أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - ما بين تل أبيب وطهران: حين تُطلق الصواريخ وتسقط العروش














المزيد.....

ما بين تل أبيب وطهران: حين تُطلق الصواريخ وتسقط العروش


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8383 - 2025 / 6 / 24 - 19:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن لا نعيش حربًا… نحن نعيش سقوط عصر

الصواريخ التي انطلقت من إيران إلى عمق فلسطين المحتلة لم تكن مجرد ردّ على اغتيال أو هجوم على قنصلية.
لقد كانت لحظة انفجار حسابات إقليمية عمرها عقود من التجميد القسري.

إيران لم تضرب إسرائيل، بل ضربت المعادلة التي حكمت الشرق الأوسط منذ 1991:
أن تبقى الحرب مستحيلة، والمواجهة مستحيلة، والمقاومة محاصَرة، والمحتل آمن تحت المظلة الأمريكية المطلقة.

لكن ما حدث فجأة، في ليلة واحدة، هو الآتي:
إسرائيل نُزعت منها الهالة.
أمريكا ترددت.
العرب الرسميون صمتوا أو هنّأوا.
والمقاومة… قررت ألا تُستدرَج.


ما لم يقله أحد: القصف الإيراني لم يكن فشلًا عسكريًا… بل نجاحًا سياسيًا

نعم، الصواريخ الإيرانية أُسقط منها الكثير، وبعضها لم يصل.
لكن ما فشل إعلاميًا، نجح جيوسياسيًا.

الرسالة لم تكن: “نحن قادرون على تدمير إسرائيل”.
بل:

“نحن قادرون على إيصال النار إلى كل مكان، حتى لو لم نحرقه الآن.”
“أنتم لستم محصنين بعد اليوم، والرد ممكن من فوق الطاولة، لا تحتها.”

ولأول مرة منذ 1979، تقف إسرائيل وجهًا لوجه مع إيران، دون وسيط، دون غرفة عمليات أمريكية مباشرة، دون إنقاذ عاجل من البنتاغون.


المقاومة لا تُقاس بعدد الطلقات… بل بحجم السُخرية من الخصم

سارع إعلام العدو إلى القول إن حزب الله “صامت”، وإن أنصار الله “مشغولون”.
لكن الحقيقة الأعمق: الكل في محور المقاومة كان يشاهد… ويبتسم.

لماذا؟
لأن إسرائيل لأول مرة:
• تختبر الصدمة بلا غطاء.
• تكتشف أن الرد لم يعد امتيازًا إسرائيليًا فقط.
• تنتظر القادمين من السماء… لا القادمين من الأنفاق.

أما المقاومة، فقد قررت أن تدير الحرب بأداة جديدة:
الردع النفسي الاستباقي.

حزب الله لم يُطلِق. أنصار الله لم يقصف. العراق لم يشتعل.
لكن النظام الصهيوني اضطر إلى إعلان التعبئة الكاملة، واستدعاء الطائرات، وإيقاف الرحلات، وتفعيل منظوماته الباهظة، وكأن حربًا نووية على الأبواب.

أي نصر أعظم من أن تجعل عدوك يعيش تحت الضغط الكامل دون أن تطلق طلقة واحدة؟


العرب: حين تصبح السيادة وظيفة لوجستية

وهنا نصل إلى الجانب الأكثر مرارة:
الدول العربية التي فتحت أجواءها، قواعدها، أو حتى أفواهها للتهنئة.

حين يهنّئ رئيس عربي أمير قطر على “حُسن صدّ الصواريخ الإيرانية”، لا بد من أن نتساءل:

من الذي أطلق الطائرات التي قصفت إيران؟
من الذي سمح بمرور الطائرات الأمريكية إلى المعركة؟
من الذي يريد صواريخ إيران أن تُسقط… بينما لا يرى آلاف الفلسطينيين الذين يُذبحون كل يوم؟

هذه ليست سيادة… بل وظيفة دفاعية بأجر.
وهذه ليست عروبة… بل تكنولوجيا معروضة للإيجار.


اللحظة الفاصلة: نهاية وهم أمريكا التي تحمي الجميع

أمريكا لم ترد على الهجوم الإيراني.
إسرائيل تلقت الضربة بمفردها تقريبًا.
الخليج لم يستطع إلا أن يُصفّق دفاعيًا.

وهنا كشفٌ مدوٍّ:

لقد سقطت مظلّة الحماية الأمريكية بشكلها المطلق.
وتحوّلت قواعد أمريكا من أدوات ردع… إلى أهداف استراتيجية مستقبلية.

من الآن فصاعدًا، أي قاعدة أمريكية في الخليج هي في مرمى السلاح الإيراني، واليمني، والعراقي، وربما اللبناني، متى ما تقررت الحرب.

ما الذي ينتظرنا؟
• إسرائيل تعيش أكبر أزمة وعي وجودي منذ 1973.
• أمريكا تكتشف أن الهيمنة لا تشتري الطمأنينة.
• المقاومة باتت تمتلك قرار التوقيت، لا مجرد ردود الفعل.
• والأنظمة العربية… خرجت من المشهد ووقفت على الرصيف، بلا خريطة، ولا مشروع، ولا شرف.

كلمة أخيرة: هذه ليست نهاية حرب… هذه بداية ولادة

لقد طُويت مرحلة كاملة.
لم تعد المنطقة كما كانت.
من الآن، كل طلقة ستكون سياسية، وكل موقف سيكون اختباريًا.

إيران أطلقت النار لتقول: لسنا وحدنا… وأنتم لستم خالدين.
والمقاومة تراقب لتقول: نحن هنا… ولن نفتح النار حتى نختار أن ننهي كل شيء.

أما الشعوب، فهي الآن وحدها القادرة على طرح السؤال الأخطر:

هل نقف على عتبة التحرير؟ أم على هاوية خراب عربي شامل؟

الجواب… في وعيك.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو في قلب الإعصار: حرب إيران وحدود المناورة الصفرية
- نحو قراءة استراتيجية للحظة الشرق الأوسط: جدلية الانفجار الجي ...
- أشعر…
- لماذا يتراجع ترامب؟ ولماذا بدأت إسرائيل بالانكفاء؟
- أريد…
- معمارية الرد السيادي المتعدد المحاور: تجسيد للرؤية الإيرانية ...
- الخوف من التطور والذكاء الاصطناعي: انكفاء في أدوات المعرفة أ ...
- بين جرأة إيلون ماسك وبلادة ترامب
- الوعي واللاوعي بين التحليل النفسي ونظرية تذبذب المعلومات (IO ...
- نظرية التذبذب المعلوماتي: الجمع بين ميكانيكا الكم والنسبية ف ...
- القصيدة التي حلمتُ بها
- عوالم لا حصر لها: رؤية علمية وإنسانية لموقعنا في الكون / مقا ...
- مرآة الرؤى المتكسّرة ( نوفيلا شعريّة رمزيّة )
- تراتيل جوفية
- سيكولوجية الخوف من المستقبل: الذكاء الاصطناعي نموذجًا
- اليمن… حين يكتب المنسيّ خرائط الردع الجديدة
- القبة الذهبية الأميركية: درعٌ أم شرارة؟ – قراءة تقنية واسترا ...
- زمن الدم المؤجل — صرخة من تحت الركام
- مناجاة البحر
- من الرماد إلى الوعي: في النكبة كحدث كوني والنهضة كفعل خارج ا ...


المزيد.....




- إيران تهدّد بوقف التعاون مع الوكالة الدولية إذا فُرضت -آلية ...
- لبنان: بكفالة مالية بلغت 14 مليون دولار.. إطلاق سراح رياض سل ...
- الاتحاد الأوروبي يتجه لبناء -جدار مضاد للمسيرات- أمام التهدي ...
- تحقيق لرويترز يكذب رواية الاحتلال بشأن استهداف مستشفى ناصر ب ...
- اتفاق لبناء -جدار من الطائرات المسيرة- شرقي أوروبا
- الليلة الأخيرة في حضن غزة.. مراسلة الجزيرة تبكي مدينتها
- الجزيرة ترصد لحظة قصف إسرائيلي لنازحين بمخيم الشاطئ غربي غزة ...
- -ما وراء الخبر- يناقش ملامح المرحلة القادمة من مسار ملف إيرا ...
- بعد التحول الأوروبي.. خيارات طهران بين المواجهة والعزلة الكا ...
- كير ستارمر يكشف عن خطط لفرض هوية رقمية إلزامية كشرط للعمل في ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - ما بين تل أبيب وطهران: حين تُطلق الصواريخ وتسقط العروش