أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - الحرب الإيرانية الإسرائيلية بوابة (اسرائيل الكبرى)














المزيد.....

الحرب الإيرانية الإسرائيلية بوابة (اسرائيل الكبرى)


خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 8373 - 2025 / 6 / 14 - 18:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل التصعيد الحاد بين إسرائيل وإيران، لم يعد الحديث يدور حول ضربات متبادلة محدودة أو رسائل ردع تقليدية، بل دخلنا فعليًا مرحلة جديدة في بنية الصراع الإقليمي، عنوانها: المواجهة المباشرة.

الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، التي استهدفت العمق الإيراني وأوقعت عشرات القتلى من القيادات العسكرية والعلماء النوويين، مثلت تحولًا نوعيًا في أسلوب الضرب، وانتقالًا من سياسة "الضربات الجراحية" إلى "اللكمة المفتوحة". وكان الرد الإيراني بالمثل: صواريخ تطال تل أبيب ومدنًا إسرائيلية أخرى، مما يؤكد أن الصراع بات مباشرًا ومفتوحًا، لا مجرد حروب بالوكالة.

المواجهة الشاملة: حتمية الصراع أم خطة مبيتة؟

إن كانت إسرائيل قد جرّت إيران إلى هذه الزاوية، فليس من العبث أن نتساءل: هل هذه الحرب مجرد نتيجة تصعيد عفوي، أم أنها خطوة ضمن مخطط أوسع؟ الإجابة المرجّحة: أن إسرائيل تسعى عبر هذا التصعيد إلى حسم الصراع الإقليمي من جذوره، تمهيدًا لتحقيق مشروعها الأبعد، وهو «إسرائيل الكبرى»، من الفرات إلى النيل.

هذا المشروع، الذي طالما اعتبره البعض خرافة أو مبالغة في قراءة نيات إسرائيل، يجد اليوم أرضًا خصبة في ضوء التفكك العربي، والانشغال الدولي، والتواطؤ الصامت لبعض العواصم.

فإضعاف إيران ـ سواء عبر إنهاكها في الحرب أو دفعها للردود الانفعالية التي تستجلب العقوبات والمزيد من العزلة ـ يصبّ في صلب المشروع الصهيوني، لأن إيران، رغم كل التحفظات على سياساتها التوسعية، تمثل العقبة الجيوسياسية والعسكرية الأكبر أمام تمدد إسرائيل شرقًا.

لبنان وسوريا: الخاصرة الرخوة

يأتي هذا في وقت يعاني فيه حزب الله من ضغوط هائلة، سواء بفعل الضربات الإسرائيلية على مواقعه، أو نتيجة الوضع الداخلي اللبناني المتدهور، وكذلك في ظل تراجع القبضة الإيرانية في سوريا، وهو ما يمنح إسرائيل هامشًا أوسع للمناورة، ويفتح لها جبهة الشمال مجددًا ضمن ما يمكن تسميته «الفرصة الاستراتيجية».

ومع اتساع رقعة الاشتباك، يصبح استهداف البنى التحتية للحلفاء الإيرانيين (حزب الله، الحشد الشعبي، الجهاد الإسلامي) هدفًا مركزيًا، يوازي في أهميته استهداف العمق الإيراني.

معركة الوعي: لا حياد في معركة الوجود

وسط هذا المشهد، لا بد من التحذير من منطق التبرير الساذج أو التشفي الطائفي الذي يدفع بعض الأصوات الجاهلة إلى تأييد إسرائيل أو الصمت أمام عدوانها، فقط لأن المستهدف هو إيران. فهذا انحدار أخلاقي واستراتيجي خطير. فالحقد الأعمى والغباء السياسي لا يجوز أن يتحولا إلى وقود لمواقف تعمي البصر والبصيرة. من يرى بعين الحقيقة لا بد أن يدرك أن انتصار إسرائيل في هذه الحرب، أو نجاحها في كسر العمق الإيراني، سيمهدان الطريق لاكتمال مشروع "إسرائيل الكبرى"، الذي لن يرحم أحدًا، لا عربيًا ولا مسلمًا، أيًا كانت طائفته أو موقعه.

إن دعم إيران اليوم في مواجهة هذا العدوان لا يعني تبرئة سجلها في التدخلات غير المشروعة في العالم العربي، بل يعني وعيًا استراتيجيًا بأن المعركة مع العدو الوجودي تسبق كل الحسابات، وأن الخلافات الداخلية، مهما كانت عميقة، توضع جانبًا حين تكون المعركة مع الكيان الصهيوني. فهنا يُختبر الشرف الوطني والقومي والديني، وهنا يُفصل بين المواقف المبدئية والاصطفافات الانفعالية.

غياب السيناريو الدبلوماسي: انسداد الأفق

لا يبدو أن التهدئة مطروحة على الطاولة. فالأطراف المتنازعة لا تبدي أي رغبة حقيقية في وقف النار، بل على العكس، تتنافس في تسجيل نقاط التفوق: إسرائيل تسعى لاستثمار تفوقها التكنولوجي والجوي، وإيران تحاول إثبات أن لديها اليد الطولى في الميدان من خلال سلاح الصواريخ والجبهات المتعددة.

كل هذا يضعف احتمالية تدخل وساطات فاعلة أو مسارات تفاوضية جدية في الأمد القريب، ويجعل المنطقة رهينة لمعادلات النار، لا السياسة.

نحو إعادة رسم الخارطة

ما يحدث اليوم قد لا يكون سوى تمهيد لرسم خارطة إقليمية جديدة: تفكيك المحور الإيراني، وتطويق المقاومة الفلسطينية، وإنهاك لبنان وسوريا تمهيدًا لتحويلهما إلى ساحات نفوذ إسرائيلي ـ أميركي مباشر. وفي ظل هذا السيناريو، لا يُستبعد أن تعود فكرة «المنطقة العازلة» في جنوب لبنان أو حتى احتلاله الجزئي إلى الواجهة، فضلاً عن التهديد الدائم لإيران بشبح الضربة الكبرى.

أخيرا ،هل نعيش لحظة إعلان إسرائيل الكبرى؟

قد يكون من المبكر الإجابة بـ"نعم"، لكن المؤشرات الميدانية والسياسية والدولية، كلها تقول: إن انتصار إسرائيل في هذه الحرب ـ أو على الأقل إضعاف إيران بما يكفي ـ سيعيد خلط أوراق الإقليم بشكل جذري، ويفتح الباب أمام مشروع الهيمنة الإسرائيلية ـ المدعوم أميركيًا وخليجيًا ـ ليأخذ شكله الكامل، دون مقاومة تُذكر.

إنها لحظة مفصلية، تختبر فيها الأمة العربية والإسلامية قواها الحقيقية، لا في الخطاب فقط، بل في الفعل والموقف والمصير.



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيل بين نيران غزة وحرائق واشنطن: تبدلات الدعم وصراع المص ...
- حدود الموقف العربي من العدوان الإسرائيلي وآفاق تجاوزه
- العدالة في مهب المحروقات: رفع الأسعار يكشف
- لبنان بين خيارين: مقاومة الردع أو انفجار الدولة
- لبنان في عين عاصفة التحولات الكبرى: حزب الله بين نتائج الحرب ...
- غزة تُفرَّغ تحت النار: حين يصبح التطبيع غطاءً للإبادة
- من يحرك الشارع العربي ؟ بين قبضة السلطة وسطوة المال وتآكل ال ...
- فلسطين والخرائط الممزقة: من التواطؤ الرسمي إلى حتمية المقاوم ...
- فلسطين خارج الحسابات: صفقات تُعقد على أنقاض غزة
- جولة ترامب الخليجية: اختبار نوايا أم إعادة تموضع؟
- جبهة اليمن في حرب غزة: إسناد استراتيجي أربك نظرية الأمن الإس ...
- العجز العربي أمام الإبادة في غزة: تشريح لأسباب الصمت والتواط ...
- كشمير من جديد والسيناريوهات المحتملة
- حين يتوحش الإنسان من فرط القهر
- الصهيونية ذات انياب فاحذروها...زيف حماية الأقليات
- تحالف الأقليات: كيف تستخدم إسرائيل الهويات الطائفية لتفكيك ل ...
- شعب خروفي وساسة ذئبيون...الفساد أزمة وطن
- لبنان وفلسطين : وحدة الجغرافيا والمصير في مواجهة الكيان الصه ...
- السلام والخداع الإستراتيجي: وهم الدولة وعدمية السلام
- من فلسطين إلى الوطن العربي...أنا الشاهدة والشهيدة


المزيد.....




- بعد تحذيرات وأوامر إخلاء.. شاهد إطلاق صفارات الإنذار من تسون ...
- رغم شكوى رسمية قبل ساعات.. مقتل شخص وإصابة آخر إثر انهيار جز ...
- مصممة الأزياء السعوديّة وعد العُقيلي: لهذه الأسباب اخترنا غر ...
- صواريخ بـ1.2 مليار دولار في 12 يومًا.. تحقيق لـCNN يكشف كيف ...
- الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالح ...
- كيف لزلزال في أقصى شرق روسيا أن يهدد بتسونامي في اليابان؟
- للمرة الرابعة على التوالي.. رئيس ساحل العاج الحسن واتارا يعل ...
- بكين وواشنطن تسعيان لتمديد الهدنة التجارية بينهما
- لندن تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين وسط ترحيب فرنسي ورفض أمريكي ...
- زلزال بقوة 8.7 درجة بمقياس ريختر يضرب شرق روسيا وعمليات إجلا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - الحرب الإيرانية الإسرائيلية بوابة (اسرائيل الكبرى)