أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - العجز العربي أمام الإبادة في غزة: تشريح لأسباب الصمت والتواطؤ














المزيد.....

العجز العربي أمام الإبادة في غزة: تشريح لأسباب الصمت والتواطؤ


خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 8337 - 2025 / 5 / 9 - 19:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي تتعرض فيه غزة لإبادة ممنهجة، لم يفلح النظام العربي الرسمي في اتخاذ موقف فاعل يرقى إلى حجم الكارثة. فقد كشف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر 2023 هشاشة الموقف العربي وتآكل أدواته، ما يطرح تساؤلاً محوريًا: لماذا يعجز العرب عن وقف المجازر بحق الشعب الفلسطيني؟ ولماذا لا يستطيع المجتمع الدولي كبح جماح آلة القتل الإسرائيلية؟

أولاً: العوامل البنيوية للعجز العربي

تتعدد الأسباب التي تفسر الضعف العربي المزمن تجاه القضية الفلسطينية، وتتلخص في ما يلي:

1. الانقسامات والصراعات العربية الداخلية
يعيش النظام العربي في حالة من التفكك السياسي والاستراتيجي. النزاعات الممتدة في اليمن وسوريا وليبيا، والتوترات بين دول الخليج وإيران، ساهمت في إضعاف الموقف العربي الجماعي، وأفقدته القدرة على تنسيق أي تحرك فاعل لصالح الفلسطينيين.


2. تسارع موجة التطبيع مع إسرائيل
شكلت "اتفاقيات أبراهام" التي وقعتها الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، نقطة تحول في العلاقة بين إسرائيل والعالم العربي. التطبيع أفرغ الموقف العربي من أي ضغط سياسي واقتصادي محتمل على الاحتلال، ورسّخ صورة أن بعض الأنظمة العربية لم تعد ترى في إسرائيل تهديدًا.


3. الانقسام الفلسطيني واستغلاله عربيًا
الانقسام الحاد بين السلطة الفلسطينية في رام الله وحركة حماس في غزة، أضعف مناعة الجبهة الفلسطينية الداخلية. وقد استخدمته بعض الأنظمة العربية ذريعة للتماهي مع الموقف الإسرائيلي والأمريكي الداعي إلى نزع سلاح المقاومة وفرض "تسوية الحد الأدنى".


4. الخضوع للإملاءات الأمريكية
معظم الأنظمة العربية تقع ضمن الفلك الاستراتيجي للولايات المتحدة، التي توظف علاقاتها الاقتصادية والعسكرية لكبح أي تحرك عربي جدي ضد إسرائيل. هذا التبعية تعمق من شلل الإرادة السياسية العربية.



ثانيًا: المجتمع الدولي... عجز أم تواطؤ؟

1. الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن
استخدمت واشنطن الفيتو مرارًا في مجلس الأمن لإفشال أي قرار يطالب بوقف إطلاق النار أو بحماية المدنيين. وفي حالات كثيرة، انضمت إليها بريطانيا وفرنسا، مما أفشل كل محاولات المحاسبة أو التحقيق في جرائم الحرب.


2. تضارب المصالح الغربية
ترتبط مصالح الولايات المتحدة والدول الغربية بإسرائيل في مجالات الأمن والتكنولوجيا والسلاح، مما يجعلها تغض الطرف عن جرائمها. كما أن "الاستقرار الإقليمي" أصبح أولوية بالنسبة للغرب وبعض العرب، ولو على حساب الحق الفلسطيني.



ثالثًا: تقاطع الرؤية بين إسرائيل والنظام العربي الرسمي

هناك تقاطع واضح بين مشروع إسرائيل "لتفكيك المقاومة" وبين رغبة بعض الأنظمة العربية في القضاء على القوى الإسلامية أو الثورية التي تهدد أمنها الداخلي. ومن هنا، تتلاقى المصالح حول "دولة فلسطينية ناقصة" –غزة فقط– منزوعة السلاح، تخدم أمن إسرائيل وتمنح الأنظمة العربية غطاءً دبلوماسيًا أمام شعوبها.

رابعًا: غياب الضغط الشعبي والإرادة السياسية

منذ موجة "الربيع العربي"، انشغلت الشعوب العربية بقضاياها الداخلية، وتراجعت أولويات القضية الفلسطينية في الوعي الشعبي العام، بفعل القمع والإرهاق الاقتصادي والسياسي. وهو ما قلل من الضغط الجماهيري على الأنظمة، وسهّل عليها التواطؤ أو الصمت.

خاتمة: الصمت الذي يصنع المجازر

ما يجري في غزة ليس مجرد تقصير دبلوماسي، بل انعكاس لتحول بنيوي في موقف النظام العربي الرسمي. فالصمت العربي لم يعد مجرد ضعف، بل أصبح في كثير من الأحيان غطاءً سياسياً لاستمرار العدوان. وفي ظل غياب مشروع عربي مقاوم، واستمرار الانقسام الفلسطيني، وتواطؤ المجتمع الدولي، تبقى غزة وحيدة في مواجهة آلة القتل، مسنودة فقط بشعوب لم يُسحق وعيها بعد.



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كشمير من جديد والسيناريوهات المحتملة
- حين يتوحش الإنسان من فرط القهر
- الصهيونية ذات انياب فاحذروها...زيف حماية الأقليات
- تحالف الأقليات: كيف تستخدم إسرائيل الهويات الطائفية لتفكيك ل ...
- شعب خروفي وساسة ذئبيون...الفساد أزمة وطن
- لبنان وفلسطين : وحدة الجغرافيا والمصير في مواجهة الكيان الصه ...
- السلام والخداع الإستراتيجي: وهم الدولة وعدمية السلام
- من فلسطين إلى الوطن العربي...أنا الشاهدة والشهيدة
- الصهيونية الأصيلة ورديفتها العربية الألعن
- من فلسطين الى الوطن الأكبر
- جفن قد غفا...
- عاش الزعيم..ومات الشعب العنيد
- انطلقوا في مشروعم وانطلقنا في انتحارنا
- حكومة تنظيم الإنهيار وإدارة الفوضى والإنتخابات النيابية
- ذئاب السلطة والقطيع المطيع
- كأننا نطف خرجت من بين الذل والرذائل
- أين الغرباء؟؟؟
- نص عربي مشوه لزمن مشوه
- لا تكن منطقيا...كن ثائرا في قافلة (لا..)
- حسن مراد من البقاع إلى كل لبنان...(غد أفضل يتوهج) حضورا


المزيد.....




- مصر وروسيا.. تعزيز الشراكة إقليميا ودوليا
- الوحيدة في أوروبا.. 3 قرود ذهبية قادمة من الصين تحط الرحال ف ...
- عاشت 103 أعوام - وفاة مارغوت فريدلاندر الناجية من المحرقة ال ...
- ميرتس يطالب ترامب بإلغاء الرسوم الجمركية وجعلها -صفرية-
- روسيا ومصر.. شراكة بالنصر على النازية
- بيسكوف: لم يناقش بوتين والسيسي الملف الأوكراني
- معهد البحوث الفلكية في مصر: لا نتدخل في تحديد توقيت عيد الأض ...
- بيسكوف: روسيا ممتنة لترامب على جهود التسوية السلمية في أوكرا ...
- وكالة: مدن في البنجاب وراجستان تتعرض لهجمات بمسيرات جوية
- حوار عسكري مصري تركي رفيع المستوى في أنقرة


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - العجز العربي أمام الإبادة في غزة: تشريح لأسباب الصمت والتواطؤ