أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رانية مرجية - ✦ مسيحيو الشرق: ملح الأرض ونورها














المزيد.....

✦ مسيحيو الشرق: ملح الأرض ونورها


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8383 - 2025 / 6 / 24 - 08:14
المحور: حقوق الانسان
    


هل كُتب على مسيحيي الشرق أن يظلوا دائمًا بين سندان الطمس ومطرقة التهميش؟
وهل يُعقل أن نُقصي من كان حجر الأساس في بناء نهضتنا العربية، من المدارس إلى الجامعات، ومن المطابع إلى المعاجم، ومن الكنائس التي كانت منارات علم إلى السجون التي دخلوها شهداء حرية؟
إن الحديث عن مسيحيي الشرق ليس ترفًا فكريًا ولا استعراضًا تاريخيًا. إنه التزام وجودي. لأن من ينكر جذورهم، ينكر وجه الشرق الحقيقي، ويغتال ذاكرة الأمة.
من جبران خليل جبران الذي خطّ لنا الإنجيل بأبجدية الوجدان، إلى نازك العابد التي رفعت العلم السوري بوجه الفرنسي، ومن خليل السكاكيني الذي نادى بعقلنة الإيمان، إلى إميل حبيبي الذي قال: “أنا الحاضر الغائب”، كأن لسان حالهم جميعًا يقول: نحن هنا، لا كزينة في الفسيفساء، بل كأعمدة في الهيكل.
✦ الشهادة بالدم والنور
لم يكن مسيحيو الشرق يومًا أقلية تبحث عن شفقة، بل أكثرية قيمية صنعت الأمل في أحلك الأوقات.
هم الذين كتبوا أول الصحف، وأنشأوا أول المدارس، وتقدموا الصفوف في الثورة الكبرى، وفي الدفاع عن بيروت وغزة وبيت لحم.
هل ننسى أن الشيخ والراهب نزفا الدم ذاته في كنيسة القيامة خلال الانتفاضة الأولى؟
أو أن الصليب والهلال تحالفا في سجن عكا قبل أن يتشاركا النشيد ذاته في الميادين؟
✦ الطائفة… أم الأمة؟
لا يمكن أن نفهم إسهام مسيحيي الشرق إن حصرناهم ضمن الطائفة. فهُم طليعة فكرية، لا طائفة دينية فقط.
لقد ساهموا في نشوء الهوية العربية الجامعة، لا ليفرضوا عقيدتهم، بل ليرفعوا من شأن الإنسان.
في بغداد، في القاهرة، في القدس، في دمشق، وفي يافا، كان حضورهم أشبه بضمير حيّ للأمة.
لكن، كيف لنا أن لا نخاف اليوم، حين نرى الهجرات، والتفريغ المتسارع، والألسنة التي تُشيطنهم وتختزلهم بـ”الغرباء عن الشرق”؟
أي جهل هذا الذي يُصادر منهم انتماءهم لأنهم ليسوا على مذهب الأغلبية؟
ومَن هذا الشرق الذي يتنكر لكتّابه، وشعرائه، وأطبائه، وفنانيه، ومدافعيه عن فلسطين لمجرد أنهم مسيحيون؟
✦ من أجل شرق لا يُقصي أحدًا
إن الدفاع عن مسيحيي الشرق ليس مهمة المسيحيين وحدهم. بل واجب كل حرّ يرى في التعددية ثروة روحية، لا تهديدًا أمنيًا.
نحن لا نكتب عن الماضي، بل عن الحاضر الذي يُستباح والمستقبل الذي يتبخر.
نحن لا نناشد بالرحمة، بل نطالب بالعدالة.
نحن لا نقبل بالشعارات الفضفاضة، بل نُصرّ على دولة المواطنة، لا دولة الطوائف، على مجتمع يصغي لا يقصي، يُشرك لا يُفرّق.
✦ صرخة لا تنطفئ
أكتب لا لأنني خائفة عليهم، بل لأني خائفة علينا من خسارتهم.
أكتب لأنني ابنة الرملة، حيث الكنيسة والجامع يتهامسان في الفجر.
أكتب لأنني آمنت دومًا أن الشرق لا يُنقذ إلا حين يعترف بكل أبنائه، مسلمين ومسيحيين، دروزًا ويهودًا عربًا، بصفتهم بشرًا لا أرقامًا، وأصواتًا لا صدى.
أكتب لأن المسيحية في هذا الشرق، ليست عقيدة فحسب، بل رسالة حب ومقاومة وفكر وإنسان.
وإن ضاعت هذه الرسالة، ضاع الشرق نفسه



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يستطيع أن يُعرب كلمة “صُمير”؟
- من قال إن الكنائس لا تُفجّر؟! — دماء مار إلياس تصرخ في شوارع ...
- الرملة واللد ويافا: ثلاثية الجرح الفلسطيني من النكبة إلى معر ...
- الإصغاء كفعل مقاومة: من دورة توجيه المجموعات في مركز ريان، إ ...
- -همسات من الوطن العربي-- قصص قصيرة جداً
- أن تكون مثقفًا يعني أن تشجّع غيرك وتدعمه
- أمي، هل تسمعينني الآن؟
- ارتعاش الخلاص
- حين تنطق الأرض وتبكي السماء
- وصايا لعصر تائه
- يا مَن كُسِرَ قلبه ولم يصرخ، الربُّ معك!
- ثلاث نَفَسات… وإلهٌ واحد لا شريك له
- كيف تفقد وزنك؟
- قلمي
- ⟡ صلاة الأرواح وأهازيج الغياب ⟡
- كيف تصبح وزيرًا في دولة عربية؟
- قراءة في حكمة الفناء من منبر الإنسان الباحث
- “حين تُقصف الهشاشة: ذوو الإعاقة بين نيران الحرب وصمت الدولة”
- حين يغيب الضوء، نبقى نحن”
- الكتابة الإبداعية… حين نداوي الجرح بالحبر


المزيد.....




- الأمم المتحدة تندد بقتل إسرائيل المجوعين بغزة وتصفه بالمذبحة ...
- اتهام أممي لإسرائيل باقتراف -مذبحة- تجويع وجرائم حرب
- الأمم المتحدة: استخدام الغذاء سلاحا ضد المدنيين في غزة هو جر ...
- العودة المستحيلة: اللاجئون بين الوعود الكاذبة وانسداد الأفق ...
- تقرير فلسطيني: إسرائيل أصدرت 600 أمر اعتقال إداري خلال أسبوع ...
- سوريا.. القبض على لواء سابق في النظام المخلوع متورط في ارتكا ...
- الأمم المتحدة: غزة تشهد مذبحة وتهجير قسري لمحو حياة الفلسطين ...
- الأمم المتحدة: توظيف الغذاء كسلاح في غزة -جريمة حرب-
- الأمم المتحدة: الحرارة ترتفع بمعدل مضاعف في آسيا
- السعودية.. إعدام مواطنين خططا لاستهداف قاعدة عسكرية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رانية مرجية - ✦ مسيحيو الشرق: ملح الأرض ونورها