أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - القضية الفلسطينية بين الأبعاد المتعددة والتحولات الدولية: مقاومة لا تُختزل














المزيد.....

القضية الفلسطينية بين الأبعاد المتعددة والتحولات الدولية: مقاومة لا تُختزل


خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 8413 - 2025 / 7 / 24 - 08:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم مرور أكثر من سبعة عقود على النكبة، تبقى القضية الفلسطينية نقطة الارتكاز الأساسية لفهم طبيعة الصراع في الشرق الأوسط، ومفتاحًا لكشف توازنات القوى، وانكسارات الضمير، وتحوّلات الوعي الإقليمي والدولي. إنها قضية لا تنحصر في جغرافيا محتلة، ولا في حدود شعب يُقمع يومياً، بل تختزن أبعاداً متداخلة: وطنية، وقومية، وإسلامية، وإنسانية، تجعل منها مرآة لصراع الأمة مع أعدائها... ومع ذاتها.

وطن يُقاوم... لا يُساوم

في جوهرها، تبقى فلسطين قضية تحرّر وطني، تُجسّد حقّ شعبٍ في أرضه، وهويته، وكرامته، في مواجهة استعمار استيطاني يُمعن في القتل والتجريف والاقتلاع. لا يمكن لأي تحالف دولي، أو تسوية مفروضة، أن ينتزع هذا الحق أو يساوم عليه، مهما تغيرت موازين القوى أو تبدّلت واجهات الأنظمة.

البعد القومي: فلسطين بوصلتنا أو سقوطنا

في الزمن العربي الرديء، تُمتحن العروبة في صدق موقفها من فلسطين. من رام الله إلى بيروت، ومن صنعاء إلى الرباط، تبقى فلسطين قِبلة النضال العربي، ومركز الثقل الذي إما أن يُوحّد الأمة أو يكشف تصدّعها. كل تطبيع هو انسلاخ عن الروح القومية، وكل تواطؤ هو طعن في وحدة المصير. ولا عزاء لمن ارتضى أن يصطفّ على هامش المعركة.

البعد الإسلامي: الأقصى ليس ورقة تفاوض

المسجد الأقصى ليس رمزًا دينيًا فحسب، بل هو عنوان لمعركة حضارية تدور رحاها بين مشروع يهوّد الأرض ويغتال التاريخ، وأمة أُريد لها أن تنسى قِبلتها الأولى. فلسطين في ضمير المسلمين ليست "قضية خارجية"، بل تمثّل جوهر الصراع على الهوية والرموز والمقدسات. والتفريط بها هو تفريط بكل ما تبقى من كرامة.

البعد الإنساني: الرأي العام يثور على الأكاذيب

في السنوات الأخيرة، بدأت تتشكل حركة وعي عالمية تجاوزت رواية اللوبي الصهيوني، ووقفت، ولو خجولاً، مع الشعب الفلسطيني. مشاهد القصف والجوع والمجازر في غزة، واجهت الدعاية الغربية وأسقطت ورقة التوت عن نظام دولي لا يعرف إلا مصالحه. ومع ذلك، فإن هذه النُصرة المعنوية تظل قابلة للتحوّل إلى ضغط سياسي فاعل، إذا ما أُحسن تنظيمها واستثمارها.

إيران والمقاومة: الدعم ليس اختزالًا

لا شك في أن إيران قدّمت دعماً حقيقياً للمقاومة، وفرضت توازناً ردعيًا في وجه إسرائيل، لكن اختزال القضية الفلسطينية في "محور إيراني" هو مغالطة سياسية ومأساة قومية. فالمقاومة وُلدت من رحم الأرض، وارتوت من نهر الوعي العربي، وتشكّلت في رحم الحركات التحررية، قبل أن تمد لها طهران يد الدعم. إن واجب العرب، شعوبًا ونخبًا، أن يستعيدوا موقعهم في دعم القضية، وألّا يسمحوا بتحويلها إلى ورقة تفاوض أو إلى ملف أمني يُدار من خارج حدودها.

"ممر داوود": التطبيع الاقتصادي كقناع للهيمنة

في سياق التوسع الإسرائيلي الجديد، تعمل تل أبيب على تنفيذ خطة عملاقة بالتعاون مع حلفائها الإقليميين، تعرف باسم "ممر داوود"، وهي مشروع تجاري ضخم يربط الهند بأوروبا مرورًا بإسرائيل والسعودية. ما يبدو في ظاهره مشروعًا اقتصاديًا تنمويًا، يخفي في جوهره محاولة دمج إسرائيل في قلب المنظومة العربية، عبر بوابة المصالح لا القيم. نجاح هذا المشروع مشروط بثبات الأمن الإسرائيلي، ما يفسّر الإصرار على تصفية المقاومة وتطويع الفلسطينيين.

لكن هذا الاندماج القسري قد ينفجر في وجه من هندسوه، إذ لا تزال الشعوب ترفض أن ترى القاتل شريكًا، ولا أن يُغسل الدم الفلسطيني بالنفط أو الغاز أو اتفاقيات التجارة.

في الختام: لا مقاومة بلا أمة

المقاومة الفلسطينية ليست مجرّد بنادق، بل هي خلاصة وعي، وتجسيد لإرادة تاريخية عميقة. ليست ملكًا لفصيل، ولا رصيدًا لمحور، ولا مشروعًا قابلًا للخصخصة. إنها صوت أمة بكاملها، وراية كرامة لا تنكسر. ومن يساوم عليها، يساوم على نفسه، وعلى معنى وجوده.

المطلوب اليوم ليس مجرد تضامن عاطفي، بل إعادة بناء الموقف العربي الشعبي والرسمي على قاعدة وحدة المصير، والمقاومة الشاملة، ورفض التصفية بكل أشكالها. ففلسطين لم تكن يومًا عبئًا على أحد، بل كانت دومًا ميزان الشرف، ومحرار الأخلاق، وراية النضال في زمن السقوط الجماعي.

ولا تزال الراية في يد من لم يخن.



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجمات الإسرائيلية على دمشق والسويداء: خطاب أحمد الشرع وإعا ...
- مشروع إمارة الخليل:تفكيك فلسطين من الداخل
- التكويع: فلسفة لبنانية ساخرة
- مسيحيون عرب...حماة العروبة وحملة روح الاسلام الحضارية
- وثيقة باراك ورد لبنان: منعطف حاسم في المعادلة السياسية والأم ...
- لذلك...اعتذر من الحمير مع تقبيل الحافر والأذنين
- من طوفان الأقصى إلى ضرب طهران: هل الشرق الأوسط على شفا إعادة ...
- إبادة المدنيين: جوهر العقيدة الصهيونية ومنطلقها التوراتي
- الحرب الإيرانية الإسرائيلية بوابة (اسرائيل الكبرى)
- اسرائيل بين نيران غزة وحرائق واشنطن: تبدلات الدعم وصراع المص ...
- حدود الموقف العربي من العدوان الإسرائيلي وآفاق تجاوزه
- العدالة في مهب المحروقات: رفع الأسعار يكشف
- لبنان بين خيارين: مقاومة الردع أو انفجار الدولة
- لبنان في عين عاصفة التحولات الكبرى: حزب الله بين نتائج الحرب ...
- غزة تُفرَّغ تحت النار: حين يصبح التطبيع غطاءً للإبادة
- من يحرك الشارع العربي ؟ بين قبضة السلطة وسطوة المال وتآكل ال ...
- فلسطين والخرائط الممزقة: من التواطؤ الرسمي إلى حتمية المقاوم ...
- فلسطين خارج الحسابات: صفقات تُعقد على أنقاض غزة
- جولة ترامب الخليجية: اختبار نوايا أم إعادة تموضع؟
- جبهة اليمن في حرب غزة: إسناد استراتيجي أربك نظرية الأمن الإس ...


المزيد.....




- ما هي الخيارات البديلة لإرجاع الرهائن وإنهاء حكم حماس والتي ...
- اجتماع اسطنبول: إيران تحث الترويكا الأوروبية على عدم تفعيل - ...
- لا يريدون التوصل لاتفاق-.. شاهد ما قاله ترامب عن حركة حماس أ ...
- بيان سوري-أميركي-فرنسي: اتفاق على عقد مشاورات بين دمشق و-قسد ...
- فرنسا تدق ناقوس الخطر.. أول عجز سكاني في البلاد منذ 80 عاماً ...
- ترحيب عربي وتنديد أمريكي باعتراف فرنسا بـ -دولة فلسطين-، و10 ...
- هل تؤثر أحداث السويداء على مسار رفع العقوبات الأمريكية عن سو ...
- طهران بعد اللقاء مع الترويكا الأوروبية: المحادثات كانت -جادة ...
- -اغتيالات دقيقة واختراقات ذكية-.. هل فقدت طهران السيطرة أمام ...
- ألمانيا -لا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية في الأمد القريب-


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - القضية الفلسطينية بين الأبعاد المتعددة والتحولات الدولية: مقاومة لا تُختزل