أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - إشكاليات العلاقة بين التكتيكي والاستراتيجي في أهداف ونتائج الحرب الإسرائيلية الإيرانية















المزيد.....

إشكاليات العلاقة بين التكتيكي والاستراتيجي في أهداف ونتائج الحرب الإسرائيلية الإيرانية


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 8383 - 2025 / 6 / 24 - 16:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كي لا نغرق في تفاصيل "التكتيكي" ، من المفيد أن لا يغييب عن وعينا الخطوط العامة للإستراتيجيا، بعيدا عن كلّ أشكال التضليل :
أوّلا ،
١ المنطقة ليست " سائِبة "، و الهيمنة على قلب منطقة الشرق الأوسط تحتكرها الولايات المتّحدة منذ مطلع خمسينات القرن الماضي بفضل عواقب نتائج الحرب العالمية الثانية التي وضعت الولايات المتّحدة في قيادة النظام الرأسمالي العالمي الإمبريالي، دون منازع !!
٢
في استراتيجيات الإدارة الجمهورية ، وبناء على نتائج فشل وإنجازات مشروع "سلام أبراهام "منذ مطلع ٢٠٢٠ ،( ومعاهدات " السلام العربية - الإسرائيلية" في أعقاب حرب أكتوبر ١٩٧٤)، الهدف الاستراتيجي للولايات المتّحدة هو بناء مشروع تطبيع إقليمي ، يرتكز على علاقات تكامل طبيعية بين إيران والسعودية وإسرائيل وتركيا، وتحاول إدارة ترامب بكلّ قوّة وإصرار إزالة الألغام التي زرعتها نتائج حروب استراتيجيات أمريكية سابقة - تجسّدت منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي بمشروع سيطرة تشاركية بين الولايات المتّحدة والنظام الإيراني، اتخذ من تفشيل دول المنطقة، باذرع الإسلام السياسي الجهادي والكردستاني، نهجا، ونتج عنه تفشيل وتقسيم دول إقليمية، و تحوّل صراع التنافس على السيطرة الإقليمية بين النظام الإيراني و حكومات إسرائيل المتعاقبة ، خاصة الحكومة اليمينيّة القائمة منذ مطلع ٢٠٢٢ ، إلى صراع تناحري ، عندما نجحت شبكة السيطرة الإيرانية التشاركية في بناء مواقع تهديد استراتيجي للأمن القومي الإسرائيلي، تمثّلت في تطويق عنق دولة الكيان بحزام ناري متفجّر في فلسطين المحتلّة ولبنان وسوريا ، وببناء مرتكزات سلاح هجومي استراتيجي في الداخل الإيراني...
اليوم ، في ضوء عواقب الحروب العدوانية الإسرائيلية المتواصلة منذ صبيحة الثامن من أكتوبر ٢٠٢٣، اليوم التالي لهجوم طوفان الأقصى، يمكن أن نصل إلى الاستنتاج الرئيسي:
يبدو جليا أنّ الحروب الإقليمية المسلّحة قد دخلت مرحلة النهاية ، وقد حققت الحروب الإسرائيلة ( الأمريكية ) أهدافها الرئيسية المتمثّلة بتفكيك المواقع والأذرع التي شكّلت عوامل التهديد الاستراتيجي لأمن دولة الكيان، وألغام التفجير في مواجهة خطط وسياسات مشروع التطبيع الإقليمي الأمريكي .
في هذه المرحلة الجديدة، تنتهي أشكال الحروب العسكرية في مسارات الصراع على السيطرة والتنافس الإقليمي ، وتأخذ أشكالها الرئيسية في الصراع الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والتجاري ، في سياقات صيرورة بناء مشروع الهيمنة الإقليمية الأمريكية...وهو ذاته مشروع التطبيع الإقليمي... وستكون الخطوة الأولى وقف إطلاق النار عبر مجلس الأمن الأمريكي ....!!
ثانيا،
المراقب الموضوعي لمجريات الحرب يرى بوضوح الوقائع التالية:
١في مقابل تراجعها أمام تقدّم السياسات الأمريكية/ الإسرائيلية في فلسطين وسوريا والعراق واليمن، خاضت سلطة النظام الإيراني معركتها الخاصة المتعلّقة بقضية مرتكزات سلاحها الاستراتيجي بكلّ قوّة و إصرار ، ليصبح التساؤل الرئيسي الذي يطرح نفسه على جميع الداعمين لنهج وسياسات السيطرة الإقليمية التشاركية الإيرانية:
كيف يفسّرون هذه الإزدواجية في سياسات سلطة النظام الإيراني؟
أعتقد أنّ إدراك سلطة النظام الإيراني، وفي العمق، تفاصيل هذه الحقائق حول طبيعة دورها المركزي السابق ، و للاحق ، في خطط وسياسات السيطرة الإقليمية الأمريكية ، هو الذي يفسّر طبيعة سياساتها في ضوء مستجدّات وصول ترامب إلى السلطة :
في مقابل تراجعها الإنهزامي إقليميا، خاضت حربها الشجاعة وبسلاح نوعي داخليا ، في سعيها لتعزيز وسائل سيطرتها على الشعب الإيراني. فلو وافقت سلطة طهران على تفكيك مقوّمات قوّة سلطتها الاستراتيجية، البالستية والنووية، على طاولة المفاوضات النووية الأمريكية ، كما كانت تريد واشنطن ، لفقدت في عيون الإيرانيين مصداقية أطروحات وأفكار دعايتها الإيدولوجية حول عدائها للولايات المتّحدة ، ووجبّت عاجلا وليس آجلا طرح تساؤلات عميقة لدى الرأي العام السياسي الإيراني حول جدوى هذا الكم الهائل من تضحيات الشعب الإيراني البشرية والمادية في حروب النظام الإقليمية، وطبيعة مسؤولية سلطة الخامنئي شخصيا ....بينما ، شكّلت وسائل وآليات خوضها الحرب أفضل نهج تعزيز دعايات منظومتها الإيدولوجية، وتساعدها على إحكام قبضة سيطرتها على الشعب الإيراني...
٢ لا موضوعية أطروحات عديدة، أعتقد أصحابها أن الحرب الإسرائيلية الأمريكية ضد النظام الإيراني تستهدف إسقاطه، أو تفكيك مرتكزات سيطرته الداخلية ، رغم ما تعرّضت له من ضربات إسرائيلة موجعه في أعقاب الهجوم الرئيسي يوم ١٣ حزيران ، وجّبها في سياسات تل أبيب طبيعة الرد الإيراني و وطأة الخسائر المؤلمة في الداخل الإسرائيلي .
٣ لا موضوعية القول بأنّ إسرائيل تسعى إلى الهيمنة الإقليمية، ورسم خارطة شرق أوسط جديد على مقاس وسائل استراتيجيتها وسقف مصالحها ، و البحث في درجات نجاحها أو فشلها .
تتجاهل هذه الأقلام حقيقة أنّ الهيمنة الإقليمية تعود للولايات المتّحدة، ولا تستطيع إسرائيل أو غيرها منافستها على هذا الموقع ، وأنّ إسرائيل هي شريك ، يحاول دائما أن يحتل موقع الصدارة في قائمة شركاءالسيطرةالإقليمية الأمريكية، في مواجهة منافسين واعداء إقليميين ...وهي تقاتل ضد أذرع المشروع الإيراني و مرتكزات قوّته الاستراتيجية ليس من أجل التحوّل إلى قوّة مهيمنة ، بل من أجل أن تبقى الشريك الرئيسي لأدوات الهيمنة الأمريكية، وقد نجحت سلطة النظام الإيراني، في سياقات مشروع سيطرة إقليمية أميركية، أن تهدد موقع ودور دولة الكيان .
الحديث عن هيمنة إقليمية إسرائيلية ، ودرجات فشلها الذاتي أو نجاحها، يغيّب حقائق الهيمنة الإقليمية الأمريكية التشاركية ، وطبيعة أهداف وأدوات مشروع السيطرة الإقليميّة الأمريكي، و هذا لا يحصل صدفة !!
تغييب حقيقة العامل الخارجي الأمريكي الرئيسي والحاسم في تحديد مآلات ، ورسم خطوط نهايات ، الحروب الإقليمية، كبيرها وصغيرها، يأتي في إطار السعي لتغييب درجة المسؤولية الأمريكية الأولى لما يحصل من تدمير وقتل وتهجير وتفشيل دول وسيطرة ميليشيات ، ويشكّل أحد أهداف مراكز البحوث والتحليل الاستراتيجي الأمريكية، ويحدد طبيعة أدوار وسائل الترويج الثقافية والسياسية النخبوية والسلطوية ، على حد سواء!
غني عن البيان القول أنّه منذ ٢٠١١، ساهمت جميع أقلام وعقول نخب المعارضات السورية في تعزيز أطروحات أمريكية تقول بأنّ سوريا ليست مهمة في سياسات واشنطن، وأنّ أمريكا غير معنية بالشرق الأوسط، وقد انسحبت من العراق نهاية ٢٠١١ لمواجهة الصعود الصيني...وكلّ هذه المنظومة من أكاذيب الدعايات صنعتها مراكز بحوث أمريكية، وعملت الثقافة السلطوية والنخبوية المعارضة على ترويجها، وتحويلها إلى رأي عام مخدوع!!
السلام على أروح الضحايا....والأمل بحاضر ومستقبل ، أفضل .

كتب الدكتور إليان مسعد ..
" فيلم اميركي طويل
ما حدث أمس بين إيران، قطر، أميركيا، اسرائيل، يمكن أن يدرس في تاريخ الحروب الحديثة وقد يوصف بأنه جنوني لكنه حقيقي
1. إيران قبل يومين تُعلم أمريكا وقطر بقصف قطر..
2. قطر تقوم بإخلاء قاعدة العديد العسكرية الأمريكية التي فبها 13 الف أمريكي..
3. تقصف إيران اراضي قطر بـ 19 صاروخ.
4. ترامب بعد القصف بساعة يشكر إيران.
5. وأثناء ذلك تنشر قناة الجزيرة تغريدة تهديد ووعيد لخامنئي وتسميه بالمرشد الأعلى..
6. بعد نص ساعة تقوم قطر (المعتدى عليها والمقصوفة والمنتهك سيادتها بحسب بيان الخارجية القطري) تتوسط عند إيران (المعتدية) مشان تقبل وقف النار مع إسرائيل.
7. بعد شوي ترامب يشكر قطر.
8. بعد ساعة يدعو ترامب الله أن يحفظ إسرائيل وإيران.
9. بعد دقائق يعلن ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بواسطة قطرية.
10. إيران تنفي حدوث اتفاق
11. بعد دقائق يخرج مسؤول إيراني على الجزيرة يؤكد الاتفاق لكنهم لا يثقون إلا بالاصدقاء القطريين [اللذين قصفوهم من 6 ساعات بـ 19 صاروخ]
12. الرئيس الأمريكي ترامب يشكر أمير قطر.
13. إسرائيل توافق على وقف إطلاق النار.
فتخيل...يا رعاك الله".



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الإسرائيلية الإيرانية، وعواقب مأزق علاقات السيطرة التش ...
- هل تجاوزت الحرب الإسرائيلية الإيرانية الخطوط الحمراء؟
- الصراع الإيراني الإسرائيلي، وقضية البرنامج النووي والبلاستي!
- هل يقلب الإيرانيون الطاولة على رأس نتنياهو؟
- التسوية في غزة و قطار التطبيع الإقليمي- فرص وإمكانيات!
- الصراع على سوريا في أهداف وأدوات الخيار الأمني الميليشياوي!
- الصراع على سوريا بين ٢٠١١ ٢ ...
- قائد - قسد- وآخر مستجدّات العلاقات مع تركيا.
- في أبرز تساؤلات المشهد الاقتصادي السوري .
- في مأزق الثقافة السياسية الكردستانية.
- مسارات العملية السياسية الانتقالية في سوريا ، تحدّيات وفرص!
- دراسة في مداخلات جلسة الاستماع أمام لجنة العلاقات الخارجية ف ...
- الطيّب تيزيني، ضمير سوريا وعقلها الوطني الحر.
- الصراع على سوريا ، و أبرز ملامح المشهد السياسي!
- الوعي السياسي النخبوي المعارض، وطبيعة الصراع على سوريا !
- المثقّف السياسي السوري الكردي، بين ضرورات الموضوعية ومتطلبّا ...
- خارطة طريق مشروع تقسيم سوريا!
- الخَيار الامني الميليشياوي في مواجهة حراك وثورة ٢٠ ...
- كيف نقرأ حقيقة أهداف السياسات العدوانية الإسرائيلية تجاه الس ...
- في حيثيات وأهداف مؤتمر قامشلو للحوار الكردي- الكردي!


المزيد.....




- 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب في إيران -تحيّر غروسي-
- -حرب القمامة- في كولومبيا.. عقاب قاس من جامعي النفايات
- فرق الإطفاء تواصل محاولات إخماد الحرائق في جزيرة خيوس اليونا ...
- ترامب يسعى لإغلاق ملف الحرب الإيرانية بنهاية درامية.. هل ينج ...
- نتنياهو وبزشكيان يشيدان بإنجازات بلديهما -التاريخية- في الحر ...
- القسام تعلن استهداف دبابة بعد تنفيذها كمينا آخر مركّبا في خا ...
- إيران تحتشد في ساحة الثورة وتؤكد صمودها في وجه التحديات الإس ...
- إسرائيليون يعتبرون نتنياهو -ملك إسرائيل- وآخرون يرونه خطرا ع ...
- هكذا خططت إسرائيل لقتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات
- ما بعد الحرب.. إيران في مواجهة اختبار الداخل وإعادة التموضع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - إشكاليات العلاقة بين التكتيكي والاستراتيجي في أهداف ونتائج الحرب الإسرائيلية الإيرانية