خورشيد الحسين
الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 12:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في خطوة تعكس استخفافاً فاضحاً بكرامة المواطنين، قررت الحكومة رفع أسعار المحروقات لتغطية منح مالية لفئة محددة من العسكريين، تاركة آلاف الموظفين المدنيين يتخبطون في فقرهم دون أي زيادة تذكر. هذا القرار ليس سوى نهب منظّم باسم "الإصلاح"، حيث يُحمّل عبء الانهيار الاقتصادي لمن لا صوت لهم، فيما تبقى النخب السياسية والمالية بمنأى عن المحاسبة، تتمتّع بالامتيازات وتحصّن فسادها بشعارات فارغة.
ما يجري لا يمكن وصفه إلا بأنه سطو علني على جيوب الناس، يُنفذ بوقاحة تحت غطاء "الضرورة"، بينما يزداد الفقراء فقراً، ويُدفع بالمجتمع إلى حافة الانفجار. إن الاستمرار في هذه السياسات المالية العمياء، التي ترتكز فقط على الجباية ورفع الأسعار دون أي خطط لحماية الفئات الأكثر هشاشة، ليس مجرد فشل اقتصادي، بل مشروع تدميري يراد له أن يتحوّل إلى قاعدة حاكمة.
أن يصل معدل الفقر إلى أكثر من 80% ليس نتيجة أزمة مفاجئة، بل نتيجة مباشرة لهذا النمط من الحكم، الذي يتعامل مع الشعب كأداة تمويل، لا كمواطنين من حقهم أن يعيشوا بكرامة. الحكومة، بهذا القرار، أكّدت مرة أخرى أنها ليست في موقع الحامي بل الشريك في الجريمة، جريمة اجتماعية متواصلة تُرتكب يومياً بحق الأكثر ضعفاً ويأساً.
هذا النهج لا يهدد فقط لقمة عيش الناس، بل ينسف ما تبقّى من مقوّمات الدولة. ما لم يُكبح هذا التوجّه بسياسات عادلة وشجاعة، تُعيد الاعتبار للعدالة الاجتماعية وتحاسب الفاسدين، فإن لبنان مقبل على مرحلة أشدّ ظلمة، حيث لا وقود للناس سوى الغضب، ولا صوت يُسمع سوى صوت الانفجار القادم.
#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟