أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - جمالية الشكل والمضمون في كتاب -من حديث أبي الندى- إبراهيم السامرائي














المزيد.....

جمالية الشكل والمضمون في كتاب -من حديث أبي الندى- إبراهيم السامرائي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8281 - 2025 / 3 / 14 - 01:42
المحور: الادب والفن
    


أهمية الكتاب الأدبي تكمن في مضمونه، وفي الشكل والأدبية واللغة التي تحمل المضمون/الفكرة، وهذا ما نجده في هذا الكتاب الشيق والممتع، فقد أستطاع الكاتب أن يمرر آراءه من خلال استحضار شخصية "أبي الندى" التي حاورها في العديد من القضايا الأدبية، فعلى سبيل المثل نجده يعالج الجوائز الأدبية، وكيف أنها تعطى لمن لا يستحقونها، وإذا علمنا أن الكتاب صادر في عام 1986 نصل إلى أن إثارة قضية الجوائز كان مطروحا منذ عقود، وأن هناك توافق واتفاق بين الأدباء على أن الجزائز لا تعطى لمستحقيها، وإنما تخضع لمعايير ومقاييس أخرى، كما تحدث عن سرقة الكتب، سرقتها المادية، وسرقتها الفكرية/المعرفية، وفي الحالة الأولى (غفر) لمن يسرق الكتب، بينما في السرقة المعرفية والعلمية أدان السارق، وقد نوه الكاتب إلى أهمية الكتب القديمة وكيف يتعامل معها من يعرفون قيمتها، من خلال حديثه عن بيع كتب قديمة في مزاد علني، وكيف أن البائع رفض بيع الكاتب تلك الكتب مع أنه دفع أعلى سعر، وعندما سأل الكاتب البائع عن رفضه إتمام البيع، أجاب البائع: "سأحرم ـ أنا المنادي ـ من فوائد هذه الكتب، وما تعود به علي في "نداء" قابل، ولكني أعطيها إلى غيرك من أبناء البلد لتعود إليّ يوما أنادي على بيعها فيكون لي منها فوائد أخرى" ص192، وتناول أيضا المؤتمرات العلمية وكيف أنها (فارغة) من العلم، وما هي إلا تجمعات لا تقدم ما يفيد العلم أو العلماء، كما تحدث عن الألقاب (دكتور) وكيف أنه هاجس العربي، حتى لو كان حامل اللقب فارغ من الجوهر، بينما في الغرب يكون الفعل وما يقدمه الأستاذ من أبحاث ومعرفة، هو الحكم والمعيار للحكم على إبداعه وحصوله على اللقب، وتحدث عن الشكل والمضمون من خلال قراءة القرآن الكريم، حيث وجد أن العديد من القراء ما هم إلا معجبين بأصواتهم كحال المغنين، ولا يتقنون فن تلاوة القرآن الكريم، كما تحدث عن المعاصرة ولتراث وكيف أنهما يلتقيان لخدمة الأدب، وتحدث عن التجديد في الأدب والفن وأكد أن ليس كل تجديد مفيد، أو ينم على دراية ومعرفة ممن يستخدمون هذه المعاصرة/الحداثة، وأن هناك متسلقين أدبيا وفنيا، يهربون إلى الأمام تحت شعار المعاصرة والحداثة، وتحدث عن عقدة العربي وفتنته بالغرب، مشيرا إلى أن الثقافة الغربية متغيرة وغير مستقرة، مستندا على موقف الغرب من الرقص الشرقي الذي انتقدوه، بقولهم إنه (إثارة للجنس)، وبعدها أخذوا يمارس هذا الرقص على أنه فن.
إذن الكتاب مفيد على صعيد المضمون والأفكار التي يطرحها، ولكن الأهم من هذا هو اللغة التراثية التي استخدمها الكاتب، فنجده يقدم أفكاره من خلال لغة أدبية تراثية لافتة: "فكم من أديب قد نال هذا "السحت" الذي أوصى به "نوبل" ـ لا غفر الله له ـ قد طوته السنون فلا يذكره لناس ولا يعرف المتأدبون شيئا من صحائفه السود" ص32، فهذه اللغة هي الجاذبة واللافتة في الكتاب، كما أن طريقة تسلسل المواضيع وتتابعها كان مميزا: "قلت رضى الله عنك شيخي أبا الندى، لقد أتعبتك وسعيت إليك وأنا واثق أني حملتك على الخوض في هذه الخطوب من شجون حديثنا، فهل لي أن أطمع منك بلقاء قريب؟
لا تثريب عليك فإن بي حاجة إليك، وإن لقاء بيننا لأعظم عندي درجة من كثير مما أضطرب فيخ سحابه اليوم من شؤون الناس، وإلى لقاء قريب وسلام عليك" ص74، هكذا كان الكاتب ينهي حواره مع نديمه، وهذا ما جعل القارئ يتابع الحديث بشوق ومتعة.
الكتاب من منشورات واسط للنشر، العراق، بغداد، الطبعة الأولى 1986.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية الجديدة (5) وما أرسلناك إلا قاتلا للسوريين
- نقد الذات في رواية شامة سوداء أسفل العنق
- الماضي في رواية جبل التاج لمصطفى القرنة: قراءة نقدية
- التحدي في -كفاح كفاح- كفاح الخطاب
- ية والواقع في رواية -العاشق الذي ابتلعته الرواية- أسيد الحوت ...
- الإنجليز وعملائهم في مذكرات صلاح الدين الصباغ
- المبدئي والمرتد في مسرحية الدكتاتور جول رومان، ترجمة عبد الم ...
- فلسفة الكرة وجمال الأدب: قراءة في عالم «الطريق إلى المرمى»
- بين فلسفة الكرة وجمال الأدب: قراءة في عالم «الطريق إلى المرم ...
- الشاعر في قصيدة -حملت حروفي- أحمد الخطيب
- سلاسة التقديم في بكائيات غزة ميسون حنا
- العالم في قصيدة -نصفان: مأمون حسن
- صلاح أبو لاوي في صباح الحرية
- الصراع في ومضة -الولد الجني- المتوكل طه
- صيغة السرد والمضمون -ال...هو/ القاروط/أيوب- في رواية -الكوان ...
- اليهودي في رواية -كوانتوم- أحمد أبو سليم
- الأسر والأسرى في كتاب -حسن اللاوعي- إسماعيل رمضان
- -إضاءات على رواية المعتقلين الأدباء في المعتقلات الإسرائيلية ...
- الثورة في ديوان -أعرني بعض إيمانك- فكري القباطي
- صلاح أبو لاوي والموت


المزيد.....




- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...
- كتاب -رخصة بالقتل-.. الإبادة الجماعية والإنكار الغربي تحت مج ...
- ضربة معلم من هواوي Huawei Pura 80 Pro.. موبايل أنيق بكاميرات ...
- السينما لا تموت.. توم كروز يُنقذ الشاشة الكبيرة في ثامن أجزا ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - جمالية الشكل والمضمون في كتاب -من حديث أبي الندى- إبراهيم السامرائي