أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - كيف نقرأ حقيقة أهداف السياسات العدوانية الإسرائيلية تجاه السلطة السورية الجديدة؟















المزيد.....

كيف نقرأ حقيقة أهداف السياسات العدوانية الإسرائيلية تجاه السلطة السورية الجديدة؟


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كي لا نغرق في التفاصيل، كما هو الحال، دعونا نضع التفاصيل في سياقاتها الواقعية التي تحدد المصالح و السياسات عواملها:

في حيثيات السياسات الإسرائيلية العدوانية تجاه السلطة الجديدة، ترى الحكومة الإسرائيلية أنّ السلطة الجديدة في أكثر لحظاتها التاريخية ضعفا، وتواجه تحدّيات مركّبة، أخطرها التي تأتي في إطار محاولات قوى التقسيم فرض شروطها، وبالتالي من مصلحة إسرائيل استغلال ظروف التحدّيات التي تمثّلها أطراف التقسيم ومرتكزاته(١) وتحويلها إلى أوراق ضغط من أجل فرض شروط تسوية سياسية شاملة تضمن لإسرائيل امتيازات لم تكن لتحصل عليها في أيّة شروط أخرى!

تبيّن دروس التجارب السورية بشكلّ عام أنّ سياسات الحكومات الإسرائيلية المرتبطة بالتسويات السياسة والحرب، عدم معارضتها، بل وحرصها، على وجود سلطة مركزية قويّة، تضمن لإسرائيل، عبر تفاهمات غير مُعلنة، أو في إطار مشاريع تسوية سياسية إقليمية، عدم ظهور مواقع تهديد لأمنها القومي على كامل الجغرافيا السورية.
يبدو أن إدراك الجنرال حافظ أسد لطبيعة اللعبة الإسرائيلية منذ منتصف ستينات القرن الماضي قد شكّل العامل الأساسي في فوزه بسلطة دمشق مطلع السبعينات، واحتكارها طيلة عقود، وتوريثها. لقد أدار حافظ الأسد قواعد اللعبة الإسرائيلية بذكاء طيلة ثمانينات وتسعينات القرن الماضي بما يبقيه على رقعة اللعب الإسرائيلية وما توفره من مظلّة حماية، دون أن يخسر أوراق المقاومة التي شكّلت أحد وسائل شرعيته الوطنية السياسية!
لقد وفّرت سياسات إيرانية متواصلة منذ مطلع سبعينات القرن الماضي لاستخدام "الشيعة" في لبنان كأداة نفوذ وسيطرة محليّة، وتحويلها لاحقا بعد الغزو الإسرائيلي لبيروت ١٩٨٢ إلى ذراع مواجهة إقليمية مع إسرائيل، فرصة لسلطة الأسد الأب، الطامح إلى لعب دور أمريكي بارز، للمناورة الصعبة على لوحة اللعب الإسرائيلية، والانخراط بفاعلية في معارك أوراق ضغط أمريكية إيرانية ضد إسرائيل، بأدوات النظام الإيراني وبالتنسيق المباشر مع واشنطن، وعلى أراض غير سورية، وبدماء اللبنانيين!!
في أعقاب دخول سلطة الأسد الابن كشريك في جهود مشروع حروب التفشيل والتقسيم الأمريكية- الإيرانية، (في مواجهة استحقاقات حراك وثورة ربيع ٢٠١١، وما نتج عنها في صيرورة الخَيار العسكري الميليشياوي حتى ٢٠١٩ من تقاسم سوريا إلى أربع حصص، تسيطر عليها أربع سلطات أمر واقع-٢ )، أدركت حكومة نتنياهو مخاطر تثبيت عوامل تقسيم سوريا على الأمن القومي الإسرائيلي، وبذل رئيسها وأجهزته العسكرية والاستخباراتية جهودا دبلوماسية وسياسية حثيثة تجاه موسكو وواشنطن، تتوّجت بعقد مؤتمر قمّة لرؤساء مجلس الأمن القومي الإسرائيلية والأمريكي والروسي في القدس المحتلة صيف ٢٠١٩، عمل من خلاله نتنياهو على الحصول على ضمانات أمريكية وروسية لتفكيك شبكة السيطرة الإيرانية التي تشكّل قاعدة ومرتكز سلطة الأسد، (العمود الفقري لمشروع التقسيم)، ولشريكها " قسد" التي باتت تُسيطر على أكثر من ٢٥% من مساحة سوريا!
في ضوء فشل قمّة القدس المحتلّة، لأسباب ترتبط أساسا بتناقضات المصالح والسياسات داخل مراكز قوى القرار الأمريكي التي أدّت إلى استقالة جون بولتون، وانتقال السلطة إلى الديمقراطيين بعد ٢٠٢٠، وذهاب أحلام بوتين ونتنياهو، وآمال السوريين في تنفيذ القرار ٢٢٥٤، أدراج الرياح.(٣)، كان من الطبيعي أن تعتمد الحكومات الإسرائيلية على جهودها الخاصة، بالتنسيق مع روسيا، وربما تركيا، لتفكيك شبكة السيطرة الإيرانية. مع عودة نتنياهو إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية في نهاية ٢٠٢٢، بدأت تتصاعد وتائر الهجمات الإسرائيلية في العمق السوري، وصولا إلى السابع من أكتوبر ٢٠٢٣. بعد الثامن من ديسمبر، لم تسقط سلطة الأسد فحسب، بل سقطت شبكة السيطرة التشاركية الإيرانية الأمريكية، وانفتحت أمام إسرائيل أبواب جديدة، كانت مغلقة في السابق.
في الاستنتاج الرئيسي، هل من مصلحة إسرائيل تحوّل سوريا إلى مجموعة من سلطات الأمر الواقع، المتصارعة على مناطق السيطرة والنفوذ والنهب؟
ما تقوم به إسرائيل في دعمها التكتيكي لقوى التقسيم يأتي في إطار استخدامها كأوراق ضغط على حكومة الشرع من أجل فرض شروط تسوية سياسية غير عادلة، تستغلّ التحدّيات التي تواجهها... وعندما يصلون إلى تفاهمات مع واشنطن وتركيا حول طبيعة العلاقة مع ملف التسويات السياسة، يصبح في منطق المصالح أن تتوقّف حكومة إسرائيل عن استخدام أوراق الضغط... عندها يصبح العامل الإسرائيلي أحد أبرز العوامل الخارجية التي تتعارض مع صيرورات التقسيم. إدراك هذه الحقيقة اليوم من قبل الرأي العام السوري بشكل عام، و الرأي العام المجتمعي في الساحل والسويداء وفي الجزيرة السورية، الذي يعوّل على الدعم الإسرائيلي، تساعد الجميع في وضوح الرؤية، وتبنّي المسارات الوطنية التي تعزز شروط الحفاظ على السلم الأهلي، وتجعل تكاليف الصفقة السياسية مع حكومة العدو، وإعادة توحيد الجغرافيا أقل ثمنا!
من المؤسف أنّ يتحوّل العلويون والدروز إلى مجرّد أوراق ضغط، وأن تصبح دماء الضحايا كبش فداء على مذبح مصالح وسياسات غير سورية!!
(١)-في الخطوط العامة لمشروع التقسيم ومخاطرة.
https://m.ahewar.org/s.asp?aid=860404&r=0&cid=0&u=&i=13948&q=
(٢)-التسوية السياسية الأمريكية الجزئية في سوريا. https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=835209
(٣)-في ٢٤ ٢٥ حزيران ٢٠١٩ أثمرت جهود روسيّة إسرائيلية مشتركة في انعقاد قمّة ثلاثية، عُرفت لاحقا ب"مؤتمر القدس الأمني"، جمعت بين مستشاري الأمن القومي الأمريكي والروسي والإسرائيلي...
مما جاء من تصريحات رئيس الوزراء نتنياهو في مستهل القمة:
"...إنّ هذه هي قمة تاريخية لأن هذا هو أول لقاء بين مستشاري الأمن القومي الخاصين بدولنا الثلاث وهي تعقد في عاصمتنا أورشليم. ...أؤمن بأنه توجد هناك أرضية أكبر للتعاون بين دولنا الثلاث مما يصوره البعض. هذه القمة تشكل فرصة حقيقية للمساهمة في تحقيق ذاك الاستقرار في منطقتنا، وخاصة في سوريا.
.. إسرائيل ستواصل العمل على منع إيران من استخدام أراضي الدول المجاورة كمنصات لشن الاعتداءات علينا وإسرائيل سترد بقوة على أي عدوان....
دولنا الثلاث تريد أن ترى سوريا تنعم بالسلام وبالاستقرار وبالأمان. هذا هو الهدف المشترك. لدينا أيضا هدف مشترك عبارة عن تحقيق الهدف الأكبر وهو الضمان بأنّ أية قوات أجنبية وصلت إلى سوريا بعد 2011 لن تبقى فيها.
أؤمن بأن النتيجة التي قد وصفتها للتو سيكون جيدا بالنسبة لروسيا وللولايات المتحدة ولإسرائيل, وإن سمح لي بأن أضيف – هذا سيكون جيدا أيضا بالنسبة لسوريا.
نتطلع إلى مناقشة سبل عملية لتحقيق هذا الهدف الذي يعتبر حيويا لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 بشكل ناجح...".



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حيثيات وأهداف مؤتمر قامشلو للحوار الكردي- الكردي!
- الصراع على سوريا والساحل السوري- قراءة في الوعي السياسي النخ ...
- الصراع على سوريا- خبر ....وتعقيب!
- الصراع على سوريا، وخفايا الانضمام إلى التحالف الدولي!
- الصراع على سوريا والساحل السوري- المشروع الفرنسي .
- دراسة نقدية في برنامج وسلوك القيادة السورية الجديدة. الجزء ا ...
- دراسة نقدية في برنامج وسلوك القيادة السورية الجديدة. الجزء ا ...
- دراسة في برنامج الرئيس السوري المكلّف في المرحلة الانتقالية- ...
- الصراع على الساحل السوري- الجزء الأوّل .
- في الذكرى السنوية للثورة المغدورة!
- في اتفاق الشرع / عبدي!
- في الخطوط العامة لمشروع التقسيم ومخاطره!
- في طبيعة مفاتيح الدكتور حازم نهار .
- قراءة سوريّة في دعوة الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني ...
- دراسة في برنامج الرئيس السوري المكلّف في المرحلة الانتقالية- ...
- محطّة مؤتمر الحوار، في عوامل الصراع على سوريا، وموجّبات النض ...
- في بعض هموم الحوار الوطني السوري!
- المثقّف النخبوي، وإشكاليات الدور السياسي!
- دروس ومقترحات حول آليات النشاط المدني السلمي .
- معا، نحو مستقبل أفضل لسوريا !


المزيد.....




- ترامب يتحدث عن إمكانية تخفيف الرسوم الجمركية على الصين.. هذا ...
- مالطا تقترح إصلاح سفينة من -أسطول الحرية- استُهدفت بمسيرات ف ...
- هذه كانت وصية البابا الأخيرة.. تحويل سيارته إلى عيادة متنقلة ...
- مصدران لـCNN: إسرائيل تصادق على خطة موسعة لاحتلال أراضي غزة ...
- زيلينسكي: بعض السياسيين الأوروبيين يسعون للحصول على مقعد أفض ...
- مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يوافق على توسيع الهجوم في غزة ...
- الهباش: عباس يعتزم مناقشة الوضع في غزة والعلاقات الثنائية مع ...
- إنجاز روسي جديد.. أول قمرة قيادة بدون نوافذ للطائرات فوق الص ...
- الأمن الروسي يلقي القبض على مواطن تلقى تعليمات أوكرانية لتنف ...
- إسبانيا تعبر عن قلقها إزاء الأوضاع في سوريا وتدعو إسرائيل إل ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - كيف نقرأ حقيقة أهداف السياسات العدوانية الإسرائيلية تجاه السلطة السورية الجديدة؟