أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الإقطاع في رواية -ميميد الناحل- ياشار كمال، ترجمة إحسان سركيس














المزيد.....

الإقطاع في رواية -ميميد الناحل- ياشار كمال، ترجمة إحسان سركيس


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8300 - 2025 / 4 / 2 - 03:41
المحور: الادب والفن
    


في وقت الألم/الحزن/اليأس نتقدم مما قرأنا أيام الشباب، لعلنا نسترجع شيئا من الأمل/الفرح الذي حملناه، يعيننا على تجاوز واقعنا البائس.
اللافت في هذه الرواية أنها تقدم البطل "ميميد الناحل" بصورة مقنعة، منطقية، حيث يتناوله السارد منذ كان صبيا في رعاية أمه "دينة" إلى أن أصبح فتى يحب ويعشق، يخطف حبيبته "حتشة" ويهرب بها بعد أن قرر "عبدي آغا" تزوجيها بابن أخيه، لكنه يتمرد على الإقطاعي عبدي آغا" ويطلق النار عليه وعلى الخاطب، يموت الخطاب وينجو "عبدي آغا" ليعيش في الجبال مع قاطع الطريق "دوردو المجنون" الذي كان يسلب الناس أموالهم، وحتى ملابسهم الداخلية، مما جعله محط حقد الناس وكرههم.
وكما تمرد "الناحل" على "عبدي آغا" يتمرد على "دوردو المجنون" ويمنعه من إهانة "كريم أوغلو" مهددا إيه بالقتل إذا ما تمادى في طلبه بخلع ملابسه الداخلية، لينشئ بعدها جماعته الخاصة التي قامت بدور مماثل لدور الصعاليك، يأخذون من الأغوات والأغنياء ويوزعون ما يأخذونه على الفقراء، حتى أنه وزع أراضي "عبدي آغا" على سكان القرى التي كان يسلبها ما تنتجه من قمح.
يتم مطاردة "الناحل وحشتة وايراز" وتطويقهم في الجبل، تصاب "حتشة" بطلقة في صدرها تفقد الحياة على أثرها، يقرر "الناحل" بعدها الاستسلام للقوات "العريف عاصم" لكن "عاصم" بعد أن يعرف أن استسلامه جاء بعد أن فقد زوجته، ويهدف بهذا الاستسلام حماية مولوده الجديد، يقرر أن يبقيه طليقا، فيطالب من "الناحل" أن يطلق عليه الرصاص بعد أن يخرج الكهف، ليدعي بأن "الناحل" خدعه في إعلان استسلامه وهو يحاول قتله، وهنا تأخذ "ايراز" طفل "الناحل وحتشة" وتذهب به إلى أحدى القرى، ليواجه "الناحل" الدرك ويستمر في مواجهة ظلم الإقطاعيين، منتظرا العفو العام الذي تطلقه الدولة بمناسبة الإعلان الجمهورية التركية، يتم إعلان العفو، يقرر "الناحل" تسلم سلاحه للدرك ليكون حرا طليقا، لكن أحدى النساء تسمعه كلاما يجعله يعدل عن قراره، فهناك خمس قرى تلقي أملها عليه، وعلى دوره في تخليصها من ظلم الأغوات، فيقرر أن يقتل "عبدي آغا" ليخص القرى الخمس منه ومن شره، وليبقى مطاردا، مطلوبا من جديد، مفضلا مصالح العامة من الناس على مصالحه الشخصية، حيث يرغبون/يريدون أن ينعموا بحياة عادية/سوية بعيدا عن ظلم "عبدي آغا" وجبروته، وهذا ما يجعل "الناحل" بطلا شعبيا ينكر ذاته في سبيل الآخرين.
الإقطاع
هذا ملخص للرواية، لكن لا بأس أن نتوقف قليلا عند بعض تفاصيلها وما جاء فيها، ونبدأ من الظلم والظلام وكيف كانوا يستولون على الأراضي: وأصبح العشرون هكتارا من الأرض التي يملها علي صفا ثلاثين هيكتار، منذ السنة الأولى، ولم تكف عن الزيادة في السنوات اللاحقة...فأصبحت خمسة وثلاثين ألفا، أربعين ألفا، خمسة وأربعين ألفا، خمسين ألفا.. وأحد وخمسين ألف هكتار... وأصبح الفلاحون الذين لا أرض لهم مرابعين لدى علي صف، وعمالا في أرضه الخاصة" 319و32، أما كيف كانوا يعاملون الناس: "إنه يستخدم الفلاحين كأنهم أرقاء وأنه يتركهم يموتون جوعا، وأن الناس جميعا يموتون في الشتاء جوعا، ويقال لأن أحدا لا يستطيع الزواج دون إذنه، وأن أحدا لا يستطيع الخروج من القرية، ويقال إن عبدي آغا يضرب الناس بعصاه في القرية، وإنه يسن القوانين في خمس قرى، وأنه الملك، يعمل ما يحلو له" ص73، هذا ما يفعلونه وقت تكون السطوة لهم، لكن عند الخطر نجدهم يفرون، يهربون، يختفون، يتمسكون بالشعائر الدينة لتنجيهم من الخطر المحدق بهم: "ويتساءل المرء ما الذي يجعله يقف ضد عجوز مثلي! كما لو إنني لم أضع بعد رجلا في القبر! فأنا لا أقضي وقتي إلا في الصلاة والسجود، ما الذي يهمني من الشئون الأرضية؟ ولكنني أدركت أنه سيأتي إلى القرية وسيقتلني" ص324، هذا ما قاله "عبدي آغا" ل"علي الصفا" ليجذبه إلى صفه، ويجعله ينتقم له من "الناحل" فله نفوذه عند مدير الناحية، ويستطيع أن يجعل الدرك يلاحقون "الناحل" ويمنعونه من التمادي في مطاردة "عبدي آغا".
الطرح الطبقي
ما دام هناك إقطاع فلا بد من وجود طرح للصراع الطبقي، من هنا وجدنا بطل الرواية "الناحل" ينحاز للفقراء والمظلومين ضد الظلام والمستغلين للناس، أول وصية نظرية أخذها "الناحل" كانت من "سليمان" الذي يمثل المعلم له والناصح: "ففي كلا الحالتين يوجد رؤساء، أما الأخرون فأرقاء، وأرقاء من أحط الأنواع...الرؤساء يعيشون كالبشر، أما الأخرون فكالكلاب...أنت ستصبح رئيسا، ولكن لا تعامل الآخرين كأرقاء" ص135، من هنا تنامى هذا الصراع في "الناحل" حتى وصل إلى حالة العمل والفعل، فقام بتوزيع أراضي الخمس قرى المملوكة "لعبدي آغا" على الفلاحين: ما رأيك لو ملك كل شخص الأراض التي يحرثها؟ ص337، وهذا ما فعله "الناحل" بعد أن اصبح "عبدي آغا" طردا له، فهو بطل اشتراكي بكل معنى الكلمة، فقد تم تطويره نظريا من خلال "سليمان" وقام بتوزيع أملاك "عبدي آغا" على الناس، وهذا ما جعلهم يرون فيه بطلا ومخلصا وحاميا لهم.
الرواية من منشورات دار الفارابي، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 1981



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجديد في كتاب -مذكرات الأرقش- ميخائيل نعيمة
- المكان والإنسان في رواية -عين التينة- صافي صافي
- المنطقة العربية في كتاب -الوحدة العربية هل لها من سبيل- منيف ...
- جمالية الشكل والمضمون في كتاب -من حديث أبي الندى- إبراهيم ال ...
- سورية الجديدة (5) وما أرسلناك إلا قاتلا للسوريين
- نقد الذات في رواية شامة سوداء أسفل العنق
- الماضي في رواية جبل التاج لمصطفى القرنة: قراءة نقدية
- التحدي في -كفاح كفاح- كفاح الخطاب
- ية والواقع في رواية -العاشق الذي ابتلعته الرواية- أسيد الحوت ...
- الإنجليز وعملائهم في مذكرات صلاح الدين الصباغ
- المبدئي والمرتد في مسرحية الدكتاتور جول رومان، ترجمة عبد الم ...
- فلسفة الكرة وجمال الأدب: قراءة في عالم «الطريق إلى المرمى»
- بين فلسفة الكرة وجمال الأدب: قراءة في عالم «الطريق إلى المرم ...
- الشاعر في قصيدة -حملت حروفي- أحمد الخطيب
- سلاسة التقديم في بكائيات غزة ميسون حنا
- العالم في قصيدة -نصفان: مأمون حسن
- صلاح أبو لاوي في صباح الحرية
- الصراع في ومضة -الولد الجني- المتوكل طه
- صيغة السرد والمضمون -ال...هو/ القاروط/أيوب- في رواية -الكوان ...
- اليهودي في رواية -كوانتوم- أحمد أبو سليم


المزيد.....




- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...
- كتاب -رخصة بالقتل-.. الإبادة الجماعية والإنكار الغربي تحت مج ...
- ضربة معلم من هواوي Huawei Pura 80 Pro.. موبايل أنيق بكاميرات ...
- السينما لا تموت.. توم كروز يُنقذ الشاشة الكبيرة في ثامن أجزا ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الإقطاع في رواية -ميميد الناحل- ياشار كمال، ترجمة إحسان سركيس