أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - نتنياهو في قلب الإعصار: حرب إيران وحدود المناورة الصفرية














المزيد.....

نتنياهو في قلب الإعصار: حرب إيران وحدود المناورة الصفرية


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8380 - 2025 / 6 / 21 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة:

في مسرح الجغرافيا السياسية، لا ينهار القائد حين يهزم، بل حين يُفاجأ بأن أدواته لم تعد تطيعه، وأن حلفاءه باتوا يتريثون أكثر مما يتحركون.
اليوم، يجد بنيامين نتنياهو نفسه في مركز إعصار صنعه بنفسه: مواجهة مباشرة مع إيران، تصعيد غير مسبوق في العمق الإسرائيلي، وتريّث أميركي مثير للقلق، رغم أن الرئيس الحالي هو دونالد ترامب، الحليف الذي ظنّ أنه سينقذه في اللحظة الحرجة.

وفيما تنهمر الصواريخ الإيرانية على القواعد الإسرائيلية، وتنكمش الجبهة الداخلية في حالة ذعر، لم يدخل حزب الله المعركة بعد، ولم يتحرك الحشد الشعبي فعلياً، فيما يراقب الحوثيون ساحة البحر الأحمر دون تفعيل كامل لقدراتهم.
وهكذا، فإن ما يجري ليس ذروة التصعيد، بل بدايته، بينما نتنياهو أحرق سلّم النزول، وظل وحيداً فوق الشجرة، يصارع النيران بلا غطاء استراتيجي فوري.



أولاً: من غزة إلى طهران – السقوط في فخ وهم التفوق

حين أطلق نتنياهو حملته العسكرية المفتوحة على غزة، لم يكن هدفه عسكرياً صرفاً، بل:
• ترميم شرعيته السياسية المتآكلة،
• استعادة “هيبة الردع الإسرائيلي”،
• فرض أمر واقع جديد على الفلسطينيين قبيل صفقة إقليمية كبرى.

لكن طموحه لم يتوقف عند قطاع غزة؛ فقد اتسعت عين الخيال السياسي إلى جنوب لبنان فإيران ذاتها، في قفزة تتجاهل الحقيقة البديهية:

أن القوى الكبرى لا تُستفز إلى أقصى حدودها من دون تبعات وجودية.

وقد جاءت إيران هذه المرة إلى الحلبة بكامل ثقلها، وكسرت التقليد الاستراتيجي للرد غير المباشر، لتضرب مباشرة في العمق الإسرائيلي.



ثانيًا: إيران تضرب بقوة… وحدها حتى الآن

إيران، التي لطالما اتُّهمت باستخدام “وكلاء الحرب”، قررت في هذه اللحظة التاريخية أن تتخلى عن القناع:
• صواريخ دقيقة بعيدة المدى تضرب تل أبيب وحيفا وبئر السبع.
• درونات هجومية عالية التقنية تستهدف القواعد الجوية والمراكز الحساسة.
• الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية عاجزة عن استيعاب حجم الهجمات المتزامنة.

وهكذا، ولأول مرة منذ نشأة إسرائيل، تتلقى الدولة ضربات مباشرة من دولة إقليمية كبرى دون أن تدخل في حرب شاملة معها مسبقًا.

لكن الأهم:
رغم كل هذا التصعيد، لم تتدخل أطراف محور المقاومة الأخرى بعد.



ثالثًا: حزب الله، الحشد، والحوثيون… يراقبون

حتى الآن، ما زال المشهد يتمحور حول إيران وحدها:

• حزب الله:
• يواصل التأهب على الجبهة الشمالية عبر تصريحات وتكتيكيات.
• لم يفتح حربًا، لكنه في وضع جهوزية دائمة.

• الحشد الشعبي:
• يعلن التأهب في العراق، لكنه لم ينفذ أي عمليات مباشرة.

• الحوثيون:
• يهددون من البحر الأحمر وخليج عدن، لكن تحركاتهم ما تزال في إطار الضربات الصاروخية المعهودة.

هذا المشهد يعكس معادلة استراتيجية دقيقة:

محور المقاومة يراقب نتائج الرد الإيراني المباشر قبل أن يقرر الدخول الجماعي إلى المعركة.

رابعًا: نتنياهو في العراء… رغم عودة ترامب

عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض شكّلت ورقة الأمل الكبرى في حسابات نتنياهو، الذي رأى في ترامب:
• حليفًا أيديولوجيًا،
• داعمًا غير مشروط لإسرائيل،
• خصمًا متشددًا لإيران.

لكن المفاجأة أن إدارة ترامب – رغم التصعيد – لم تُصدر قرارًا فوريًا بالتدخل العسكري المباشر، بل أعلنت:

“نحن نتابع الموقف وسنقرر في غضون أسبوعين.”

وهذا التريث – على غير عادة ترامب في الاندفاع – أربك نتنياهو بالكامل، وجعله مكشوفًا أمام إيران من دون غطاء أميركي فعّال في اللحظة الحرجة.



خامسًا: الداخل الإسرائيلي ينهار معنويًا

داخل إسرائيل، تتعمق الأزمة:
• الجبهة الداخلية عاجزة عن التحمل أمام حجم الضربات.
• القبة الحديدية منهكة، والدفاعات متعددة الطبقات تعاني تشبعًا ميدانيًا.
• الاقتصاد يتراجع، الاستثمار يهرب، والملاجئ تمتلئ.

ومع هذا الانكشاف، بدأت أصوات في المؤسسة الأمنية والعسكرية تطالب بمراجعة شاملة للاستراتيجية، وتطرح سؤالًا محرمًا:

هل كانت مغامرة نتنياهو هي الخطأ القاتل؟


خاتمة: حين يتحول الزعيم إلى أزمة وجودية

ما يجري الآن ليس مجرد معركة عسكرية، بل امتحان وجودي لقيادة فقدت البوصلة الاستراتيجية.
فنتنياهو، الذي صعد على شجرة الحرب ليرفع شعبيته ويعيد السيطرة على المشهد، وجد نفسه محاصرًا في قمّتها بلا حلفاء، بلا مخرج، وبنيران تتصاعد من كل الاتجاهات.

الدرس الأكبر قد لا يكون لإسرائيل وحدها، بل لكل من يظن أن الجغرافيا يمكن تطويعها بالإرادة، أو أن الشعوب تسكت إلى الأبد، أو أن النار يمكن التحكم بها إذا أُشعلت في العصب المركزي للشرق الأوسط.

لقد دخل نتنياهو الحرب معتقدًا أنه يرسم مجده الشخصي، لكنه اليوم يواجه الحقيقة المرعبة:
ربما دخل التاريخ… ولكن من باب النهاية.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو قراءة استراتيجية للحظة الشرق الأوسط: جدلية الانفجار الجي ...
- أشعر…
- لماذا يتراجع ترامب؟ ولماذا بدأت إسرائيل بالانكفاء؟
- أريد…
- معمارية الرد السيادي المتعدد المحاور: تجسيد للرؤية الإيرانية ...
- الخوف من التطور والذكاء الاصطناعي: انكفاء في أدوات المعرفة أ ...
- بين جرأة إيلون ماسك وبلادة ترامب
- الوعي واللاوعي بين التحليل النفسي ونظرية تذبذب المعلومات (IO ...
- نظرية التذبذب المعلوماتي: الجمع بين ميكانيكا الكم والنسبية ف ...
- القصيدة التي حلمتُ بها
- عوالم لا حصر لها: رؤية علمية وإنسانية لموقعنا في الكون / مقا ...
- مرآة الرؤى المتكسّرة ( نوفيلا شعريّة رمزيّة )
- تراتيل جوفية
- سيكولوجية الخوف من المستقبل: الذكاء الاصطناعي نموذجًا
- اليمن… حين يكتب المنسيّ خرائط الردع الجديدة
- القبة الذهبية الأميركية: درعٌ أم شرارة؟ – قراءة تقنية واسترا ...
- زمن الدم المؤجل — صرخة من تحت الركام
- مناجاة البحر
- من الرماد إلى الوعي: في النكبة كحدث كوني والنهضة كفعل خارج ا ...
- الإمارات والولايات المتحدة: اتفاقية الذكاء الاصطناعي بين الط ...


المزيد.....




- ترامب يعلن تبرعه براتبه لتمويل تجديدات البيت الأبيض: -ربما أ ...
- ترامب يقول إن لقاء ويتكوف مع بوتين كان -مثمرًا للغاية-
- مجددًا الدعوة لنزع السلاح من الخرطوم.. قائد الجيش السوداني ي ...
- هل يتجنّب الجيش الإسرائيلي قتل المدنيين؟ إحصاء يظهر أرقاماً ...
- في اتّصال مع القادة الأوروبيين.. ترامب يكشف عن خطة للقاء بوت ...
- سموتريتش لا يهمه سكان غزة ويريد خنقها وتدمير حماس لتحقيق الن ...
- تحذيرات من سباق تسلح نووي عالمي جديد
- ماكرون يدعو إلى مزيد من -الحزم- مع الجزائر
- تايمز: الجيش البريطاني كلف شركة بالتجسس في غزة
- اتهامات متبادلة وتحذير من -وضع خطير- بسبب سلاح -حزب الله-


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - نتنياهو في قلب الإعصار: حرب إيران وحدود المناورة الصفرية