محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8398 - 2025 / 7 / 9 - 21:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في اقل من ستة أشهر غير الرئيس الأمريكي ترامب رأيه بروسيا ورئيسها بوتين أكثر من عشر مرات. سلبا أو ايجابا. إضافة إلى ذلك أن ترامب اتصل قبل أيام بالرئيس بوتين للمرة السادسة. وهو أمر نادر الحدوث بين رؤساء الدول. وفي كل مرة يخرج علينا ترامب بتصريح متناقض، ينفي فيه ما قاله في المرة السابقة. ومن عيوب هذا الرجل أنه ثرثار أكثر من اللازم. متقلب المزاج وسريع الانفعال اكثر من اللازم ايضا. تدفعه رغبة جامحة، هي نتاج غطرسة وعجرفة (أمبريالية) في استعراض بطولات و "انجازات" لم يتحقق منها شيء. باستثناء حربه المسعورة ضد المهاجرين في امريكا.
ويوم امس ٨ يوليو ادلى بتصريحات غير ودية ضد روسيا. تنم عن مشاعر عدائية مبطنة ومزاج سيء، ملمحا إلى ارسال مساعدات عسكرية وصواريخ باتريوت إلى اوكرانيا. وقال "أنه غير راضٍ عن بوتين" وان إدارته "بصدد دراسة فرض عقوبات صارمة ضد روسيا". وهذا التوجّه هو النقيض الحقيقي لما كان عليه توجّه ومزاج ترامب والإدارة الأمريكية قبل أقل من شهرين. ويمكننا من الآن فصاعدا أن نسمي الرئيس الأمريكي "ترامب ذو الوجهين" وربما أكثر من وجهين.
وليس غريبا أن ينتهي شهر العسل مع الرئيس بوتين، رغم كونه عسل اصطناعي، كما انتهى شهر العسل "الطبيعي جدا" مع الملياردير ايلون ماسك.
أن أي رئيس أمريكي وبغض النظر عن الحزب الذي يرشّحه سرعان ما يجد نفسه محاطا بقطيع من الذئاب الضارية. وهذا القطيع هو مزيج من اللوبي الصهيوني، وهو الأخطر والاكثر تاثيرا، وارباب شركات السلاح الكبرى ورجال اعمال اثرياء يغيّرون وجوههم واقتعتم كلما تغيرت الإدارة الحاكمة في واشنطن. وهؤلاء هم أركان ما يسمى بالدولة العميقة الراسخة في امريكا. يحكمون العالم بقوة المال والسلاح وسلطة الإعلام الجبارة التي لها تأثير السموم القاتلة على عقول ملايين الناس.
وفي معرض حديثه، وهو يستقبل مجرم الحرب نتنياهو، صرّح الرئيس ترامب قائلا؛ أن غزة تعيش في وضع مأساوي مؤلم". ويتجاهل عمدا أن من صنع هذا الوضع المأساوي المستمر في غزة هو نتنياهو. بطل الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج وتدمير كل مستلزمات ومقومات الحياة البسيطة للشعب الفلسطيني. لكن لا حيلة لدى الرئيس ترامب سوى عزف انغام الموت والدمار كي ترقص ذئاب واشنطن وتل أبيب على أشلاء الضحايا الفلسطينيبن وعلى انقاض ما تبقى لهم من خيام رثة ومنازل شبه مدمّرة لا تصلح للبشر...
#محمد_حمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟