أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - المثقّف السياسي السوري الكردي، بين ضرورات الموضوعية ومتطلبّات الاصطفاف السياسي!















المزيد.....

المثقّف السياسي السوري الكردي، بين ضرورات الموضوعية ومتطلبّات الاصطفاف السياسي!


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتضمّن مقال الصديق العزيز أكرم حسين حول حدث حل حزب العمال الكردستاني التركي في نهاية اجتماع مؤتمره الثاني عشر، بين ٥ ٧ نيسان عدّة مغالطات، تمكّن من تسويقها عندما تجاهل الربط بين قرار حل الحزب ونداء عبد الله أوجلان في ٢٥ فبراير .(١)

إذ لم يشر الصديق إلى حقيقة أن قرار حل الحزب اليوم هو تلبية لما جاء في الرؤية التاريخية التي قدّمها القائد التاريخي عبد الله أوجلان في نداء ٢٥ فبراير (٢)، فإنه نجح في لوي عنق الحقائق التالية:
١في تجاهل أهميّة وطبيعة العامل الخارجي في شروط ولادة و أهداف و وسائل صراع حزب العمال الكردستاني التركي ضد الدولة التركية التي أوضحها نداء الزعيم أوجلان ،أراد الصديق حصر المسؤولية بالعامل الداخلي في طبيعة النظام التركي، ونجح في تغييب العامل الخارجي ذاته في عوامل سياق وأهداف ولادة مشروع قسد، وهي أخطر الحَقَائِق التي تبيّن دور قسد في مرجعيته الكردستانية لأهداف و سياقات مشروع حزب العمال الكردستاني التركي، و حروب تقسيم سوريا منذ تدّخل جيوش واشنطن في صيف ٢٠١٤.
في ندائه التاريخي، يبيّن القائد العلاقة الجدلية بين عوامل التأسيس الداخلية والخارجية(٣)، ويكشف أهداف الأجندات الخارجية التي تصدّرت أولويات القوى الدولية المتنازعة على السيطرة الإقليمية في حقبة الحرب الباردة، حين ولد حزب العمال الكردستاني التركي.
"على مدى أكثر من ألف عام، سعى الأتراك والأكراد إلى الحفاظ على وجودهم والصمود في وجه القوى المهيمنة، مما جعل التحالف القائم على الطوعية ضرورة دائمة لهم.
لكن الحداثة الرأسمالية، على مدار المئتي عام الماضية، جعلت هدفها الأساسي هو تفكيك هذا التحالف."
العامل الخارجي الحاسم يكمن في سعي قوى "الحداثة الرأسمالية" التي تصارعت في ظروف الحرب الباردة، حيث ولد الحزب، لتفكيك الدولة التركية، وهو الذي مكّن الحزب في حروبه الطويلة.
لقد ولد حزب العمال الكردستاني في عوامل السياق الخارجية وأجواء الحرب الباردة التي شهدها العالم"، وهي بالمناسبة نفس عوامل الشروط التاريخية التي شكّلت الحاضنة السياسية لولادة الإسلام السياسي الجهادي، وحددت سقف أهداف و وظائف الميليشيات الجهادية والكردستانية، على حد سواء (٤).
٣ في محاولته لإضفاء الشرعية الأوجلانية/ الكردستانية على كيان قسد بالقول "وقد تجسّدت هذه الأفكار لاحقاً في تجربة "الإدارة الذاتية" لشمال وشرق سوريا، حيث أصبحت فضاءً عملياً لتطبيق نظرية "الأمة الديمقراطية،على الأرض." يعتمد الصديق على أفكار قديمة في عمليات التحدّيث النظري التي عمل عليها السيد عبد الله أوجلان طيلة العقدين الماضيين، متجاهلا الأفكار الأخيرة، كما وردت في نداء ٢٥ فبراير التاريخي: " أما الحلول القائمة على النزعات القومية المتطرفة، مثل إنشاء دولة قومية منفصلة، أو الفيدرالية، أو الحكم الذاتي ، أو الحلول الثقافوية، فهي لا تلبي متطلبات الحقوق الاجتماعية التاريخية للمجتمع."!
٤ الأخطر من ذلك كلّه، يغيّب الصديق ما ورد في بيان الدعوة من تأكيد القائد على ضرورة حل سلاح جميع المجموعات التابعة لحزب العمال الكردستاني التركي، بما فيها قسد :"ويجب على جميع المجموعات التخلي عن السلاح"!
في الوقت الذي يدعو فيه اوجلان قسد لحل سلاحها، يرفض الجنرال مظلوم عبدي تفكيك سلاح" قوات سوريا الديمقراطية" و الاندماج داخل هياكل ومؤسسات وزارة الدفاع السورية الجديدة كأفراد، ويتمسّك بشرط بقاء جيشه "كتلة عسكرية" موحدة، على نموذج "البيشمركة البرزانية"، بهياكلها ومرجعيتها الأيديولوجية، وقياداتها ومقاتليها ومواقع تمركزها الراهنة ،بما يجعل ما يعلنه عن موافقة على " دمج" قسد في الجيش السوري لايتعدّى فقط وضع جيشه الخاص نظريا تحت مظلّة شرعية الجيش السوري الجديد، وبالتالي شرعية وجود الكيان الجيوسياسي المنفصل في مرتكزات السيطرة الرئيسية : احتكار السلاح والسيادة والإدارة ، باسم واضح الدلالة " روجافاي كردستان "، في تزوير واضح لحقائق الجغرافيا والتاريخ السوريين لمنطقة الجزيرة السورية !!
في الختام، لا يسعنا إلّا أن نعترف بالموضوعية والمصداقية التي اتسمت بها مراجعات الزعيم أوجلان النظرية المتتالية منذ مطلع الألفية ، خاصة في خلاصتها كما صاغها في أطروحات نداء ٢٥ فبراير التاريخي ، وطبّقها في مؤتمر حل الحزب، وحرصه الصادق على تصويب ما حصل في سياقات حروب الآخرين ضد الدولة التركية ودول الإقليم، في تجيير سياسي واعلامي لحقوق الأكراد القومية المشروعة ولتضحيات عشرات ألوف الأكراد، ووضع المشروع القومي في مواجهة المشروع الديمقراطي، تحت يافطة ضرورات بناء مؤسسات الدولة الديمقراطية!!
لقد أوضح القائد التاريخي طبيعة المهام التي يتوجّب على الأحزاب والتيارات والمجموعات العسكرية الكردستانية العمل من أجلها، في إطار علاقة جدلية غير قابلة للفصل بين الأهداف القومية الكردية والوطنية الديمقراطية، وهي التي تصرّ قسد على رفضها في مسعى للحفاظ على امتيازات امتلاك سلاح السلطة والثروة في "إقليم شمال وشرق سوريا"!
في جوهر خلاصة الرؤية والمصير :
"لا يمكن إنكار الحاجة إلى مجتمع ديمقراطي.
أما الحلول القائمة على النزعات القومية المتطرفة، مثل إنشاء دولة قومية منفصلة، أو الفيدرالية، أو الحكم الذاتي، أو الحلول الثقافوية، فهي لا تلبي متطلبات الحقوق الاجتماعية التاريخية للمجتمع.
إنّ احترام الهوية، وحرية التعبير، والتنظيم الديمقراطي، وبناء الهياكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكل فئة وفقًا لأسسها الخاصة، لا يمكن أن يتحقق إلاّ بوجود مجتمع ديمقراطي ومساحة سياسية ديمقراطية. "
وهي تتفق مع اطروحات الأحزاب والتيارات السياسية القومية الكردية قبل ٢٠١١،التي كانت قد وضعت إنجاز الحقوق القومية الكردية السورية في صيرورة الانتقال السياسي والتحوّل الديمقراطي، وربطت بين نضال الكرد القومي ونضال الشعب السوري الديمقراطي، بعكس ما حصل لاحقا في إطار " المجلس الوطني الكردي " حيث وضعت أهداف المشروع القومي الخاص في مواجهة المشروع الديمقراطي السوري، ودّقت أسفين في الصف الوطني الديمقراطي السوري، وكانت أحد أسباب هزيمة الثورة الديمقراطية...
(١)- https://www.facebook.com/share/p/19JjK4fjqi/ . من الجدير بالذكر أنّ المهندس أكرم حسين يمثّل أحد أبرز النخب السياسية والثقافية السورية الكردية، وأكثرها تأثيراً على الوعي السياسي والثقافي النخبوي الكردي، ويحوذ بما كان يقدّمه من قراءات سياسية متواصلة وموضوعية حول جميع قضايا الصراع على سوريا احترام وتقدير الجميع . الصديق العزيز أكرم حسين هو أيضا رئيس اللجنة التنفيذية في "تيار مستقبل كردستان سوريا"، أحد الأحزاب الفاعلة في "المجلس الوطني الكردي" الذي تأسس في نهاية أكتوبر٢٠١١،في مواجهة "المجلس الوطني السوري"، والتي دخلت في شراكة استراتيجية مع قسد وفقا لمخرجات كونفرانس السادس والعشرين من نيسان الماضي (وعلى قاعدة اللامركزية السياسية التي رفضتها رؤية نداء الزعيم أوجلان )،بعنوان "وحدة الموقف والصف الكردي"، وإعلان ولادة "روجافاي كردستان" على مناطق شاسعة من الجزيرة السورية المحتلّة !
(٢)-" اتفقوا على عقد مؤتمر واتخاذ قرار بالاندماج مع الدولة والمجتمع، ويجب على جميع المجموعات التخلي عن السلاح، وعلى حزب العمال الكردستاني أن يحل نفسه."
(٣)- في عوامل السياق التاريخية الإقليمية والتركية :"ولد حزب العمال الكردستاني في القرن العشرين، الذي كان أكثر العصور عنفًا في التاريخ، في ظل حربين عالميتين، والاشتراكية الواقعية (الستالينية)، وأجواء الحرب الباردة التي شهدها العالم، وإنكار الواقع الكردي، والقيود المفروضة على الحريات، وعلى رأسها حرية التعبير.".
(٤)-
" كشف حديث الأمير الشجاع محمد بن سلمان لجريدة الواشنطن پوست الأمريكية أكاذيب ما أسماه السلفيون "الصحوة الإسلامية"، ومراكز بحوث واشنطن "محاربة الإرهاب" معترفا بأنّ نشر السعودية للوهابية لم يكن خالصا لوجه الله، وإنما كان استجابة لمطلب أمريكي وتوظيفا للإسلام ، لخدمة سياسات مشاريع السيطرة الأمريكية.!!!
أكّد بن سلمان أنّ تأسيس وتمدد الإسلام السياسي الجهادي كان نتيجة لصفقة سياسية أبرمتها أمريكا مع كل من السعودية ومصر وباكستان، وأن تسويق هذا الفكر الديني المتشدد كان فقط لخدمة المعركة ضد الاتحاد السوفيتي...!!"، طبعا، يتجاهل الأمير الاستخدام الأخطر في قطع صيرورات التغيير الديمقراطي ودفع الصراعات الداخلية السياسية على السلطة على مسارات الخَيار العسكري الميليشياوي، قد تكاملت في سوريا أدوار أذرعه الجهادية والكردستانية!



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارطة طريق مشروع تقسيم سوريا!
- الخَيار الامني الميليشياوي في مواجهة حراك وثورة ٢٠ ...
- كيف نقرأ حقيقة أهداف السياسات العدوانية الإسرائيلية تجاه الس ...
- في حيثيات وأهداف مؤتمر قامشلو للحوار الكردي- الكردي!
- الصراع على سوريا والساحل السوري- قراءة في الوعي السياسي النخ ...
- الصراع على سوريا- خبر ....وتعقيب!
- الصراع على سوريا، وخفايا الانضمام إلى التحالف الدولي!
- الصراع على سوريا والساحل السوري- المشروع الفرنسي .
- دراسة نقدية في برنامج وسلوك القيادة السورية الجديدة. الجزء ا ...
- دراسة نقدية في برنامج وسلوك القيادة السورية الجديدة. الجزء ا ...
- دراسة في برنامج الرئيس السوري المكلّف في المرحلة الانتقالية- ...
- الصراع على الساحل السوري- الجزء الأوّل .
- في الذكرى السنوية للثورة المغدورة!
- في اتفاق الشرع / عبدي!
- في الخطوط العامة لمشروع التقسيم ومخاطره!
- في طبيعة مفاتيح الدكتور حازم نهار .
- قراءة سوريّة في دعوة الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني ...
- دراسة في برنامج الرئيس السوري المكلّف في المرحلة الانتقالية- ...
- محطّة مؤتمر الحوار، في عوامل الصراع على سوريا، وموجّبات النض ...
- في بعض هموم الحوار الوطني السوري!


المزيد.....




- -نفتقدك-.. كيتي بيري تغيب عن زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- في كوريا الشمالية.. من يُسمح له بالدخول إلى المنتجع الضخم ال ...
- ليلة تحييها ليدي غاغا وإلتون جون.. وتوقعات اليوم الأخير لحفل ...
- هل توجد مؤشرات حقيقية تدفع نتانياهو للتوجه نحو إقرار هدنة في ...
- -عراك بين إسرائيلي وإيراني- في أستراليا.. ما هي حقيقة الفيدي ...
- -شهيدات لقمة العيش-.. مصر تودع 18 فتاة قضين في حادث مأساوي
- خلفيات التوجه الأمريكي نحو إقرار وقف لإطلاق النار بغزة
- رواندا والكونغو الديموقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن
- التداعيات المحتملة لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورو ...
- تحذيرات من موجة حر قياسية تضرب جزء من أوروبا ومخاوف من حرائق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - المثقّف السياسي السوري الكردي، بين ضرورات الموضوعية ومتطلبّات الاصطفاف السياسي!