رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 8378 - 2025 / 6 / 19 - 16:27
المحور:
الادب والفن
" أمي..
زهرة الرمان .. جلّنار الوقت
إيقاع التراب السماوي
مدارات التراويد الرخيّة
دعاء زيتونة الجبل..
فوْح نرجسة النبع..
مراقي الزعتر الجبلي
عرائش المعنى وقنطرة المجاز
لك العافية وسياقات البهاء"
عندما نمجد الله/ شخص نبتعد عن استخدام الأفعال، ونركز على الأسماء، من هنا يردد النقشبندي "الله الخالق البارئ المصور" متجاوزا تناول الأفعال، والهدف من هذا التمجيد الهيام في لله والحلول فيه، وقد كتب الشاعر فراس حج محمد كتابا "سر الجملة الاسمية" تناول فيه هذا الأمر.
"مراد السوادني" يمجد أمه بطريقة تجمع عناصر البياض، المرأة، الطبيعة، الكتابة، التمرد، وإذا ما أضفنا عدم وجود أي لفظ أسود/ قاس نصل إلى أننا أمام نص مطلق البياض.
بدأ المقطع بلفظ: "أمي" المرأة، التي ولدت/ أوجدت/ خلقت كل عناصر الفرح الأخرى، فنجد الطبيعة في: "زهرة/ جلنار الرمان، التراب، السماوي، الزيتونة، الجبل/ الجبلي، نرجسة، النبع، الزعتر، عرائش" نلاحظ أن الشاعر يجمع أسباب الحياة الطبيعية من خلال تناوله لأرض: "التراب، الجبل" ومن خلال ما يزرع من "الأشجار/الرمان/ الزيتون/ الزعتر، نرجسة" ومن خلال وجود سبب النماء، الحياة، الماء/ النبع، فلا وجود للحياة النباتية دون أرض وماء، دون النبع.
ونجد الكتابة في: "إيقاع، المعنى، المجاز، البهاء" ونجد التمرد في تركيبة المقطع حيث قدم الشاعر أمه كربة الخصب/ الجمال/ الخير/ الفرح، فبدت عشتار هذا العصر، من هنا جمع الشاعر بين ما هو ارضي: "الجبل/ الجبلي، التراب، الزعر، الرمان، زيتونة" وما هو سماوي ومرتفع: "السماوي، عرائش، قنطرة" فبدت أمه جامعة لما هو أرضي وما هو سماوي.
ويستوقفنا الجمع بين ما هو ارضي وما هو سماوي ومرتفع: "فالجبل/ الجبلي" رغم أنه أرضي إلا أنه مرتفع وعال، وهذا يذيب/ يزيل/ يمحو الفرق بين السماء والأرض، بمعنى أن أمه تجمع/ توحد السماء بالأرض، وما استخدمه "التراب السماوي، زيتونة الجبل، والزعتر الجبلي" إلا من باب هذه الجمع، فالزيتونة ترتفع عن الأرض، والزعتر نبته ملاصقة للأرض.
وتأكيدا على قدسية أمه نجده يفتتح المقطع بلفظ" أمي" المكون من ثلاثة حروف، وهذا الرقم له دلالة القدسية والاستمرارية، وما وجود كل هذا البهاء والبياض والجمال إلا ناتج عن وجودها/ أثرها.
المقطع منشور على صفحة الشاعر.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟