أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - السلام والخداع الإستراتيجي: وهم الدولة وعدمية السلام














المزيد.....

السلام والخداع الإستراتيجي: وهم الدولة وعدمية السلام


خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 8315 - 2025 / 4 / 17 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ توقيع اتفاقيات أوسلو في تسعينيات القرن الماضي، سُوِّق لما يُسمى بـ"عملية السلام" على أنها الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة، لكن ما جرى على الأرض كان نقيضًا لهذا الخطاب. فبينما كانت المفاوضات تُعقد تحت شعارات الأمل والتعايش، كانت إسرائيل تُوسع الاستيطان، وتُعمّق واقع التجزئة، وتفرض سياسات تجعل من فكرة الدولة الفلسطينية حلمًا مستحيل التحقق.

هذا الخداع الاستراتيجي لم يكن عفويًا، بل سياسة ممنهجة وموثقة في أدبيات قادة الكيان الصهيوني. من غولدا مائير التي أنكرت وجود الشعب الفلسطيني أصلًا، إلى بنيامين نتنياهو الذي صرّح مرارًا أن "القدس ستظل عاصمة موحدة لإسرائيل"، وأن "الضفة الغربية هي جزء من أرض الآباء"، يتضح أن المشروع الاستيطاني لا يعترف بأي إمكانية لسيادة فلسطينية حقيقية. بل إن مقولات مثل "السلام مقابل الأمن" كانت مجرد غطاء لإطالة أمد الاحتلال وتعميق قبضته.

الواقع اليوم يُظهر أن ما يُروّج له كـ"حل الدولتين" لم يعد إلا سرابًا سياسيًا. فالأرض التي يُفترض أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية تمزّقت بين مستوطنات وجدار فصل عنصري، ومناطق محاصرة، وكيانات إدارية مفككة. لم تَعُد المسألة مسألة مفاوضات فاشلة، بل أصبحت مسألة عدمية سلام: لا نية حقيقية، ولا شريك فعلي، ولا إطار عادل.

بين "الوجود أو اللاوجود"، يجد الفلسطيني نفسه اليوم في مواجهة خيار وجودي: إما الانصهار في واقع الفصل العنصري و"السلام الاقتصادي"، أو مواصلة النضال من أجل حقه الكامل – لا كمنّة، بل كحقيقة تاريخية وقانونية – في أرضه، وسيادته، وإنسانيته.م يشهد التاريخ الحديث عملية محو وإبادة ممنهجة لشعبٍ كما يحدث في فلسطين، حيث يُستهدف الوجود الفلسطيني ذاته: الإنسان، والأرض، والذاكرة. ليس الحديث هنا عن صراع تقليدي على حدود، بل عن محاولة اقتلاع شعب بأكمله من جذوره، ومحو حضوره الجغرافي والتاريخي لصالح رواية استيطانية ملفّقة تُفرض بالقوة.

وتكمن خطورة هذا الإبادة في الغطاء الدولي المتحيز، حيث تقف المؤسسات الدولية – التي يُفترض بها أن تُمثل العدالة والضمير الإنساني – عاجزة أو متواطئة، خاضعة لهيمنة القوى الكبرى التي تدعم المشروع الصهيوني سياسيًا، وعسكريًا، واقتصاديًا. من الفيتو الأمريكي المتكرر الذي يحول دون إدانة الجرائم، إلى صمت منظمات تُصمّ آذانها عن المجازر، يظهر بوضوح أن ميزان العدالة الدولية مُختل حين يتعلق الأمر بفلسطين.

أمام هذا الواقع الظالم، لا يبقى للفلسطيني سوى المقاومة – بكل أشكالها ومستوياتها. من الكفاح المسلح إلى النضال السياسي، من التمسك بالهوية والتعليم، إلى مقاطعة الاحتلال وفضحه عالميًا. المقاومة ليست مجرد رد فعل، بل حق مشروع، وخيار أخلاقي، وواجب وطني، يعبّر عن رفض الاستسلام، ويؤكد أن الفلسطيني، رغم الجراح، لن يُمحى، ولن يُكسر، وسيظل حاضرًا في التاريخ والجغرافيا، مهما طال ليل الاحتلال.



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من فلسطين إلى الوطن العربي...أنا الشاهدة والشهيدة
- الصهيونية الأصيلة ورديفتها العربية الألعن
- من فلسطين الى الوطن الأكبر
- جفن قد غفا...
- عاش الزعيم..ومات الشعب العنيد
- انطلقوا في مشروعم وانطلقنا في انتحارنا
- حكومة تنظيم الإنهيار وإدارة الفوضى والإنتخابات النيابية
- ذئاب السلطة والقطيع المطيع
- كأننا نطف خرجت من بين الذل والرذائل
- أين الغرباء؟؟؟
- نص عربي مشوه لزمن مشوه
- لا تكن منطقيا...كن ثائرا في قافلة (لا..)
- حسن مراد من البقاع إلى كل لبنان...(غد أفضل يتوهج) حضورا
- اﻹستسلام ليس قدرا وأمريكا ليست قضاء والمقاومة حبل الل ...
- عودة بني قينقاع وترميم حصن خيبر
- بين ثورة الحسين وعبدالناصر...وعجل يزيد
- مجزرة الحرم الإبراهيمي...حلقةفي سلسلة المذابح والدم المباح
- حريري(المستقبل)يواجه بعناد غير مبرر مراد(غد أفضل)لطائفة بحجم ...
- حسن مراد...صقر بقاعي لغد أفضل
- بلاد القدس...أوطاني


المزيد.....




- عمرو دياب يصدر كليب -خطفوني- بمشاركة ابنته جانا
- حسام زملط لـCNN: الوضع في غزة ببساطة لا يمكن وصفه بالكلمات
- استئناف حركة الطيران في لندن بعد إغلاق شامل بسبب عطل تقني
- إدراج -صهاريج عدن- في قائمة التراث العربي المعماري والعمراني ...
- الاتحاد الأوروبي يدرس تعليق تمويل أبحاث إسرائيل ضمن برنامج - ...
- ماذا تعني تلميحات مناوي بإمكانية تواصله مع الدعم السريع؟
- الذكاء الاصطناعي يضلل زوجين ماليزيين بفيديو زائف وفتاة وهمية ...
- أوروبا تعاقب إسرائيل.. إجماع بشأن الضفة وتباين بخصوص غزة
- صحة غزة: لم تصلنا أي مساعدات وندعو ويتكوف لزيارة مستشفى الشف ...
- خبير عسكري: أميركا وإسرائيل تخفيان هدفهما الحقيقي في غزة تجن ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - السلام والخداع الإستراتيجي: وهم الدولة وعدمية السلام