أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المخابرات في رواية -من جبل الجرف إلى تل أبيب- أشرف مسعي














المزيد.....

المخابرات في رواية -من جبل الجرف إلى تل أبيب- أشرف مسعي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8342 - 2025 / 5 / 14 - 14:09
المحور: الادب والفن
    


المخابرات في رواية "من جبل الجرف إلى تل أبيب" أشرف مسعي
لو أقمنا استفتاء حول صورة المخابرات العربية سنجدها صورة قاتمة، وهذا يعود إلى طبيعة دورها في قمع المواطن ومطاردته ومحاصرته، وأكثر من هذا اعتقاله دون محاكمة وحتى قتله، من هنا يمكننا القول: إن تقديم عمل روائي يقلب هذه الصورة يعد استثناء، وهذا ما وجدناه في رواية "من جبل الجرف إلى تل أبيب" حيث يقدم السارد صورة إيجابية عن دور المخابرات الجزائرية، ودورها في كشف خلية تعمل لصالح المخابرات الفرنسية والموساد الإسرائيلي.
"خالد" بطل الرواية يتم إفقاده الذاكرة حتى تستطيع تجاوز الأحداث التي مر بها، حيث تكون زوجته "زينب/ راعوت صاموئيل" عملية للموساد، وأبنه "ياسين" انظم للجماعات التكفيرية (القاعدة)، من هنا تم إفقاده الذاكرة، لكنه يصر على معرفة ما جرى له، فيقرر مواجهة الحقائق والواقع رغم ما يحمله من مآسي وألم.
تخبره الممرضة "ناتالي/ فاطمة" هو راقد في إحدى مشافي فرنسا بشيء من وضعه، وإنه فاقد للذاكرة، وأن عليه عدم إرهاق نفسه في الماضي، لكنه ينطق اسم "ياسين" دون وعي، وهذا ما فتح أمامه الباب لمعرفة من هو/ وماذا جرى له ومعه.
وهنا يدخل "جود" على الخط حيث يعطيه بعض الإجابات عن ماضيه، مؤكدا له أن معرفة الماضي تحمل الألم، لكنه "خالد" يصر على المعرفة واستعادة ماضيه، بعدها يقابل مجموعة من الشخصيات: " يوسف، يونس، جمال، ضابط المخابرات، العميد مختار، قسام ياسين، غيث، التلمساني" وكلها ساعدته في استعادة ذاكرته، ومنها من ساعده في الوصول إلى مقر الموساد وتفجير قنبلة داخل المقر، ثم انسحابه وعودته سالما إلى فرنسا، وبعدها إلى الجزائر.
طريقة عرض الأحداث
السارد (يتجاهل) الخوض في تفاصيل دخول "خالد" مقر الموساد" وتفجير قنبلة داخله، تاركا للمتلقي في (حيرة) وهذا يحسب على الرواية وليس لها، فكان يجب التوقف عند كيفية دخول "خالد" إلى فلسطين المحتلة، ثم مقر الموساد، وكيف استطاع إدخال القنبلة وتفجيرها، ومن ثم انسحابه سالما دون كشف هويته أو أمره، علما بأنه قابل زوجته "زينب"/ راعوت صاموئيل" في المقر، وهذه (هفوة) أخرى وقع بها السارد، حيث يكان يجب أن يعتقل وينكشف أمره، لكن يبدو أن السارد أراد تقديم صورة إيجابية للمتلقي بصرف النظر عن (منطقية) الأحداث وتسلسلها.
الإيجابية
هناك إيجابية في الرواية أخرى في الرواية، وهي أن الأحداث تكشف لنا، أن "ياسين" ابن "خالد" كان يتعامل مع المخابرات الجزائرية، وهي من أوعزت له الدخول إلى "القاعدة" لمعرفة ما يحاك للجزائر من مؤامرات من قبل الأعداء، وأكثر من هذا نجد "ياسين" يتخلى عن أمه "راعوت صاموئيل" موكدا أن له أم واحدة فقط هي الجزائر: "نظر إلى أبيه بعيون ثابت، بل هذا رأس الأفعى راعوت صاموئيل، لدي أم واحدة، هي الجزائر، وأب واحد هو أنت" ص82، هذا الانتماء والمبدئية له أثر إيجابي على المتلقي الذي يفتقر لها في عالم أمتلأ (بالواقعية) والمصالح الشخصية.
التناص
كما أن تضمين الرواية لحالة المسيح هو مصلوب: "كانت صراخات ياسين تتردد في دماغه كأنه يستنجده: "أبي، لماذا تركتني؟ لماذا لم تساعدني؟" ص61، هذا التناص لحالة المسيح هو مصلوب مستنجدا بأبيه، أعطت الرواية لمسة جمالية، عمقت حالة الألم النفسي الذي يمر به "خالد".
كما أن السارد استخدم مقولة "أنطون سعادة" "إن الدماء التي تجري في عروقنا ليست ملكا لنا، بل هي وديعة الأمة فينا، متى تطلبها، وجدتها" بطريقة تخدم النص الروائي وإصرار "خالد" على معرفة الحقيقة ومحاربة الأعداء حتى النهاية: " إن الدماء التي تجري في عروقه لا تنبض إلا من أجل الوطن بل إن حياته التي سخرها كلها لخدمة وطنه" ص68، من هنا يمكننا القول :إن السارد استطاع تجاوز (هفوات) الحبكة والخوض في تفاصيل الأحداث، من خلال تضمين الرواية لمشاهد تقود القارئ إلى عوالم أخرى.
الحكم
بما أن الرواية تتحدث عن المخابرات وطرقها القذرة، فكان لا بد من (تبرير) لقسوة التي مرة بها "خالد" فكانت هذه الفقرة: "لا أحد يدخل بيت العنكبوت دون أن يتأذى" ص71، تمثل صورة (واقعية) عن حال كل من يتعامل مع المخابرات، فهناك ضريبة كبيرة يدفعها العامل بهذا النوع من الأمن.
الرواية من منشورات أدليس بلزمة للنشر والتوزيع، الجزائر، الطبعة الأولى 2025.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبيعة والمجتمع في قصيدة -البازلت- سامر كحل
- صكوك غفران للأموات
- ثورة الدروز وتمرد دمشق، الجنرال اندريا، ترجمة حافظ أبو مصلح
- الإيجابية في رواية -أحلام القعيد سليم- نافذ الرفاعي
- ثورة ال1936 في كتاب ثورة الفتى العربي رئيف خوري
- المعرفة والعرب في رواية ثورة القبور علي شلق
- أنت النبي وهم المنكر في قصيدة -وحدك- أحمد الخطيب
- الحرب في كتاب -التاريخ فكرا استراتيجيا- باسيل ليد هرت تعريب ...
- حاجتنا إلى عبقرية لينين
- إلى أين تذهب المنطقة العربية
- عقم الثورة في رواية -قصة مدينتين- شتارلز دكنز، ترجمة صوفي عب ...
- الدبية في غار الإخلاص محمد علي ضناوي
- الإقطاع في رواية -ميميد الناحل- ياشار كمال، ترجمة إحسان سركي ...
- الجديد في كتاب -مذكرات الأرقش- ميخائيل نعيمة
- المكان والإنسان في رواية -عين التينة- صافي صافي
- المنطقة العربية في كتاب -الوحدة العربية هل لها من سبيل- منيف ...
- جمالية الشكل والمضمون في كتاب -من حديث أبي الندى- إبراهيم ال ...
- سورية الجديدة (5) وما أرسلناك إلا قاتلا للسوريين
- نقد الذات في رواية شامة سوداء أسفل العنق
- الماضي في رواية جبل التاج لمصطفى القرنة: قراءة نقدية


المزيد.....




- موسم أصيلة الثقافي 46 يقدم شهادات للتاريخ ووفاء لـ -رجل الدو ...
- وزير الاقتصاد السعودي: كل دولار يستثمر في الثقافة يحقق عائدا ...
- بالفيديو.. قلعة حلب تستقبل الزوار مجددا بعد الترميم
- -ليس بعيدا عن رأس الرجل- لسمير درويش.. رواية ما بعد حداثية ف ...
- -فالذكر للإنسان عمر ثانٍ-.. فلسفة الموت لدى الشعراء في الجاه ...
- رحيل التشكيلي المغترب غالب المنصوري
- جواد الأسدي يحاضر عن (الإنتاج المسرحي بين الإبداع والحاجة) ف ...
- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...
- من مصر إلى كوت ديفوار.. رحلة شعب أبوري وأساطيرهم المذهلة
- المؤرخ ناصر الرباط: المقريزي مؤرخ عمراني تفوق على أستاذه ابن ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المخابرات في رواية -من جبل الجرف إلى تل أبيب- أشرف مسعي