أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - الهجمات الإسرائيلية على دمشق والسويداء: خطاب أحمد الشرع وإعادة رسم الاستراتيجية السورية














المزيد.....

الهجمات الإسرائيلية على دمشق والسويداء: خطاب أحمد الشرع وإعادة رسم الاستراتيجية السورية


خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 8406 - 2025 / 7 / 17 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشهد الساحة السورية تصعيداً جديداً في ظل الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مواقع حيوية في دمشق والسويداء، وسط أوضاع داخلية متقلبة وصراع إقليمي يتّسع في أكثر من جبهة. هذه الضربات لم تكن مجرد استعراض قوة، بل تحمل في طياتها رسائل استراتيجية معقّدة تستهدف بنية الدولة السورية الهشة. في المقابل، برز خطاب الرئيس السوري أحمد الشرع كمحاولة لاحتواء التصعيد وتثبيت معادلات ردع جديدة لا تقوم على الحرب، بل على ضبط الإيقاع الداخلي وتعزيز التماسك الوطني.



أولاً: أهداف الهجمات الإسرائيلية

تبدو الأهداف الإسرائيلية أبعد من مجرد استهداف مواقع عسكرية أو قوافل إمداد مفترضة:

فرض خطوط حمراء على أي نهوض محتمل للدولة السورية، وتوجيه تحذير مبكر لأي محاولة لإعادة ترتيب أوراق الداخل.

تأجيج الانقسام الطائفي، عبر ضرب محيط السويداء – التي شهدت في الأشهر الأخيرة تحركات احتجاجية – لإظهار السلطة عاجزة عن حماية مكون درزي عزيز، بهدف دفعه إلى خيارات انفصالية أو تحييدية.

استثمار هشاشة النظام الإقليمي، خاصة مع انشغال إيران داخلياً وتغير أولويات حزب الله، لتوسيع هوامش الحركة العسكرية الإسرائيلية بلا ردود موازية.

التلويح بقدرة الردع التام: توجيه رسائل للداخل السوري والخارج الإقليمي، أن لا أحد يملك حرية إعادة التمركز أو إعادة التسلح دون إذن تل أبيب.





ثانياً: خطاب أحمد الشرع وموقف الدولة

جاء خطاب الرئيس أحمد الشرع في هذا التوقيت ليعيد ضبط البوصلة الداخلية، فقدم مقاربة جديدة للصراع مع إسرائيل:

شدد على أولوية حماية المدنيين ووقف الانزلاق إلى مواجهة غير متكافئة، مع الإبقاء على حق الرد قائماً ضمن شروط الدولة.

اعتبر أن إسرائيل تستثمر في الانقسامات الداخلية وتسعى لتفكيك النسيج السوري من الداخل، ولهذا فإن المعركة الأهم هي معركة الوحدة الوطنية.

أكد أن حماية مكونات الشعب السوري كافة، لا سيما الدروز، مسؤولية الدولة، في رسالة مباشرة إلى أبناء جبل العرب الذين أبدوا شكوكاً متزايدة تجاه الدولة المركزية.






ثانيا: أثر الخطاب على سياسات المقاومة

خطاب الشرع لم يكن خطاب تهدئة فقط، بل كان أيضاً إعادة تموضع سياسي وأمني:

دعا إلى تقنين الفعل المقاوم، وإبعاده عن ردود الفعل الفصائلية العشوائية، ما يعكس تحوّلاً عن نمط الحرب بالوكالة لصالح خيار الدولة المركزية.

هذا التوجه أدى إلى إعادة تعريف العلاقة مع إيران وحزب الله، اللذين كانا يشكلان سابقاً الذراع العسكري للممانعة في سوريا، وذلك على خلفية حسابات تتعلق بالسيادة، وضرورة تفادي خوض حروب نيابة عن الآخرين.

شكل الخطاب إشعاراً بتحوّل إستراتيجي تدريجي، ينأى بسوريا عن استنزاف لا طائل منه، ويهيئ الظروف لمخرج سياسي داخلي يُراهن عليه الشرع لتثبيت سلطته داخلياً.





رابعاً: التوجهات العسكرية الجديدة

الخطاب الرئاسي أعاد رسم أولويات المؤسسة العسكرية السورية بما يناسب الواقع المتغير:

التحول من العقيدة الهجومية إلى استراتيجية دفاع موضعي، حيث تُركّز الجهود على حماية المدن والمناطق الحيوية لا فتح جبهات.

تعزيز فكرة الردع السياسي والمعنوي بدل الردع بالنار، وهي مقاربة تقوم على تفادي التصعيد المباشر إلا عند الضرورة القصوى.

توجيه رسائل ضمنية بأن كل عمل عسكري يجب أن يكون تحت قيادة مركزية واضحة، في قطيعة مع مرحلة الانفلاش العسكري التي كانت فيها الفصائل تحظى بهامش واسع من الحرية.





خامساً: قراءة استراتيجية في الخطاب السوري

يمكن اعتبار خطاب أحمد الشرع ورقة سياسية استراتيجية، تستهدف ثلاثة مستويات:

1. داخلياً: ضبط الإيقاع الشعبي وكبح جماح الفوضى، مع إرسال تطمينات للأقليات القلقة بشأن موقعها في سوريا ما بعد الحرب.


2. إقليمياً: فك الارتباط التدريجي مع حلفاء قد تجر مغامراتهم سوريا إلى حروب لا تملك أدواتها، مع الحفاظ على شعرة معاوية معهم.


3. دولياً: التلويح بالانضباط السياسي ورفض الحرب المفتوحة، لكسب دعم قوى ترى في استقرار سوريا مدخلاً لتقليل النفوذ الإيراني لا لإسقاط الدولة.








بين نار الغارات الإسرائيلية، وضغوط الداخل المتعب، يختار الرئيس أحمد الشرع طريقاً وسطاً لا ينزلق فيه إلى الصدام، ولا يستسلم للضربات. خطابه كان محاولة ذكية لتطويع الأزمة في اتجاه تعزيز شرعية الدولة، وتحويل الاعتداء الخارجي إلى لحظة إجماع داخلي. فهل ينجح هذا النهج الواقعي في كبح جماح التصعيد؟ أم أن إسرائيل ستبقى متمسكة بسياسة القصف والإنهاك؟ الإجابة قد تتضح في قادم الأسابيع، لكن المؤكد أن سوريا تغيّرت، واستراتيجيتها تتغيّر معها.



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع إمارة الخليل:تفكيك فلسطين من الداخل
- التكويع: فلسفة لبنانية ساخرة
- مسيحيون عرب...حماة العروبة وحملة روح الاسلام الحضارية
- وثيقة باراك ورد لبنان: منعطف حاسم في المعادلة السياسية والأم ...
- لذلك...اعتذر من الحمير مع تقبيل الحافر والأذنين
- من طوفان الأقصى إلى ضرب طهران: هل الشرق الأوسط على شفا إعادة ...
- إبادة المدنيين: جوهر العقيدة الصهيونية ومنطلقها التوراتي
- الحرب الإيرانية الإسرائيلية بوابة (اسرائيل الكبرى)
- اسرائيل بين نيران غزة وحرائق واشنطن: تبدلات الدعم وصراع المص ...
- حدود الموقف العربي من العدوان الإسرائيلي وآفاق تجاوزه
- العدالة في مهب المحروقات: رفع الأسعار يكشف
- لبنان بين خيارين: مقاومة الردع أو انفجار الدولة
- لبنان في عين عاصفة التحولات الكبرى: حزب الله بين نتائج الحرب ...
- غزة تُفرَّغ تحت النار: حين يصبح التطبيع غطاءً للإبادة
- من يحرك الشارع العربي ؟ بين قبضة السلطة وسطوة المال وتآكل ال ...
- فلسطين والخرائط الممزقة: من التواطؤ الرسمي إلى حتمية المقاوم ...
- فلسطين خارج الحسابات: صفقات تُعقد على أنقاض غزة
- جولة ترامب الخليجية: اختبار نوايا أم إعادة تموضع؟
- جبهة اليمن في حرب غزة: إسناد استراتيجي أربك نظرية الأمن الإس ...
- العجز العربي أمام الإبادة في غزة: تشريح لأسباب الصمت والتواط ...


المزيد.....




- بسبب -كثرة المصافحات-.. البيت الأبيض يكشف سبب ظهور كدمات على ...
- للمرة الأولى في الإتحاد الأوروبي.. سلوفينيا تمنع وزيرين إسرا ...
- مراسلون بلا حدود: ترامب يستلهم أساليب الأنظمة الاستبدادية
- حرب غزة تسبب مشاكل عقلية لآلاف الجنود الإسرائيليين
- مسؤول سوري: القصف الإسرائيلي يعرقل البحث عن الأسلحة الكيميائ ...
- -عدالة مُضللة-.. كيف دمرت خوارزميات البريد البريطاني حياة ال ...
- بيت ديفيدسون ينتظر مولوده الأول من شريكته إلسي هيويت
- راجت إحدى أغانيها على تيك توك مؤخرا.. وفاة كوني فرانسيس عن ع ...
- أردوغان: الهجمات الإسرائيلية على سوريا تُهدد المنطقة بأكملها ...
- محلل درزي سوري لـCNN: إسرائيل لا تحمي الدروز.. وتستخدم السوي ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - الهجمات الإسرائيلية على دمشق والسويداء: خطاب أحمد الشرع وإعادة رسم الاستراتيجية السورية