أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عبد الكريم يوسف - مدرسة شملان ، كتاب في حلقات (4)















المزيد.....



مدرسة شملان ، كتاب في حلقات (4)


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 8391 - 2025 / 7 / 2 - 00:10
المحور: قضايا ثقافية
    


ليزلي ماكلوكلين

الفصل الثالث
القدس الشريف والسيدة ثاتشر

لم يأت ميلاد «ميكاس» دون مخاض عسير . وهناك وثيقة أصدرها قسم الشرق الأوسط في دائرة البحوث التابعة لوزارة الخارجية البريطانية بتاريخ الثامن والعشرين من يونيو/ حزيران من عام ١٩٧٤، وفيها سرد أخاذ لتلك التجربة.

تبدأ الوثيقة بعرض للطريقة التي مال بها التفكير الحكومي خلال الحرب العالمية الثانية إلى فكرة أن المدنيين والعسكريين البريطانيين في العالم العربي في حاجة إلى المزيد من الخبرات والمهارات المحلية كي يعالجوا الالتزامات والمشكلات المتنامية. بعد ذلك تقع الوثيقة في زلة فرويدية شيقة حيث تقول: صدرت في القاهرة في بداية عام ١٩٤٣ العديد من المذكرات حول مستقبل الحكم البريطاني في الشرق الأوسط، أكدت على الحاجة إلى التدريب المناسب.
والطريف هنا أن الوثيقة كانت تعنى أصلاً الدور البريطاني» «role» وليس الحكم البريطاني «rule»!
على أن مفهوم إنشاء مركز للدراسات العربية تم طرحه أمام لندن بواسطة أسترالي اسمه ريتشارد كيسي كان وقتها كبير المسؤولين البريطانيين في الشرق الأوسط - بدرجة وزير وأصبح في عام ١٩٦٠ لورداً مدى حياته. وقد حث كيسي مجلس وزراء الحرب على أن يتيح المركز المقترح إعداد شباب ذوي معرفة باللغة العربية وذوى خلفية مناسبة في تاريخ العرب والإسلام والشرق الأوسط فضلاً عن المشكلات التي تواجهها حكومة جلالة الملك الآن في الشرق الأوسط والتي من شأنها أن تغدو اكثر حدة في المستقبل وقد وافق اللواء كليتون مستشار «كيسي» في شؤون الشرق الأوسط ورئيس مركز المخابرات العسكرية البريطانية في الشرق الأوسط، بحماس على ذلك المشروع وقد يكون هو مؤلف مسودة المذكرة التي تلقتها لندن في هذا الصدد.

وتم ترشيح بيرترام توماس ليكون أول مدير للمركز: وكان رجلاً له تجربة طويلة في العالم العربي: في شرق الأردن ومسقط كإداري ثم -مؤخراً - كضابط إعلامي في الخليج كان مقره البحرين فضلاً عن شهرته كمستكشف وكمؤلف لكتب تصف إنجازه كأول عجمي يعبر الربع الخالي. فقد قام برحلة غير مأذون بها من صلالة إلى الدوحة عام ١٩٣٠ ليكون له بشق الأنفس قصب السبق على عبد الله فيلبي على أنه كان مصدر الهام للأخير للقيام برحلة أكثر خطراً من الشرق إلى الغرب - على وجه التقريب وذلك في عام ۱۹٣١ - ۱۹۳۲. -
على الطلاب استيفاء المتطلبات الاستخبارية . . . . . .
من الغرابة بمكان أن الحياء لم يحل تماماً بين وثيقة دائرة البحوث وبين الكشف عن صلة المركز المقترح بجهاز المخابرات.
ولقد ساد اتفاق بين مؤيدي المشروع بأن على المركز تدريب مجموعة من الضباط تكون متأهبة للمهمات: سيكون على أفراد المجموعة استيفاء المتطلبات الاستخبارية خلال الحرب ومن ثمة يتم تعيينهم في الدوائر الحكومية المناسبة.
-وفى لندن قوبلت المذكرة بالترحيب داخل مجلس وزراء الحرب. أحد أسباب ذلك - كما أسلفنا - هو أن تشرتشل نفسه كان قد جرى إقناعه بالمشروع بواسطة روبين موم. ورحبت بالمشروع بالمثل الدوائر الحكومية الأخرى ولم تختلف في شيء إلا في تحديد الجهة المنوط بها التمويل. وتم اتفاق رفض بموجبه الجيش دفع ما هو أكثر من مرتبات الضباط إلا أن ذلك الاتفاق كاد ينهار عندما أبدت وزارة الخزانة في يوليو/ تموز عام ١٩٤٣ شكوكها حول قيمة المركز المقترح.
واقتضى الأمر أن يرسل لورد موين - نائب كيسي - من القاهرة مناشدة شخصية إلى وزير الخزانة لتمويل المشروع. وكانت هنالك - هذه المرة أيضاً - إشارة واضحة إلى صلة المشروع بالاستخبارات: فإحدى الحجج الدامغة التي ساقها لورد موين» ورد فيها إن هناك شحاً واضحاً في أعداد الضباط الميدانيين المؤهلين تأهيلاً مناسباً للقيام بالعمل الاستخباراتي». (كان لورد «مورين» مدركاً لما يقول فقد اغتيل في السنة التالية في القاهرة بواسطة بعض الإرهابيين الصهاينة).
المرحلة : وبرزت آراء شتى حول موقع المركز مما يكشف عن حساسيات تلك فوزارة الحرب المسؤولة عن إدارة انتداب فلسطين مانعت في اختيار فلسطين مقراً للمركز. وعلى حد نص الوثيقة كانت الوزارة - وقتها تتصرف بحذر شديد تجاه اللوبي الصهيوني في مجلس العموم البريطاني.

وكذلك تم استبعاد بيروت ودمشق بسبب الشكوك الفرنسية حيال أية نشاطات بريطانية في حديقتهم الخلفية أما الخارجية البريطانية فقد اعترضت على اختيار القاهرة دون إيراد للأسباب) وتمضى الوثيقة لتقول: لم يعر أي أحد عدن كبير اهتمام. أما بغداد فلم يجر ذكرها على لسان.

كانت للقدس الكثير من المزايا لسهولة السبيل إليها ولأن اللغة المحكية في تلك المنطقة كانت تعتبر مناسبة لأغراض المركز كما أن بها مكتبات زاخرة وفرصاً طيبة للسكن المناسب. آخر الأمر حازت القدس على الأولوية: على الرغم من أن لندن أبدت في آخر لحظة التحمس لفكرة تأسيس المعهد في عمان وذلك الاختيار كان سيكون من شأنه أن يضحى بالغ الغرابة، فعلى الرغم من أنها كانت عاصمة شرق الأردن إلا أنها كانت محض قرية - حرفياً - في ذلك الوقت.

أما تحفظات مكتب المستعمرات بشأن الشكوك الصهيونية فقد طغت عليها وجهة نظر المندوب السامي الحاسمة وكذلك شكوك القاهرة حول ذلك الأمر. وهكذا فقد اتفقت الأطراف كافة - بحلول عام ١٩٤٤ على أن تكون القدس مقراً للمركز وبدأ انتداب الطلاب للمركز من وحدات الجيش وتشكيلاته - أساسا - ولكن أيضاً عن طريق مكاتب وزارة الخارجية والمستعمرات التي قدمت الحوافز للضباط للتطوع بدراسة العربية وذلك في هيئة عروض لاستضافتهم لاحقاً. كما قدمت الإدارة البريطانية للسودان والمسماة خدمة السودان السياسية حوافز مماثلة.
ولقد اقتربت الوثيقة من ذكر أجهزة المخابرات - بالحد الذي يسمح به البريطانيون لأنفسهم - حيث ورد فيها: وذلك فضلاً عن عدد من الطلاب رشحتهم لجنة اختيار في القاهرة برئاسة العميد كليتون»، وهو مدير جهاز المخابرات البريطانية للشرق الأوسط.
الأرض الموعودة مرتين

منذ البداية لعبت وزارة الخارجية البريطانية دوراً بارزاً إذ أنها تكفلت بمعظم متطلبات المركز وتعين أن تتم استشارتها قبل اتخاذ أي قرار قد تتكبد تكلفته. على أن الإدارة كان يهيمن عليها الجيش وعليه فقد انعم على برترام توماس برتبة العقيد كما عين مساعد المهمات الإدارة له رتبة النقيب.

كان أول معلم كبير في «ميكاس» هو أبا إيبان والذي كان اسمه وقتها الرائد أوبرى إيبان وهو ضابط ينحدر من أصل يهودي جنوب إفريقي درس في كيمبريدج كما انه كان صهيونياً متحمساً فضلاً عن كونه مستعرباً ذا اهتمام بالأدب المصري الحديث. وكان إيبان، كما أسلفنا، تابعاً لمنظمة بريطانية سرية (S.O.E) في الوقت الذي كان يعمل فيه سرياً لصالح المنظمة الصهيونية المسلحة التي كانت ستقاتل ضد الجيش البريطاني بعد نهاية الحرب في أوروبا وكان يساعده في التدريس اثنان أو ثلاثة أحياناً من المعلمين العرب.
ومعلمو اللغة الأربعة جميعهم يظهرون في أول صورة شمسية جماعية عن «ميكاس» المعلمون العرب الثلاثة يقفون في وسط الصف الثاني مهيبين وحازمين وأحدهم على الأقل يرتدى البذلة الإنكليزية التقليدية كاملة. وباستثناء «توماس» وأبا إيبان فأن الآخرين يرتدون، في معظمهم، الزي العسكري وبينهم واحد أو اثنان من ضباط سلاح الجو الملكي فيما يتجلى ثلاثة بارتداء الزي المدني. ومعظم ضباط الجيش كانوا في عشريناتهم يحملون وساماً أو وسامين من أوسمة المعركة فيما تحلت صدور الضباط الأعظم بصف أو بصفين من أوسمة المعركة. ولسوف ينال بعضهم المزيد منها فالحرب كان أمامها عام قبل أن تلقي بأوزارها).
ولعل واحد من مؤشرات استمرارية «ميكاس» أن واحداً من المعلمين العرب الثلاثة في الصورة كان له أيضاً أن يتولى التدريس السنوات عديدة في قرية شملان في لبنان حيث توفي في السبعينات بعد تقاعده من التدريس بالمركز. كان ذلك المعلم هو الأستاذ توفيق فرح وهو معلم ممتاز ومتفان يعتنق آراء ثابتة ومحافظة ويرتدى الزي الغربي المحافظ في المواسم جميعها.
ها هي المجموعة المكونة من اثنين وعشرين من الطلاب والمعلمين تقف في مدخل لا يمكن إلا أن يكون في قدس تلك الأيام. وربما كانت للانتداب أخطاؤه إلا أنه كان يصر على التدقيق في نوع الحجر الذي يعتمده للبناء ولطريقة معالجته والمبنى الذي في الخلفية ينهض مثالاً رفيعاً على ذلك.

كانت مدينة القدس عام ١٩٤٤ في قبضة البريطانيين. وفيما كانت القاهرة أكثر أهمية من الوجهة السياسية والعسكرية - رغم أن الحرب قد انتقلت بأوزارها من شمال إفريقيا - فقد كان على البريطانيين الاعتراف بالاستقلال الشكلي لمصر. ولكن القدس كانت جزءاً من أراضي الانتداب يحكمها مكتب المستعمرات البريطاني منذ عام ۱۹۲۲. ومثلما هو شأن البريطانيين في العالم قاطبة فأنهم قاموا في وقت وجيز - نسبياً - بتأسيس تلك الأجهزة المدنية والعسكرية التي يحسون بالغربة في غيابها: الميزات أي مطاعم الضباط والأندية وإقامة الصلوات في الكنائس والنشاطات الرياضية التي تسمح بها تلك الأرض الوعرة. كما انهم وفروا إدارة تحلية سليمة ومكتب بريد كفوء وخدمات تعليمية هي بين الأفضل من نوعها في العالم العربي. القطارات بالمثل كانت تجرى في مواقيتها كما تشهد المذكرات والروايات التي كتبها من كتب عن مشرق أزمنة الحرب.
وكان طابع المدينة عربياً قحاً في معظمه رغم أن أعداد العنصر اليهودي كانت تزداد باضطراد وان كانت زيادتها على نحو غير متكافئ طيلة عهد الانتداب. وكانت العلاقة بين معظم المواطنين العرب والعائلات اليهودية التي عاشت لأجيال في المدينة علاقة دمثة. إلا انه كانت قد اندلعت بالفعل توترات، وحتى أعمال عنف بسبب المخاوف من النشاطات المتزايدة للصهاينة المولودين خارج البلاد خصوصاً في شرق أوروبا وروسيا .

وكان أهل الدين - ثلاثتهم - كانوا بطبيعة الحال ممثلين في تلك المدينة المقدسة لدى المسيحيين والمسلمين واليهود وكانت طقوس الأسبوع المقدس وحدها أفصح تذكرة عن مكانة القدس في الفكر المسيحي. وبالنسبة لليهود المتدينين منهم وغيرهم - فأن حائط المبكى كان تذكرة أبدية لهم بالجذور السحيقة لسكن أسلافهم هناك ولأزمنة الأسر البابلي. وبالنسبة للمسلمين فأن المنطقة المجاورة لحائط المبكى كانت الحرم الشريف والقدس لم تكن القبلة التي قصدوها في صلواتهم أول الأمر وحسب ولكن اسم عمر بن الخطاب، الذي يخلده المسجد الذي يحمل اسمه يبقى تذكرة لهم بروح التسامح التي أبداها المسلمون حيال الديانات الأخرى.

وكانت الصهيونية من بين القضايا التي توقع كيسي في مذكرته أن تصبح أكثر حده مستقبلاً. فلقد أدت الحرب إلى تأخير سريان الورقة البيضاء لعام ۱۹۳۹ والتي كانت ترمى إلى تقييد الهجرة اليهودية إلى فلسطين. ولكن بافتراض انتصار الحلفاء في أوربا إنزال النورماندي حدث في يونيو/حزيران، ١٩٤٤) فأن المسألة كانت مسألة وقت قبل توقع محاولة اليهود الفارين من أوروبا دخول الوطن القومي الوحيد المتبقي لهم والمتمثل في فلسطين. وكما هو معروف كانت الحكومة البريطانية قد وعدت بتقديم فلسطين كوطن قومي لليهود بموجب وعد بلفور لعام ١٩١٧. ويذكر أن ذلك الوعد لم يعلن عنه في ذلك العام ولكنه كان متضمناً في نصوص الانتداب البريطاني لفلسطين.
وكانت السلطات البريطانية مدركة تماماً لاحتمالات الصراع المسلح حيث أن الانتفاضة العربية التي دامت ثلاث سنوات لم تحمد إلا في عام ۱۹۳۹. وكانت مدركة أيضاً لمدى المقدرات العسكرية للصهاينة بالنظر إلى انهم سبق أن خدموا أو ما زالوا وقتها يخدمون في الوحدات العسكرية البريطانية وفي تشكيلة يهودية مستقلة تابعة للجيش البريطاني أي اللواء اليهودي المتألف من ۵۰۰۰ جندي والذي تكون في أواخر سنة ١٩٤٤. بين هؤلاء رجل أصبح مطلوباً القبض عليه كإرهابي وأصبح لاحقاً رئيساً لوزراء إسرائيل إلا وهو مناحيم بيغين .

وكان للبريطانيين تحسب عجيب للرؤية العسكرية للصهاينة حيث أن ونجيت» الضابط البريطاني الذي خدم في فلسطين قبل الحرب كان قد نظم بالفعل تدريبات للصهاينة حول العمليات الليلية الخاصة وما زال اسمه موضع إجلال لدى العسكريين الإسرائيليين حتى يومنا هذا.

في هذا الجو حزم أول طلاب «ميكاس» أمرهم للدراسة وفقاً لمنهج رسمه بيرترام توماس الذي كان قد عبر عن أفكاره في رسالة كتبها عام ١٩٤٤ فأصبحت ملحقاً لمذكرة الخارجية البريطانية الآنفة الذكر. تلك الرسالة يجب الوقوف عندها.
اهتمامنا ينصب أساسا هنا على لغة الشوارع
كانت بعض النقاط التي أثارها توماس، صالحة لكل الأزمنة وهي تعكس فهماً هميماً لطبيعة المشكلة. فقد استهل رسالته قائلاً: هدف المركز هو تدريس العربية كلغة للتواصل الحديث. وفي إشارة منه للعمل المستقبلي لخريجي «ميكاس» قال: إن الرصد الدقيق للحياة الحكومية في تلك البلدان متاح فقط لأولئك الذين يتعلمون العربية في هذه الروح الحديثة. وهو بذلك يعني أن «ميكاس» ستكون أول مؤسسة بريطانية تعلم العربية الحديثة لا الأدب العربي الكلاسيكي القديم، وتمضى الرسالة فتقول : إن المهمة عملية على نحو فظ وتتمثل في حيازة لغة حية وتلك عملية لا يمكن حدوثها إلا في البيئة التي تحيا فيها تلك اللغة . ومضى توماس قدماً ليفتي في خصائص طبيعة منهج تدريس العربية. هذا أمر جدير بالذكر من جهة مقارنته بالصورة التي تقدمت بها «ميكاس» لاحقاً .
نحن هنا معنيون أساسا - بالشارع . إن صوت اللغة ودخائلها واستخداماتها الشائعة هي اكثر أهمية لدينا من النظريات النحوية».
ليس بوسع أحد يقبل بفكرة تدريس اللغة الحية أن يتشكك في أفكار توماس الأنف ذكرها ولكن يتضح أن توماس يتحدث عن أمر مختلف تماماً : ويبدو انه في واقع الأمر قلب الأمور رأساً على عقب .
فالفقرة الثانية من رسالته يتضح منها أن ما ذكره آنفاً ينطبق على ما يسميه اللغة العربية في صفتها الأدبية والرسمية الحديثة». ورغم قوله إن الاهتمام الأول ينصب على الشارع إلا انه لا يبدو عليه انه لاحظ ما دار وما يدور في شوارع القدس .
انه لا يتحدث عن العامية - إن كانت عامية القدس أو عامية أطراف فلسطين الأخرى - إذ انه يمضى ليقول إن الطالب الذي يستوعب لغة الصحف وما يسميه بغموض لغة المداولات البرلمانية (في العالم العربي !) يمكنه لاحقاً تعلم استخدام العامية في البلدان العربية الأخرى. والأمر ببساطه لا يعدو مسألة تعديل وتكيف. ويسترسل ليختم حجته وليجعلها غير قابلة للدحض فيقول :-
إن الرجل العليم بالإنكليزية الحديثة في صيغتها المألوفة ليس من شأنه الإصابة بالارتباك إزاء تنويعات لهجات يوركشير أو سومرسيت أو اسكتلندا». (هل يشير توماس هنا إلى الأجانب أو إلى الناطقين بالإنكليزية . إن المهمة عملية على نحو فظ وتتمثل في حيازة لغة حية وتلك عملية لا يمكن حدوثها إلا في البيئة التي تحيا فيها تلك اللغة .
ومضى توماس قدماً ليفتي في خصائص طبيعة منهج تدريس العربية. هذا أمر جدير بالذكر من جهة مقارنته بالصورة التي تقدمت بها «ميكاس» لاحقاً.
نحن هنا معنيون أساسا - بالشارع. إن صوت اللغة ودخائلها واستخداماتها الشائعة هي أكثر أهمية لدينا من النظريات النحوية».
ليس بوسع أحد يقبل بفكرة تدريس اللغة الحية أن يتشكك في أفكار توماس الأنف ذكرها ولكن يتضح أن توماس يتحدث عن أمر مختلف تماماً: ويبدو انه في واقع الأمر قلب الأمور رأساً على عقب.
فالفقرة الثانية من رسالته يتضح منها أن ما ذكره آنفاً ينطبق على ما يسميه اللغة العربية في صفتها الأدبية والرسمية الحديثة». ورغم قوله إن الاهتمام الأول ينصب على الشارع إلا انه لا يبدو عليه انه لاحظ ما دار وما يدور في شوارع القدس.
إنه لا يتحدث عن العامية - إن كانت عامية القدس أو عامية أطراف فلسطين الأخرى - إذ انه يمضي ليقول إن الطالب الذي يستوعب لغة الصحف وما يسميه بغموض لغة المداولات البرلمانية (في العالم العربي!) يمكنه لاحقاً تعلم استخدام العامية في البلدان العربية الأخرى. والأمر ببساطه لا يعدو مسألة تعديل وتكيف. ويسترسل ليختم حجته وليجعلها غير قابلة للدحض فيقول-
إن الرجل العارف بالإنكليزية الحديثة في صيغتها المألوفة ليس من شأنه الإصابة بالارتباك إزاء تنويعات لهجات يوركشير أو سومرسيت أو اسكتلندا». (هل يشير توماس هنا إلى الأجانب أو إلى الناطقين بالإنكليزية كلغة أم في مواجهتهم للهجات الجزر البريطانية؟)
ويتضح جلياً أن توماس كان يخلط الأمور في تفكيره - منذ البداية. -فيما يتصل بطبيعة المشكلة. ولقد عجز بيرترام توماس في إدراك حقيقة انه هناك بدلاً من صنفين من اللغة العربية ثلاثة أصناف على اقل تقدير من وجهة النظر التدريسية: العربية المكتوبة الفصيح منها والحديث بتنويعاته ثم الصيغة المحكية للعربية الحديثة المكتوبة وبعدها اللهجات العامية.
دعنا نضرب مثلاً هنا: من الممكن تماماً لأحدنا أن تكون له معرفة ممتازة بالعربية الحديثة المكتوبة ولكنه يعجز - في غياب التدريب المناسب -عن استيعاب نشرة إخبارية تتلى بنفس المفردات والأصوات.
وكذلك عجز توماس عن التقدير السليم للوقت اللازم للتعود على اللهجات العامية العربية، إلا إذا كان الطالب مكتنفاً ومحاطاً بالبيئة المعني بدراسة لهجتها.
فمن الصعب بمكان - مثلاً - التكيف مع عربية القاهرة بعد تعلم التعامل بلغة المشرق العامية مثلاً - حتى ولو كانت هناك معرفة إضافية باللغة العربية المكتوبة. أما الطالب الأجنبي الذي تعلم العربية المكتوبة وحدها فأنه يكون في موقف أكثر صعوبة. وهناك عامل إضافي، نفساني عجز توماس عن وصفه مكان الاعتبار.
ففي حين تستخدم العربية المكتوبة لغةً للبث الإذاعي والمواعظ الدينية في المساجد والكنائس وللمحاضرات والمخاطبات العامة إلا أنها ليست لغة التواصل العادي بين العرب. ورغم انه يمكن القول في السبعينات مثلاً إن العرب - بفضل الانتقال المتزايد للعمالة وتبادل الأفكار يلجاؤن باضطراد إلى التشافه بالعربية المكتوبة إذا كانوا في حضرة من يتحدث لهجات عربية ليست بمألوفة لديهم، فأن هذه الظروف لم تكن هناك في عام ١٩٤٤.
وإذا واجه العرب أجانب يخاطبونهم بهذه اللغة، بما يصحبها من أخطاء في النطق والنحو، فأن ذلك يضع الأجنبي في موقف غير طبيعي تماماً: فالعربي الذي يجد أن الأجنبي يبذل قصارى جهوده اللغوية سيحاول أن يستجيب بالمثل. نتيجة ذلك جو اصطناعي لا يناسب إجراء المعاملات دبلوماسية كانت أو عسكرية أو تجارية أو إنسانية.
ذلك - تحديداً - هو ما حدث لعديدين من طلاب «ميكاس» عبر عقود من الزمان. فقد خاطب أحد مديري «ميكاس» الطلاب في بداية دورتهم الدراسية التي تمتد عاماً ونصف عام وقال لهم إنهم في نهايتها سيكون بوسعهم التفاهم بالعامية مع بعضهم البعض. بعض الطلاب اعتقدوا أن الأمر محض نكتة ولكن المدير كان يصف الحقائق وفق ما يراها.
ويسأل توماس - في نظره المستقبل الدراسات في «ميكاس» - عن المدى الذي يمكن للطلاب بلوغه في ذلك الوقت الوجيز المباح حيث يقول: من المناسب أن نتساءل عما إذا كانت مهمة إتاحة المعرفة اللغوية للحياة العربية ممكنة لإنكليزي أو حتى الاقتراب من تلك المعرفة خلال عام واحد. ويؤكد انه من الممكن للطالب تحقيق نتائج أفضل مما لو كان في جامعة بريطانية إذ أنه يكون محاطاً بالعربية في «ميكاس» غير أنه يضيف بعض التعليقات العجيبة .
إن الطالب يحتاج إلى القليل، عدا التأهب اليومي، لفهم الأهرام أو البيانات الرسمية أو النشرات الإذاعية والواقع أن ثلاثتها تحتاج إلى تدريبات محددة تماماً ولكنه يقول من جهة أخرى: إن الإنكليزي الذي تعلم تركيبة العربية ومفرداتها الأساسية يحتاج إلى سنوات من المران قبل أدراك مدلول بيت شعر للمتنبي أو فقرة من كتابات الغزالي. وهذه مبالغة لا أساس لها من الصحة. فطلاب «ميكاس» خصوصاً في لبنان لاحقاً - توفروا على تلك المعرفة في معرض دراساتهم. وهناك في واقع الأمر سفير بريطاني جاء للمؤلف من أجل دورة تنشيطية في العربية خلال الثمانينات وطلب تحديداً دراسة المتنبي كجزء من الدورة. -
هكذا بلغت درجة تذوقه لذلك الشاعر.
بارك الله في تاتشر.
على أن اللغة لم تكن موضوع الدراسة الوحيد في القدس. كان على الطلاب دراسة اللغة صباحاً، ومن ثمة كان عليهم تلقي محاضرات في المساء ثلاث أو أربع مرات أسبوعياً فضلاً عن ذلك كان يحضر محاضر خارجي مختص يلقى محاضرة في تخصصه مرة كل أسبوع.
إن قائمة تلك المحاضرات تدعو إلى الإعجاب بهمة الإداريين والطلاب على وجه سواء : إذ إنها كانت كما يلي :-
٣٥ محاضرة. السياسة والإدارة الحديثتان
٥٤ محاضرة. الموضوعات العامة والثقافية
٤٦ محاضرة. الاقتصاد والأحوال الاجتماعية
۹ محاضرات .
ويتفرع المنهج من تلك الأبواب لتبرز منه حقائق مذهلة:
ليس هنالك ذكر في الأبواب الفرعية لكلمة اليهودية والأكثر غرابة هو الغياب التام لكلمة الصهيونية. والأنكى من ذلك أنه من بين ١٤٤ محاضرة لم يخصص للدين سوى سبع محاضرات والعجيب أنه في محاضرة واحدة اكتظت دراسة المذاهب الإسلامية المختلفة بالجملة تحت باب كنائس الشرق الأوسط المبكرة والديانات الأخرى وخصصت محاضرة واحدة فقط الموضوع حمل هذا العنوان الطريف : علاقتك الشخصية مع الأهالي وكان متوقعاً من الطلاب فضلاً عن الاستماع للمحاضرات - متابعة الدراسة في الموضوعات التي عالجتها تلك المحاضرات :
إن من شأن عام من المطالعة والدراسة للقضايا المعاصرة التي يتعين على مندوب بريطاني التعامل معها أن يؤدى إلى نتائج مرضية.
-علينا بالطبع أن نضع عين الاعتبار إن الطلاب كانوا تحت قواعد الانضباط العسكري، وفى ظروف الحرب، وانهم كان يركزون - ولو بشيء من التذمر! - على المهام المطروحة عليهم. على أن بيرترام توماس كان من الفطنة بحيث لا يحبس طلابه في الصف أو المكتبة دون غيرهما. وهو شخصياً كان يتمتع بشبكة واسعة من المعارف والصلات كما تشهد وثيقة دائرة البحوث حيث تشير إلى أن الطلاب:
أتيحت أمامهم فرصة التعرف على المجتمع العربي (واليهودي) في كل المستويات من موائد المناديب الساميين - هكذا - إلى خيام البدو.
وكيف يتسنى لهم دراسة العربية؟ هنا تبرز بعض التفاصيل المثيرة:
يتم تدريس العربية في الصباح باستخدام كتاب تاتشر لقواعد النحو
علينا هنا التوقف برهة عند هذا الاسم. فصاحب الفضيلة (جي دبليو تاتشر أعد مختصراً في عام ۱۹۱۰ لأكثر كتب النحو العربية شهره أضاف إليها تمرينات تناسب الحياة في تلك المرحلة، حيث غطى بهمة ومثابرة موضوعه من الأبجدية إلى أكثر المشتقات تفصيلية مثل الأفعال الناقصة. إن الكتاب بالغ الرصانة إلا أن الطلاب سرعان ما اكتشفوا انه لا يكتظ تماماً بالنكتة وروح المرح!
وهكذا فأن طلاب «ميكاس» - بروح دعابة سوداء - خلدوا ذكرى قواعد تاتشر إلى الأبد حين أسموا منتداهم الاجتماعي الخاص بهم نادى تاتشر (فيما كان طلاب «ميكاس» يتكبدون دراسة العربية كانت مارغريت تاتشر - رئيسة الوزراء البريطانية - تدرس في جامعة اوكسفورد وقد علمت بانشراح في أواخر الثمانينات أن معظم المستعربين الذين التقتهم في حياتها ينتمون إلى نادي ثاتشر) :
معذرة أيها السادة، ولكن ليس ثمة آلاف من العرب بين الناخبين في دائرتي . . . »»
الرئيس ترومان، ١٩٤٦
لدى نهاية الحرب الأوربية في مايو/ أيار من عام ١٩٤٥ كانت المسألة مسألة وقت قبل أن يبدأ عاملان بعينهما التأثير في الموقف البريطاني حيال فلسطين: إنهاك الحرب الذي عانته بريطانيا بعد نحو ست سنوات من القتال خارج الجزر البريطانية ومن التقشف وشيء غير قليل من الخطر داخل البلاد ذاتها. والعامل الثاني تمثل في التأييد المتزايد للصهيونية - خصوصاً من جهة الولايات المتحدة - في وقت تأهب اليهود اللاجئون من أوربا للهرب بعد هزيمة مضطهديهم الألمان النازيين.

وتصدرت العديد من صحف العالم الدعوة للسماح بالهجرة غير المحدودة لليهود إلى فلسطين وخصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية. وبعد موت الرئيس روزفيلت حث ترومان البريطانيين على قبول مائة ألف مهاجر يهودي في فلسطين.

وحين أبدى البريطانيون بعض التردد بدأت الهجمات الإرهابية ضد العسكريين البريطانيين. وقد كان لإحدى تلك الهجمات تأثير مباشر على «ميكاس»: ففي يوليو/ تموز عام ١٩٤٦ نجح الصهاينة في اختراق الموانع الأمنية لفندق الملك داود مقر القيادة العسكرية البريطانية ونسفوا المبنى بمتفجرات كانت مدسوسة داخل بعض ممخضات اللبن: فقتل العشرات وأصيب الناجون إصابات مروعة.

وكان رد القائد البريطاني إصدار أوامر عامة بعدم التعامل مع المؤسسات التجارية اليهودية - إذ أن إصابة هؤلاء القوم في جيوبهم - على حد قوله - هي اللغة التي يفهمونها أفضل الفهم.

ويحكي «أبا إيبان في سيرته الذاتية انه لدى اضطلاعه على ذلك التعميم في لوحة إعلانات «ميكاس» قرر على الفور الاستقالة من ذلك العمل الحميم مع البريطانيين. ولكن هنالك رواية أخرى أكثر دقة: إذ أن مذكرة دائرة البحوث تشير برفق إلى إن عمل أبا إيبان في الوكالة اليهودية كان يستغرق زمناً يتزايد على حساب الوقت المخصص للتدريس. وفي نهاية الدورة استقال من وظيفته كمعلم مما أنشأ فجوة لم يكن ملؤها باليسير.

ولقد تغير مركز «ميكاس» في ذلك الوقت منذ اجتماع في وزارة الخارجية البريطانية انعقد في مايو/ أيار ١٩٤٦ وقرر أن تصبح المدرسة مؤسسة مدنية تحت إدارة وزارة الخارجية اعتباراً من يوليو/ تموز عام ١٩٤٦. وكانت نتيجة ذلك انخراط عدد من الطلاب المدنيين في دورة عام ١٩٤٧ ثلاثة منهم من وزارة الخارجية وواحد من المجلس الثقافي البريطاني وكذلك بعض موظفي ما كانت تسمى بمؤسسة الخطوط الجوية البريطانية لما وراء البحار بي أو ايه سي وشركة البترول العراقية. ولقد تعين على تلك الشركة - لاحقاً - أن تدفع ثمناً لصلتها «ميكاس» كما سنرى.
كان بيرترام توماس مصراً على الإبقاء على خدمات الجيش طالما كانت ظروف فلسطين مستقره بصورة معقولة. ولكن في أعقاب تفجير فندق الملك داود آن الأوان لإدخال تغيير كبير.
وبدا أن الخطوة المقبلة الحتمية بعد ذلك الهجوم الإرهابي هي التفكير في نقل «ميكاس» من القدس. وبعد المداولات جرى اتخاذ القرار في فبراير/ شباط من عام ١٩٤٧ بإغلاق «ميكاس» في القدس والانتقال عبر أريحا وعبر نهر الأردن إلى مخيمات قوات حدود شرق الأردن في الزرقاء.

وكان على طلاب «ميكاس» - لأول مره - مواصلة الدراسة من داخل الخيام. تلك كانت أول عملية جلاء ل «ميكاس»: وقبل ما يزيد عن العام من تخلي البريطانيين عن الانتداب ولت «ميكاس» ظهرها للقدس الشريف.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدرسة شملان ، كتاب في حلقات (3)
- مدرسة شملان ، كتاب في حلقات (1)
- مدرسة شملان ، كتاب في حلقات (2)
- النظام العالمي - ارتجال بالتصميم
- سقوط النازية وتداعيات الحرب
- عدو ما يجهل: لعنة سوء الفهم
- الطريق إلى دمشق: ما الشيء الذي كاد نتنياهو أن يكشفه للأسد عا ...
- رانديفو: حكاية قلبٍ بريء وقطارٍ فات
- وصايا الضحايا: حكاياتٌ من ركام الكراهية
- قلب روسي حقيقي: ألكسندر دوغين، فلاديمير بوتن والأيديولوجية ا ...
- حرب كشمير المنسية تتحول إلى حرب عالمية
- لورنس العرب يتحدث عن الحرب: كيف يطارد الماضي الحاضر
- أشباح الشرق الأوسط القديم
- لماذا يجد الناس أن قرع الطبول أسهل من التفكير؟
- تواصلني حين لا ينفع الوصل: قصة لم تكتمل
- كرز في غير أوانه: حكاية حب في زمن الحرب
- نعوم تشومسكي، الصوت الصامت، والإرث الذي لا ينتهي
- هاتفها الذي غيّر رحلتي من أمريكا إلى دمشق
- الحب ليس رواية شرقية: رسالة أسمى تتجاوز القيود
- تحديد دور الولايات المتحدة في الربيع العربي


المزيد.....




- اختفت منذ 82 عامًا.. اكتشاف سفينة حربية يابانية من الحرب الع ...
- نظرة على معاناة عائلة للحصول على طبق واحد فقط في غزة
- غزة: مقتل أكثر من 1000 فلسطيني لدى محاولتهم الحصول على مساعد ...
- إردام أوزان يكتب: وهم -الشرق الأوسط الجديد-.. إعادة صياغة ال ...
- جندي يؤدي تحية عسكرية للأنصار في سيطرة ألقوش
- 25 دولة غربية تدعو لإنهاء الحرب في غزة وإسرائيل تحمل حماس ال ...
- -إكس- و-ميتا- تروّجان لبيع الأسلحة في اليمن.. ونشطاء: لا يحذ ...
- عاجل | السيناتور الأميركي ساندرز: الجيش الإسرائيلي أطلق النا ...
- سلاح الهندسة بجيش الاحتلال يعاني أزمة غير مسبوقة في صفوفه
- السويداء وتحدي إسرائيل الوقح لسوريا


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عبد الكريم يوسف - مدرسة شملان ، كتاب في حلقات (4)