أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - التسوية في غزة و قطار التطبيع الإقليمي- فرص وإمكانيات!















المزيد.....

التسوية في غزة و قطار التطبيع الإقليمي- فرص وإمكانيات!


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 8370 - 2025 / 6 / 11 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل ينجح العامل الأمريكي الجديد الذي تمثّله خطط وسياسات استراتيجية جمهورية نوعية لتوفير شروط استقرار سوري في اطفاء بؤر الصراع الإقليمي الملتهبة طيلة عقود وإعادة إطلاق قطار التطبيع ؟
في ضوء تعقيدات شروط تسوية الصراع على غزة، تخالف المنحى العام لما يحصل من تغيّرات نوعية في سياسات السيطرة الأمريكية على سوريا منذ ٢٧ نوفمبر، أعيدُ التأكيد على أهمّ الاستنتاجات التي توصّلتُ إليها في دراسات سابقة، كشفت بشكل خاصة طبيعة لعبة التخادم بين سياسات السيطرة الحمساوية وسياسات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة لقوى اليمين الصهيوني .(١)
في أبرز تمظهرات وقائع قواعد تخادم أهداف وسياسات اليمين الجهادي الحمساوي مع اليمين الصهيوني المتطرّف، يبدو جليّا أنّ استمرار حالة الصراع العسكري الراهنة يشكّل مصلحة مشتركة بين بقايا القيادة الحمساوية وصقور حكومة المجرم نتنياهو!
إذ يخشى الطرفان المتصارعان بدماء الفلسطينيين أن تضع نهاية الحرب حدا لأشكال سيطرتهما السياسية القائمة على حكومة فلسطين المحتلّة وفي القطاع، تتقاطع جهودهما الميدانية والسياسية في وضع المزيد من العراقيل أمام الخيَارات الأكثر واقعية لإنهاء الحرب:
لأنّ بقاء سلطة حماس المسيطر ضروريًا للإفراج عن الرهائن، ولانّه بمجرد إطلاق سراح الرهائن، ستُفقد بوليصة التأمين الخاصة بها للبقاء، فمن الطبيعي أن ترفض التخلي عن جميع الرهائن دون تأمين شروط ضمان بقائها كحركة مقاومة !
رفض حماس التخلّي عن ورقة الرهائن دون ضمانات استمرار وجودها السياسي والأمني التي لا تستطيع حكومة الحرب الموافقة عليها دون أن تفقد مصداقية السعي إلى تحقيق أهداف الحرب المُعلنة (٢)، يُعطي قوى الإئتلاف الحاكم مبررات عدم إنهاء الحرب، وفي ذلك مصلحة سياسية لحكومة نتنياهو، التي بات مصير تآلفها مرتبطا باستمرار الحرب، وأصبح وقفها أقصر الطرق إلى زعزعة استقراره وتعزيز الدعوات للانتخابات المبكرة.
بما يتناقض مع أهداف وسياسات وقوى لعبة التخادم ، ويعاكس مسارات الحروب المدمّرة، أعتقد أنّه من مصلحة الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني التوصّل إلى تسوية نهائية للحرب على غزة وفيها، وبما يزيل عواقبها على باقي المناطق الفلسطينية، من خلال اعتماد مجموعة من المبادىء كقاعدة للتفاوض، وقد ورد معظمها في المبادرة العربية/ المصرية التي تمّ تقديمها مجددا في نيسان ٢٠٢٥، و تمّ تجاهلها بالطبع من قبل الحكومة الإسرائيلية لأسبابها الخاصة المعروفة:
١ -الإنهاء التدريجي لجميع أشكال ووسائل السيطرة و الإحتلال الإسرائيلي ..
٢ تفكيك منظومة حماس العسكرية، وضمان عدم توفير الشروط التي تمّكنها من إعادة بناء قدراتها في المستقبل...
٣التأكيد على منع أعضاء وقادة حماس الذين تورّطوا في غزوة طوفان الأقصى، وما بعدها، من المشاركة في جهود حكومة فلسطينية راهنة أو مستقبلية.
٤ التنسيق مع الجامعة العربية والأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية لتوفير شروط "حوكمة وطنية فلسطينة"، يكون هدفها الرئيسي إعادة بناء الإنسان الفلسطيني، و ما يناسب هذا الهدف المركزي من إطلاق مشاريع متعددة المستويات.

من الطبيعي، أن تتكامل الجهود في مسارات صيرورة شاملة، فلسطنيّا وعلى الصعيد الإقليمي، قد تتوقّف الخطوة الأولى في إطلاقها على نجاح جهود داخلية إسرائيلية لإجراء انتخابات مبكّرة، تحاول حكومة نتنياهو تأخيرها في تقاطع مع سياسات حماس، عندما تربط بين تحقيق هدفي عودة الرهائن وتفكيك سلطة حماس كشرط لوقف إطلاق نار دائم !
على أيّة حال، في عوامل السياق الخارجية المؤثِّرة إيجابيا على جهود التسويات المحلية والتطبيع الإقليمي الأشمل ، يمكن ملاحظة انحسار الدور الإيراني الداعم لاستمرار الدور الوظيفي لحماس والمبرر لسياسات الحروب العدوانية الإسرائيلية، وافتراق المصالح والسياسات الإقليمية بين حكومة نتنياهو والإدارة الأمريكية الجديدة وأنظمة تركيا والسعودية، خاصة فيما يتعلّق بأشكال الصراع على سوريا، ويرتبط مباشرة بخطط السيطرة الأمريكية الجديدة تجاه سوريا ولبنان، المتناقضة مع خطط وسياسات سابقة، سعت تاريخياإلى تفشيل لبنان وتقاسم سوريا بأذرع الإسلام السياسي الجهادي والكردستاني، وترسخت بعد ٢٠٢٠ على شبكة سيطرة تشاركية بين الولايات المتّحدة والنظام الإيراني .
في ضوء نتائج الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه الصراع على سوريا، ( وما كشفته من تبنّي ودعم أمريكي لتوفير شروط استقرار سياسي وأمني،ونهضة اقتصادية طويلة الأجل، تتضمّن تفكيك ميليشات مشروع التقسيم وإعادة توحيد الجغرافيا والسلطة وحصر امتلاك السلاح)، اضافة إلى عامل تقاطع مصالح وسياسات " المجموعة الإقليمية " الإبراهيمية " التي يقودها ترامب على مسار " التطبيع الإقليمي " والحاجة الملحّة لإزالة عقبة الصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي أمام تقدّم قطاره الذي توقّفت حركته في عواقب هجوم طوفان الأقصى، خاصة على مساريه السعودي والسوري اللبناني،مما لاشكّ فيه أنّ نجاح جهود توفير شروط تسوية دائمة في قطاع غزة ستنعكس إيجابيّا على ملفات الصراع الساخنة، الإسرائيلي/ السوري واللبناني، وتعزز شروط وأجواء البحث عن تسويات سياسية، بات السوريون واللبنانيون في أمسّ الحاجة لها في هذه الشروط التاريخية الأمريكية الجديدة التي دعمت حتى قبل تسلّم ترامب مهامه رسميا، جهود إقليمية لتفكيك شبكة السيطرة الإيرانية التشاركية وإسقاط أذرعها الميليشياوية ، وحيث تحاول السلطات الجديدة السورية واللبنانية ترميم عواقب سياسات وعوامل شبكة السيطرة الإيرانية، وما جرّته من حروب عبثية مدمّرة!!
---------------------------------------
(١)-
حتى في ظل مآسي هذه الحروب العدوانية الإسرائيلية المستمرة منذ الثامن من أكتوبر ٢٠٢٣ الأكثر تدميرا للقطاع وتهديدا للأمن الوطني الفلسطيني، ولوجود حماس نفسه ، والأعلى مخاطر على الأمن القومي الإسرائيلي- تظهر جميع السيناريوهات الإسرائيلية المطروحة لإنهاء الحرب حالة التخادم بين سياسات قيادة حماس واليمين الصهيوني الحاكم.
أكثر السيناريوهات الإسرائيلية المطروحة لإنهاء الحرب تفاؤلا تكشف طبيعة لعبة التخادم الحمساوي الصهيوني:
أ-إعادة الاحتلال العسكري الكامل على شريط غزة وفرض الحكم العسكري الإسرائيلي في المنطقة قد يبدو
نظريا أنّه المفتاح العسكري الأكثر فعالية لتحييد تهديد حماس، لكنّه يوفّر واقعيا وعمليّا البيئة الفلسطينية الافضل لمقاومة جيش الاحتلال وازدهار حروب المجموعات الحمساوية وإعادة فرض شرعية البندقية المقاتلة!
ب- انسحاب جيش الاحتلال لصالح بديل سياسي وأمني حمساوي، ضعيف ومفكك، لا يقلّ تخادما عن السيناريو الأوّل. إذ تدرك حماس طبيعة تراجع قوّتها وشعبيتها ونفوذها، وما تواجهه سياساتها من نقد، فإن أي شكل من أشكال البقاء على قيد الحياة قد تتصوره قيادة حماس على أنه انتصار- حتى لو تركها مضطربة وضعيفة بشكل كبير. بأسوأ الحالات، كحركة مقاومة، قد تفضل حماس التخلي عن حوكمة غزة كخطوة تكتيكية إذا كان ذلك يضمن بقاءها التنظيمي.
ث- قد يكون ما يواجهه سيناريو التسوية العربي / المصرية لاستبدال شبكة السيطرة والاحتلال الإسرائيلية الحمساوية على القطاع بحَوكمة فلسطينية جديدة غير مرتبطة مباشرة بوسائل سيطرة حماس والإحتلال الإسرائيلي، من عقبات في سياسات حكومة الحرب تعود بشكل رئيسي إلى ما سينتج عنه من تقويض لشروط التخادم الحمساوي الصهيوني، وخشية حكومة العدو من خروج السيطرة على القطاع عن لعبة قواعد الاشتباك القائمة مع حماس .
(٢)-
لقد تمّ تسويق الأهداف المركزية لحروب إسرائيل التي أعقبت هجوم طوفان الأقصى على أنّها تدمير قدرات حماس الحاكمة والعسكرية، وإطلاق سراح الرهائن، بما يتوافق مع منظور "استراتيجية جيش الدفاع الإسرائيلي" ، حيث يُعرّف النصر بأنه "استخدام التفوق العسكري لتحقيق الأهداف الرسمية المُعلنة للحرب من أجل تحسين الموقف الاستراتيجي لإسرائيل".
---------------------------------------------



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع على سوريا في أهداف وأدوات الخيار الأمني الميليشياوي!
- الصراع على سوريا بين ٢٠١١ ٢ ...
- قائد - قسد- وآخر مستجدّات العلاقات مع تركيا.
- في أبرز تساؤلات المشهد الاقتصادي السوري .
- في مأزق الثقافة السياسية الكردستانية.
- مسارات العملية السياسية الانتقالية في سوريا ، تحدّيات وفرص!
- دراسة في مداخلات جلسة الاستماع أمام لجنة العلاقات الخارجية ف ...
- الطيّب تيزيني، ضمير سوريا وعقلها الوطني الحر.
- الصراع على سوريا ، و أبرز ملامح المشهد السياسي!
- الوعي السياسي النخبوي المعارض، وطبيعة الصراع على سوريا !
- المثقّف السياسي السوري الكردي، بين ضرورات الموضوعية ومتطلبّا ...
- خارطة طريق مشروع تقسيم سوريا!
- الخَيار الامني الميليشياوي في مواجهة حراك وثورة ٢٠ ...
- كيف نقرأ حقيقة أهداف السياسات العدوانية الإسرائيلية تجاه الس ...
- في حيثيات وأهداف مؤتمر قامشلو للحوار الكردي- الكردي!
- الصراع على سوريا والساحل السوري- قراءة في الوعي السياسي النخ ...
- الصراع على سوريا- خبر ....وتعقيب!
- الصراع على سوريا، وخفايا الانضمام إلى التحالف الدولي!
- الصراع على سوريا والساحل السوري- المشروع الفرنسي .
- دراسة نقدية في برنامج وسلوك القيادة السورية الجديدة. الجزء ا ...


المزيد.....




- إسرائيل تعلن عن أول وفاة جراء الهجوم الإيراني
- إصابة نائب تركي باعتداءات على نشطاء -قافلة الصمود- في مصر
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجارات في طهران.. واشتعال ني ...
- مسؤول إيراني لـCNN: سنستهدف قواعد أي دولة ستدافع عن إسرائيل ...
- شاهد.. دمار واسع في تل أبيب خلفه الهجوم الإيراني
- -التايمز-: إسرائيل لم تبلغ بريطانيا بنيتها ضرب إيران لأنها ل ...
- خبير طاقة مصري يكشف أسوأ سيناريو بعد الضربة الإسرائيلية للمن ...
- الحرس الثوري الإيراني: الضربات الصاروخية استهدفت 150 موقعا إ ...
- خبير عسكري مصري يكشف سبب قوة تأثير صواريخ إيران فرط الصوتية ...
- وزير خارجية الإمارات يجري اتصالات موسعة مع عدة دول لتجنب الت ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - التسوية في غزة و قطار التطبيع الإقليمي- فرص وإمكانيات!