أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - الصراع على سوريا والساحل السوري- قراءة في الوعي السياسي النخبوي اليساري.















المزيد.....

الصراع على سوريا والساحل السوري- قراءة في الوعي السياسي النخبوي اليساري.


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 8318 - 2025 / 4 / 20 - 02:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصراع على سوريا والساحل السوري- قراءة في وعي ومواقف نخب اليسار السوري!
يقدّم صديقنا العزيز الدكتور Hussein Essa
المناضل السياسي، والمعتقل بتهمة الانتماء إلى حزب العمال الشيوعي، قراءة وجدانية لطبيعة الصراع في الساحل تتوافق استنتاجاتها مع رؤى معظم نخب اليسار السوري.
مما يقول الدكتور،معبّرا عن رأي ومواقف طيف واسع من نخب معارضات السلطة السابقة:
" أيام الحكم البائد، كنا نتألم مع سقوط كل شهيد من أهلنا، ونزداد حقدا على ذلك النظام، ونراه عدوا لكل سوري، ومحتلاً متوحشا لكل شبر في سورية.
أما المذابح التي طالت أهلنا في الساحل، فلم يقترفها عدو محتل... بل اقترفها من يفترض به أنه دولة الثورة، وأنه ممثل قيم الثورة السورية، ...وتلاشى أملنا بأن هذه الدولة هي دولة الثورة...".
أوّلا،
الاستنتاج بقيام "دولة الثورة" باقتراف مذابح... " يتجاهل أوّلا عوامل سياق الصراع على سوريا منذ ربيع ٢١١(نجاح قوى مشروع الثورة المضادة في قطع مسارات الثورة الديمقراطية بأدوات الإسلام السياسي و " الأوجلاني " التي تحوّلت في مسارات صيرورة مشروع التقسيم خلال ٢٠١٩ إلى "سلطات أمر واقع "ميليشاوية- أسد و قسد والهيئة و "الجيش الوطني") و حيثيات معركة الصراع على الساحل بين ٦ ١٠ آذار الماضي حين ارتُكبت جرائم المذبحة ضد مدنيين وعناصر من الأمن العام .
ثانيا،
في حيثيات المعركة – المذبحة :
١ بعض فصائل "غرفة العمليات العسكرية" التي وافقت نظريا على التفكيك والاندماج داخل مؤسسات السلطة الجديدة وفقا لقرارات مؤتمر النصر في ٢٩ يناير ، لم تنفّذ عمليا، مستفيدة من استمرار الصراع على خطوط مواجهة ساخنة مع قسد، على جبهات عين العرب وسد تشرين وفي حلب ودير الزور والرقة... وفي رفض أجسام عسكرية أخرى في الجنوب تنفيذ قرارات التفكيك والدمج، وتصاعد وتائر العنف الطائفي في مناطق من حمص وحماه والساحل!
٢عندما تحوّلت الهيئة إلى سلطة سورية، وطرحت مشروعا سياسيا وعسكريا لإعادة توحيد الجغرافيا وحصر امتلاك السلاح بمؤسساتها قيد التشكيل، وضعت سلطة "إقليم شمال وشرق سوريا"- قسد - أمام تحدّي المصير.. فهل قبلت قيادة قسد مواجهة مصيرها، أم رفضت؟ وكيف تجسدت طبيعة الصراع المصيري الجديد بين السلطة - الهيئة- وقسد؟
خلال المفاوضات التي جرت بين الرئيس السوري الانتقالي و قائد قسد، برعاية أمريكية وفرنسية وتركية، في محاولة الأطراف الدولية لإيجاد "تسوية"، برزت طبيعة الخلافات النوعية، وحددت جوهر الصراع على سوريا، وطبيعة الصراع على الساحل السوري:
لقد أصرّت السلطة على لسان رئيسها الانتقالي على نهج التفكيك والدمج الانفرادي، وعلى مركزية النظام السياسي وحصر امتلاك السلاح، في مواجهة شروط مظلوم عبدي، التي تمحورت حول التمسّك بأهداف اللامركزية السياسية ورفض مبدأ تفكيك قسد ودمج أفرادها في هياكل السلطة الجديدة، ورفض مبدأ تفكيك سلطة الإدارة الذاتية.... وقد أشار الشركاء الأعداء بوضوح إلى عدم استبعاد خَيار الحسم العسكري في حال فشل المفاوضات!!
٣ في إستراتيجية الدفاع عن الوجود والمكتسبات، تركّزت جهود قسد العملية على تفشيل مسار العملية السياسية الانتقالية الجارية، وكسب رأي عام سوري واسع مؤيد لرؤية قسد حول "اللامركزية السياسية"، وكان من الواقعي أن يتمحور اهتمامها بالأقليات، فسعت لدفع العلويين والمسيحين في الساحل، والدروز في السويداء، على مسارات قيام أقاليم خاصة، على نموذجها وبما يشرعن ديمومة وجودها، واستخدمت كلّ ما تملكه من وسائل التحريض والتجييش والدعم اللوجستي (وربما العسكري)، وقد كان من الطبيعي أن تتقاطع المصالح والجهود مع "قوى التقسيم" في الساحل وداعميها الإقليميين - طيف واسع من بقايا سلطة الأسد ومعارضيها الذين يواجهون أخطار "العدالة الانتقالية" او الإقصاء السياسي أو الاقتصادي... ورجال دين وفلول عسكرية و معارضات يسارية وطائفية مؤدلجة!!
علاوة على ذلك، وفي أكثر جوانب الصراع خطورة، اعتمدت وسائل الحرب القسدية العسكرية والإعلامية واللوجستية ضد السلطة في الساحل السوري على تجيير نتائج فشل سياسات السلطة الجديدة ، سواء على صعيد خطوات وإجراءات العدالة الانتقالية (وما نتج عن التنفيذ خارج سلطة القانون من مواجهات عنيفة، تخلل بعضها جرائم قتل وإهانات طائفية، شكّلت مادة دسمة للتحريض، وهددت السلم الأهلي والاستقرار، وعمّقت مشاعر الحقد الطائفي، ورفعت مشاعر الخوف العلوي الجمعي إلى مستوى المطالبة بالحماية الدولية)، أو على صعيد خطوات وإجراءات إدارية وأمنية، وقد نجحت أبواق وأدوات التحريض والتجييش الطائفي التابعة لقسد وشركائها السوريين في الداخل وعلى صعيد العواصم الأوروبية، في تشكيل رأي عام علوي، يقتنع بأنّ العلويين مستهدفين كطائفة وكيان، وأنّ الحماية والتقسيم هي السبيل الوحيد للنجاة من سياسات وأدوات سلطة جهادية، يحرّكها الدافع إلى الإنتقام الطائفي..!!
٤ على الجانب الآخر من جمهور السلطة الجديدة، كان من الطبيعي أن توقظ أجواء تحريض العلويين، وما رافق الصراع من استهداف واسع لعناصر الأمن العام، واحتكاكات شعبية شارعيه، "قلقا" جمعيّا على مستوى عناصر المليشات الجهادية، وعلى صعيد بعض ضحايا سلطة الأسد من المدنيين، حول مصير السلطة الجديدة، ومشاعر ضياع الحقوق، والرغبة في الإنتقام....
هي الظروف الأمنية والاقتصادية والنفسية، وما نتج عنها من مشاعر القلق والخوف والرغبة في الانتصار، التي شكّلت حيثيات هجوم "شبيحة الأسد" بعد ظهر السادس من آذار، وقد فاقمها التخبّط في قيادة وإدارة هجوم معاكس، يأخذ بعين الاعتبار الجديّ مخاطر حصول مجازر طائفية و ضرورات آليات منعها... فكان نهج "النفير العام" في سياق منطق الأحداث طائفيا بالضرورة، فكانت الكارثة، وكان المدنيون العلويون والسلم الأهلي الخاسر الأكبر، كما كانت السلطة، سواء على صعيد حجم الضحايا في صفوف عناصر الأمن العام، او على الصعيد السياسي، وكان من الطبيعي في ساحات المواجهة الشاملة، أن تكون قسد هي الرابح الأكبر..
في خلاصة القراءة ، لقد حققت قسد إنجازات أكثر من كبيرة واستراتيجية - وصول العلويين إلى الحالة التي جعل إلهام أحمد، أحد أبرز قيادات "مسد -قسد" التابعة لحزب العمال الكردستاني التركي، تؤكّد في لقاءات تالية مع وفود أوربية وامريكية وفي ندوات حوارية على فشل السلطة في تحقيق أهداف مسار العملية السياسية الانتقالية الوطنية، وما نتج عنه من تعرّض السوريين للإقصاء، و الأقليات إلى مذابح، وما أدّى إليه من تغيّر كبير في الرأي العام السوري، خاصة في الساحل والسويداء، لصالح مشروع نظام الحكم اللامركزي، وقد طالب "العلويون والدروز" بحماية دولية، وتأسيس أقاليم على النموذج القسدي.
أكثر الانتصارات خطورة على الأمن القومي السوري تجسّد بتوقيع اتفاق العاشر من آذار، وقد مثّل، بغض النظر عن طبيعة ما ورد في البيان من نقاط توافق، أو عدم جديّة الطرفان في تنفيذها، اعترافا غير مسبوق بشرعية وجود قسد، كسلطة سورية موازية لسلطة دمشق، و أكّد على حقها في الوجود، وضرورة مشاركتها في السلطة والسيطرة!!
(١)-
في عوامل السياق:
١ بين ٢٠٢٠ و صبيحة انطلاق هجوم رد العدوان ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤، كانت تدور أحداث معارك مختلفة الدرجات والأشكال، تأتي في سياقات الصراع المستمر على الحصص ومناطق النفوذ بين ميليشيات سلطات الأمر الواقع- السلطة الأسدية ، التي باتت المرتكز الرئيسي لمشروع التقسيم وعموده الفقري، وبين ميليشيات سلطات شركائها في خارطة التقسيم ، سلطة قسد وسلطة الهيئة و وميليشات الجيش الوطني- كما كانت تندلع معارك بين ميليشات الشركاء- الجيش الوطني وقسد والهيئة ، وكان ثمّة صراعات بينيّة، داخل ميليشات قسد والهيئة و الجيش الوطني...
٢ في صبيحة الثامن من ديسمبر، وفي أعقاب إسقاط سلطة الأسد، العمود الفقري لمشروع التقسيم، على يد تحالف ميليشات " غرفة العمليات العسكرية " ، ووصول قيادة الهيئة إلى السلطة، وإطلاقها العملية السياسية المؤقّتة والانتقالية على قاعدة تفكيك الفصائل وإعادة دمجها في مؤسسات السلطة الجديدة ، التي باتت السلطة السورية ، وعلى قاعدة إعادة توحيد الجغرافيا السورية، وحصر امتلاك السلاح بيد مؤسسات السلطة الجديدة، الأمنية والعسكرية، تغيّرت خارطة الصراع السابقة ، وباتت تنحصر في الصراع على شكل النظام السياسي ومصير الكيان الجيوسياسي السوري، وتدور معاركها المتعددة المستويات والأشكال والأدوات بين السلطة الجديدة وقيادة قسد، وطيف واسع من الحلفاء والشركاء السوريين والإقليميين والدوليين .



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع على سوريا- خبر ....وتعقيب!
- الصراع على سوريا، وخفايا الانضمام إلى التحالف الدولي!
- الصراع على سوريا والساحل السوري- المشروع الفرنسي .
- دراسة نقدية في برنامج وسلوك القيادة السورية الجديدة. الجزء ا ...
- دراسة نقدية في برنامج وسلوك القيادة السورية الجديدة. الجزء ا ...
- دراسة في برنامج الرئيس السوري المكلّف في المرحلة الانتقالية- ...
- الصراع على الساحل السوري- الجزء الأوّل .
- في الذكرى السنوية للثورة المغدورة!
- في اتفاق الشرع / عبدي!
- في الخطوط العامة لمشروع التقسيم ومخاطره!
- في طبيعة مفاتيح الدكتور حازم نهار .
- قراءة سوريّة في دعوة الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني ...
- دراسة في برنامج الرئيس السوري المكلّف في المرحلة الانتقالية- ...
- محطّة مؤتمر الحوار، في عوامل الصراع على سوريا، وموجّبات النض ...
- في بعض هموم الحوار الوطني السوري!
- المثقّف النخبوي، وإشكاليات الدور السياسي!
- دروس ومقترحات حول آليات النشاط المدني السلمي .
- معا، نحو مستقبل أفضل لسوريا !
- في طبيعة المرحلة، تحدّيات ومهام.
- السوريون، وأوهام الحماية الدولية !


المزيد.....




- تحليل لـCNN: رحلة ترامب إلى الشرق الأوسط تترك نتنياهو يراقب ...
- تحليل لـCNN: لماذا رفض رؤساء سابقون لأمريكا قبول هدايا من زع ...
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على ثلاثة مسؤولين وشركة إيرانية مرت ...
- تراجع سماكة الثلوج على الأنهار الجليدية في سويسرا بنسبة 13% ...
- واشنطن توافق على صفقة بيع طائرات بقيمة 1.4 مليار دولار إلى ا ...
- غداة الجولة الرابعة.. فرض عقوبات أميركية جديدة على إيران
- حريق في منزل رئيس وزراء بريطانيا.. وشرطة لندن تفتح تحقيقا
- رسميا.. اتهام روسيا بإسقاط الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا
- لماذا يعارض مؤيدون بارزون لترامب قبول الطائرة القطرية؟
- -هذه ليست حقبة حرب-، مودي يوجّه أول خطاب للأمة منذ بدء الضرب ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - الصراع على سوريا والساحل السوري- قراءة في الوعي السياسي النخبوي اليساري.