أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - جبهة اليمن في حرب غزة: إسناد استراتيجي أربك نظرية الأمن الإسرائيلي














المزيد.....

جبهة اليمن في حرب غزة: إسناد استراتيجي أربك نظرية الأمن الإسرائيلي


خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 15:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى"، لم تعد الحرب مقتصرة على حدود غزة أو الجبهة الشمالية، بل تمددت إلى ما يمكن وصفه بـ"الجبهة الرابعة" في الصراع العربي–الصهيوني: الجبهة اليمنية. فقد شهدت هذه الجبهة تحوّلاً نوعياً في إسنادها للمقاومة الفلسطينية، تجاوز الشعارات والتظاهرات، ليبلغ مستوى التأثير المباشر في منظومة الأمن القومي الإسرائيلي، خاصة عبر البحر الأحمر والممرات الدولية الحيوية.

من التضامن الرمزي إلى الإسناد الفاعل

لطالما عبّر اليمن، شعباً وحركات، عن انحياز تاريخي لفلسطين، لكنّ ما بعد تحرر صنعاء من الهيمنة الخارجية مثّل نقطة انعطاف. فخلال معركة "سيف القدس" (2021)، اقتصر الدعم على المواقف والخطاب الإعلامي، بينما في "طوفان الأقصى"، انتقل إلى الفعل الميداني: استهداف سفن إسرائيلية وأميركية، وفرض حصار بحري واقعي على الكيان عبر مضيق باب المندب.

وقد عبّر المتحدث باسم جماعة "أنصار الله"، محمد عبد السلام، عن هذا التحول بقوله: "نحن لا نشارك لأغراض استعراضية، بل لأن فلسطين في قلب معركتنا التحررية، وعدوان غزة لا يمكن فصله عن مشروع الهيمنة الذي نواجهه في اليمن والمنطقة". في هذا السياق، لم يعد اليمن ينظر إلى نفسه كطرف داعم من بعيد، بل كمحور فاعل في إعادة رسم معادلة القوة في الإقليم.

عجز صهيوني أمام تهديد غير تقليدي

رغم تفوقها الاستخباراتي والتكنولوجي، بدت إسرائيل عاجزة عن مواجهة الجبهة اليمنية. فتكتيك الضربات البحرية، وتعدد منصات الإطلاق، وطبيعة التضاريس البحرية، جعلت من الصعب احتواء التهديد، حتى مع انخراط الولايات المتحدة وبريطانيا في المعركة. وقد اعترف أحد ضباط الاحتياط في البحرية الإسرائيلية، وفق ما نقلته وسائل إعلام عبرية، بأن "التهديد اليمني فاق توقعاتنا، لا من حيث الجغرافيا فحسب، بل من حيث قدرة العدو على الاستمرار في الاستنزاف وخلق المفاجأة".

النتيجة أن إسرائيل وجدت نفسها في مواجهة "حرب استنزاف بحرية"، تستهلك مواردها، وتُربك خطوط تجارتها ومجالها البحري الحيوي، فيما أصبحت جبهتها الجنوبية مكشوفة لتهديدات غير تقليدية لا تغطيها العقيدة الأمنية التي طالما راهنت على سرعة الحسم.

اتفاق أمريكي–يمني: انسحاب ناعم وترك إسرائيل وحيدة

في 6 مايو 2025، أعلنت سلطنة عمان عن التوصل إلى اتفاق تهدئة بين واشنطن وجماعة "أنصار الله"، يقضي بوقف استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر وباب المندب، مقابل تخفيف القصف الجوي الأميركي على اليمن.

وقد صرّح محمد عبد السلام حينها: "الاتفاق مع واشنطن لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة مفاوضات عبر وسطاء. ونحن نربط موقفنا الميداني بالموقف الأميركي من العدوان على غزة، لأننا جزء من معركة واحدة".

من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي عقب الإعلان: "اليمنيون قالوا لنا حرفياً: أوقفوا القصف وسنتوقف عن استهداف السفن. ونحن وافقنا لأننا لا نريد حرباً مكلفة ولا نرى مصلحة مباشرة في التصعيد هناك".

الاتفاق، الذي تم خارج أي تنسيق مع إسرائيل، فجّر موجة قلق في تل أبيب، حيث وصف أحد المحللين في قناة "كان" الرسمية القرار الأميركي بأنه "تخلٍ واضح عن إسرائيل في جبهة البحر الأحمر، واعتراف بأن الصراع لم يعد على رأس أولويات واشنطن".

سقوط عقيدة "المركز المحصّن"

منذ نشأتها، اعتمدت إسرائيل على نظرية أمن ترتكز على تفوّق استراتيجي وتحجيم العمق العربي. غير أن ما فرضه اليمن، إلى جانب جبهات لبنان وسوريا والعراق، زعزع هذه النظرية. إذ لم تعد التهديدات تأتي من حدودها المباشرة فحسب، بل من جهات بعيدة، وبأدوات حرب ذكية وغير نمطية.

وقد علّق الباحث في الشؤون الأمنية، شاؤول شاي، على ذلك قائلاً: "ما يحدث من اليمن ليس فقط تحدياً عسكرياً، بل تحدٍ لنظرية الردع الإسرائيلية. نحن نتعرض لهجمات من دولة محاصَرة منذ عقد، وهذا يجب أن يثير تساؤلات جذرية في المؤسسةاالأمنية.

اليمن ودور إسنادي يغير موازين المعركة

لم يعد الحضور اليمني في حرب غزة حدثاً عارضاً، بل تطوراً بنيوياً يعيد تشكيل موازين الصراع. فقد تحول اليمن من ظهير معنوي إلى فاعل استراتيجي، يربك العدو في الممرات البحرية، ويخفف الضغط على غزة، ويُجبر الاحتلال على تفتيت قواته بين أكثر من جبهة.

والرسالة الأبلغ التي يرسلها اليمن اليوم، لا تكمن فقط في الصواريخ والطائرات المسيّرة، بل في تكريس معادلة الردع الجماعي. كما قال عبد الملك الحوثي في خطاب علني: "لن تكون فلسطين وحدها. نحن نراهن على وحدة الساحات، ونؤمن أن النصر لن يتحقق إلا حين يصبح العدو محاصَراً من كل الجهات".



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العجز العربي أمام الإبادة في غزة: تشريح لأسباب الصمت والتواط ...
- كشمير من جديد والسيناريوهات المحتملة
- حين يتوحش الإنسان من فرط القهر
- الصهيونية ذات انياب فاحذروها...زيف حماية الأقليات
- تحالف الأقليات: كيف تستخدم إسرائيل الهويات الطائفية لتفكيك ل ...
- شعب خروفي وساسة ذئبيون...الفساد أزمة وطن
- لبنان وفلسطين : وحدة الجغرافيا والمصير في مواجهة الكيان الصه ...
- السلام والخداع الإستراتيجي: وهم الدولة وعدمية السلام
- من فلسطين إلى الوطن العربي...أنا الشاهدة والشهيدة
- الصهيونية الأصيلة ورديفتها العربية الألعن
- من فلسطين الى الوطن الأكبر
- جفن قد غفا...
- عاش الزعيم..ومات الشعب العنيد
- انطلقوا في مشروعم وانطلقنا في انتحارنا
- حكومة تنظيم الإنهيار وإدارة الفوضى والإنتخابات النيابية
- ذئاب السلطة والقطيع المطيع
- كأننا نطف خرجت من بين الذل والرذائل
- أين الغرباء؟؟؟
- نص عربي مشوه لزمن مشوه
- لا تكن منطقيا...كن ثائرا في قافلة (لا..)


المزيد.....




- -قوي ومنسق جيدا-.. رئيس وزراء باكستان يعلق على رد بلاده على ...
- جاريد كوشنر مستشارًا لإدارة ترامب في جولته إلى الشرق الأوسط ...
- ترامب سيعترف بالدولة الفلسطينية أثناء زيارته للشرق الأوسط (إ ...
- ثلاث حقائق عن لعبة GTA 6
- محادثات صينية-أميركية في جنيف لمحاولة احتواء الحرب التجارية ...
- الخارجية الهندية: وقف إطلاق النار مع باكستان بدأ الساعة الخا ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- السعودية تستعد لفتح خط جوي مباشر مع ليبيا بعد مباحثات أمنية ...
- بوتين يشيد بالعلاقات الروسية الفيتنامية ومحطاتها (فيديو)
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل التزامها بهدنة عيد النصر وترد ع ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - جبهة اليمن في حرب غزة: إسناد استراتيجي أربك نظرية الأمن الإسرائيلي