل اسرائيل على الصعيد الرسمي سواء في الحكومة او في المعارضة اشتدت وتعمقت وتوسعت، اضافة الى زيادة مساحة وعدد من يرفض السياسة العدوانية الاسرائيلية سواء في امريكا او في دول الاتحاد الاوربي. في ظل كل هذه التوترات والمجابهات وعلى اكثر من صعيد وفي اكثر من مكان؛ التفكر او التخطيط بتصفية المقاومة الفلسطينية لهو خطأ في قراءة روحية وعقل وتفكير واصرار الشعب العربي الفلسطيني. المقاومة الفلسطينية في كل تاريخها كانت قد تعرضت لأكثر من مؤامرة لتصفيتها لكنها وفي كل مرة من هذه المرات التي لا عد لها؛ كانت تنهض اكثر قوة واكثر اصرارا وثباتا وعزما وصلابة على بلوغ محطة النهاية في انتزاع حقها المشروع من افواه مغول القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين. نتنياهو في زيارته الى واشنطن، ربما اضافة الى مناقشة ترتيبات اوضاع غزة بعد اليوم التالي لإيقاف مجازر اسرائيل، والنووي الايراني كما اسلفنا القول فيه؛ اجراء انتخابات اسرائيلية مبكرة حسب المصادر الصحفية الامريكية والاسرائيلية، في استثمار عطلة البرلمان الاسرائيلي؛ تجنبا لأسقاط الحكومة الاسرائيلية العنصرية. يعتقد نتنياهو من انه او ان حزب الليكود الذي يتزعمه سوف يفوز بأكثر المقاعد ان جرت الانتخابات المبكرة. وهو بهذا سيتجنب اسقاط حكومته العنصرية اولا وثانيا سوف يشكل حكومة تتيح له وقف اطلاق النار في غزة بصورة دائمة مع انفلاته من السجن. هذا لا يعني تراجع المخطط الامريكي الاسرائيلي في غزة وفي كل القضية الفلسطينية، بل ان العكس هو الصحيح حسب الرؤية الامريكية الاسرائيلية في حلحلة الوضع الفلسطيني. او واحد من اسباب اطالة امد المذابح الاسرائيلية في غزة لأكثر من 21شهرا، وليس جميعها بل هو واحد منها؛ هو تخلص نتنياهو من السجن نتيجة فساده. اضافة الى تحدث المسؤولون الاسرائيليون والامريكيون عن خطة اليوم التالي للمذبحة الاسرائيلية في غزة، وما ترمي إليه من انهاء المقاومة الفلسطينية في غزة؛ يتحدثون ايضا الى عملية تطبيع مع دول عربية مهمة؛ سوريا ولبنان والسعودية وربما غيرها لم يفصحوا عنها. ان عمليات التطبع المجاني من الصعوبة البالغة جدا؛ ان يكون لها وجود على ارض الواقع في ظل استمرار المقاومة الفلسطينية وفي ظل تواصل المقاومة اللبنانية ولو انها متوقفة الى حد ما في الوقت الحاضر، لكنها حية ولم تمت ولن تموت. كما ان تركيع ايران من قبل اسرائيل وامريكا امرا مبالغ فيه جدا، لا يعكس حقيقة ما يجري. سوريا يجري الحديث بقوة من انها في الطريق الى التطبيع مع تنازلها عن هضبة الجولان، ايضا هو امر مبالغ فيه، وهو ايضا كسر لأعناق الحقائق القصدي للجهة الاعلام واحداث تأثيرات نفسية وتهيئة البيئة السياسية لتقبل هذه الطروحات من الشعوب العربية في قارة العرب. ان الحقيقة غير المعلن عنها؛ هو ان ما يجري بين النظام السوري الجديد وامريكا وبصورة غبر مباشرة مع اسرائيل؛ هو ابرام اتفاقية امنية كما اتفاق فك الاشتباك في عام 1974، وليس عملية تطبيع مجاني. صحيح ان هناك تأثيرات منتجة من تركيا على النظام السوري بفعل الترابط الايديولوجي الديني بين الحزب الحاكم في تركيا اردوغان التي ترتبط بعلاقات اقتصادية وتجارية متينة مع اسرائيل، وبين نظام سوريا الجديد. لكن هذه العلاقة لا تعني او انها لا تجبر او تدفع سوريا الشرع الى التطبيع مع اسرائيل التي تحتل اراضي واسعة في سوريا، اضافة الى الجولان. ان أي فقرة من فقرات المخطط الامريكي الاسرائيلي في غزة؛ لاتتحول الى واقع.. على الرغم من مشاركة عرب السلطة فيها ولو بطريقة خفية.
#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟