أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -حكايات خريفية-* للفلسطيني حامد حج محمد رواية الغياب بامتياز














المزيد.....

-حكايات خريفية-* للفلسطيني حامد حج محمد رواية الغياب بامتياز


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 20:45
المحور: الادب والفن
    


الفلسطيني يعيش حالة خريفية شبه دائمة، ويعود ذلك لوجود الاحتلال الذي يمثل أكبر شر يقع على الإنسان، فرغم أن السارد يتحدث عن غيابات لأسباب اجتماعية/ عادية "هند، عبير، أبو حسان، خالد" إلا أن مضمون الرواية وفكرتها الأساسيةـ الغيابـ تعكس ما يتعرض له الفلسطيني من تغييب، من هنا تحدث السارد عن غياب الإنسان وغياب المكان وجعل الزمن هو الباقي/ المنتصر، فهو بهذا الطرح يشير إلى وجود احتلال استيطاني يسعى للقضاء على البشر والاستيلاء على الأرض، وهذا ما يجعلنا نقول: الرواية تتجاوز ما تطرحه من غيابات اجتماعية، إلى الغيابات بسبب الاستشهاد أو الأسر، من هنا توقف السارد كثيرا عند الأسير "أبو عوض" الذي كان حاضرا ومؤثرا أكثر من الطبيعية والحبيبة.
السرد الروائي
جاء السرد الروائي بمجمله من خلال أنا السارد ـ إذا ما استثنينا رسالة الحبيبة، صفحة واحدة فقط ـ وأكثر من هذا تحدث السارد للقارئ مباشرة، مشيرا إلى الرابط بينه وبين الكاتب حينما قال: "عزمت أخيرا على ترك الماضي والاستعداد لما بعد رحيل أبطالي، اتجهت إلى التفكير بالمكان الذي أنجبهم، سأحاول فهم المكان (الحارة) هل انتصر المكان في قصتي؟ هل هزم كل الأبطال وكل عناصر قصتي؟ أم أن هناك أبطالاً بإمكانهم هزيمة المكان؟" ص 17، فهنا تم تكسير وتيرة السرد الروائي، وتعريف القارئ بما عزم عليه السارد من قتل أبطال الرواية وإحياء المكان، لكننا نجده يميت المكان أيضا، ويجعل الانتصار من نصيب الزمان: "وأخيرا تعرض المكان للهزيمة الحقيقية في قصتي، وأثبت الزمان أنه لا بد منتصر" ص 39، هذه الفقرة تقودنا إلى ما يحمله السارد في العقل الباطن، تقودنا إلى الاحتلال الذي يستولي على الأرض ويغير معالمها ويزيل منها كل أثر متعلق بوجود الفلسطيني فيها، من هنا تم هزيمة المكان كما هزم الإنسان: أوشك المكان أن يهزم كل الأبطال، لكنه فشل أخيرا لأن هناك من هزمه، هناك من كان أقوى منه بكثير، الزمان انتصر مرارا حين دمر مكاني وحارتي وانتصر عليهما، وخطف أغلى أشيائي في لمح البصر، وطردني من مكاني وخطف أبطالي" ص 70 و71، إذا ما توقفنا عند المقاطع السابقة نجد أن السارد يستخدم لفظ "أبطالي" وهذا له علاقة بالشخصيات المثلى التي تأثر بها السارد، مما جعله يكرر الفكرة وبعين الألفاظ، فمن أول الرواية حتى نهايتها كانت شخصيات "أبو حسان، خالد، عبد اللطيف" حاضرة في الرواية، وبعد نصف الرواية دخل "أبو عوض" كشخصية فاعله ومؤثرة في السارد، حتى أن ذكره تجاوز ذكر الحبيبة والطبيعةـ وهذا أمر سنتوقف عنده لاحقا.
المكان
المكان في الرواية مكان ريفي عام، لم يتم تحديده، لكن السارد يذكر مدينة نابلس، ومدينة رام الله خلال أحداث الرواية، وهذا الأمر يستوقفنا ويجعلنا نتساءل: ما الغاية من (تعميم) مكان الأحداث؟ ألم يكن من الأجدى أن يتم تسمية المكان وتحديده، لأن ذلك يخدم فكرة تمسك الفلسطيني بالمكان؟
فكرة الرواية
فكرة الرواية تقوم على الغيابات التي تلاحق السارد، فكل من أحبهم ذهبوا ورحلوا: "أبو حسان، هند، عبير، خالد" كما أن السارد نفسه غادر المكان: "أنا رحلت مجبرا وظل الحلم بداخلي للعودة إلى المكان، وأبو حسان رحل مختارا مضيعا كل حقوقه وأمكنته المشروعة" ص 82، وهذا ما يجعل العنوان "حكايات خريفية" منسجماً مع متن الرواية وأحداثها.
الأنثى
يتحدث السارد في بداية الرواية عن تأثره بغياب "هند" التي قررت الزواج ومغادرة المكان، ثم يتحدث عن تعلق أختها "عبير" به، لكنها أيضا غادرت، بعدها يحدثنا عن "ساحرته" التي خصته برسالة جاءت بلغة أنثى حقيقية، لغة مغايرة تماما للغة الرواية، حيث يجد المتلقي متعة متناهية في قراءة تلك الرسالة، رغم أنها صفحة واحدة.
من هنا كان على السارد فتح المجال أمام "هند وعبير وساحرته" ليتحدثن بلغتهن ويسمعننا أصواتهن، لا أن يبقى صوتهن، صورتهن مقيدة بما يقوله هو عنهن، فهذا (دكتاتورية ذكورية) تضر بالعمل الروائي، وتجعله محاصراً/ ضيق الأفق.
وهنا نذكر بأن السارد (تغزل) كثيرا بشجرة الكينا، حتى أنه ذكرها في أكثر من موضع وفصل، وهنا نسأل: هل يعود ذلك إلى الرقابة الذاتية التي وضعها السارد على نفسه، فجعله العقل الباطن يستعيض عن الحرمان من امرأة حقيقية، إلى اللجوء إلى شجرة الكينا كأنثى؟
ونلاحظ حضور "أبو عوض" كان ساطعا جدا، فرغم أن السارد ذكره ضمن الأحداث المتعلقة بالأسر، وما يعانيه الأسير من قسوة ومضايقات، فكان الأجدر أن يتم الاستعانة بعناصر الفرح المتمثلة: بالمرأة/ بالأم، بالطبيعة، بالكتابة، بالتمرد، لكنه أبقى ذكر ساحرته هامشيا، وأحيانا تحدث عن أثر الطبيعةـ لكن دون أن يعطيها حقها ومكانتها كعنصر تخفيف ـ وأبقى "أبو عوض" حاضرا ومؤثرا حتى نهاية الرواية، حتى أنه أعطاه فصلا كاملاـ آخر فصل في الروايةـ كل هذا أخلّ في إقناع المتلقي أنه أمام شخصية منسجمة مع ذاتها، مع معاناتها، وجعله يشعر أن أمام شخصية محاصرة بالغياب، بالهزائم، حتى أنها تحاصر ذاتها، مما جعلها (عاجزة) عن إظهار مشاعرها، فكانت الخريفية جزءاً من تركيبتها ولغتها وطريقة عرضها للشخصيات النسائية.
* الرواية من منشورات دار غراب للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى، 2025.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -خبايا الرماد- لجهاد الرنتيسي ... رواية الأحداث السياسية
- الواقع اللبناني والعربي في كتاب -هذه وصيتي- كمال جنبلاط
- حول كتاب -المثقف في صورة نبي-* للكاتب فراس حج محمد
- التغريب في قصيدة -قصر طائر!- سامي البيتجالي
- صدى الأصوات في قصيدة -أصرخ- أحمد الخطيب
- أدب المقاومة في مجموعة -وقال الطائر الذبيح لا- سمير عزت نصار ...
- المخابرات في رواية -من جبل الجرف إلى تل أبيب- أشرف مسعي
- الطبيعة والمجتمع في قصيدة -البازلت- سامر كحل
- صكوك غفران للأموات
- ثورة الدروز وتمرد دمشق، الجنرال اندريا، ترجمة حافظ أبو مصلح
- الإيجابية في رواية -أحلام القعيد سليم- نافذ الرفاعي
- ثورة ال1936 في كتاب ثورة الفتى العربي رئيف خوري
- المعرفة والعرب في رواية ثورة القبور علي شلق
- أنت النبي وهم المنكر في قصيدة -وحدك- أحمد الخطيب
- الحرب في كتاب -التاريخ فكرا استراتيجيا- باسيل ليد هرت تعريب ...
- حاجتنا إلى عبقرية لينين
- إلى أين تذهب المنطقة العربية
- عقم الثورة في رواية -قصة مدينتين- شتارلز دكنز، ترجمة صوفي عب ...
- الدبية في غار الإخلاص محمد علي ضناوي
- الإقطاع في رواية -ميميد الناحل- ياشار كمال، ترجمة إحسان سركي ...


المزيد.....




- 37 مليون جنية في أسبوع واحد بس! .. ايرادات فيلم مشروع اكس بط ...
- -أريد موتًا صاخبًا لا مجرد عدد-.. ماذا قالت بطلة فيلم وثائقي ...
- هونر تشعل المنافسة بين الهواتف العملاقة بهاتفها HONOR X9c ال ...
- -صحفيو غزة تحت النار-.. فيلم يكشف منهجية إسرائيل في استهداف ...
- شاهد/استقبال حافل بالورود للفنان الايراني همايون شجريان في ا ...
- ايران وحق تخصيب اليورانيوم.. والمسرحيات ا?مريكية الاسرائيلية ...
- “متفوتش الحلقة الأخيرة” القنوات الناقلة بجودة عالية القنوات ...
- ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 100% على صناعة الأفلام السينما ...
- أهالي غزة يجابهون الحرب بالموسيقى وسط الدمار والحصار
- تطلعات الأغنية العربية بين الإبداع الفني والبحث عن التجديد و ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - -حكايات خريفية-* للفلسطيني حامد حج محمد رواية الغياب بامتياز