أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - أنت النبي وهم المنكر في قصيدة -وحدك- أحمد الخطيب














المزيد.....

أنت النبي وهم المنكر في قصيدة -وحدك- أحمد الخطيب


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8324 - 2025 / 4 / 26 - 01:36
المحور: الادب والفن
    


" وحدك الآن تحمل شمس البطولةِ
والمرجفونَ على عتبة البيتِ يمضون ليلًا
طويلًا
وهم يرقصون (ك) نجوى
وحدك الآن تغزو الجهاتِ، هنا
وهناك،
وهم
طارئونَ
فلا ضيرَ
أنت النبيّ الذي جاء في
رقصةٍ سوف تُروى
تقول إذا ما اقتنصت العدوَّ، هنا، ولّعتْ
واستدرتَ إلى الأرض
تقرأ سِفرَ الكرامةِ مِنْ غير شكْوى"
أحيانا يكتب الأديب/الشاعر نصا يتجاوز زمن كتابته، ويمكن إسقاطه/أخذه إلى أحداث أخرى قادمة، أو مكان آخر، اللافت في هذه القصيدة المسافة بين أنت المخاطب، وهم النكرة، فرغم أن الشاعر يعرّفهم بأل التعريف "المرجفون"، إلا أن أعمالهم/أفعالهم غير فعاله: "يمضون"، ومحدودة بالمكان: "عتبة البيت، وبالزمن: ليلا، يرقصون، فزمن الرقص مهما كان سيبقى لساعة أو لساعتين أو ثلاث ساعات على أكثر تقدير، وإذا ما قارنا أفعالهم ـ رغم أنهم جمع وكثرة ـ بأفعال وأعمال "أنت" المفرد، سنجد هوة سحيقة، فأنت تحمل شمس البطولة، والشمس تتناقض مع الليل، تناقضا زمانيًا: "نهار وليلا" وتناقضا مكانيا: "الجهات/عتبة البيت" وتناقضا أدبيا: فهم يقومون بفعل رجعي/ورائي: "يمضون" وفعل تافه: "يرقصون" والجمالية النصف الأول من القصيدة تكمن في أن الشاعر أعطى: "أنت" المخاطب رمزية أدبية: "تحمل شمس البطولة، تغزو الجهات، وهذا يوصل للمتلقي فكرة عن الحجم الحقيقي/الواقعي لأنت وهم.
ونلاحظ أن الشاعر يغيّب "هم" تماما من النصف الثاني من القصيدة، وهذا التغيب يحمل أكثر من دلالة، دلالة متعلقة بالشاعر الذي قرف/اشمئز منهم، فأراد تغيبهم وعدم ذكراهم، ودلالة أدبية متعلقة بالمتلقي، فبعد أن علم/عرف الشاعر أنهم يتمثلون غصة له، أراد أن يزيلهم لكي لا ينغّصوا على القارئ كما نغّصوا عليه، ودلالة متعلقة بالقصيدة نقسها، فأدبيا لا يحبذ استخدام أو ذكر أشخاص/أفعال/ألفاظ بذيئة، وهل هناك أقذر من "المرجفين" ومن أفعالهم يمضون، .
واللافت في النصف الثاني من القصيدة أنه جاء تمجيدا لأنت وتعظيما، من خلال ذكر المحاسن: "أنت النبي، تقول، تقرأ" حيث نجد ديمومة "أنت النبي" من خلال: "تقول، تُروى، تقرأ" بمعنى أننا أمام نبي (حقيقي) رفع ذكره واستمر من خلال "تقول، تروى، تقرأ" فأهمية النبي تكمن في تعاليمه، في قوله، في الفكرة التي يقدمها لنا، وفي السلوك الأخلاقي والقدرة على الجلد والصبر، من هنا ختم الشاعر القصيدة: "تقرأ سفر الكرامة من غير شكوى" وهذا يؤكد (حقيقة) أنت النبي الذي لا يشتك رغم العبء الكبير الواقع على كاهله، ورغم أنه يقوم بالفعل/بالعمل لوحده.
ونلاحظ امتعاض الشاعر من "المرجفين" من خلال استخدام اسم الإشارة "هم"، فبدا وكأنه لا يريد ذكرهم لهذا أنكرهم من خلال "هم" التي استخدمها مرتين، بينما "وحدك/أنت" استخدمها ثلاث مرات، وهذا يعطي إشارة للقارئ باستمرار وجود "وحدك/أنت" قوة حضوره.
وإذا ما توقفنا عند "هنا" سنجدها متعلقة بالمعركة/بالحرب، ففي البداية جاءت متعلقة بغزو الجهات، وبالثانية متعلقة بالعدو، وهذا يعطي المتلقي فكرة عن طبيعة "وحدك/أنت" المجاهد المقاتل من أجل الكرامة التي أخذت السفر المقدسة "سفر الكرامة" وهذا يجعل جهاد ونضال "أنت" مقدسا، وعلينا نحن المتلقين لرسالة "النبي" أن نتبعه في جهاده ونضاله، وأن لا نتركه وحيدا لكي لا نكون "كالمرجفين" فيلعننا اللاعنون.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب في كتاب -التاريخ فكرا استراتيجيا- باسيل ليد هرت تعريب ...
- حاجتنا إلى عبقرية لينين
- إلى أين تذهب المنطقة العربية
- عقم الثورة في رواية -قصة مدينتين- شتارلز دكنز، ترجمة صوفي عب ...
- الدبية في غار الإخلاص محمد علي ضناوي
- الإقطاع في رواية -ميميد الناحل- ياشار كمال، ترجمة إحسان سركي ...
- الجديد في كتاب -مذكرات الأرقش- ميخائيل نعيمة
- المكان والإنسان في رواية -عين التينة- صافي صافي
- المنطقة العربية في كتاب -الوحدة العربية هل لها من سبيل- منيف ...
- جمالية الشكل والمضمون في كتاب -من حديث أبي الندى- إبراهيم ال ...
- سورية الجديدة (5) وما أرسلناك إلا قاتلا للسوريين
- نقد الذات في رواية شامة سوداء أسفل العنق
- الماضي في رواية جبل التاج لمصطفى القرنة: قراءة نقدية
- التحدي في -كفاح كفاح- كفاح الخطاب
- ية والواقع في رواية -العاشق الذي ابتلعته الرواية- أسيد الحوت ...
- الإنجليز وعملائهم في مذكرات صلاح الدين الصباغ
- المبدئي والمرتد في مسرحية الدكتاتور جول رومان، ترجمة عبد الم ...
- فلسفة الكرة وجمال الأدب: قراءة في عالم «الطريق إلى المرمى»
- بين فلسفة الكرة وجمال الأدب: قراءة في عالم «الطريق إلى المرم ...
- الشاعر في قصيدة -حملت حروفي- أحمد الخطيب


المزيد.....




- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...
- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - أنت النبي وهم المنكر في قصيدة -وحدك- أحمد الخطيب