خورشيد الحسين
الحوار المتمدن-العدد: 8331 - 2025 / 5 / 3 - 12:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نغمة ناعمة… بسمّ زعاف
ليست كل دعوة لحقوق الأقليات بريئة، ولا كل شعار إنساني خالص النية. حين تصدر هذه الدعوات من فم دولة الاحتلال الإسرائيلي، فإن علينا أن نتوقف طويلًا. إسرائيل اليوم تتقن لعبة التفكيك الناعم عبر بوابة "دعم الأقليات"، وهي ليست مساعدة، بل استراتيجية. وليست تعاطفًا، بل أداة.
تحالف وظيفي: الأقليات كأدوات اختراق
من كردستان العراق إلى جبل لبنان، ومن جبل العرب إلى جنوب السودان، دأبت إسرائيل على نسج علاقات مع مكونات عرقية ودينية هامشية، لا بدافع إنساني، بل من أجل بناء "تحالف أقليات" يضرب فكرة الدولة الوطنية من جذورها. كل مكوّن خارج المركز العربي يُنظر إليه كفرصة.
في سوريا: فوضى تُنتج اختراقًا
في الجنوب السوري، دعمت إسرائيل فصائل محلية لتأمين حدودها. وفي السويداء، روّجت لنفسها حاميةً للدروز. إنها سياسة "النفاذ من الشقوق": حيثما وُجدت هوية مضطهدة أو شعور بالتهميش، تدخل إسرائيل وتُقدّم نفسها راعيًا بوجه ناعم، بينما تزرع بذور الانفصال على المدى الطويل.
لبنان: من جيش لحد إلى خطاب الخوف الطائفي
تحالفها مع ميليشيا لحد المسيحية في جنوب لبنان لم يكن لحماية أحد، بل لإقامة شريط عازل يكرّس الاحتلال. واليوم، تعود من باب آخر: بتغذية سرديات الخوف من "الشيعة" أو "الإسلام السياسي"، لتقديم نفسها كشريك يمكن الاعتماد عليه. والنتيجة؟ انقسام أعمق، وتمزق أشد.
الردّ المطلوب: فضح القناع، لا الاكتفاء بالاستنكار
ما يُراد اليوم هو موقف عربي يخرج من دائرة الخطاب المكرور. مواجهة هذا المشروع لا تكون بالبيانات، بل بوعي ثقافي وسياسي وشعبي. أن نُعيد الاعتبار للهوية الجامعة، ونُسقِط خطاب التمييز، ونُجرّد الصهيونية من سلاحها الأخطر: التسلل عبر الهوامش.
نداء أخير: لا تصمتوا… افضحوها وواجِهوها
يا مثقفي العرب، يا أصحاب الضمير والوعي، لا تسمحوا لهذا الخطاب أن يتسلل إلى وجدان شعوبنا. واجهوا هذا المشروع بالكلمة، وبالتحريض الواعي، وبالتحليل الصادق. فكل تهاون اليوم، سندفع ثمنه غدًا.
الصهيونية ذات أنياب… ولا يردّ الأنياب إلا موقفٌ لا يساوم.
فاحذروها… وقاوموها.
#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟