أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - الصراع الإيراني الإسرائيلي، وقضية البرنامج النووي والبلاستي!















المزيد.....

الصراع الإيراني الإسرائيلي، وقضية البرنامج النووي والبلاستي!


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 13:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ١٣ يونيو 2025 ، أطلقت إسرائيل عملية Rising Lion ("Am Kelavi") التي تستهدف تقويض البرنامج الصاروخي والنووي الإيراني، كما أعلن رئيس حكومة الحرب .
التساؤل الرئيسي :
ما هي حقيقة أهداف الموجة الجديدة من الهجمات الإسرائيلية المتعددة الأذرع في العمق الإيراني، وإلى أيّة درجة نجحت في تحقيقها؟
في منطق العقلية الاستراتيجية الإسرائيلية، نقرأ:
" تمثّل إيران والمحور الإيراني في الشرق الأوسط تحديات فورية وطويلة الأجل لإسرائيل، ويشكّل البرنامج النووي الإيراني ، إلى جانب أنظمة الصواريخ طويلة المدى والطائرات بدون طيار في أيدي وكلاءها ، خطرًا استراتيجيًا كبيرًا على الأمن القومي لإسرائيل. بالإضافة إلى ذلك ، فإن التأثير الإقليمي لإيران من خلال وكلاءها وشركائها في لبنان والعراق واليمن والساحة الفلسطينية تشكل أيضًا تحديًا كبيرًا لإسرائيل. على الرغم من أن المحور المؤيد للإيراني في المنطقة عانى من ضربات ثقيلة منذ 7 أكتوبر ، وخاصة في ضوء النجاحات الميدانية لإسرائيل ضد حزب الله وحماس ، وكذلك انهيار نظام الأسد في سوريا ، فإن إيران لم تتخلى عن طموحاتها الإقليمية."( INSS- The Institute for national security studies)
من جهة ثانية، حول أبرز أحداث ووقائع الهجمات الإسرائيلية،
جاء في تقرير تلفزيون سوريا :
" فجر الجمعة، شنّت إسرائيل واحدة من أعنف غارتها الجوية، مستهدفة مواقع نووية، وعسكرية مرتبطة ببرامجها، داخل العمق الإيراني، وعدد من القادة وعلماء الذرة الإيرانيين . استهدف الغارات منشآت شديدة الحساسية، بينها أجزاء من مفاعل " نطنز "، ومواقع في فوردو وأصفهان، وتوالت بعدها إنفجازات عنيفة في طهران، حيث أعلنت وسائل إعلام إيرانية تفعيل وسائل الدفاع الجوية واعتراضها عدد من الصواريخ."
وتحدّث تقرير " أ.ف.ب." عن " سقوط ٧٨ قتيلا، و ٣٢٠ جريحا " .
في القراءة السياسية للأحداث وحيثياته ، يبدو جليّا استهداف وإصابة الضربات الجوية الإسرائيلية قلب المنشآت النووية الإيرانية، ونجاحها في تحييد عشرات القائمين على قيادة المشروع والاجهزة العسكرية والأمنية المرتبطة ببرامجه...
أمّا إمكانية استئناف الهجمات الإسرائيلية، وبالتالي آفاق تصاعد الحرب بين الدولتين الأكثر تصارعا على مناطق النفوذ والسيطرة الإقليمية، يعتمد بدرجة رئيسيّة على التقييم الإسرائيلي اللاحق لدرجة تحقيق الأهداف !
ضمن هذا السياق، التساؤل الذي يطرح نفسه، ويشغل بال قطاع واسع من الرأي العام الإقليمي والإيراني :
هل في أهداف الحرب الإسرائيلية التكتيكية أو المتوسطة المدى توفير شروط إسقاط سلطة النظام الإيراني؟
أعتقد أنّ درجة قوّة النظام الإيراني العسكرية و تماسكه الداخلي يحددها كعامل رئيسي طبيعة مظلة الحماية الأمريكية، في حين تتعزز قوّة" إسرائيل" الذاتية في غياب الضغوط الأمريكية الرادعة !!
في التاريخ القريب، العامل الرئيسي الذي منع حكومة الحرب اليمينيّة الإسرائيلية خلال ما عرف بهجمات رّد " الوعد الصادق" خلال ٢٠٢٤ من استهداف المنشآت النووية لم يكن سوى وجود مظلّة الحماية أوّلا، وقوّة ضغوط الردع الأمريكية، ثانيا، وقد رفض الرئيس بايدن الديمقراطي تحت ذريعة " منع انتشار النزاع إقليميا" السماح لنتنياهو بتنفيذ تهديداته ، وتوعّد، في حال أقدم نتنياهو على مهاجمتها !
مع وصول ترامب إلى السلطة في ديسمبر ٢٠٢٤، بدأت تتبلور ملامح استراتيجية إقليمية أميركية جديدة، تعاكس في الاتجاه، وتتناقض في الأهداف، مع استراتيجية السيطرة الإقليمية التشاركية بين الولايات المتحدة والنظام الايراني التي أطلقت واشنطن صيرورتها منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، وشكّلت مظلّة الحماية والدعم اللوجستي لتقدّم أذرع المشروع الإيراني الإقليمية حتى عندما تعارضت في فلسطين المحتلّة وسوريا ولبنان مع مصالح وسياسات الأمن القومي الإسرائيلي .
في هذه المرحلة الجديد من خطط وسياسات مشروع السيطرة التشاركية الإقليمية الأمريكية، حيث تسعي واشنطن لتوفير شروط استقرار سوري وإقليمي دائم، عبر دعم مسارات توحيد الجغرافيا والسلطة والسيادة في سوريا ، واستكمال خطوات وإجراءات التطبيع الإقليمي في إطار مشروع " آبراهم " المتضمّن إعادة دمج النظام الإيراني في آليات النظام الإقليمي الجديد ، جنبا إلى جنب مع السعودية و " إسرائيل " ، وإذا أخذنا بعين الاعتبار عواقب إسقاط سلطة النظام الإيراني على وحدة إيران ، ومخاطر تفشيل الدولة وتقسيمها على الأمن القومي الإقليمي الذي تعمل واشنطن على ترسيخ أسسه، تتضح طبيعة مظلّة الحماية الأمريكية لسلطة النظام الإيراني ، وحدود سقف الحرب الإسرائيلية الدائرة رحاها اليوم
حول قضايا التسلّح والنفوذ الإقليمي.
في تقديري لا تخرج مظلة الدعم الأمريكي للهجمات الإسرائيلية عن سقف الأهداف المرتبط بتقويض المشروع النووي او وضع ضغوط رادعة على سلطة النظام الإيراني لدفعها على توقيع أتفاق نووي جديد بالشروط الأمريكية، وما تزال مظلة حماية سلطة النظام الإيراني في مواجهة مخاطر التغيير الداخلية أو الخارجية قائمة ، وفعّالة ، ولا تستثني الحكومة الإسرائيلية، بغض النظر عن طبيعة دوافعها وأسباب أمنها القومي!!
فليس من مصلحة واشنطن، ولا في أهداف أجنداتها الإقليمية إسقاط سلطة النظام الإيراني، لأسباب واضحة ترتبط بعواقب إسقاط سلطة النظام الإيراني على وحدة إيران ، ومخاطر تفشيل الدولة وتقسيمها على الأمن القومي الإقليمي الذي تعمل واشنطن على ترسيخ أسسه، بما يصل بنا إلى الاستنتاج أنّ هدف الحرب الإسرائيلية الراهنة لن يتجاوز سقف إجهاض مشروع التسليح الإيراني، البالستي والنووي ، ولن يسعى لإسقاط النظام الذي سيصبح لاحقا أحد مرتكزات مشروع التطبيع الإقليمي......
ندرك أنّ هدف الحرب الإسرائيلية الراهنة لن يتجاوز سقف إجهاض مشروع التسليح الإيراني، البالستي والنووي ، ولن يسعى لإسقاط النظام الذي سيصبح لاحقا أحد مرتكزات مشروع التطبيع الإقليمي......
لقد حققت الهجمات الإسرائيلية أهدافها ، ودمّرت العشرات من البنى و الأهداف الأكثر أهميّة التي كلّفت أعداد من المليارات، لا تعدّ، ولا تحصى، وزهقت أرواح عشرات الخبراء و القادة العسكريين، وتركت لنظام الملالي أمام الخَيار الأسوأ:
الرضوخ لشروط الصفقة الأمريكية الجديدة حول مستقبل أهداف وآليات عمل البرنامج النووي والبلاستي، أو مواجهة المزيد من عواقب الهجمات الإسرائيلية.
في خلاصة القول، من حيث الجوهر، لم تسقط مظلّة الحماية الاستراتيجية لسلطة النظام الإيراني في طهران ، رغم تضمّن ما حصل من تغيّرات استراتيجية تفكيك مرتكزات سيطرته الإقليمية في سوريا ولبنان وفلسطين .



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يقلب الإيرانيون الطاولة على رأس نتنياهو؟
- التسوية في غزة و قطار التطبيع الإقليمي- فرص وإمكانيات!
- الصراع على سوريا في أهداف وأدوات الخيار الأمني الميليشياوي!
- الصراع على سوريا بين ٢٠١١ ٢ ...
- قائد - قسد- وآخر مستجدّات العلاقات مع تركيا.
- في أبرز تساؤلات المشهد الاقتصادي السوري .
- في مأزق الثقافة السياسية الكردستانية.
- مسارات العملية السياسية الانتقالية في سوريا ، تحدّيات وفرص!
- دراسة في مداخلات جلسة الاستماع أمام لجنة العلاقات الخارجية ف ...
- الطيّب تيزيني، ضمير سوريا وعقلها الوطني الحر.
- الصراع على سوريا ، و أبرز ملامح المشهد السياسي!
- الوعي السياسي النخبوي المعارض، وطبيعة الصراع على سوريا !
- المثقّف السياسي السوري الكردي، بين ضرورات الموضوعية ومتطلبّا ...
- خارطة طريق مشروع تقسيم سوريا!
- الخَيار الامني الميليشياوي في مواجهة حراك وثورة ٢٠ ...
- كيف نقرأ حقيقة أهداف السياسات العدوانية الإسرائيلية تجاه الس ...
- في حيثيات وأهداف مؤتمر قامشلو للحوار الكردي- الكردي!
- الصراع على سوريا والساحل السوري- قراءة في الوعي السياسي النخ ...
- الصراع على سوريا- خبر ....وتعقيب!
- الصراع على سوريا، وخفايا الانضمام إلى التحالف الدولي!


المزيد.....




- التوقيت بعد ساعات على تهديد ترامب.. خامنئي يشعل ضجة بتدوينة: ...
- مصر.. عمرو موسى يشعل ضجة بدعوة عاجلة تفعيل المادة 205 بسبب ص ...
- التقارب بين بيونغ يانغ وموسكو يزعج سيئول
- مكون بسيط في أغذية شائعة قد يقلل خطر النوبات القلبية
- آبل تخطط لإطلاق ساعات ذكية مزودة بمقياس لسكّر الدم
- أطعمة تزداد فائدتها عند تبريدها
- مقتل شخصين وانتشال 5 ناجين حتى الآن إثر انهيار مبنى في منطقة ...
- حلم الشباب الدائم يقترب!.. مركبات بكتيرية في دمائنا تمنحنا ا ...
- اكتشاف بركان مريخي ظل مخفيا عن أعين العلماء 15 عاما!
- إسرائيل بدأت الحرب، فمن سيربح؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - الصراع الإيراني الإسرائيلي، وقضية البرنامج النووي والبلاستي!